] ويجز يؤدَِّب «الجاسوس» وائل غنيم - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الخميس 7 كانون الأول (ديسمبر) 2023

ويجز يؤدَِّب «الجاسوس» وائل غنيم

لبنى سليمان
الخميس 7 كانون الأول (ديسمبر) 2023

«21 ولساني 60 ولساني سكين» هكذا وصف الرابر المصري ويجز نفسه في أغنية أطلقها قبل أربع سنوات احتفالاً بعيد ميلاده الحادي والعشرين. حدّد في الأغنية العديد من أحلامه التي تحقق معظمها سريعاً. والأهم أنه وصف نفسه بالحكيم الذي يتكلم كأنه في الستين. الثقة المفرطة التي تحدث بها ابن الإسكندرية عن نفسه، ربما تفسّر تغلّبه بالضربة القاضية على وائل غنيم في سجال اضطر بعده الأخير إلى غلق حساباته الافتراضية مؤقتاً

القاهرة | يختلف المصريون حالياً حول الوصف الأدق لوائل غنيم، موظف غوغل السابق وأحد الداعين لثورة يناير 2011، قبل أن ينحاز لاحقاً إلى من قامت الثورة ضدهم. كان غنيم من أوائل من قُدِّموا للجمهور تحت لافتة «الناشط السياسي». لكنّ أمواجاً كثيرة جرت في النهر المصري طوال 13 عاماً، فاختفى غنيم لسنوات قبل أن يعود عبر فيديوات مباشرة يهاجم فيها النظام الحالي، وهو يدخّن الحشيش في أميركا، ثم تحدّث عن انهيار علاقته بزوجته هناك وعودته وحيداً إلى القاهرة، مواصلاً طرح الآراء الصادمة والمتناقضة وصولاً إلى تأييد الرئيس عبد الفتاح السيسي، والهجوم على معارضيه. أخيراً، فاجأ الجميع بإطلاق آراء مناهضة لـ «حماس» رغم أنه محسوب في الأساس على جماعة الإخوان المسلمين التي تجمعها المنطلقات الفكرية نفسها بأحفاد عز الدين القسام.

حوّل ويجز حفلاته في إنكلترا وكندا إلى تظاهرات داعمة للفلسطينيين

الهجوم العنيف على غنيم من مناصري القضية الفلسطينية، دفعه إلى الاعتذار لساعات قبل أن يعود ويكمل الهجوم، ما دفع المهتمين بالشأن الإعلامي إلى التساؤل عن سبب نقل الشاشات والمنصات، من بينها تلك المحسوبة على نظام السيسي، آراء وفيديوهات غنيم ضد المقاومة. علماً أنّ الأزمة لا تتمثل في الهجوم على «حماس»، فإبراهيم عيسى وإعلاميّون آخرون يقومون بالدور على أكمل وجه، وإنما في التعامل مع غنيم باعتباره شخصية جادة، كما حدث عندما أعلن عن تدشين «كتائب الشهيد محمد أنور السادات الإلكترونية» لتكون لساناً للسلام ضد «الجماعات الدينية المتطرّفة». طرح متهافت لم تجد وكالة مثل «روسيا اليوم» وغيرها من المؤسسات الإعلامية، غضاضةً في نشره، فإذا بشخص يعاني من «حالة اهتزاز نفسي واضحة» يعامَل باعتباره ناشطاً سياسياً. سارت الأمور على هذا النحو حتى ظهر ويجز في المشهد. تحوّل الأخير أحد أشهر فناني الراب المصريين في السنوات الخمس الأخيرة، لكن مكانته عند أهل المحروسة، حتى هؤلاء الذين يرفضون أغنيات الراب تغيّرت تماماً في الأسابيع الأخيرة، لأن الشاب المولود بعد اتفاقية أوسلو بخمس سنوات الذي ينتمي إلى الصناعة الأكثر تضرّراً من الحرب، لم يصمت تجاه ما يحدث لأهل غزة. حوّل حفلاته في إنكلترا وكندا إلى تظاهرات داعمة للفلسطينيين، مطلقاً تصريحات عديدة تدعم الحق العربي وتهاجم كيان الاحتلال، حتى إنّ صحفاً غربية عالمية أفردت مساحات للحديث عن تأثيره في الجيل الأحدث من الشباب العربي. لكن المهتزّ وائل غنيم لم يتعلم من دروس التأديب التي طالته على يد الجمهور، إذ تدخّل في تغريدة كتبها ويجز دعماً للشعب الفلسطيني تاركها حروفاً من ترهاته قائلاً فيها: «يا ويجز حماس خطفت العواجيز والأطفال.. حماس إرهابيين.. توب لربك يا مجرد مغني تافه»، ليستبعد أحمد علي (الاسم الحقيقي لويجز) سلاح التجاهل ويرد قائلاً: «لماذا يحق للمواطن الإسرائيلي العيش في الأمان فوق أرض مسروقة في حين أنّ مواطنين عزّلاً أبرياء بيمارس عليهم البشائع الصهيونية من 75 سنة، مشوفناکش بتقول إسرائيل قد ما بتقول حماس، ومغمّض عينك على جرائم ناس قتلت من ناسك وسرقت أرضك، إلا إذا انت قاعد مع ناسك وفي أرضك هناك يا أمريكاني».

الغريب هو التعامل مع شخص يعاني «حالة اهتزاز نفسي» باعتباره ناشطاً سياسياً

على الفور تضامن جمهور ويجز مع مطربه الداعم لفلسطين ضد غنيم الداعم لتل أبيب، متّهمين الأخير بأنّه جاسوس، فيما اكتفى مَن يعرفه عن قرب بالحديث عن اضطراب نفسي واضح يعانيه جراء تعاطي المخدرات والأزمات العائلية التي مرّ بها، وما حدث لأسرته بسبب عمله السياسي. بعد هذه الحادثة، اختفى حساب وائل غنيم ليوم من إكس من دون الإعلان عما إذا كان أغلقه خوفاً من الهجوم أو لتعرضه للاختراق قبل أن يُعيد تفعيله أمس، فيما استمرّ حساب ويجز في التغريد حاصداً دعماً غير مسبوق من غالبية المتابعين. حتى إنّ تغريدات ويجز ضد غنيم حققت ما يقرب من مليونين ونصف المليون قراءة.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 55 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ثقافة وفنون   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 10

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28