قد يقع بعض المقاومين في الضفة الغربية المحتلة بطريقة غير مقصودة في أخطاء أمنية قد تكلفهم الكثير ، وخصوصاً من خلال استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي ونشر بعض المنشورات سواء منهم أو من أصدقائهم.
هذه البيانات والصور التي تنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي لابد للمقاومين في الضفة أن يكونوا على دراية بأنهم على قائمة “المطلوبين”، وهي قد تسهل مهمة الاحتلال في الوصول إليهم واغتيالهم؛ لذا وجب التحذير منها بل الابتعاد عن استخدامها كما يرى بعض المختصين.
الكاتب والمحلل السياسي، عرفات أبو زايد، اعتبر انه من المهم أن يكون لدى المقاومين المعرفة التامة بأنهم على قوائم المطلوبين لدى الاحتلال، وأنه لا يتوانى عن استخدام كل أدواته وإمكانياته التقنية والتكنولوجية في التعرف عليهم ومحاولة استدراجهم.
الحذر من وسائل التواصل الاجتماعي
ونصح أبو زايد في حديث خاص لـ“وكالة فلسطين اليوم الإخبارية”، كافة المقاومين في الضفة ضرورة اتباع أقصى درجات الحيطة الحذر من طرفهم بالتعاطي مع وسائل الاتصال بشكل عام ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل خاص لما لها من نقاط سلبية في كشف العديد من المقاومين.
كما طالب، بأهمية اتخاذ كافة التدابير الأمنية من كافة المقاومين أو المناصرين للفكر المقاوم لأن الاحتلال يتابع كل الشبكات والمنشورات التي يتم نشرها بهدف الحصول على أي معلومة تمكنه من إجهاض العمل المقاوم بالضفة.
طرق الاحتلال في متابعة المقاومين
وأوضح أبو زايد أن الاحتلال يقوم بتتبع المقاومين عبر متابعة مُرَكزة من المنظومة الأمنية والعسكرية للاحتلال لكل ما يدور عبر وسائل التواصل الاجتماعي خاصة من الوحدة “8200” إحدى أقوى أذرع هيئة الاستخبارات “الإسرائيلية”.
وبين أن وحدة “8200، تقوم بتغذية مختلف المؤسسات الأمنية”الإسرائيلية" بالمعلومات اللازمة بعد جمعها من خلال اختراقات وعمليات تجسس، موضحاً اعتماد الاحتلال في معظمها على العمل السيبراني.
خوف “إسرائيلي” من عملية عسكرية بنابلس
وحول إمكانية أن يلجأ الاحتلال لشن عملية عسكرية في مدينة نابلس، قدر أن نتنياهو بحاجة إلى استعادة سياسة الرد وهو يرغب بشدة في تحقيق صورة انتصار عقب كافة الأزمات الداخلية والخارجية والتي يتعرض لها منذ تشكل حكومته المتطرفة.
ورأى أبو زايد أن هناك حالة خوف وعدم ثقة لدى حكومة نتنياهو من الإقدام على هذه خطوة في الوقت الآني، وخاصة عقب محاولته الفاشلة في القضاء على المقاومة في مخيم جنين أو السيطرة على المخيم، حيث واجه مقاومة شرسة من كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس وبقية قوى المقاومة داخل المخيم.
عمليات جراحية مركزة
وأشار إلى أن الاحتلال يعتمد على “عمليات جراحية مركزة” من المرجح أن ينفذها الاحتلال في نابلس، ممكن أن تكون على شكل اغتيالات عبر سلاح المسيرات والأباتشي أي اغتيالات عبر الجو حتى لا يقع في كمائن المقاومة أو من خلال عمليات مركزة من خلال القوات الخاصة في مكان نقطوي محدد دون الدخول في عمليات موسعة على غرار “السور الواقي” 2002.
ولم يستبعد أبو زايد أنه في حال تصاعد العمل المقاوم بالضفة بشكل أكبر من الحالي ووقع قتلى بشكل متزايد من الصهاينة من الممكن أن يذهب تجاه عملية أوسع من العمليات التي ينفذها بالوقت الحالي.
بدوره، اتفق المختص في الشأن الإسرائيلي والأمني، عزام أبو العدس، مع سابقه من أن الاحتلال يعتبر من أبرز الدول التي تمتلك قدرات في المراقبة وقدرة الاختراق والأعمال السيبرانية.
وسائل اتصال بدائية
ونصح أبو العدس في حديث خاص لـ“وكالة فلسطين اليوم الإخبارية”، المقاومين في الضفة الغربية المحتلة، بأن يستخدموا وسائل اتصال بدائية جداً، مبيناً أن نقطة قوة الاحتلال هي التفوق التكنولوجي.
وطالب المختص بضرورة التواصل بين المقاومين من خلال التواصل البشري سواء من خلال “مراسلين” أو رسائل مشفرة مكتوبة، مشدداً على أنه كلما كان هناك ابتعاد عن الوسائل التكنولوجية الحديثة كلما كان هناك أمان أكبر لدى المقاومين.
قاعدة هامة في الأمن
ونوه إلى المقاومين في الضفة بضرورة اتباع قاعدة أمنية هامة هنا للابتعاد عن مراقبة الاحتلال وهي “تغليب الأمن على الراحة” أي أن الأمن الشخصي هو رقم واحد.
