] في تحد للوبي «الإسرائيلي»:رشيدة طليب ستترأس وفدًا نيابيًا للأراضي الفلسطينية المحتلة - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الجمعة 14 كانون الأول (ديسمبر) 2018

في تحد للوبي «الإسرائيلي»:رشيدة طليب ستترأس وفدًا نيابيًا للأراضي الفلسطينية المحتلة

الجمعة 14 كانون الأول (ديسمبر) 2018

تخطط عضو الكونغرس الأميركي المنتخبة من ولاية ميشيغان رشيدة طليّب، هي والمجموعة الصغيرة من أعضاء الكونغرس التقدميين الجدد الذين تعهدوا بتغيير الوضع الراهن في الكونغرس، لتحدي اللوبي الإسرائيلي -إيباك- الذي طالما نعم بالحرية الكاملة في ابتزاز التأييد المطلق من ألأعضاء في دعم الاحتلال الإسرائيلي واستشراء الاستيطان وممارسة الانتهاكات السافرة لأبسط حقوق الإنسان الفلسطيني تحت سلطة الاحتلال، وذلك عن طريق قيادة وفد نيابي (من النواب الجدد) للقيام بجولة لأعضاء الكونغرس الجدد لزيارة الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية والقدس الشرقية للتعرف على أوضاع المواطنين الفلسطينيين تحت الاحتلال، والاطلاع بشكل مباشر على معاناتهم اليومية المتعددة الجوانب على يد سلطات الاحتلال.

وتعد جولة النائبة طليب المخططة للصيف المقبل، توبيخًا سريعًا للتقاليد التي تعود إلى عقود من الزمان بالنسبة للأعضاء المنتخبين حديثًا ، حيث كانت هذه المبادرة حكرا للوبي الإسرائيلي “إيباك” التي تنظم الجولات للنواب الجدد لزيارة إسرائيل والانغماس في الرواية الإسرائيلية دون معرفة أي شيء عن معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال.

وطالما تعاملت منظمة “إيباك” القوية بأموالها وبناها التنظيمية التحتية مع النواب الجدد، كحديقة خاصة بها ، تحت رعاية ذراعها التعليمي التي عادة ما يتم جدولتها خلال أول عطلة في شهر آب من كل جلسة تشريعية (كل عامين) .وتتضمن الجولة التي تنظمها “إيباك” كل سنتين وتستغرق أسبوعًا في إسرائيل، اجتماعات مع شخصيات إسرائيلية رائدة في مجال الأعمال والحكومة والجيش. ويقر المؤيدين والمعارضين الذين يعرفون تفاصيل هذه الجولات كل عامين ، بأن أثرها على النواب الجدد قوي جدا في حشد التأييد لإسرائيل وسلطات الاحتلال الإسرائيلي ومشاريع الاستيطان.

وقد قاد النواب الجدد في الجولات السابقة لإسرائيل التي تنظمها إيباك في السنوات الأخيرة ،كل من زعيم الأغلبية القادم ، النائب الديمقراطي ستيني هوير ، من ولاية ميريلاند وزعيم الأقلية القادمة ، الجمهوري كيفين ماكارثي ، من ولاية كاليفورنيا.

يشار إلى أن رشيدة طليب هي أول امرأة أميركية فلسطينية تنتخب للكونغرس ، وتأمل - بحسب تصريحاتها- في أن تستفيد من جذورها في فلسطين المحتلة للتمكن من إعطاء الفرصة للنواب الجدد الذين سينضمون لوفدها كي يستشفوا صورة أكثر واقعية عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وقالت طليب إن مجموعتها ستركز على قضايا مثل اعتقال إسرائيل للأطفال الفلسطينيين، والتعليم، والوصول إلى المياه النظيفة وحالات الفقر التي يعاني منها المواطنين تحت الاحتلال.

وقد تصطحب طليب زملائها المرافقين (الوفد) إلى بلدة “بيت عور الفوقا” التي تنحدر منها ، وهي القرية التي تعيش فيها أيضا جدة النائبة طليب في شمال الضفة الغربية.

ومن غير الواضح من سينضم إلى النائبة طليب من زملائها النواب ، حيث ما زالت تعمل على وضع التفاصيل عن متى ستتم الجولة، وما هي المنظمات التي ستشارك معها في تمويل الوفد. إلا أن طليب واضحة بشأن أمر واحد: إنها تريد من وفدها أن “أنسنة” الفلسطينيين (النظر إليهم كبشر) ، وتقديم بديلا للصورة النمطية المغلوطة التي تسوقها “إيباك” وتسليط الضوء على انعدام المساواة المتأصل في نظام الاحتلال العسكري الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية ، والذي تشبه “طليب” بنظام عنصري “يشبه نظام قوانين جيم كرو التي كانت مفروضة في الجنوب الأميركي للإبقاء على العنصرية المفرطة ضد الأميركيين الأفارقة”.

ولا تنوي طليب لقاء أي مسؤوليين فلسطينيين من السلطة الفلسطينية أو مع مسؤولين حكوميين إسرائيليين ، عكس وفد إيباك الذي يعتبر لقاء المسؤوليين الإسرائيليين أحد أهم تفاصيل جدول الزيارة.

وقالت النائبة طليب (42 عاما) في مقابلة مع مجلة “إنترسيبت” “إنهم (إيباك) لا يظهرون الجانب الذي أعرفه حقيقيًا ، وهو ما يحدث لجدتي وما يحدث لعائلتي هناك: أريد أن نرى هذا الفصل العنصري وكيف أضرنا بالفعل وعرقل القدرة على تحقيق سلام حقيقي في تلك المنطقة”. وأضافت “لا أعتقد أن إيباك توفر عدسة حقيقية وعادلة في هذه القضية؛ انها تتعامل من جانب واحد. ... [هم] لديهم هذه الرحلات الفخمة لإسرائيل ، لكنهم لا يظهرون الجانب الذي أعرفه حقيقيًا ، وهو ما يحدث لجدتي وما يحدث لعائلتي هناك”.

ولا يقتصر تحدي النائبة ل“إيباك” على قيادة جولة منفصلة إلى المنطقة، فقد أعلنت طليب أنها تؤيد حركة للمقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات -بي.دي.إس" التي يستعد الكونغرس لتجريمها ، والتي تسعى لمعاقبة إسرائيل بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان الفلسطيني الممنهجة.

وقالت طليب لللإنترسبت “أنا شخصيا أؤيد حركة المقاطعة ؛ أن المقاطعة الاقتصادية هي وسيلة لجذب الانتباه إلى قضايا مثل العنصرية والانتهاكات الدولية لحقوق الإنسان من قبل إسرائيل في الوقت الحالي”.

يشار إلى أن إعلان النائبة رشيدة طليب عن موقفها المناصر لـ بي.دي.إس BDS ، جاء بعد أسابيع قليلة من إعلان النائبة الديمقراطية المنتخبة من ولاية مينيسوتا، إلهان عمر، . الصومالية الأصل، والمسلمة المحجبة في الكونغرس الأميركي أنها تؤيد حركة بي.دي.إس BDS ، مما سبب لها الانتقادات اللاذعة ، بما في ذلك اتهامات معادية للسامية . وهكذا تكون النائبتان طليب وعمر العضوان الوحيدان في الكونغرس اللتان تؤيدان حركة بي.دي.إسBDS ، علنا، بما يؤشر لاحتمال تحول محادثة في النقاش الذي يدور في العاصمة الأميركية واشنطن حول الدعم الأميركي غير المشروط لإسرائيل ، على الرغم من حكمها القاسي على الفلسطينيين.

ويؤكد نشطاء حقوق الإنسان أن الجولات التي تنظمها إيباك هي عامل رئيسي في إمالة المقاييس في واشنطن العاصمة نحو سياسات تعكس مصالح الحكومة الإسرائيلية وعلى حساب الفلسطينيين ، ومساعدة صانعي السياسة الأميركية على تجاهل احتلال إسرائيل المستمر للضفة الغربية ، وازدياد عدد المستوطنات ، ومصادرة الأراضي، وقسوة تعامل سلطات الاحتلال الإسرائيلي مع الفلسطينيين على كل المستويات ، وضرباتها العسكرية التي تعتمد على استخدام القوة المفرطة ضد المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر.

يشار إلى أن منظمة “إيباك” استعادت قوتها وعادت لتفتل عضلاتها في الكونغرس الأميركي مع انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة ، ومارست ضغوطات جمة على الإدارة الجديدة من أجل زيادة المساعدات العسكرية لإسرائيل والحد من الدعم المالي للفلسطينيين ، والاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل ، ونقل السفارة الأميركية، ووقف المساعدات لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، والتراجع عن صفقة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما النووية مع إيران ، وتمرير قوانين جديدة لتجريم المشاركة في حركة المقاطعة ، الذي يدعو إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ، والمساواة للمواطنين الفلسطينيين في إسرائيل ، وحق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين طردوا من بلادهم إسرائيل في عام 1948.

وعادة ما تتكلف رحلة المبتدئين (النواب الجدد في مجلس النواب من الكونغرس الأميركي كل سنتين) التي تنظمها إيباك ما بين 300 9 و 10500 دولار لكل مشارك، تغطي جميع النفقات ، بما في ذلك رحلة طيران من درجة رجال الأعمال والإقامة في فندق فخم في القدس، كما أن من حق المشرعين اصطحاب فرد من أفراد العائلة.

وبالتالي فقد أنفقت هيئة التعليم التابعة لإيباك على مدى العقد الماضي ، مبلغ 12.9 مليون دولار في الجولات المنظمة للنواب إلى إسرائيل، والتي شملت 363 نائبا و 657 موظفاً في الكونغرس ، (وفقاً لتحليل الكشوفات التي نشرتها مجلة الانترسبت والتي استخلصتها المجلة من السجل العام) . وعادة ما تتكلف رحلة المبتدئين في البيت النموذجية ما بين 300 9 و 10500 دولار لكل مشارك ، وهي.

ويتم إضفاء الطابع المؤسسي على الرحلات من قبل مسؤولي القيادة في الكونغرس في كلا الطرفين، الديمقراطي والجمهوري. وأكد المكتب الصحفي للنائب ستيني هويير أن الزعيم الديمقراطي سيطلب من أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين المنتخبين حديثًا المشاركة في رحلة أيباك إلى إسرائيل العام المقبل ودافع عن البرنامج ضد اتهامات بالتحيز بحسب إنترسبت.

وقالت أناليز ديفيس ، المتحدثة باسم النائب هويير ، “رغم أنه لم يتم التخطيط لهذه الرحلة بعد، ، فإن النائب هوير (رئيس الأغلبية الديمقراطية) يعتزم العمل مرة أخرى كعضو أساسي في الوفد (وفد إيباك) إلى إسرائيل العام القادم”.

وكتبت ديفيس في بيان “رحلة الوفد إلى إسرائيل هي فرصة للأعضاء الجدد في الكونجرس لمعرفة المزيد عن التهديدات والديناميكيات الإقليمية في الشرق الأوسط وتعقيدات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني”. وأضافت أن منظمي رحلة إيباك ، “يعملون بجد لإظهار جانبي هذا الصراع” ، بما في ذلك الاجتماعات مع القيادة الفلسطينية ، وجماعة السلام الإسرائيلية المناصرة ، و “القادة الإسرائيليين من جميع أنحاء الطيف الأيديولوجي”.

ولكن الحقيقة تثبت عكس ذلك ، حيث لا يعطى المشرعون الذين يشاركون في رحلة “إيباك” ، سوى القليل من الوقت للاستماع من الفلسطينيين وعدم القيام بزيارات إلى غزة ، وهي المنطقة التي تعاني من الحصار الوحشي والتي تتعرض للقصف الإسرائيلي الشرس اليومي تقريبا ، وفقًا لتسجيل الرحلات السابقة التي قدمت إلى “لجنة أخلاقيات مجلس النواب”. ففي عام 2017 ، أمضى الأعضاء الديمقراطيون في الكونغرس الـ 115 أغلبية لقاءاتهم التي استمرت سبعة أيام مع القادة الإسرائيليين. أخذوا جولات للمواقع الدينية والثقافية المسيحية واليهودية. وقاموا بزيارتين للتعرف على نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي. وتناولوا العشاء مع محرر تايمز أوف إسرائيل ، وبشكل منفصل ، مع المديرين التنفيذيين الإسرائيليين. كما حضر المشرعون إحاطة مع ضابط إسرائيلي برتبة لفتنانت كولونيل حول التهديد الذي يشكله حزب الله ، كما اجتمعوا مع السفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان ، واجتماعا مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو ، ضمن زيارات أخرى مع مسؤولين إسرائيليين ، وفقا لرحلتهم.

تضمن الجدول زيارة واحدة فقط مع زعيم فلسطيني: شكري بشارة ، وزير المالية في السلطة الفلسطينية في لقاء لمدة ساعة و 15 دقيقة كما حضر الوفد أيضًا اجتماعًا لتناول الإفطار ضم مديرًا سابقًا لـحركة “السلام الآن” ، بالإضافة إلى أوديد ، رئيس بلدية إفرات ، وهي مستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية.

كما عقد أعضاء الحزب الجمهوري في وفد إيباك عام 2017 خط ر مسيرة مماثلة ، حيث التقى بعشرات القادة الإسرائيليين واجتماعًا قصيرًا واحدًا مع مسؤولين من السلطة الفلسطينية.

وقد تباهى هوير أمام مؤتمر منظمة إيباك هذا العام بأنه يقود هذه الرحلات بأعداد كبيرة منذ عام 2003. وقال هوير في منظمة أيباك الوطنية “إنني أعيد تنشيط مبادئي والتزامي ومدى أهمية العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة”.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 15036 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أحداث و متابعات  متابعة نشاط الموقع الأخبار   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

9 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 8

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28