] كوهين وأدرعي على القنوات العربية تعزيز للتطبيع لا النقاش - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
السبت 6 نيسان (أبريل) 2019

كوهين وأدرعي على القنوات العربية تعزيز للتطبيع لا النقاش

السبت 6 نيسان (أبريل) 2019 par علي الصالح

سأخصص مقال اليوم للخوض في موضوع، أو بالأحرى قضية مهمة للغاية، قضية قديمة متجددة، قضية جرى الحديث فيها مرات، ولا بد من الخوض فيها أيضا مرات أخرى وإبقائها حية، لتسليط الأضواء على هذه الخطيئة/ الجريمة التي ترتكبها وسائل ومنابر إعلامية عربية، إنها سياسة التطبيع مع الكيان الاحتلالي باستضافة المسؤولين الأكثر تشددا في مواقفهم ضد الفلسطينيين، خصوصا والعرب عموما. والغرض من إعادة طرح هذه القضية مجددا، هو محاولة لحماية أجيال من الشباب العربي، من المعلومات المزيفة وتحريف الحقائق، والأكاذيب التي نسمعها من ضيوف الكثير من الفضائيات العربية، والعديد من الصحف ووسائل الإعلام الأخرى.
لا استطيع أن استوعب، ولا يمكن أن أتفهم أي تبرير لاستضافة الكثير من القنوات العربية، خاصة القنوات الإخبارية الكبرى والخليجية، على وجه الخصوص، لناطقين سياسيين باسم دولة الاحتلال، والأسوأ من ذلك استضافة المتحدثين باسم جيش الاحتلال، فتح الفضاء العربي لهم كي ينفثوا سمومهم وأحقادهم، مغلفة بكلام معسول عن السلام الموعود، والتحالف العربي الإسرائيلي ضد العدو الواحد، والتعاون المشترك بين التكنولوجيا الإسرائيلية ورأس المال العربي، في أوساط الشباب العربي، الذي ربما لا يعرف الكثير من التفاصيل حول قضايانا، لاسيما القضية الفلسطينية.
فتح الفضاء العربي الواسع أمامهم كي يملأوه أكاذيب ومعلومات مزيفة تخفي الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال يوميا في الاراضي الفلسطينية المحتلة، والحصار البري والبحري الذي تفرضه دولة الاحتلال على قطاع غزة، والاعتداءات اليومية أو القتل الجماعي الذي تمارسه ضد المتظاهرين السلميين هناك، وسفك الدماء والإعدامات شبه اليومية في الضفة الغربية المحتلة، فتح الفضاء العربي لكي يسمموا أفكار شبابنا ويغيروا المصطلحات في اللغة العربية.
نحن مع الرأي والرأي الآخر، ولكن فتح منابر وسائل الإعلام العربية أمام العدو، لا ينضوي تحت بند الرأي والرأي الآخر، فهذا عدو مجرم قاتل ومحتل وجزار، لذا مرفوض أن تفتح القنوات العربية منابرها أمامه.
الغرض من الرأي والرأي الآخر هو تقديم كل طرف حججه والحقائق أمام الجمهور، لإعطائه خيار الاختيار بين هذا الرأي أو ذاك، فبماذا سيأتي المتحدثون باسم دولة الاحتلال وجيشها، أمثال الصحافي اليميني العنصري أيدي كوهين، وبماذا يفيد رأي الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، غير شق الصفوف واختراقها وتلويث عقل الشباب العربي وفرض التطبيع عليه بالإكراه، وماذا نتوقع منهم أن يقولوا أكثر من»نحن دولة صغيرة وجاء الفلسطينيون لاحتلال أرضنا ومقاسمتنا هذه الدولة الصغيرة، وتدمير الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وأن جيشنا هو الأكثر أخلاقية في العالم، فهو يلتزم بقواعد الحرب، فلا يقتل شيخا ولا يحرق طفلا، ولا يستهدف مدنيا ولا يطلق الرصاص على جريح، ولا يحرق أفراد أسر وهم نيام في منازلهم، ولا يعدم شابا بصب البنزين في جوفه وإشعال النار فيه، وهم يلحقون أشد القصاص بالإسرائيليين، الذين يقدمون على مثل هذه الأفعال المشينة والدليل على ذلك الجندي أزاريا الذي أعدم جريحا وقضى في السجن بضعة أشهر فقط، ولا يقطعون شجرة، وحسب آخر التقارير فإن جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين قطعوا منذ عام 2002 نحو مليون شجرة من أشجار الزيتون وبعضها معمر، واللوز وكروم العنب، يضاف إليها نحو 550 شجرة قبل أيام في محافظة نابلس».
ونحن هنا لا نتبلى على جيش الاحتلال، ولا نتهمه جزافا بارتكاب المجازر، فقبل أيام توصل تحقيق أجرته القناة التلفزيونية الإسرائيلية «13 «، معلومات جديدة عن التوجهات الإجرامية لوزير الأمن الإسرائيلي الأسبق شاؤول موفاز، إلى نتيحة مفادها أنه مجرم حرب. فقد اعترف بعض القادة العسكريين الإسرائيليين سابقا بأن موفاز طلب منهم قتل عشرة فلسطينيين كل يوم. ويوضح الضابط بالاحتياط ميخال فاتئيل أن موفاز طلب منه ومن زملائه خلال انتفاضة الأقصى عام2000 ، قتل هذا العدد من الفلسطينيين كل يوم، غير مكترث بما إذا كانوا مسلحين أم مدنيين؟ وحسب التحقيق التلفزيوني فإن موفاز بادر في عز الانتفاضة الثانية، إلى لقاء مع قادة جيشه للتباحث في كيفية الرد على العمليات الفلسطينية. ويوضح الضابط راز الذي شارك في الاجتماع، أن موفاز طالب كل واحد من قادة الوحدات العسكرية قتل عشرة فلسطينيين يوميا في كل منطقة، وتابع في شهادته «لم يقل عشرة مخربين أو إرهابيين، بل قال عشرة فلسطينيين قتلى كل يوم».
ويرجح معد التحقيق الصحافي البارز رفيف دروكر، أن موفاز كان يدرك أن ما يطالب به ينطوي على جريمة حرب، ولذا طالب بعدم تسجيل أقواله، مشيرا إلى أن تعليماته كانت بمثابة رخصة لقتل الفلسطينيين. وقالت «هآرتس» إن ما طالب به موفاز يستحق وصفه بـ»سلوك نازي» لأن عشرة قتلى فلسطينيين في كل منطقة يوميا يعني مذبحة.
وللتذكير فقط فإن موفاز قاد عدوان «السور الواقي» على الضفة الغربية عام2002 وأصدر تعليماته باقتحام مخيم جنين وتدميره، ما تسبب بقتل عشرات المدنيين وعشرات الجنود الإسرائيليين.
وما ينطبق على استضافة مسؤولين في دولة الاحتلال وجيشها ينطبق على استضافة بعض «المفكرين العرب الجهلة والمحرفين والمطبعين»، بالله عليكم كيف يمكن أن يغني جاهل النقاش، عندما ينفي وجود فلسطين والفلسطينيين. هذا ليس إغناء للنقاش إنما تجهيل للاجيال، المسألة ليست خلافا في الرأي، فلا خلاف في الرأي في القواعد والأسس، والخيانة ليست وجهة نظر، ولا يمكن أن تكون رأيا كما التعاطي مع العدو.

العرب المطبعون والداعون له يحرفون الحقائق ويحاولون تجميل صورة المحتل، كي يبرروا لأنفسهم أفعالهم الخيانية

فالعرب المطبعون والداعون للتطبيع والمتصهينون، يحرفون الحقائق ويكذبون ويحاولون تجميل صورة المحتل، كي يبرروا لأنفسهم قبل غيرهم أفعالهم الخيانية. وبالمناسبة فإن رائد التطبيع في السعودية هو الأمير تركي الفيصل، رئيس المخابرات الأسبق، الذي برر ظهوره في صورة مع رئيس المخابرات الخارجية الاسرائيلي «الموساد» الاسبق بالقول إنها كانت للتأكيد على أن فلسطين هي القضية الأولى، هذا اسمه استخفاف بعقول البشر، وكأنه لا توجد وسيلة في عالم التكنولوجيا، والتواصل الاجتماعي يمكن تأكيد وتوضيح هذا الموقف. ولم تنحسر لقاءات الفيصل بذلك اللقاء، بل ألحقها بمصافحات و»دردشات» مع مسؤولين إسرائيليين، من بينهم نائب وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق داني أيالون ويعقوب عميدرور مستشار الأمن القومي السابق، على هوامش مؤتمرات دولية. واقتدى بالأمير الفيصل اللواء السابق في الإستخبارات السعودية، أنور عشقي رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في الشرق الأوسط، الذي يُرجّح أن يكون واجهة أكاديمية لقنوات الاتصال السعودية السريّة، ومنها تحديدًا العلاقات مع الإسرائيليين.
وتطورت اللقاءات إلى زيارات سرية لإسرائيل، قبل أن تنتقل إلى العلنية لدولة الاحتلال تحت غطاء زيارة أراضي السلطة الفلسطينية لمساعدة الأخوة الفلسطينيين، وسبر إمكانيات تحقيق السلام، وأخذت طابع العلن بزيارة عشقي على رأس فرقة من مركزه يتصدرها الدكتور عبد الحميد حكيم، اسرائيل ولقاء مسؤولين كبار في مقر الخارجية الاسرائيلية، الذي سجل «انطباعاته الجميلةً» عن الزيارة في مقابلة مع قناة «شهاب» التلفزيونية. فماذ اكتشف هذا العبقري «شوف يا عزيزي.. تكونت صورة لدى المجتمعات العربية، أن المجتمع الاسرائيلي يعتنق ثقافة الموت، ويريد سفك الدماء، وأنه مجتمع لا يريد السلام.. هذا الكلام للأسف غير صحيح، المجتمع الإسرائيلي لمست فيه انه مجتمع يعتنق ثقافة الحياة، مجتمع لديه مكتسبات يخاف عليها.. مجتمع لديه ثقافة التعايش، مجتمع يريد السلام.. المشكلة بين الطرف الاسرائيلي والطرف الفلسطيني ليست مساحات». ويضيف «الباحث» عندما تحاورنا مع السيد دروري غولد مدير عام وزارة الخارجية الاسرائيلية (سابقا) وتحاورنا مع أعضاء الكنيست واعضاء في منظمة مقاتلون من اجل السلام (تعمد عدم ذكر مسؤول العمليات في الضفة الغربية يوأف مردخاي)، لم يكن الخلاف على مبادرة السلام العربية.. وهم في المجتمع الاسرائيلي وصناع القرار يقبلون بمبادرة السلام العربية كمبدأ ولكن المشكلة هي انعدام الثقة بين الطرفين، ولن تكون هناك ثقة من دون حوار… يذكر هنا أن هذا الوفد رغم زيارته الكنيست لم يلتق أيا من الاعضاء العرب.
واختتم بالقول إن التطبيع الإعلامي العربي مع دولة الاحتلال يفوق بخطورته المصافحات بين مسؤولين عرب وإسرائيليين، فهذه المصافحات بالنسبة للغالبية العظمى تثير الغضب والاستياء والغثيان، لكن التطبيع الإعلامي وتحت راية الرأي والرأي الآخر الكاذبة، تخدير للعقل العربي وترويض له.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2331796

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

8 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 10

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28