] هذه الحرب لن تنتهي إلّا إذا... هذه الحرب لن تنتهي إلّا إذا... - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الثلاثاء 16 أيار (مايو) 2023

هذه الحرب لن تنتهي إلّا إذا... هذه الحرب لن تنتهي إلّا إذا...

الثلاثاء 16 أيار (مايو) 2023 par رشاد ابو شاور

هذه المعركة توقّفت بعد تلقين نتنياهو وزمرة الحاخامات أسرى الخرافات درساً فلسطينياً، ولكن الحرب التي تأسست بها دولة الكيان عام 1948، لن تتوقّف، فهي حرب وجود وسيادة للأمة، وهي حرب خاتمتها المؤزّرة: تحرير فلسطين.

هذه الحرب لن تتوقّف إلّا إذا... وأقصد الحرب الممتدة حتى اليوم، والتي بدأت كحرب معلنة الأهداف والأطراف عام 1948، وكشفت عن أهدافها التي لم تعد خافية بالنسبة لعرب فلسطين، ولكثير من العرب الذين استبشروا بأنها ستتوّج بهزيمة العصابات الصهيونية، ثقة بالجيوش العربيّة المتواضعة، والتي لم يكن قرارها بيدها.

كانت العصابات الصهيونية تحارب بأسلحة متفوّقة غربيّة، وبقرارات دولية منحازة، وبمخططات بعضها معلن، وبعضها خافٍ على الجماهير العربية، وإن كان عرب فلسطين قد اكتشفوا مبكراً طبيعة العلاقة بين بريطانيا المنتدبة على فلسطين، وبداية التسلل اليهودي لفلسطين بغطاء بريطاني، وبرعاية بريطانية، وبمباركة أميركية.

المعركة التي انفجرت في إثر اغتيال قادة الجهاد الإسلامي الثلاثة وهم في بيوتهم، بين أفراد أُسرهم (غدراً)، ورأيي أننا يجب ألّا نُغدر، وألّا ننام مطمئنين، فنحن المقاومين ننتمي لشعب طالما غُدر بالثقة بمن باتت أخوّتهم غير مطمئنة، فهي انتقلت من أخوّة دم ومصير واحد، إلى ادعاء بتعاطف من أخ لم يعد معنياً بمن يفترض أنه أخوه، ولا بأرضه التي هي قلب الوطن العربي، ولا بصراعه الاستراتيجي الذي يفترض أنه صراع أمة مع عدو غازٍ مدعوم بأعداء يقدّمون له السلاح والمال والدعم الدبلوماسي والإعلامي.

لأنه باختصار خط الدفاع الأول عن مصالحهم الاستراتيجية في الوطن العربي الكبير بثرواته وموقعه الاستراتيجي وامتداده الجغرافي، ودوره في حربه مع القوى التي تهدّد مصالحه سواء إبّان الحرب الباردة، وما بعد الحرب الباردة التي يفترض أنها انتهت بانهيار الاتحاد السوفياتي، وتفكيكه، وإضعاف وريثته روسيا وتحويلها إلى دولة مستباحة بقيادة ضعيفة متخاذلة فتحت أبواب روسيا للناهبين، وضيّعت قوتها وهيبتها، ومسخت دورها.

ولكن روسيا استيقظت بقيادة راهنت على إمكانية التفاهم مع الغرب وقيادته المتسيّدة بالإمبراطورية الأميركية التي قابلت سعي روسيا لعلاقات قائمة على الاحترام، بالاستهتار، وبخططها لمحاصرتها والتهيئة لتفكيكها، فلم تجد روسيا خياراً أمامها للدفاع عن سيادتها، وحدودها، وثرواتها، وتاريخها العريق سوى خيار الحرب على من جعلوا من أوكرانيا التي كانت جزءاً من الاتحاد السوفياتي، هؤلاء الذين هيمنوا على الحكم بالانقلاب وبالانقضاض على السلطة، وبقيادة أدوات جلّها صهيونية-وهذا ليس سراً-وانظروا إلى تدفّق الأسلحة والمليارات من دول الغرب بقيادة الإمبراطورية لإدامة الحرب على روسيا، وهي في الحقيقة حرب الغرب على روسيا، جعلوا منها منصة لاستهداف روسيا.

عربياً، نُظُمُ الحكم الإقليميّة اختار بعضها (التطبيع) مع الكيان الصهيوني، لأنها غير معنية بالأمن العربي، وبمصير الأمة العربيّة، وبمستقبل الأجيال العربيّة، وهي غير معنية بعروبة فلسطين، وبتحريرها، وهي التي تقاعست عن نُصرة فلسطين، ووضعت عرب فلسطين في مخيمات، وحصار، ومراقبة، وقيّدت دورهم تجاه وطنهم الذي احتُلّ.

ولكن الفلسطينيين لم يسكنوا، ولم يخضعوا، ومسيرتهم الكفاحية تشهد، فهم أدّوا دوراً كبيراً في نشر الوعي السياسي، والشعور بالانتماء القومي، وجعلوا من قضية فلسطين قضية قومية، والتقطوا أنفاسهم مع ثورة تموز/يوليو 1952، وصعود الوعي القومي.

انقلاب السادات على منجزات ثورة تموز/يوليو الناصرية بعد رحيل عبد الناصر، وإخراج مصر من مسار إلى مسار نقيض، من قائدة للأمة العربية إلى مطبّعة مع الكيان الصهيوني، ومن العداء لأميركا إلى 99%من أوراق الحل في يد أميركا، وإلى تصفية القطاع العام، وفتح أبواب مصر، وما استتبع الانفتاح والتطبيع. ولكن شعب مصر أسقط التطبيع، وما زال يقاوم التبعية، ولم يدر الظهر للقضية الفلسطينية.

العدو الصهيوني في حالة حرب مستمرّة منذ 1948 وقبلها، وهو لم يستقرّ، ولن يستقرّ على أرض فلسطين، والفلسطينيون الذين اقتلعوا من أرضهم، واستحوذت العصابات على ممتلكاتهم ونهبت ثرواتهم، لم يتركوها لتهنأ وتتوطد في أرضهم، وظلّت كياناً في مهّب الريح، رغم التطبيع مع السادات، ومن جاءوا بعده من الحكّام المطبّعين الساعين للرضى الأميركي والحماية الصهيونية...

هؤلاء الحكّام الذين يرون في هذه الأيام، وما سبقها من معارك، وتفسّخ الكيان سياسياً واجتماعياً... وحالياً: عسكرياً، أن هذه الكيان يتلقّى ضربات الفلسطينيين، كما حدث في معركة سيف القدس، ويقف عاجزاً رغم حشد جيشه في مواجهة جنين ونابلس وأريحا والخليل وبيت لحم. والفلسطينيون يقتلونه بجزء من قوتهم، لأن الفلسطينيين (اللاجئين) في الأقطار العربية محرومون من المشاركة، وهذا يحدث أيضاً للجماهير العربية.

إذا كان قطاع غزة قاتل هذه الأيام وحده، وببعض طاقته، في هذه المعركة المفتوحة، معركة الثأر للشهداء، وكشف عن بعض قدراته الصاروخية التي أرعدت فوق رؤوس سكّان “تل أبيب”، والتي باتت تدمّر بيوت الصهاينة وتدفعهم للهرب والاختباء، وتشرّدهم من مستوطناتهم بعيداً عن جحيم صواريخ غزة، فكيف ستكون المعركة إذا ما امتدت واستشرت نيرانها، وعلى كل الجبهات؟!

هذه معركة في سياق الحرب الكبرى، حرب تحرير فلسطين، وهذه المعركة التي تنحاز لها الجماهير الفلسطينية التي اكتوت بأكاذيب أوسلو، وجرائم العدو بعد أوسلو: قتلاً، ونهباً للأرض والماء، وتدميراً للبيوت، وزجّاً في السجون.

وهي مواصلة لحربه منذ 1948 التي لن تتوقّف رغم وساطات أطراف رسمية عربية دورها تخدير الفلسطينيين والجماهير العربية التي لا تنطلي عليها عبارات الحرص على الفلسطينيين، لأنها تُغيّب جوهر الصراع مع العدو الصهيوني، وهو الصراع الذي لن يُحلّ إلّا بتحرير فلسطين، وكنس الكيان الصهيوني من قلب الوطن العربي، وعودة عرب فلسطين إلى مدنهم وقراهم وحقولهم.

هذه المعركة توقّفت بعد تلقين نتنياهو وزمرة الحاخامات أسرى الخرافات درساً فلسطينياً، ولكن الحرب التي تأسست بها دولة الكيان عام 1948، لن تتوقّف، فهي حرب وجود وسيادة للأمة، وهي حرب خاتمتها المؤزّرة: تحرير فلسطين.

هذه الحرب هي حرب نهاية أكاذيب “سلام أوسلو”، و“سلام” التطبيع...


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 15 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع وجهات وقضايا   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

38 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 39

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28