لطالما مشت الثقافة الإسبانية في طريقٍ معاكسٍ تماماً لطريق العلوم. ربما هذا ما دفع الطبيب والعالِم الإسباني رامون إي كاخال (1852 - 1934)، الحائز على “جائزة نوبل” في الطب، إلى أن يقول: “إن عربة الثقافة الإسبانية تفتقر إلى عجلة العلم”.
هذه هي الكلمات نفسها التي ذكرتها مديرة “معرض مدريد للكتاب”، إيفا أوركي، في البيان الصحافي الذي عقدته يوم أمس، لإعلان إطلاق النسخة الثانية والثمانين من المعرض الذي سيُقام بين السادس والعشرين من أيار/ مايو الجاري والحادي عشر من حزيران / يونيو القادم، في منتزه “ريتيرو”، الذي يُعتبَر رئة العاصمة الإسبانية.
وأفادت مديرة المعرض، في المؤتمر، أنَّ الحدث الثقافي المُرتقب، والذي سيكون شعاره لهذا العام “نحن من العلوم، نحن من الآداب”، سيضم 385 منفذاً للبيع، و“سيكون مُضاءً من قبل العِلم هذه المرّة، فالعِلم هو الذي يعطي لوناً للحروف، وهو الذي يجعل الثقافة تشعّ، لا سيّما إذا كان المكان الذي يقام به المعرض هو ’جادة النور’، المعلنة ضمن لائحة التراث العالمي لليونيسكو في 2021”.
تشارك في المعرض ألفُ دار نشر تتوزّع في 385 منفذاً للبيع
وسيكون العلِم حاضراً بقوة هذا العام في برنامج الفعالية، لا سيّما من خلال توقيع أحدث الإصدارات العلمية بالإسبانية، إضافة إلى الندوات والمحادثات والطاولات المستديرة. كذلك سيتوسّط المعرض تمثالٌ ضخمٌ لدماغ عملاق سيوفّر، على حدِّ تعبير المنظّمين، المعلومات لكلّ مَن يزور المعرض، تماماً كما يمدُّ الدماغ البشري المعلومات لأنظمة الجسم كافة.
وتشارك في المعرض ألفُ دار نشر تقريباً، بعضها يشارك بمنفذه الخاص للبيع، وبعضها الآخر مع مكتبات بيع الكتب، وغيرها في منافذ الموزعين. كذلك سيكون للجامعات الإسبانية حضوراً بارزاً هذا العام، حيث يُخَصَّص لها 24 مكاناً لعرض منشورتها ولإقامة الندوات المحاضرات.
ومن المفترض أن يشارك نخبة من أهم الكتّاب والروائيين والشعراء الإسبان في ترويج كتبهم التي صدرت مع بداية العالم، من بينهم: لويس غارسيا مونتيرو، وفيرناندو آرامبورو، ولويس لانديرو، وخوان خوسيه مياس، وإلفيرا ليندو وروسا مونتيرو، والعديد غيرهم.
