] ترامب لا يريد حرباً مع إيران و فريق بولتون يتلقّى صفعة أولى - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الجمعة 17 أيار (مايو) 2019

ترامب لا يريد حرباً مع إيران و فريق بولتون يتلقّى صفعة أولى

واشنطن بوست: تردد أوروبي من الحرب مع إيران.. وتحريض سعودي وحذر إسرائيلي- إماراتي
الجمعة 17 أيار (مايو) 2019

وإن لم يتلاش التصعيد تماماً في المنطقة، إلا أن حدة المواقف الأميركية بدأت تتبدد لصالح ظهور الخلافات داخل المؤسسات حول تقييم فريق بولتون ــ بومبيو للملف الإيراني، والرغبة في التصعيد. رغبة لا يلاقيها ترامب، الذي حسم أمس خياره: لا أريد خوض مواجهة عسكرية مع الإيرانيين

لم تتجاوز المنطقة بعدْ التوتر المخيّم منذ ارتفاع حدة التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران. إلا أن المؤسسات الأميركية تشهد عملية فرز بين دعاة الحرب وعدم الراغبين في خوضها، بلغت حدّ تدخل الرئيس دونالد ترامب، للتعبير عن أن القرار بيده، وأنه لا يريد هذه الحرب. انحياز صريح أكده الرجل، بعد تزايد الجدل حول المعلومات التي تواصل وسائل الإعلام الأميركية تسريبها في شأن الخلافات حول ملف إيران داخل الإدارة، وصولاً إلى خلافات حول تقييم ما اعتُبر تهديدات إيرانية لمصالح أميركية في الشرق الأوسط، ما استدعى التحرك العسكري لواشنطن. وقد حاول ترامب أخيراً نفي الأنباء عن الخلافات داخل إدارته، على قاعدة أنه صاحب القرار الأخير بعد النقاشات. لكن حجم التسريبات في شأن موقف فريق المتطرفين، على رأسهم مستشار الأمن القومي جون بولتون، لم تعد ممكنة التغطية عليه، خصوصاً أن أغلب التسريبات تتقاطع عند انزعاج مسؤولين أميركيين من دفع بولتون باتجاه الحرب.

وتتضح يوماً بعد آخر المعلومات التي استندت إليها الإدارة الأميركية لتحريك حاملة الطائرات «أبراهام لينكولن» وإرسال قاذفات إلى الخليج. ووفق معلومات صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، فإن نشر الحرس الثوري صواريخ على زوارق تقليدية خشبية في مياه الخليج كانت من بين التهديدات التي استندت إليها إدارة ترامب لتبرير الانتشار العسكري. هذه المعلومات وغيرها لا تزال ضبابية لجهة تفسير سبب التأهّب العسكري الإيراني، لكن النقاش الأميركي لا يستبعد احتمال أن تكون هذه التحركات الإيرانية بخلفية دفاعية وتحسباً للتهديدات، وهو رأي «الأوروبيين والعراقيين وأعضاء الحزبين في الكونغرس وبعض كبار المسؤولين في الإدارة» بحسب «نيويورك تايمز»، إلا أن توجهاً آخر داخل الإدارة بدا مصراً على وضع المعلومات في إطار نوايا إيرانية لضرب المصالح الأميركية.

«واشنطن بوست»: الرئيس محبط وغاضب من بعض مستشاريه

ومن المقرر أن يُطلع مسؤولون في الاستخبارات، قادة الكونغرس، على التطورات في ملف إيران، وسط ضغوط من المشرعين على الإدارة لاعتماد الشفافية، ومطالبتهم إياها بتزويد كل النواب بكامل المعلومات حول ما يجري، كما شددت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي. وفي رسالة مشتركة وجّهها أمس رؤساء ثلاث لجان في الكونغرس، إلى وزير الخارجية مايك بومبيو، ظهر اتهام واضح للخارجية بتسييس معلومات استخبارية حول إيران «عادة ما تكون موضوعية»، وأبدى الموقعون على الرسالة قلقهم حيال استغلال وتسييس المعلومات كون «تصرفات الإدارة في شأن إيران تعطي نتائج عكسية». إزاء كل ما يجري، خرج موقف ترامب بصورة أكثر عقلانية من السابق، عبر إبلاغه وزير الدفاع بالوكالة باتريك شاناهان، بأنه لا يريد خوض حرب مع إيران، وفق معلومات نشرتها «نيويورك تايمز» أمس، أشارت إلى أنها تعود إلى صباح الأربعاء. وقد عبرت بيلوسي عن ترحيبها بما اعتبرته عدم رغبة الرئيس في خوض صراع عسكري مع طهران.
ووفق تقدير شبكة «سي أن أن» الأميركية، فإن ميل ترامب نحو التعاطي الدبلوماسي بدا واضحاً بعد تصاعد التوتر، وتجلّى في لقائه الرئيس السويسري أولي ماورر، الذي تلعب بلاده دور الوسيط وممثل مصالح واشنطن في طهران، فيما لم تخرج بعد تفاصيل واضحة عن فحوى اللقاء سوى تطرقه للملف الإيراني. وانحياز ترامب هذا للدبلوماسية، على عكس بولتون وآخرين، أكدته «واشنطن بوست» هي الأخرى، في ما ينذر بخلاف مع بولتون لم يصل بعد حدّ الصدام داخل إدارة لا تعرف الاستقرار. وتضمّن تقرير «واشنطن بوست» تفاصيل حول موقف ترامب من سياسة مستشاريه حيال إيران نقلاً عن مصادر في الإدارة. وقالت المصادر إن الرئيس كان «محبطاً» من بعض مستشاريه الذين يدفعون البلاد نحو المواجهة العسكرية مع إيران، وخرق تعهده الانتخابي بالانسحاب من الحروب الخارجية المكلفة. كما كان ترامب «غاضباً» من ما رآه «تخطيطاً حربياً يتجاوز أفكاره الخاصة». وقال مسؤول كبير في الإدارة على علم بمحادثات ترامب وبومبيو وبولتون إن الرئيس «يريد الحديث إلى الإيرانيين، هو يريد اتفاقاً»، وهو منفتح على التفاوض مع الحكومة الإيرانية.
في المحصلة، يمكن الاستنتاج مبكراً أن فريق بولتون والجناح المنادي بإشعال المعركة عسكرياً تلقى أول انتكاسة لعملية إشعال التوتر، عبر مسارين تجلّيا بوضوح أمس: الأول حسم الرئيس خياره لصالح الدبلوماسية وعدم خوض حرب تعارض برنامجه الانتخابي في ما يتعلق بالتدخلات الخارجية، والثاني هو تعبير المؤسسات الأميركية عن رفض هذا الخيار وانتقادها صراحة هذا الفريق. وهي أخبار ستكون سارة لوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الذي يكرر تحذيره لترامب من «فريق الباءات الأربعة» (بولتون وبنيامين نتنياهو والمحمدان ابن سلمان وابن زايد). وأمس، ومن اليابان، ثاني محطة له في جولة آسيوية بدأها من الهند ويختمها في الصين، أكد ظريف أن بلاده تمارس «أقصى درجات ضبط النفس، على الرغم من حقيقة انسحاب الولايات المتحدة» من الاتفاق النووي، معتبراً أن التصعيد الأميركي «أمر غير مقبول ولا مبرر له». وحذّر ظريف من أن سياسة الحرب التي تتبعها «مجموعة المتآمرين ومفتعلي الحروب» ستكون بمثابة «انتحار سياسي»، وأضاف عقب لقائه نظيره الياباني أن طهران «لا تسعى إلى المواجهة، لكنها لطالما دافعت بقوة عن مصالحها، والآن تواصل العمل ذاته».

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا أعده آدم تايلور حمل عنوان “من يدعم بقوة ضربة عسكرية ضد إيران؟”. وأجاب أن منظور عملية عسكرية أمريكية ضد إيران لا تحظى بدعم دولي، فحلفاء الولايات المتحدة عبروا عن اعتراضهم علنا على الفكرة، فيما دعت القوى الكبرى مثل الصين وروسيا والاتحاد الأوروبي لضبط النفس.
ولا تحظى فكرة الحرب مع إيران بدعم وسط المشرعين الأمريكيين والذين عبر بعضهم عن السخط بسبب غياب المعلومات.
وحتى الحديث المتشدد الصادر من البيت الأبيض نسب إلى مستشار الأمن القومي المتشدد تجاه إيران، جون بولتون. فالرئيس دونالد ترامب كما أخبرت مصادر الصحيفة هذا الأسبوع “يريد التحدث مع الإيرانيين ويرغب بعقد صفقة”. ولكن هناك تحالف من الدول ربما تعاطف مع فكرة ضرب إيران وهي الثلاثي المكون من السعودية والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل.

ولم تكن مصادفة تقارب هذه الدول مع ترامب وإدارته في لحظة تسلمه السلطة، حيث رأت فيه حليفا معها ضد إيران. وبدأت الرياض بتبني نبرة تحريضية في التوتر الحاصل مع إيران.

ففي يوم الخميس، قال الأمير خالد بن سلمان، نائب وزير الدفاع السعودي، وشقيق ولي العهد محمد بن سلمان، إن هجمات الطائرات المسيرة “درون” التي شنها الحوثيون على السعودية كانت “بأمر من إيران”. وقال إن الهجوم الإرهابي جاء بأمر من طهران ونفذه الحوثيون في محاولة لإحكام الخناق على الجهود السياسية.

وكتب خالد بن سلمان في تغريدة متهما الحوثيين بأنهم “أداة في النظام الإيراني يستخدمها لتنفيذ أجندته التوسعية في المنطقة”.

ومضت الصحيفة المرتبطة بالحكومة وهي “عرب نيوز” أبعد من ذلك، عندما طلبت من الولايات المتحدة القيام “بهجوم محدد” تضرب من خلاله الأهداف المشروعة وانتقاما ضد تحركات إيران الأخيرة. وفي افتتاحيتها يوم الخميس، تحدثت الصحيفة عن الضربات الأمريكية على سوريا كنموذج للهجمات ضد إيران. وكتب علي الشهابي، مؤسس المنظمة الموالية للسعودية في واشنطن “مؤسسة الجزيرة” تغريدة ثمّن فيها الفكرة، وأن أمريكا لديها سابقة تركت أثرا فعّالا، مضيفا أن الحرس الثوري الإيراني “يجب تلقينه درسا باهظ الثمن”. ولكنه في الوقت نفسه اعترف بمخاطر العملية على السلم الإقليمي.
ويقول الكاتب إن دولا مثل السعودية داعمة لعمل عسكري ضد إيران يجب أن تقلق من النزاع. فقربها من إيران يعني أن هذه الدول تخشى أكثر من الجمهورية الإسلامية. كما أن الرد المعقد لكل إسرائيل والإمارات على التوتر يلخص هذا الوضع.

فعلى السطح دعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الموقف الأمريكي، فهو معروف بمواقفه المتشددة من إيران، التي انعكس في تصريحاته يوم الثلاثاء بمناسبة مرور عام على افتتاح السفارة الأمريكية في القدس، عندما قال: “يجب على إسرائيل وكل الدول التي تبحث عن السلام الوقوف مع الولايات المتحدة ضد العدوان الإيراني”.

وظلت إيران في مركز سياسة نتنياهو، حيث فكر عام 2011 بالقيام بعملية عسكرية من طرف واحد تستهدف المنشآت النووية الإيرانية، وما منعه هو الخوف من فشل الهجوم أو اندلاع مواجهة جديدة مع حزب الله.

أما الإمارات فقد اتخذت موقفا حذرا من إمكانية المواجهة مع إيران. فقد رفض وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش التكهن فيمن يقف وراء عملية تخريب السفن، وقال: “علينا معالجة التصرف الإيراني بوضوح وعلينا في الوقت نفسه عدم الوقوع في مصيدة النزاع”. وأضاف: “هذه هي المنطقة التي نعيش فيها وعلينا إدارة الأزمة بشكل جيد”.

وتأتي تصريحات قرقاش رغم انتقاد الإمارات لإيران ودعوتها سرا للولايات المتحدة لاتخاذ موقف متشدد منها. لكن قرب الإمارات من إيران والعلاقات الاقتصادية بينهما، يجعل من فكرة الحرب الشاملة صعبة.

ويرى الكاتب أن التحالف السعودي- الإماراتي- الإسرائيلي قام على معاداة إيران. وتخلت الإمارات والسعودية عن المعارضة التاريخية لإسرائيل، وهي التي وحدت مرة الدول العربية.

وبدلا من ذلك ركزتا على البحث عن حليف قوي ضد إيران والتهديد الواسع من الحركات الإسلامية مثل الإخوان المسلمين.

ونما التحالف في ظل إدارة باراك أوباما بعد الدعم الأمريكي للربيع العربي وتوقيع الاتفاقية النووية مع إيران. وعندما وصل ترامب إلى البيت الأبيض تقربت الدول هذه منه وكانت ناجحة في دفعه للخروج من الإتفاقية النووية وإعادة فرض العقوبات على إيران.

ولم تؤد هذه الأفعال لتركيع إيران، بل على العكس يرغب ترامب الناقد لاتفاقية أوباما بقيادة الجهود وتوقيع معاهدة مع الإيرانيين وإن كانت بالشروط التي يريدها.

وأشار إلى زيارة غير متوقعة من الرئيس السويسري أولي ماورر إلى واشنطن، حيث تمثل السفارة السويسرية في طهران المصالح الأمريكية هناك. وقامت إدارة ترامب بتمرير رقم اتصال للإيرانيين، مع أن إيران قالت إنها لن تستخدمه.

ونشرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن ترامب أخبر وزير الدفاع المعين، باتريك شانهان أنه لا يريد الحرب مع إيران. ويقول الكاتب إن منظور اتفاقية أمريكية- إيرانية يخيف الثلاثي وفي الوقت نفسه منظور حرب شاملة.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 80 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ميديا  متابعة نشاط الموقع تقارير اعلامية   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

26 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 26

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28