] سوريا: انقلاب على مسلسل «دقيقة صمت» المثير للجدل بعد تصريحات سياسية عنيفة للمؤلف ضد النظام - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الجمعة 24 أيار (مايو) 2019

سوريا: انقلاب على مسلسل «دقيقة صمت» المثير للجدل بعد تصريحات سياسية عنيفة للمؤلف ضد النظام

«دقيقة صمت» يضع الداخلية السورية على مقصلة الدراما
الجمعة 24 أيار (مايو) 2019

أثارت تصريحات مؤلف المسلسل «دقيقة صمت» ردود فعل واسعة لدى متابعي العمل داخل سوريا، ظهرت تلك الردود في مئات التعليقات على فيسبوك وتويتر.
سامر رضوان كاتب قصة «دقيقة صمت» تعرض لموجة كبيرة من الهجوم السياسي بعد تصريحات سياسية أطلقها لقناة «الجديد» اللبنانية عُرضت مساء الخميس. وقال فيها إن دقيقة صمت هو ملك لكل السوريين للشارع الموالي والشارع المعارض، وهو صرخة احتجاج في وجه السلطة، التي لا تستحق هذا الشارع، حسب قوله، وأن معركته لم تكن مع السوريين، بل مع السلطات السورية.
وقال أيضاً إن سامر رضوان هو خصم للسلطة السياسية الموجودة في سوريا، وإن السلطة هي خصم له وإن مسلسل «دقيقة صمت» هو طبق رمضان في سوريا.
تصريحات سامر رضوان هذه ربما تكون قد أحرجت أبطال العمل، لكونهم مؤيدين من الدرجة الأولى للنظام السياسي، الذي يتهجم عليه، فالنجم عابد فهد أهدى قبل عدة أسابيع جائزة «الموريكس دور «، التي نالها، للجيش السوري، وكذلك فإن فادي صبيح (أبو العزم) وخالد القيش (العميد عصام) وأندريه سكاف (عطوف) هم من أبرز الفنانين المؤيدين للرئيس بشار الأسد. وربما لم يكن لهؤلاء أن يشاركوا في بطولة هذا العمل لو أنهم عرفوا أن كاتبه يحارب عبره السلطة السياسية.
أما موقع الفيسبوك فاشتعل بسجال حاد قوامه الهجوم على سامر رضوان، الذي اعتبر النشطاء أنه مارس الخديعة والمراوغة عندما لم يتحدث بكلمة واحدة ضد «النظام» طيلة فترة تصوير العمل داخل سوريا وأن السلطات السورية سمحت بتصوير العمل وقدمت كل التسهيلات لإنجازه، فيما ذهب سامر رضوان لمهاجمة تلك السلطات الآن.
وكيلة كلية الإعلام في جامعة دمشق د. نهلة عيسى كتبت أن« دقيقة صمت» هو جزء من خراب فكري وبصري عام يسود الشاشات العربية برمتها. والنفس الطائفي كان واضحاً في الحلقات الأخيرة منه، حيث سفه وشيطن طائفة بأكملها، وتابعت: سامر رضوان صور مسلسله في قرى هذه الطائفة، وأظهرها بمظهر الجاهلة والمغيبة والملعوب في عقلها ومعتقداتها، وذلك في إطار سعيه لربط النظام بالطائفة، واظهارهما باعتبارهما نسيجا واحداً.
في مقابل ذلك كتب الصحافي سومر حاتم: سامر رضوان يعبّر بطريقة حادة ومبالغ فيها ولا يراعي مشاعر أي أحد، لكنني شخصياً أتابع المسلسل وأصدق وأتقبل كل ما يمر فيه من فساد ومن جهل في الموروثات الاجتماعية، خاصة أن الحبكة منطقية على طول.
الكثير من متابعي العمل داخل سوريا ممن كانوا يتجاهلون مواقفه السياسية المناقضة لمواقفهم وينظرون لأعمال سامر رضوان من البوابة الدرامية فقط، أعادوا النظر وهاجموا سامر رضوان بعد تصريحه الأخير ضد السلطات السورية، واعتبروا أنه يُقحم الفن بالسياسة وبطريقة شخصانية، وعبّروا عن مقاطعتهم للعمل.

يسيطر مسلسل «دقيقة صمت» على مزاج المتابعة السورية للدراما الرمضانية هذا العام وتشكل أحداثه المتصاعدة حديث السوريين، الذين ينتظرون حلقاته يومياً بعد الإفطار. أما أبطالُ العمل فلهم النصيب الأكبر من الإعجاب والتدقيق من محبي الدراما في سورية.
أداء نجوم «دقيقة صمت» أثار استحساناً كبيراً لدى السوريين الذين اعتبروا أن الدراما السورية ما زالت بخير، توقف معظم الناشطين عند أداء عابد فهد (شخصية أمير)، وفادي صبيح (شخصية أبو العزم)، وخالد القيش (شخصية العميد عصام).. ولاقى أداء الثلاثي فهد وصبيح والقيش إجماعاً لدى السوريين على قوة أدائهم وبراعتهم في تجسيد الشخصيات الموكلة إليهم في عملٍ درامي حساس ومعقد من هذا النوع.
العمل يستقي حكايته من فترة ما قبل الحرب بطريقة مشوقة لطالما أن القصة تطال فساد عالم الشرطة وأصحاب النفوذ والسلطة وصناعة المؤامرات وحرب الرؤوس الحامية والكبيرة، وكيف أنهم يتلاعبون بمصائر ضحاياهم إلى حد الحكم عليهم بالإعدام قانوناً وشرعاً!
يبدو العمل مثيراً وجذاباً لكل الجمهور دون استثناء. وقد صُورت أحداثه داخل سورية. إلا أن العمل الذي كتبه المؤلف سامر رضوان أثار بعض الانقسام بين الناشطين على منصات التواصل الاجتماعي في سورية، لجهة الخلاف على شخصية الكاتب الإشكالية المحسوبة على المعارضة أو لجهة قصة العمل التي تركز على وزارة الداخلية السورية وأبطالها وكبار ضباطها.
فالكاتب سامر رضوان تعرض للهجوم من بعض المتابعين لكونه معارضا سيقدم عظيم جهده للنيل من مؤسسة أمنية يُكيل لها العداء الشخصي، حسب تقدير هؤلاء فيما ذهب آخرون إلى ضرورة عدم الربط بين مواقف الكاتب السياسية ومحتوى نصه الدرامي، الذي قدمه في «دقيقة صمت» والنصر للعمل من ناحية درامية فكرية فنية واجتماعية بعيداً عن تصنيفات المعارضة والموالاة. أما قصة العمل فكانت أيضاً مضماراً للسجال بين السوريين النشطاء على فيسبوك، حيث ذهب البعض إلى أن العمل يحمل شحنات مبالغا فيها لجهة تقديم وزارة الداخلية على أنها وِكر للمؤامرات والفساد والتحكم بمصائر الناس، وأن العمل يبالغ في تصوير حالة البطش وانتهاك القانون وسيطرة السلطة المطلقة لأسباب سياسية، فيما يردّ آخرون من المعجبين بأن العمل معني في تقديم إحدى صور الفساد في مؤسسة الداخلية وهو فساد موجود لا يمكن إنكاره وأبطال هذا الفساد موجودون سابقاً، كما هم موجودون الآن في تلك المؤسسة وغيرها من المؤسسات السورية.
في الأحوال كلها، نجح «دقيقة صمت» حتى الآن في دفع المشاهدين لانتظار حلقاته بلهفة يوماً بيوم، وفرض هذا العمل نفسة قصةً وإخراجاً وأداءً في وقت تزدحم فيه الفضائيات بعشرات الأعمال الدرامية، حتى الرافضين لفكرته يترقبون أحداثه بشغف غير مسبوق.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 2066 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ثقافة وفنون   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

33 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 23

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28