] ناشونال إنترست: إيران ليست الشرير الوحيد.. ومنطقة الخليج فقدت أهميتها الإستراتيجية لأمريك - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الثلاثاء 28 أيار (مايو) 2019

ناشونال إنترست: إيران ليست الشرير الوحيد.. ومنطقة الخليج فقدت أهميتها الإستراتيجية لأمريك

الثلاثاء 28 أيار (مايو) 2019

نشر موقع “ناشونال إنترست” مقالا للزميل في مؤسسة “ديفنس برايورتز” بعنوان “لا تؤمنوا بضجيج الحرب مع إيران” وقال فيه إن نشر مقاتلة بي52 في منطقة الخليج وتزايد المخاوف من قيام الميليشيات الموالية لإيران بعمليات ضد الولايات المتحدة وأصدقائها في المنطقة، يعني أن البلدين يقفان على بعد خطوة من حرب شاملة تندلع بسبب سوء في الفهم. وهي بالضرورة حرب لا يريدها أي منهما. وأضاف أن صعود كل من مستشار الأمن القومي جون بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو اللذان قضيا ردحا من الزمن وهما يدعوان لتغيير النظام الإيراني، ساعد على إثارة حالة من التصعيد غير ضرورية، في وقت يفضل فيه الرئيس دونالد ترامب التفاوض. ويشير الكاتب إلى أن خطورة الوضع الحالي هي نتاج للسياسة الأمريكية تجاه إيران والتي عانت طوال العقود الماضية من أخطاء. ويضيف أن الدفعة ذات الآثار العكسية باتجاه الحرب مع إيران، للتخلص من أسلحتها غير المرغوبة قائمة على عقيدة لا تدعمها الحقيقة حول قوة إيران في المنطقة وموقعها الإستراتيجي وقراءة غير جيدة لما يمكن للعقوبات أو الضغط العسكري تحقيقه. ومع ذلك تريد نخبة صناع السياسة الخارجية في واشنطن خداع الشعب الأمريكي حول الشرق الأوسط وفي الحقيقة لم تتكيف المؤسسة في واشنطن مع الواقع الإستراتيجي في المنطقة. فأعضاء المؤسسة يبالغون في أهمية المنطقة ويفرطون في تعريف المصالح الأمريكية، هذا إن قاموا بتحديدها أصلا. وبالنسبة لهم فالمنطقة مهمة من الناحية السياسية والإقتصادية نظرا لوفرة احتياطات النفط. مع أن المصالح الأمريكية فيها أضيق من هذا وتقوم على تجنب أي توقف لتدفق النفط ومنع ظهور هيمنة إقليمية والتخلص من التهديدات المعادية للولايات المتحدة. وهي أهداف قابلة للتحقيق ولا تحتاج أمريكا إلا القليل كي تنجزها. فمن جهة أصبح سوق الطاقة العالمي متنوعا ويغطي مصادر بديلة. ووسعت الولايات المتحدة من انتاجها للنفط الخام. فالولايات المتحدة هي أكبر منتتج ومصدر للنفط في العالم حيث حققت رقما قياسيا في النفط الذي قدمته للمستهلك أثناء شهر شباط (فبراير)، 3.2 مليون برميل في اليوم. ولم يعد الإستيراد من الشرق الأوسط ضروريا. وماذا يعني هذا، هو أن منطقة الخليج لم تعد الموضوع الجيوسياسي للسياسة الأمريكية كما في الماضي.الأمر الثاني فهو ميل المؤسسة لتحميل إيران كل مشاكل الشرق الأوسط. فواشنطن تقول إن طهران هي أكبر داعم للإرهاب في العالم وتقوم بتمويل ودعم جماعات في لبنان والعراق واليمن وقطاع غزة. ومع أن هذا الكلام صحيح وظل جزءا من استراتيجية الأمن القومي الإيراني، وتهدف لزعزعة منافسيها وإجبارهم على إنفاق المال والمصادر الأخرى للرد. إلا أن هذا لا يعد تهديدا للولايات المتحدة. وكان هو الواقع منذ 40 عاما كما أن إيران ليست الوحيدة المتورطة في أعمال شائنة، فهناك السعودية والإمارات العربية ومصر التي قامت بأعمال خبيثة في العالم العربي. فقد قامت مصر وعلى مدى السنين بإرسال الدعم العسكري والإقتصادي للجنرال حفتر الذي شن حربا على الحكومة المعترف بها دوليا واستبدالها بنظام فردي يقوده. وتحت إدارة محمد بن سلمان ارتكبت السعودية سلسلة من الجرائم التي تسببت بتعاسة الملايين. فهو من اختطف رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري. وهو من شن حرب اليمن التي دمرت بنية البلد الفقيرة وجوع الملايين من السكان وتسبب ببؤسهم. وقام بمحاصرة قطر في محاولة لتحويل الدولة الصغيرة إلى دويلة تابعة. وبالمحصلة فتحميل كل شرور المنطقة على إيران هو جدال تبسيطي، فإيران هي واحدة من عدة أنظمة تعيث الفوضى والعنف في الشرق الأوسط.الأمر الثالث، تعتقد الولايات المتحدة أنها بفرض نظام عقوبات قاس ستجبر إيران على تغيير سلوكها. فالضغوط القصوى التي فرضتها إدارة ترامب ليست جديدة، فمنذ الثورة الإسلامية عام 1979 وأزمة الرهائن الأمريكيين مارست واشنطن عقوبات مشددة على إيران. وباستثناءات قليلة أدت العقوبات والعزلة إلى دبلوماسية. ومن هنا فالضغوط الجديدة التي تمارسها إدارة ترامب هي استمرار للوضع القائم، بخلاف أن الرزمة الجديدة من العقوبات تدفع إيران للزاوية وقد تنتج في النهاية حربا أو أزمة. ومثل بقية الدول في المنطقة فقد أظهرت إيران أنها لن تخضع للضغوط الخارجية. وسيرد الإيرانيون بتحد لا استسلام. ولن تقبل الولايات المتحدة دولة تفرض عليها مطالب. ويجب ألا نفاجأ من الموقف الإيراني الرافض، فطهران استطاعت الصمود في حرب الثماني سنوات مع العراق الذي كان متفوقا عليها من الناحية العسكرية ويحظى بدعم من الغرب، في وقت كانت فيه إيران معزولة وتواجه حظرا لاستيراد السلاح. ولن تؤدي العدوانية الأمريكية ضد إيران لتغيير سلوكها بل لمعاداة ضد أمريكا، وبهذه الطريقة تبدأ الحروب. ويجب والحالة هذه على إدارة ترامب التركيز، في المدى القريب، على التخفيف من حدة التصعيد قبل أن تقود لحرب كارثية جديدة في الشرق الأوسط. ولن تتحقق مصالح الأمن القومي الأمريكية من خلال دعم على طرف في منطقة مزدحمة باللاعبين الأشرار. وفي النهاية يجب التركيز على ما هو مهم لأمريكا بدلا من التركيز على حل مشاكل المنطقة.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 44 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أحداث و متابعات  متابعة نشاط الموقع الأخبار   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

37 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 37

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28