خرجت جماهير شعبنا في مسيرات غضب استجابةً لنداء مجاهدي سرايا القدس - كتيبة جنين، والتي نظمتها حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين رفضاً واستنكاراً لسياسة الاعتقالات التي تشنها أجهزة أمن السلطة بحق كوادر الحركة والمقاومين.
وانطلقت مسيرات الغضب في عموم المحافظات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة بشكل متزامن، مرددين الهتافات المنددة بسياسة الأجهزة الأمنية، وحملتها المسعورة بحق كوادر حركة الجهاد الإسلامي والمقاومة، ومطالبين بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين.
فشل الاحتلال في جنين.. والسلطة تستكمل مهمتها
تأتي حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفذها أجهزة أمن السلطة بحق المقاومين في الضفة الغربية المحتلة، عقب فشل قوات الاحتلال في اقتحامها الأخير لمخيم جنين، وعدم تحقيق أهدافها باستهداف البنية التحتية للمقاومة التي تمثلها كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس.
وتصدرت كتيبة جنين – سرايا القدس عملية التصدي لاقتحام الاحتلال في مخيم جنين مطلع الشهر الحالي تموز 2023م، وأطلقت معركة “بأس جنين”، وتكبدت قوات الاحتلال خسائر فادحة من خلال زرع الكمائن المتفجرة واستهداف الآليات العسكرية والاشتباكات من نقطة صفر، واعترف العدو بإصابة العديد من جنوده خلال هذه المعركة.
وكثفت أجهزة السلطة من جريمتها بالمطاردة والاستدعاء والاعتقال بحق كوادر الجهاد الإسلامي والتي تصاعدت عقب عدوان الاحتلال على مخيم جنين، حيث تواصل اعتقال كل من: مراد ملايشة (34 عامًا) ومحمد براهمة (37 عامًا) وعيد محمد حمامرة (28 عاماً) ومحمد سليم علاونة (41 عاماً)، ومحمد فايز ملايشة (42 عاماً) ومؤمن عدنان فشافشة (20 عاماً)، وعماد محمد خليلية (25 عاماً)، من جنين، بالإضافة إلى جميل جمال جعار (24 عامًا) من طولكرم.
استنكار وإدانة رسمية
وكانت حركة الجهاد الإسلامي قد أدانت حملة الاعتقالات التي تنفذها أجهزة أمن السلطة، بحق أبنائها وكوادر المقاومة في الضفة الغربية المحتلة، معتبرة بأن هذه السياسة التي تمثل خروجاً عن الإجماع الوطني، ومطالبة بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين.
وأكد الأمين العام للحركة القائد زياد النخالة في تصريح سابق مقتضب: “إن الاعتقالات التي تقوم بها السلطة ضد كوادر وأعضاء حركة الجهاد الإسلامي بالضفة الغربية تعرض لقاء الأمناء العامين القادم للفشل”.
وعبرت الفصائل الفلسطينية مجتمعة، في “بيان مشترك” عن رفضها للاعتقالات السياسية بشكل عام وخاصة التي تستهدف قادةً، وكوادر، وأسرى محررين في الضفة الغربية، واعتبرته انتهاكاً خطيراً للقانون، وسلوكاً خارجاً عن الإجماع الوطني، مطالبة بالتوقف الفوري عن هذه الممارسات، والإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين.
امهات الشهداء
تقدمت أمهات شهداء وأهالي الأسرى المعتقلين في سجون الاحتلال الليلة الماضية، مسيرات حاشدة خرجت من كافة أنحاء الضفة تلبيةً لنداء كتيبة جنين بالخروج بمسيرات حاشدة رفضاً للاعتقالات السياسية التي تمارسها السلطة ضد المقاومين في الضفة الغربية.
أمهات الشهداء في مخيم جنين استنكرن فعل السلطة الفلسطينية في اعتقال أبنائهن مؤكدات على أن الاعتقالات السياسية ما هي إلا غدر وخيانة من أبناء جلدتهن.
كلنا كتيبة
أم الشهيد فاروق سلامة خلال المسيرة قالت " إذا سقط المخيم سقطت كل الدول والعواصم العربية لأنه المخيم يدافع عن شرف الأمة.
وأضافت “دم أولادنا ما بيروح هيك، إحنا مع أولادنا إلي استشهدوا وإلي عايشين شو بدهم من أولادنا احنا معهم ومع الكتيبة، الولد والشيخ والنساء في المخيم كلنا كتيبة”
وطالبت أم فاروق أبطال الكتيبة “المضي قدماً في مقاومة الاحتلال ومواصلة مسيرة ابنها الشهيد في الدفاع عن المخيم”
واستنكرت أم فاروق الاعتقالات السياسية واعتبرتها غدراً وخيانة لأبناء المخيم الذين يقدمون أرواحهم دفاعاً عن شرف وحرمة المخيم، حيث كان الجيش يقتحم المخيم دون احترام لحرمة البيوت وترويع الأطفال والشيوخ.
ووجهت إحدى أمهات المطاردين رسالة للسلطة الفلسطينية كان مفادها الكف عن اعتقال المقاتلين وإخلاء سبيلهم للدفاع عن المخيم ومقاومة الاحتلال.
وقالت إحدى أمهات الشهداء:“أنا نازلة دعم واعتزاز لروح ابني الشهيد مناشدة السلطة الفلسطينية بمعرفة مصير جثمان ابنها الشهيد الذي لم تبلغها السلطة باستشهاده”.
وفي ذات السياق قالت إحدى المشاركات في المسيرة الحاشدة داخل مخيم جنين:" احنا بنبيعش دم أولادنا، ونقول لا للاعتقال السياسي، مناشدةً السلطة بوقف الاعتقال السياسي ودعم أبناء المخيم.
وأكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ خالد أبو زينة على أن السلاح الذي يقاوم الاحتلال لن يترك ولن يتوجه إلى أبناء شعبنا وسيبقى نظيفاً.
وأشار أبو زينة إلى أن أبطال كتيبة جنين هم قيادة الشعب في المخيم ونحن ننصاع إلى قراراتهم التي تدافع عن أبناء المخيم.
وطالب أبو زينة أبناء الأجهزة الأمنية إخلاء سبيل المعتقلين داخل سجون السلطة.
وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي ماهر الأخرس خرجت هذه الجماهير من ذوي الشهداء والأسرى والمعتقلين دعماً للمقاومة مؤكداً على أن هذا الخطأ لا يمكن أن يغتفر ولا يمكن القبول به.
وأضاف الأخرس كل الفصائل الفلسطينية وعلى رأسهم فتح وشهداء الأقصى تقول كلمتها بعدم قبول الاعتقال السياسي للمقاتلين، وإن هذا الاعتقال الجائر لا يخدم إلا الاحتلال.
ومن جانبه أكد المقاتل في كتيبة جنين أبو حمزة على عدم انجرار الكتيبة للفتن وأن سلاحهم لن يتوجه إلا إلى الاحتلال وسيبقى نظيفاً لذلك خرجنا اليوم للحفاظ على وحدة الصف الفلسطيني مطالبين الإفراج العاجل عن المقاتلين.
واعتبر أبو حمزة الاعتقال السياسي خنجراً مسموماً في خاصرة أبناء الكتيبة ،مضيفاً لن نطلب من الأجهزة الأمنية القتال بدل عنا لكن نطلب منهم أن لا يكونوا خنجراً مسموماً في خاصرتنا والكف عن الاعتقالات السياسية الجائرة
وقد شنت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية اعتقالات واسعة طالت أبناء حركتي الجهاد الإسلامي وحماس وقد وصل عددهم إلى 10 أشخاص.
ودعت كتيبة جنين المواطنين للخروج الساعة التاسعة من مساء اليوم الاثنين 17/7/2023، في كافة المناطق الفلسطينية بمسيرات للتنديد بحملة الاعتقال السياسي التي تشنها أجهزة السلطة على المقاومين.
