] دليل ليالي رمضان 2023 - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الثلاثاء 21 آذار (مارس) 2023

دليل ليالي رمضان 2023

الثلاثاء 21 آذار (مارس) 2023

قصص الحبّ والخيانة وصراع العائلات: الدراما اللبنانيّة لا ترى الضوء في نهاية النفق

- زكية الديراني

وفي رمضان 2023، تكرّس الانهيار! وضع الدراما اللبنانية والسورية يعكس الأزمة المالية والاقتصادية والاجتماعية التي يرزح تحتها مجتمعهما. وبينما تبدو هذه الدراما في موت سريري في لبنان، تواصل الدراما السورية صمودها بطريقة أو بأخرى. تنهل من واقعها، لتنسج حكايات عنوانها الراهن المثقل الذي ينوء تحته المواطن السوري، فيما يظلّ النجم السوري الورقة الرابحة في المسلسلات المشتركة التي ترتكز على حضوره القوي. هذا الموسم تتبدّل ملامح البرمجة قليلاً، لتستكمل التغييرات التي شهدناها في العامين الأخيرين. إذ تسيطر التطبيقات والمنصات الخليجية والمصرية على ساحة العرض، عبر استحواذها على حصة الأسد من المسلسلات. وكعادته، وضع تطبيق «شاهد» السعودي المنضوي تحت شبكة mbc يده على مشاريع حصرية متنوعة، بينما تبرز منصة watch it المصرية بعدما قررت خوض السباق بقوة. كذلك، توجه صنّاع الدراما نحو الأعمال ذات الحلقات القصيرة، عبر تكثيف الأحداث وتحويلها من ثلاثين إلى 15 حلقة. ملامح هذا التغيير ستفرض آليات جديدة في الإنتاج في السنوات المقبلة. وبينما يشهد الخليج فورة دراميةً مبشّرة بين الكوميدي والاجتماعي والدرامي، ترفع الدراما المصرية الشعارات «الكبيرة» وتتصدّى للقضايا الدسمة، فغالبية المسلسلات تعالج قضايا المرأة من الوراثة إلى الحضانة والصراعات اليومية بأعمال طويلة وأخرى قصيرة، وسط منافسة لأهم النجمات من بينهن منّة شلبي ومنى زكي ونيللي كريم وروبي وغيرهنّ، مع إعطاء مساحة كبرى للكوميديا، فيما تحضر الدراما التاريخية بمسلسل يتيم هو «رسالة الإمام». هل نقول إنّ الموسم مصري بامتياز؟ من المبكر الحكم منذ الآن... لننتظر ونر!

«الدراما العربية تسير إلى الأمام، واللبنانية إلى الوراء». تلك هي الخلاصة التي يمكن التوصّل إليها لدى الاطّلاع على المسلسلات المحلية التي ستحضر في السباق الرمضاني. في الوقت الذي تشهد فيه الأعمال المشتركة والمصرية والخليجية فورة ملحوظة، تسجّل اللبنانية تراجعاً من ناحية الإنتاج والكمية. هذا التراجع ليس وليد اللحظة، بل يعود إلى أكثر من ثلاث سنوات تعرّضت فيها الدراما المحلية لضربات موجعة تمثّلت في تظاهرات خريف 2019 التي أثّرت سلباً على الإنتاج. تلاها حجز أموال المودعين في المصارف، ما أدّى إلى تضييق الخناق على الشركات اللبنانية التي تنتج الدراما المحلية. ثم جاء الارتفاع الجنوني لسعر الدولار الأميركي مقابل الليرة اللبنانية، ليشكّل الضربة القاضية لتلك الصناعة التي دخلت في موت سريري.

لا تزال شركات الإنتاج اللبنانية تواجه المصاعب نفسها التي عايشتها قبل ثلاث سنوات، ليخرج الموسم الرمضاني الحالي باهتاً كغيره من المواسم السابقة.

من مسلسل «لحن البحر»

في هذا الإطار، يحضر المنتج مروان حداد من خلال مسلسل واحد هو «عشرة عمر» (كتابة لبنى مرواني وإخراج أحمد حمدي) الذي تعرضه قناة «الجديد». فقد قرّرت شركة «مروى غروب» التي يديرها حداد، خوض السباق بعمل يتيم تلعب بطولته ماريتا الحلاني، إلى جانب مجموعة من الممثلين، من بينهم جو صادر، جان قسيس، وجيه صقر، روزي الخولي، حسن حمدان، بولين حداد وغيرهم. يتألّف المشروع من 30 حلقة، ولا يخرج عن إطار قصص الحب والخيانة وصراع العائلات في المجتمع اللبناني.
اللافت أن قناة «الجديد» شبه غائبة عن السباق الدرامي هذا العام، إذ تكتفي بإعادة بعض الأعمال من أرشيفها. سياسة تتبعها القناة اللبنانية في السنوات الأخيرة، في مقابل تركيزها على نشرات الأخبار وبرامجها السياسية.
من جهتها، تخوض قناة mtv المنافسة من خلال المسلسل اللبناني المشترك «للموت 3» (كتابة نادين جابر وإخراج فيليب أسمر «شاهد»/ إنتاج «إيغل فيلمز»). بعدما بثّت شاشة ميشال المر الموسمين الأولين من العمل الدرامي، تكمل عرض الموسم الثالث منه. وكان «للموت» قد تعرّض لانتقادات سلبية، لأنه يقوم على المبالغة في أداء الممثلين، والمغالاة في لوكات ماغي بو غصن ودانييلا رحمة. هذا الموسم، تمّت الاستعانة بعدد من النجوم السوريين لرفع الحماس، من بينهم مهيار خضور، وفايز قزق، ويامن الحجلي، وورد الخال. كذلك، تحافظ mtv على عرض مجموعة من المسلسلات التركية المدبلجة إلى اللهجة السورية.

ماغي بو غصن في «للموت 3»

تحضّر شاشة المرّ العديد من المفاجآت، وهذه المرة لن تكتفي ببث المسلسلات فحسب، بل ستقدم أيضاً برامج ألعاب متنوّعة تضفي بعض الحركة على برمجتها.

من جهتها، تخوض قناة lbci السباق زيادة عن زميلاتها عبر مسلسل لبناني وحيد هو «أسماء من الماضي» (ﺇﺧﺮاﺝ إيلي معلوف وﺗﺄﻟﻴﻒ زينة عبد الرازق). انطلقت قناة بيار الضاهر بعرض المسلسل قبل أشهر وتستكمله في شهر الصوم. لا يخرج المشروع عن إطار الأعمال اللبنانية الكلاسيكية التي تدور في فلك صراعات العائلات والحب. كما تواصل الشاشة عرض المسلسل التركي «زهرة الثالوث» الذي يحلّ مكان المشاريع المحلية، وأفردت مساحة للمسلسل السوري «العربجي». يبدو أن lbci تمشي على خطى زميلتها mtv عبر الاستعانة ببرامج ألعاب، إذ يتحضّر وسام حنا لتقديم برنامج رمضاني يحمل اسم «ما تفكّر مرتين» يقوم على توزيع الهدايا. هذه الخطوة لجأت إليها القنوات اللبنانية لزيادة تفاعل المشاهدين في ظلّ الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمرّ بها البلاد.

تعوّل قناة «المنار» على مسلسل «لحن البحر

من جانبها، لا تخوض قناة otv السباق الدرامي، إذ تكتفي بعرض برنامج طبخ يُصوّر في «سوبرماركت» في بيروت ويلقي الضوء على مائدة رمضان. وقد تعيد الشاشة المحلية بثّ مسلسل قديم، سبق أن عرضته قنوات أخرى.

في السياق نفسه، تخصص قناة «المنار» برمجة رمضانيةً لافتة، على رأسها المسلسل اللبناني «لحن البحر» (كتابة محمود الجعفوري وإخراج محمد وقّاف وإنتاج «مركز بيروت الدولي») الذي يجمع نجوماً لبنانيين هم: عمار شلق، يوسف حداد، فيفيان أنطونيوس وغيرهم. العمل مستوحى من بيئة المقاومة، وتدور الأحداث في أواخر تسعينيات القرن الماضي وبداية الألفين. تعوّل المحطة على العمل لأنه يعالج قضايا اجتماعية عدة. في المقابل، تخصّص المحطة مساحة مهمة للبرامج الدينية والاجتماعية، أبرزها برنامج «علمي علمك» مع عمرو ناصيف. كما تبثّ المحطة المسلسل الإيراني المدبلج إلى العربية «غاندو 2»، والفلسطيني «ميلاد الفجر» الذي يلقي الضوء على المقاومتين الفلسطينية واللبنانية. ومن المرات القليلة، تغيب الدراما السورية بشكل نهائي عن «المنار»، بعدما كانت حاضرة في شهر الصوم الماضي. في المقابل، قررت «المنار» ترك برامجها السياسية على حالها وفي مواعيد عرضها، بسبب التطورات التي قد تشهدها الساحة الداخلية، فيما تغيب المسلسلات اللبنانية عن قناة nbn التي تكتفي بعرض مسلسلين سوريين هما «باب الحارة 13» و«قرار وزير».

باختصار، موسم درامي لبناني باهت تتحضّر له القنوات المحلية، بينما تعاني شركات الإنتاج لتحضر صوريّاً فقط.

الأعمال المشتركة مأخوذة بالحبّ والغرام... واللجوء

- زكية الديراني

تخصّص شركات الإنتاج اللبنانية جزءاً مهماً من ميزانيّتها المخصّصة لشهر رمضان، لصالح المسلسلات المشتركة. تلك الأعمال التي فرضت نفسها إبان الحرب السورية، باتت سمة شهر الصوم وتقوم على عنصرَي الإبهار والمبالغة في قصص الحب والخيانة. رغم الملاحظات السلبية التي تتعرّض لها تلك المسلسلات، إلا أنها تحظى باهتمام شريحة من المتابعين، تحديداً أولئك الذين يميلون إلى المسلسلات الرومانسية. لذلك تطعّم شركات الإنتاج مسلسلاتها بباقة من النجوم السوريين واللبنانيين، وتعمد إلى خلط اللهجات من دون تبرير مُقنع. هذا العام، لا جديد في المسلسلات المشتركة الرمضانية.

تعود نادين نجيم وقصي خولي في مسلسل «وأخيراً»

العدد تقريباً نفسه عما كان عليه في السنوات الماضية، مع القليل من المفاجآت بالنسبة إلى النجوم الحاضرين في السباق، إضافة إلى توجّه المشاريع المشتركة نحو الأعمال ذات الحلقات القصيرة. في هذا السياق، يستكمل «للموت 3» (كتابة نادين جابر وإخراج فيليب أسمر «شاهد» وmtv ــــــ إنتاج «إيغل فيلمز») الأحداث التي بدأها قبل عامين. في هذا الموسم، قرّر صنّاع العمل دعمه عبر الاستعانة بمجموعة مهمة من النجوم السوريين واللبنانيين من بينهم: مهيار خضور، وفايز قزق، ويامن الحجلي، وورد الخال. تواصل سحر (ماغي بو غصن) وريم (دانييلا رحمة) رحلتهما في خداع الرجال وسرقة أموالهم، على إثر الصدمات التي تعرّضتا لها في ماضيهما. وكان المسلسل قد واجه سلسلة انتقادات واسعة بسبب المغالاة في ثياب البطلتين، إضافة إلى المبالغة في أدائهما. وعلى هامش الأحداث الرئيسية، عالج العمل بعض القضايا الاجتماعية من بينها التحرش والاغتصاب والزواج المبكر. ويبدو أنه سيكمل في الخط الدرامي نفسه هذا العام، مع الكثير من مشاهد الأكشن التي صورت بين تونس ولبنان.

عابد فهد في مسلسل «النار بالنار» (كتابة رامي كوسا وإخراج محمد عبد العزيز)

في المقابل، تعود نادين نجيم وقصي خولي في مسلسل «وأخيراً» (تأليف وإخراج أسامة الناصرــــ 15 حلقة ـــ mbc و«شاهد» ــــ إنتاج «صباح إخوان»). غاب الثنائي العام الماضي عن السباق الدرامي، ليعودا بمشروع جديد يبدو من البرومو الترويجي له أنه يخلط بين قصة حب وبعض مشاهد الأكشن. تقوم لقطات الـ «كوبل» على الرومانسية والعشق، وهي «البهارات» التي تجذب شريحة واسعة من المشاهدين، تحديداً أولئك الناشطين على صفحات السوشال ميديا الذين يطبّلون للنجمين.
اللافت هذا العام، أن شركة «صباح إخوان» قرّرت عرض «وأخيراً» ضمن المشاريع ذات الحلقات القصيرة، وحوّلته من 30 إلى 15 حلقة، لينطلق بثه مبدئياً في النصف الثاني من رمضان. بهذه الخطوة تكون الشركة التي يديرها صادق الصباح، قد مشت بقوّة على سكة المسلسلات القصيرة الرمضانية، لتقدم باقة من الأعمال القصيرة.

يستكمل «للموت 3» الأحداث التي بدأها قبل عامين

على الضفة الأخرى، يطلّ عابد فهد وكاريس بشار ونجوم لبنانيون، في مسلسل «النار بالنار» (كتابة رامي كوسا وإخراج محمد عبد العزيز ــــ lbci و«شاهد» وmbc) الذي يمكن القول عنه بأنه أكثر «دسامة» من العملين الأوّلين. تفتح شركة «صباح إخوان» ملف اللاجئين السوريين في لبنان بطريقة درامية من خلال عمل مشترك مثير للاهتمام، في ظل أجواء متشابهة يتقاسمها السوريون من ناحية أبرزها تردّي الأوضاع الاقتصادية في البلدين. يمكن القول بأن المشروع الذي صوّر في بيروت، يخاطب الذوّاقة، على اعتبار أنّ قصصه تدور في حيّ لبناني يسكنه لاجئون سوريون، وتنشأ بينهم مشكلات تشبه الواقع الحالي نوعاً ما. تعوّل «صباح إخوان» على العمل، لأنّه واقعي يعكس زاوية من حياة الشعبين السوري واللبناني. مع ذلك، يُخشى من بعض المبالغة والافتعال في مقاربة موضوع حسّاس واللعب على وتر الأزمة السياسية والاجتماعية التي تتعلق بقضية اللاجئين. يجمع العمل باقة من النجوم من بينهم: السوريان عابد فهد وكاريس بشار، واللبنانيون جورج خباز وزينة مكي وطارق تميم وغيرهم. باختصار، تتسابق شركات الإنتاج على تقديم مسلسلاتها المشتركة، مع إضفاء بعض «البهارات» من ناحية مشاهد الأكشن والكاميرات ذات الدقة العالية. فمن سيكون جوكر رمضان؟.

ميزانيات ضخمة وتقنيات عالية: الخليج مُنافس لا يُستهان به

- زكية الديراني

يعود ناصر القصبي وعبدالله السدحان بـ «طاش ما طاش»

انعكست الفورة الفنية التي يشهدها الخليج على صناعة المسلسلات أيضاً. بات الموسم الخليجي منافساً في رمضان، عبر عشرات الأعمال المتنوّعة بين الكوميديا والاجتماعية والدرامية التي تنافس المسلسلات المشتركة والمصرية لتثبت بأنه يُحسب لها حساب وسط عواصف الإنتاجات الأخرى.

من هذا المنطلق، سيكون الموسم الدرامي الخليجي مميزاً بسبب تنوّع نصوصه وحلقاته القصيرة والدسمة. كذلك، يحضر فيه أهم النجوم الذين باتوا ثابتين في السباق، مع الاستعانة ببعض النجوم العرب أبرزهم المصريون، ناهيك بعودة بعض الفنانين بعد غياب، أبرزهم ناصر القصبي.
من الكويت إلى الإمارات والسعودية، تُعرض أعمال بميزانيات لافتة وتقنيات عالية الجودة، مع تركيز واضح على الكوميديا التي تحظى بجماهيرية واسعة. هكذا، تقود شبكة mbc وتطبيق «شاهد» المنضوي تحتها عملية تسويق تلك المشاريع، وتروّج للسعودية ولفورتها الفنية والاجتماعية والسياحية، إلى جانب الرسائل السياسية التي تحتويها النصوص الدرامية والكوميدية.

من السعودية يُعرض «طاش ما طاش» (إخراج محمد القفاص ـــ mbc) بموسمه الـ 19 ويجمع كلاً من: ناصر القصبي، وعبدالله السدحان، يوسف الجراح، فهد الحيان، وغيرهم. أُنتج المسلسل عام 1992 وقدم منه 18 جزءاً تركت بصمة في عالم الكوميديا واللايت كوميدي. وفي عام 2011 بث الموسم الأخير، بسبب خلافات بين القائمين عليه، قبل أن تتمّ الصلحة بين أبطال المسلسل ليبصر النور قريباً.
كذلك يعرض المسلسل الكوميدي «منهو ولدنا» (للمخرج منير الزعبي وإشراف خلف الحربي ـــ mbc) الذي يدور حول علاقات اجتماعية في العمل، وقصة حب غير متوقعة.
كذلك يبثّ الموسم الثاني من المسلسل الكوميدي «سكة سفر» (إخراج رامي رزق الله ـــ mbc و«شاهد») الذي صوّر في جنوب السعودية ويضيء على الطبيعة الخضراء هناك. يجمع المسلسل كلاً من سعد عزيز، صالح أبوعمرة، محمد الشهري.
في المقابل، تشهد الدراما الكويتية فورة لا مثيل لها هذا العام عبر عشرات الأعمال. كعادتها، حجزت حياة الفهد مكاناً لها من خلال المسلسل الاجتماعي الكوميدي «قرة عينك» (كتابة علي شمس، وإخراج سعود بوعبيد ـــ mb وsbc و«دبي») الذي يروي قصة امرأة قضت عقوبة السجن 30 عاماً ثم يطلق سراحها بعدما تبين أنها سجنت ظلماً.
من قصص الحب والخيانة، يطلّ المسلسل الكوميدي الكويتي «حياتي المثالية» (تأليف مريم الهاجري وإخراج سائد الهواري ـــ «mbc دراما») الذي ينقل حكايات الحب والطلاق في ساحات المحاكم بمشاركة: فوز الشطي، خالد أمين، أحمد إيراج، فهد باسم، مريم الغامدي، فوز العبد الله وغيرهم.

في المقابل، تحجز المسلسلات الرومانسية والاجتماعية مكاناً لها على الخريطة الكويتية، أبرزها «غسيل» (تأليف فهد العليوة، وإخراج أحمد عبدالواحد ــ «شاهد» وmbc) الذي يتألف من 8 حلقات فقط، معتمداً على تقنية الفلاش باك، بمشاركة شجون الهاجري، وعبد الله بوشهري، وزينب أحمد، وعبد الله عبد الرضا، وزهرة الخرجي.

تركيز واضح على الكوميديا التي تحظى بجماهيرية واسعة

بما أن الدراما الكويتية سبّاقة في المسلسلات الاجتماعية، تعرض قناة «الكويت» مسلسل «عزيز الروح» (إخراج مصطفى رشيد ــ mbc و«دبي» وsbc) الذي يدور في إطار اجتماعي درامي، ويجمع محمد المنصور، حسين المنصور، هدى الخطيب، فخرية خميس. كذلك تعرض mbc المسلسل الكويتي الاجتماعي «ملح وسمرة» (إخراج علي العلي، وتأليف حمد الرومي) الذي يجمع هدى حسين وجمال الردهان، وفاطمة الصفي، وعبدالله البلوشي، ومنيرة محمد، ونوف سلطان.

على قناة «أبو ظبي» يحطّ المسلسل الكويتي الاجتماعي «مجاريح» (إخراج عيسى ذياب، وتأليف جمال سالم ـــ mbc) الذي تلعب بطولته الفنانة الكويتية المخضرمة سعاد عبدلله.
على الضفة نفسها، يعرض «تلفزيون الكويت» مسلسل «خواتي يا غناتي» (إخراج علي بدر رضا، تأليف جميلة جمعة) الذي يروي صراع أربعة أشقاء، ويشارك في بطولته: غازي حسين، طيف، إبراهيم الحربي، وفوز الشطي، وشوق الهادي.
ويعرض الكويتي «نون النسوة» («أبو ظبي» و mbc) الذي يضم هبة الدري، أمل محمد، باسمة حمادة، شيخة البدر، رانيا شهاب. كذلك يبث مسلسل «حياة لا تشبهني» (إخراج عبدالله التركماني، وتأليف أنفال الدويسان ــ «روتانا» وmbc1) الذي يجمع هبة الدري، سماح، وعبدالله التركماني، وحسين المهدي، وغيرهم، إلى جانب المسلسل الكويتي «بطن وظهر» (تأليف عثمان الشطي وإخراج سعود بوعبيد ــ mbc و«شاهد») الذي يشارك فيه أحمد الجسمي، وسعاد علي، وزينب كرم، وروان الطويرقي، ومبارك المانع، وشهد سلمان.
على قناة «روتانا خليجية»، يحطّ مسلسل «منزل 12» (إﺧﺮاﺝ مناف عبدال وﺗﺄﻟﻴﻒ محمد خالد النشمي) الذي تدور قصته حول شخص ينتقل للعيش في منزل رقمه 12 بعد تعرضه لخسارة في سوق المناخ.
من جانبها، تنتج «أبوظبي للإعلام» الإماراتية ثلاثة أعمال تعرضها قناة «أبو ظبي» وتطبيق ADtv المنضوي تحتها، وهي: «النكران» (تأليف محمد جمال وإخراج خالد جمال) و«قفص مخملي» (تأليف مريم نصير وإخراج علي بدر) و«فنطاس» (تأليف كتّاب وإخراج محمود دوايمه).

الدراما المصريّة ترفع لواء المرأة

- عبدالله رامي

ياسمين عبد العزيز في «ضرب نار»

تخوض الدراما الاجتماعية المصرية في الموسم الرمضاني قضايا المرأة وحقوقها والتحديات التي تتعرّض لها من زوايا وحبكات درامية مختلفة. في مسلسل «تحت الوصاية» (تأليف خالد وشيرين دياب، وإخراج محمد شاكر خضير ــ بطولة منى زكي، دياب، أحمد خالد صالح، نهى عابدين، رشدي الشامي، مها نصار، علي الطيب، أحمد عبد الحميد، محمد السويسري ــ DMC وWatch it)، تناقش النجمة منى زكي قانون الوصاية، أحد القوانين الشائكة في مصر الذي يمثل تحدياً كبيرة بالنسبة إلى أيّ امرأة. تدور القصة (15 حلقة) في إطار اجتماعي حول حنان (منى زكي) وهي ربّة منزل وأم لطفلة رضيعة وطفل آخر يبلغ تسع سنوات. تبدأ الأحداث من مدينة الإسكندرية حيث تعيش حنان وزوجها عادل الذي يعمل هو وأسرته في مهنة الصيد حتى وفاته، فتنقلب حياتها رأساً على عقب، وتبدأ في مواجهة المشاكل التي تتسبّب بها عائلة زوجها.

نيللي كريم في مسلسل «عملة نادرة»

نيللي كريم في مسلسل «عملة نادرة»

تنتقل حنان إلى دمياط في دلتا مصر، وتصنع لنفسها حياة جديدة باسم مختلف، وتضطر لامتهان الصيد والعمل رئيسة مركب وسط الرجال. وبعدما أثار الكاتب إبراهيم عيسى الكثير من الجدل بمسلسله «فاتن أمل حربي» (بطولة نيللي كريم) في رمضان الماضي، ها هو يعود بمسلسل «حضرة العمدة» (cbc ــ cbc دراما وWatch it) الذي يتوقع أن يثير الكثير من الجدل. يناقش المسلسل (تأليف إبراهيم عيسى وإخراج عادل أديب ــ بطولة روبي، أحمد رزق، محمود عبد المغني، وفاء عامر، بسمة، سميحة أيوب، لطفي لبيب، صلاح عبدالله، أحمد بدير، دينا، محمد محمود عبد العزيز، إدوارد، محمود حافظ، إيهاب فهمي، كريم عبد الخالق، محمد الصاوي، نهلة سلامة، حسام داغر وصولا عمر) فكرة ولاية المرأة أو إدارتها لمسؤولية من خلال النجمة روبي التي تجسد دور فتاة خرّيجة الجامعة الأميركية تأخذها الظروف للعودة إلى قريتها حيث تصبح عمدة حتى لا يخرج ميراث العمودية من عائلتها. وتواجه العديد من المشكلات في هذا العمل الجديد التي تعيش فيه بسبب صعوبة توافقه مع حياتها السابقة.

روبي في مسلسل «حضرة العمدة»

روبي في مسلسل «حضرة العمدة»

في الوقت نفسه، تسلط النجمة ياسمين عبد العزيز الضوء على كفاح الفتاة المصرية ابنة البلد في مسلسل «ضرب نار» (تأليف ناصر عبد الرحمن وإخراج مصطفى فكري ـ بطولة ياسمين عبد العزيز، أحمد العوضي، ماجد المصري، سهير المرشدي، دنيا المصري، هدى الإتربي، إسراء رخا، أحمد غزي، إيمان السيد، بدرية طلبة، أحمد عبد الله، تيسير عبد العزيز وتامر مجدي ـــ «أون» و«أون دراما» و«واتش إت»). تجسد الممثلة دور فتاة من شبرا تواجه العديد من المشاكل في حياتها إلى أن تقابل شاباً من أصول صعيدية يجسده أحمد العوضي يأتي إلى القاهرة فتنشأ بينهما قصة حب مشحونة بالعديد من المصاعب، في إطار دراما شعبية صعيدية رومانسية مليئة بالمغامرات.
أما في مسلسل «عملة نادرة» (تأليف مدحت العدل وإخراج ماندو العدل ـــ بطولة نيللي كريم، جمال سليمان، جومانا مراد، أحمد عيد، كمال أبو رية، فريدة سيف النصر، ندا موسى، محمد لطفي، علي الطيب، مريم الخشت، نهى صالح، محمد فهيم، رمزي العدل وهشام عاشور ـــ «سي. بي. سي» و«سي.بي. سي دراما» و«واتش إت»)، فتواصل النجمة المصرية نيللي كريم طرح قضايا المرأة، إذ تجسد دور «نادرة» الصعيدية التي تخوض صراعاً شرساً مع عائلة زوجها بعد وفاته وترفض الاستسلام لحرمانها من الميراث ومن حقوقها. إشكاليات عمل المرأة تيمة حاضرة هي الأخرى في أحداث مسلسل «جميلة» (تأليف أيمن سلامة وإخراج سامح عبد العزيز ـــ بطولة ريحام حجاج ــــ «سي. بي. سي» و«سي.بي. سي دراما» و«واتش إت» و«الحياة» و«المحور» و«أون»، و«أون دراما») الذي يضيء على إشكاليات عمل المرأة والتنسيق بينه وبين الحياة الزوجية.

يتوقع أن يثير مسلسل «حضرة العمدة» الكثير من الجدل على عادة الكاتب إبراهيم عيسى

وبعدما أدّى النجم ياسر جلال دور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مسلسل «الاختيار» العام الماضي، يعود هذا الموسم بشكل مختلف، في مسلسل «علاقة مشروعة» (تأليف سماح الحريري وإخراج خالد مرعي ــــ «دي. أم. سي» و«دي. أم. سي. دراما»، و«أون»، و«أون دراما»، و«الحياة» و«واتش إت») الذي يتناول الزواج الثاني وأثره على الأبناء، إلى جانب العنف ضد المرأة.

عدد المسلسلات وشركات الإنتاج
تتنوّع شركات الإنتاج في الدراما الرمضانية بشكل ملحوظ مقارنةً بالسنوات الماضية. تنتج «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية» (المملوكة للنظام المصري) 16 مسلسلاً منوّعاً، بينما تتقاسم شركات الإنتاج الأخرى («سينرجي»، «الباتروس للإنتاج الفني والتوزيع»، «إيغل فيلمز»، «صبّاح إخوان»، «ميديا هب»، MGR، «أروما»، «العدل غروب»، مجموعة «فنون مصر») الأعمال الدرامية الـ 33 المتبقية التي تخوض السباق. ومن خلال الفيديوات الترويجية الأولى، يمكن توقّع غياب الملل والرتابة على صعيد الثيمات والنجوم ومستوى الكتابة. بداية فتح سوق الإنتاج المصري دفع بالممثلين إلى طلب أجور مبالغة، لكنّه في الوقت نفسه شرّع الباب أمام العديد من الوجوه الشابة التي تبحث عنها شركات الإنتاج سعياً لخفض التكلفة.

الملك توت غنخ آمون يفتتح موسم الضحك

- عبدالله رامي

يبدو أنّ للكوميديا نصيباً كبيراً في الدراما الرمضانية هذا العام، ولن تقتصر على النجوم الذين اعتادوا تقديمها خلال السنوات الماضية. يستكمل الممثل أحمد مكي الجزء السابع من مسلسله «الكبير أوي» (تأليف مصطفى صقر ومحمد عز الدين، وإخراج أحمد الجندي ــ «أون»، و«أون دراما» و«واتش إت») بعد النجاح الكبير الذي حقّقه الجزء السادس في رمضان الماضي، فيما تستكمل يسرا مشوارها الكوميدي في مسلسل «ألف حمد الله ع السلامة» (تأليف محمد ذو الفقار وإخراج عمرو صلاح ــــ «سي.بي. سي» و«سي.بي.سي دراما»، و«الحياة»، و«واتش إت» ) الذي تدور أحداثه حول دكتورة للإعلام تعود إلى مصر بأبنائها وسط مفارقات كوميدية كبيرة تجمعها بباقي الأبطال.

ad

أحمد مكي في «الكبير أوي 7»

أحمد مكي في «الكبير أوي 7»

وفي خطواته الأولى في عالم الكوميديا «اللايت»، نرى وجهاً آخر للممثل طارق لطفي من خلال مسلسل «مذكّرات زوج» («سي. بي. سي»، و«سي. بي. سي دراما»، و«واتش إت») الذي يناقش المشكلات الزوجية بشكل معاصر، بعدما قدّم في الأعوام الماضية أدواراً درامية قوية ما زالت محفورة في ذهن جمهوره، أبرزها شخصية «خلدون» في مسلسل «جزيرة غمام» العام الماضي، أو شخصية «رمزي» في مسلسل «القاهرة كابول» عام 2021. علماً أنّ المسلسل مأخوذ عن كتاب «مذكرات زوج» للراحل أحمد بهجت، كتب له السيناريو والحوار محمد سليمان عبد المالك، ويخرجه تامر نادي. إلى جانب طارق لطفي، تشارك في البطولة عائشة بن أحمد، خالد الصاوي، نور خالد النبوي، سما إبراهيم، عمر الشناوي، سارة الشامي، علي الطيب، جيهان الشماشرجي، حازم إيهاب، هناء الشوربجي وعدد كبير من النجوم وضيوف الشرف.

يسرا في «ألف الحمد لله عالسلامة»

يسرا في «ألف الحمد لله عالسلامة»

وبعدما ابتعد أحمد أمين عن الكوميديا العام الماضي، ليقدم دور «الشيخ عرفات» في مسلسل «جزيرة غمام»، ها هو يعود هذا الموسم في مسلسل «الصفارة» (تأليف ورشة كتابة ـ إخراج علاء اسماعيل ــ «دي. أم. سي»، و«دي. أم. سي دراما» و«واتش إت») الذي تدور أحداثه في إطار كوميدي اجتماعي مختلف، إذ يجسّد شخصية المرشد السياحي فؤاد المحبط من واقعه. في أحد الأيام، یسرق من أحد سكان سیوة قطعة أثریة فرعونیة، وهي صفارة الملك توت غنخ آمون، التي تسمح له بتغيير ماضيه. أما الممثل خالد الصاوي، فيشارك في أكثر من عمل درامي، منها مسلسلان كوميديان ( 15 حلقة كل واحد) هما: مسلسل «مذكّرات زوج» (تأليف محمد سليمان عبد المالك ـ إخراج تامر نادي ـ «سي.بي.سي» و«سي.بي. سي دراما»، و«واتش إت») من بطولة طارق لطفي، و«جت سليمة» (تأليف مجموعة من الكتّاب ـ إخراج إسلام خيري ـ «سي.بي.سي» و«سي.بي. سي دراما»، و«واتش إت») من بطولة دنيا سمير غانم.

طارق لطفي يطل في «مذكّرات زوج» الذي يناقش المشكلات الزوجية بشكل معاصر

على الجانب الآخر، نجد أنّ عدداً من الفنانين ابتعد هذا العام عن الكوميديا كالممثلة ياسمين عبد العزيز التي تقدم هذا العام دراما شعبية في مسلسل «ضرب نار» برفقة زوجها أحمد العوضي، والممثل أحمد فهمي، الذي يشارك في المسلسل التاريخي «سره الباتع» (إخراج خالد يوسف ـ «أون»، و«أون دراما»، و«الحياة»، و«واتش إت») عن قصة للأديب الراحل يوسف إدريس، بالإضافة إلى الممثل أحمد عيد الذي يُعرف عنه اهتمامه الأكبر بتقديم الكوميديا، إذ نراه هذا الموسم في دور صعيدي في مسلسل «عملة نادرة» (تأليف مدحت العدل ـ إخراج ماندو العدل ـ «سي.بي.سي» و«سي.بي. سي دراما»، و«واتش إت») بعد غياب طويل عن الشاشة الصغيرة.

وداعاً للحلقات الثلاثين... أهلاً بعصر السرعة

- رامي عبدالله

بعدما نجحت الخلطة القصيرة والمكثّفة على منصات العرض لسنوات عدة، أصبحت المسلسلات القصيرة جزءاً أساسياً من الموسم الرمضاني، إذ إنها أكثر جاذبيةً للجمهور نظراً إلى تسارع أحداثها واكتمال القصة في زمن قياسي. يشهد الماراتون الدرامي هذا العام عدداً كبيراً من مسلسلات الـ15 حلقة، إذ يستعد جمهور النجمة دنيا سمير غانم لعودتها إلى الساحة الدرامية في مسلسل «جت سليمة» (تأليف مجموعة كتّاب ـ إخراج إسلام خيري ــ «سي. بي. سي» و«واتش. إت») الذي يدور حول شخصية أمل التي ترث مكتبة والدها، وترث معها ثروة تمكّنها من السفر خلال الأزمنة. كما تواجه النجمة منى زكي الكثير من التحديات في مسلسلها «تحت الوصاية» (تأليف خالد وشيرين دياب، وإخراج محمد شاكر خضير ــ بطولة منى زكي، دياب، أحمد خالد صالح، نهى عابدين، رشدي الشامي، مها نصار، علي الطيب، أحمد عبد الحميد، محمد السويسري ــ DMC وWatch it)، إذ تجسّد شخصية امرأة في منتصف الثلاثين، تضطر للخروج والعمل في مهنة الصيد لرعاية أبنائها بعد وفاة زوجها، وتواجهها العديد من العقبات في 15 حلقة فقط. وفي «عودة البارون» (تأليف وإخراج الأردني سامر خضر) نتابع حياة مليونير ستيني يمتلك فندقاً ضخماً وثروة هائلة، يعود إلى مصر ليحاول السيطرة على عقول خمسة شباب بين مصر وسوريا. ويعيد المسلسل النجم حسين فهمي بعد غياب قصير عن الدراما.

تعود دنيا سمير غانم في مسلسل «جت سليمة»

تعود دنيا سمير غانم في مسلسل «جت سليمة»

كما يتصدّر النجمان طارق لطفي وخالد الصاوي بطولة مسلسل «مذكّرات زوج» (تأليف محمد سليمان عبد المالك ـ إخراج تامر نادي ــ «سي. بي. سي» و«واتش إت») المأخوذ عن قصة الكاتب الساخر أحمد بهجت، ويدور حول الأزمات التي تواجه الأزواج في إطار اجتماعي كوميدي لايت. وضمن المسلسلات القصيرة أيضاً، يعرض مسلسل علاقة مشروعة (تأليف سماح الحريري ـ إخراج خالد مرعي ـ «دي. أم. سي»، و«الحياة»، و«أون» و«واتش إت») الذي تدور قصته حول وقوع حادث يغيّر حياة الأبطال المستقرة. وبعدما حقّق الجزء الأول نجاحاً كبيراً، يعود
سيد رجب في «رمضان كريم 2» (تأليف أحمد عبدالله ـ إخراج سامح عبد العزيز ــــ «سي. بي. سي»، و«النهار»، و«واتش إت») الذي يدور في إطار درامي اجتماعي شعبي لايت.
وفي أولى بطولاته المطلقة، يقدم النجم أحمد أمين مسلسل «الصفارة» (تأليف مجموعة من الكتاب ـ إخراج علاء إسماعيل ـ «دي. أم. سي» و«واتش إت») المأخوذ عن قصة Sound Of Thunder التي طُرحت في الخمسينيات. ويقدم أمين شخصية مرشد سياحي يُدعى فؤاد يسرق صفارة أثرية مسحورة تعيده إلى الماضي، ليخوض عدداً من المغامرات الكوميدية.
إلى جانب مسلسل «العمدة» الذي تؤدي بطولته روبي ضمن 15 حلقة، تشارك ريهام عبد الغفور في «رشيد» (تأليف وسام صبري ـ إخراج مي ممدوح ـ «أم. بي. سي. مصر» و«شاهد») الذي يدور حول شخص من الطبقة المتوسطة، يتعرض لحادث يقلب حياته رأساً على عقب. ضمن 15 حلقة أيضاً، يعرض «كامل العدد» (تأليف رنا أبو الريش ويسر طاهر ـ إخراج خالد الحلفاوي ـ «أم. بي. سي مصر» و«شاهد») الذي تؤدي بطولته دينا الشربيني، و«الهرشة السابعة» لأمينة خليل (تأليف ورشة سرد ـ إخراج كريم الشناوي ـ «أم. بي. سي مصر» و«شاهد») و«رسالة الإمام» (تأليف مجموعة كتّاب ـ إخراج الليث حجو ـــ «سي.بي. سي»، و«المحور»، و«الحياة»، و«دي. أم. سي»، و«واتش إت») الذي يؤدي بطولته خالد النبوي ويركز على 50 عاماً قضاها الإمام الشافعي في مصر، شهدت صراعات وتداخلات جديدة.

«رسالة» الإمام الشافعي

- عبدالله رامي

يُعتبر مسلسل «رسالة الإمام» (تأليف مجموعة كتّاب ـ إخراج الليث حجو ـــ «سي.بي. سي»، و«المحور»، و«الحياة»، و«دي. أم. سي»، و«واتش إت») العمل التاريخي الديني الوحيد في الدراما المصرية هذا الموسم. هنا، يقدّم خالد النبوي شخصية الإمام الشافعي والفترة التي عاشها في مصر.

خالد النبوي في شخصية الإمام الشافعي

خالد النبوي في شخصية الإمام الشافعي

وقد لاقت فكرة العمل ردوداً متناقضة بين من يرون خالد النبوي نجماً مثقفاً يليق بهذا الدور، وآخرين وجدوه لا يتناسب مع طبيعة العمل الدينية مطلقاً. وكانت سيرة الإمام الشافعي قد قُدمت من قبل في الدراما التلفزيونية المصرية في أكثر من مناسبة، أُولاها سنة 1997 في مسلسل «عصر الأئمة» (إخراج المخرج الراحل حسام الدين مصطفى)، وفي عام 2007، عُرض مسلسل بعنوان «الإمام الشافعي» من إخراج شيرين قاسم. هل سيتناول المسلسل أحداثاً جديدة ومختلفة عما تم تقديمه في تجسيد هذه السيرة، أم أنه سيكون عملاً بنفس الأحداث ولكن فقط يتم تناوله بطريقة عصرية؟ هذا ما أجاب عنه مؤلف مسلسل «رسالة الإمام» محمد هشام عبية، الذي أوضح طبيعة المسلسل لنا قائلاً: «العمل يتناول تفاصيل مختلفة لم يسبق تناولها في المسلسلات التي قدّمت سيرة الإمام الشافعي قبل ذلك». علماً أنّ الأزهر راجع نصّ المسلسل.

الدراما السورية تنهل من الواقع... حكاياها البوليسية

- وسام كنعان

السعي وراء مطالب الحياة اليومية هو الهدف المطلق في حياة السوريين، ولا يمكن لأي مسلسل منافسة مغامرات الحصول على الخدمات الأساسية في الشام هذه الأيّام! مع ذلك، يبقى للدراما الرمضانية مكانة عالية مرتبطة بطقوس هذا الشهر، إذ قد يجد المشاهد السوري في الشاشة الصغيرة فسحةً للفرجة التي تصوغ متعته وتقبض على مفردات حياته بدون تغريب مقصود، أو إدارة الظهر لما يكابده! هذه السنة لا تزيد عن سابقاتها بالنسبة إلى سوريا، بسبب تبعات الحرب الطويلة والحصار الاقتصادي الجائر والغلاء الكاسح. الطوابير تملأ المدينة، والجوع يتسيّد مشهدها، والعوز يسطو على سكّانها. لذا قد يختار المشاهد المسلسلات الاجتماعية القريبة من حياته.

بسام كوسا في «مال القبان»الذي يقدم قصصاً من الواقع السوري

بسام كوسا في «مال القبان»الذي يقدم قصصاً من الواقع السوري

البداية مع «خريف عُمر» (كتابة حسام شرباتي ويزن مرتجى شاركهما لمى عبد المجيد ويارا جروج تحت إشراف رانيا الجبان ــ إخراج المثنى صبح ـ إنتاج «سما الفن» ـ يعرض على «سما»). يحكي المسلسل قصة عمر الدالي الذي وصل إلى خريف العمر. يستفيق ذات يوم على اتصال من ابنته الوحيدة التي تعيش خارج البلاد، لتروي له حياتها العصيبة وما تتعرض له من زوجها. هنا، يقرر أن يبدأ رحلته الطويلة مع جردة حساب دقيقة لكلّ مراحل حياته السابقة. ينتبه إلى أنّ العمر الذي أفناه تحت أقواس المحاكم لم يجد نفعاً في كثير من الأماكن، ولم تؤت جهوده القانونية أُكلها دائماً. لذا لن يكون أمامه سوى تطبيق شريعة حمورابي وقانون الغاب لتقويم الأشياء كما يجب، بعدما تقاعد من المحاماة. رغم القناعات الخاطئة التي قد تقود عمر الدالي إلى عالم الجريمة، إلا أنّه سيسلك درباً اختاره في لحظة حاسمة من حياته، إضافة إلى قصص داعمة لشخصيته مثل علاقته بابنته وحبيبته السابقة التي تعود بعدما هجرت البلاد لأنّها عجزت عن الزواج به بسبب الاختلاف الديني.

من مسلسل «دوار شمالي»

سنكون على موعد مع الإثارة والتشويق في «مقابلة مع السيد آدم 2» (إخراج فادي سليم الذي شارك في الكتابة مع شادي كيوان ــ بطولة: غسان مسعود ومحمد الأحمد ورنا شميس ومصطفى المصطفى ويزن خليل) الذي يعدّ من أبرز الأعمال المؤجّلة بعد الانتهاء من تصويرها العام قبل الماضي. قدّم الجزء الأول حكاية شوّقت الجمهور بعدما تابع الأستاذ الجامعي آدم عشية استعانة الجهات الجنائية به لكشف ملابسات مقتل فتاة مصرية في سوريا، بذريعة خبرته الطويلة في هذا المجال ومن ثم اعتزاله لها وتفرّغه للتدريس الجامعي. وبالفعل يتمكّن من كشف ملابسات الجريمة، ما يجعله يقع في مواجهة مع المجرمين الذين يخطفون ابنته المصابة بمتلازمة داون ويجعلونه يغيّر تقريره. لكنّ الفتاة تموت بعد عودتها إلى أهلها بسبب خلل في جرعاتها الدوائية. يُخفي الرجل الجريمة ويبدأ برحلة تصفية الحساب مع أفراد العصابة. رحلة ستستمرّ في الجزء الثاني مع رحلة الانتقام الطويلة.
أما في «كانون» (تأليف علاء المهنا، ومعالجة درامية خالد إبراهيم، وإنتاج جميل الغيث وناصر الجوابرة، والمنتج المنفذ يامن ست البنين. بطولة: بسام كوسا، مهيار خضور، ميلاد يوسف، رنا الأبيض، سلمى المصري، هبة نور، جوان الخضر، طارق مرعشلي، عبد الفتاح المزين، علاء قاسم، أحمد رافع، حسام الشاه، فرح خضر، محمد قنوع، راما زين العابدين، سارة بركة، إنجي مراد)، فنحن أمام عمل ينطلق من القاع الدمشقي، ليضيء على نماذج حياتية مسحوقة ضمن حكاية بوليسية تجري في قالب تشويقي، بشرط أن تنتهي كلّ حلقة بحدث جسيم مرتبط بما يليه.

ad
الأزمة اللبنانية حاضرة بطريقة غير مباشرة في «الكرزون»

من جهته، يقف «دوار شمالي» (مسار إجباري/ كتابة حازم سليمان وإخراج عامر فهد ـ إنتاج I See Media / إياد الخزوز ـ بطولة: عبد المنعم عمايري، أمل بوشوشة، أنس طيارة، نانسي خوري، أحمد الأحمد، محمد حداقي، فايز قزق، كارمن لبّس، هبة نور، علي كريّم، وائل زيدان، طارق مرعشلي، جمال العلي، عبير شمس الدين، مريم علي، علا باشا، مروة الأطرش، رنا كرم ــ قنوات «أبو ظبي») بمثابة شاهد على حقبة زمنية غنيّة، وبيئة اجتماعية خصبة، نغوص في أعماقها من خلال حيّ «ماورد» الدمشقي الشعبي الذي يتمتع بأهمية جغرافية كبيرة، ما جعل عقاراته ثروةً باهظة. محاولة السطو عليه ستصطدم بقوّة ضاربة في الحي، فيقرر الفاعل وصاحب المصلحة في ذلك الاعتماد على ابن أحد تجّار الشام، لأنّ والده من مالكي هذا الحي الأساسيين. هكذا، يحوّله إلى قاتل متسلسل يزيل عثرات الرجل الفاسد تباعاً، لنصل إلى ذروة سريعة. لن تكون تلك الأحداث المفصلية سوى انعطافة درامية حادة، توزّع الورق من جديد بعد خلطه، لتبدأ اللعبة مجدداً ويعود بعدها القاتل بذريعة السيطرة على البناء الذي كان يخفي جرائمه فيه، وقد صار قاب قوسين من تكشّفها جميعاً. وبالتوازي سيبحث عن الانتقام من الرجل الفاسد الذي أوصله إلى هذا المكان.

ينطلق «كانون» من القاع الدمشقي ليضيء على نماذج حياتية مسحوقة

أما في «مال القبان» (كتابة علي وجيه ويامن حجلي إخراج سيف السبيعي بطولة: بسّام كوسا، سلاف فواخرجي، خالد القيش ــ إنتاج «إيبلا الدولية»/ هلال أرناؤوط وأحمد الشيخ)، فنحن أمام نوع اجتماعي يقترح مجموعة قصص من الواقع السوري، بطريقة تحاكي الوضع المعيشي الراهن في سوريا وما يتخلله من أزمات ومشكلات يواجهها الناس في يومياتهم من خلال سوق الهال الذي يعتبر شرياناً رئيسياً لا يمكن أن يتوقف عن النبض، مهما قست الحياة أو اشتعلت الحروب.
الأزمة اللبنانية حاضرة بطريقة غير مباشرة في«الكرزون» (كتابة مروان قاووق ورنيم العودة وإخراج رشاد كوكش ـ بطولة: أسامة الروماني، ليليا الأطرش، شكران مرتجى، فراس إبراهيم، فاتح سلمان، عبير شمس الدين، قاسم ملحو ــ إنتاج «أفاميا الدولية»/ فراس الجاجة- منصّة «ويّاك»). إذ نتابع قصة عائلة سورية تعرضت للإفلاس جراء إيداع أموالها في المصارف اللبنانية، ويحاول الأب تحصيل جزء من أمواله، لكن انفجار مرفأ بيروت يعرّضه لصدمة، فيقرر استغلال الحادثة والاختفاء عن ابنته الوحيدة والمدللة علّه يلقنها درساً. لا يقارب المسلسل انفجار مرفأ بيروت، بل تبعاته بطريقة توظّف لصالح الحدث الدرامي الذي يحصل في سوريا.

«الجنرال» في مواجهة «الزند»: صراع الجماهيرية

- وسام كنعان

يشهد هذا الموسم عودة السيناريست سامر رضوان بعد انقطاع طويل، لكن من بوابة الاصطفاف السياسي في الدراما التي يقدّمها. أمر لن يفقده جماهيرية واسعة متوقعة لمسلسله، في حين سيكون في مواجهته ــ من ناحية الحضور الجماهيري ــ النجم تيم حسن في مسلسله التاريخي الذي يحكي فيه لهجة الساحل السوري ويخرج من عباءة «الهيبة»، لكنه يظلّ مرتدياً معطف البطل الشعبي وهي الشخصية التي يفضل أن يقدّمها!

تيم حسن ودانا مارديني في «الزند»

مكسيم خليل في «ابتسم أيها الجنرال»

كاتب «لعنة الطين» (إخراج أحمد إبراهيم أحمد) تمكّن دوناً عن غيره من فرض خياراته وحضوره في العمل حتى نهايته، بدءاً من تحديد أسماء المخرجين إلى المساهمة مع المنتج والمخرج في تحديد أسماء أبطال روايته التلفزيونية. لكنّ احتيال تلفزيون «الجديد» على إحدى مقابلاته معها، والاجتزاء منها بعد عرض مسلسله «دقيقة صمت»، أمر وضعه في مواجهات كان في غنى عنها، إلى درجة منع نصوصه في سوريا. هكذا، ذهب إلى الخيار البديل للدرجة القصوى وقرر العمل مع تلفزيون «سوريا» المعارض لينجز له مسلسل «ابتسم أيّها الجنرال» (إخراج عروة محمد وبطولة ممثلي المعارضة بينهم: مكسيم خليل، عبد الحكيم قطيفان، عزة البحرة وآخرون وقد أشرف رضوان بنفسه على الإنتاج ـــ تلفزيون «سوريا»). لكن العمل الذي يشدّد أن أحداثه من وحي الخيال، يحيله بعضهم إلى تقاطعات سياسية كونه يقدّم قصّة قوة سياسية تدير إمبراطوريتها في بلد افتراضي، وتتحكّم بمصيره واقتصاده وكلّ تفاصيله وتحكم بقبضتها الحديدية عليه. لكنّ خلافاً يشتعل بين أركان تلك القوة، يضيف إلى العمل جرعات ملفتة من التشويق، وهذا ربما ما يخلق له جماهيرية إضافية من دون أن يعفيه من الاصطفاف السياسي.

الجماهيرية تلك ستجد منافساً شرساً يتمثّل في «الزند- ذئب العاصي» (كتابة عمر أبو سعدة وإخراج سامر البرقاوي ــ قنوات MBC) الذي يلعب بطولته: تيم حسن، ودانا مارديني، ورهام القصّار، وأنس طيارة، وباسل حيدر، وجرجس جبارة، ونانسي خوري.... تدور أحداث العمل عام 1900، قبيل الحرب العالمية الأولى وفترة الاحتلال العثماني لبلاد الشام، وتقع بيئتها المكانية في الجبال الساحلية السورية، وتروي سيرة بطل شعبي ينحدر من عائلة نافذة يسيّجها الجاه والمال والخدم. يقع ابن هذه العائلة (تيم حسن) في سنّ باكرة في عشق ابنة خادمة لديهم (دانا مارديني) وراقصة في بلاط والده الآغا، ثم يقيم معها علاقة خارج الزواج، قبل أن يصرّ على الارتباط بها. تتشابك الحبكة ويبقى جوهرها الأصيل هو الأكشن، لكنها تتنوّع بين حياة تلك المرحلة وترصّد يوميات البطل الثري الذي قرّر التضحية بكل شيء من أجل حبّ حياته، ولو على حساب استعداء والده، لتحيله الرواية إلى ما يشبه البطل الشعبي بعد أن يتحدّى الآغا ويهزّ عرشه ويهين سطوته.

الحارة الشامية صامدة في وجه الزلازل والأعاصير

- وسام كنعان

عباس النوري في «حارة القبة»

المشهد النهائي للدراما الرمضانية يتضمن عدداً لا بأس به من المسلسلات من بينها أعمال البيئة الشامية التي يسهل تسويقها وبيعها. أول تلك الأعمال «حارة القبة 3» (كتابة أسامة كوكش وإخراج رشا شربتجي وبطولة: عباس النوري، رنا شميس، وخالد القيش، وفادي صبيح... قناة «رؤيا» و«art حكايات»، و«عاج» على اليوتيوب) الذي يجزم كاتبه بأنّه عمل يُعتد به على المستوى الشخصي، لأنّه خرج عن المفردات المتداولة في مسلسلات البيئة الشامية، مثل العكيد وعضوات الحارة، ونأى بنفسه عن الأسلوب المكرّر في صياغة الحكاية مع إبراز دور المرأة بعيداً عن النمطية.

أمل عرفة في «مربى العز»

يقدّم العمل قصّة شامية تستعير بعض مفرداتها من مجموعة مسلسلات سابقة، مثل الأمانة التي تشكّل جوهر البناء الحكائي للمادة الدرامية، وغيرها من الأحداث من دون الخروج عن التقليد السائد في أعمال مماثلة. ويُفترض أن يستمرّ صراع الخير والشر التقليدي بين قطبَي النزاع أبو العزّ (عباس النوري) وطبنجة (فادي صبيح). أما غازي (خالد القيش)، فهو السلطة المتسيّدة برداءة أخلاقها، فيما يلعب محمد حداقي (أبو الأحلام) دوراً جوهرياً في ردّ الحق إلى أهله، باعتباره من أهل الخير وأصحاب الكرامات.
العمل الثاني هو «زقاق الجنّ» (كتابة محمد العاص وإخراج تامر اسحق ــ إنتاج MB) الذي يستعير اسمه من حيّ دمشقي قديم خارج السور، يقع بالقرب من منطقة البرامكة، ومعروف حالياً بأنه السوق الأكبر لبيع قطع غيار السيارات. أما حكاية المسلسل الذي يؤدي بطولته أيمن زيدان، أمل عرفة، عبد المنعم عمايري، شكران مرتجى، سعد مينه، فتقدّم أحداثاً تجري في هذا الحي عام 1900 في قالب البيئة الشامية المعروف. يروي العمل قصة بوليسية من خلال وقوع جريمة كبرى تشغل الجميع، وهي اختطاف صبي، ثم تلحقها سلسلة جرائم أخرى مرتبطة بالجريمة الأولى، ليكون السؤال الجوهري: من يرتكب هذه الجرائم ولماذا؟

«العربجي» حكاية عن الظلم والمظلوم تنسجم مع العديد من الأزمنة

تتولّى mbc إنتاج «مربى العز» (كتابة علي صالح وإخراج رشا شربتجي، منتج منفذ إياد شهاب ـ بطولة: عباس النوي، أمل عرفة، محمود نصر، خالد القيش، فادي صبيح، سوزان نجم الدين، كرم الشعراني، أيمن عبد السلام) الذي تدور أحداثه بين أربع حارات افتراضية في دمشق لتروي لنا حكاية ثلاثة أطفال تذيقهم الحياة مرارتها وتفرض عليهم هذه القسوة خيارين لا ثالث لهما: إما أن يطحنوا تحت رحى الظلم أو يقارعوه. من صميم المعاناة، نتابع حكاية بطل الملحمة الشعبية مناع ويبقى السؤال ما إذا كان قادراً على استرداد حقّه وحق عائلته من القهر أو أنه سينكسر أمامه. يُبنى المسلسل على فرضية أن بعض العداوات لا يطفئ جمرها مرور السنوات، ويبقى الشر متلظياً تحت الرماد بانتظار الفرصة لكي يلتهم ما يطفئ حقده. أما «العربجي» (كتابة عثمان جحى ومؤيد نابلسي وإخراج سيف الدين السبيعي ـ التلفزيون السعودي)، فيروي سيرة عبدو العربجي الذي اختار أن يعيش بعرق جبينه بعيداً عن الإشكالات، لكنه يجد نفسه أمام خيارين: إما أن يقول الحق، أو يسكت عنه، فينحو باتجاه الحقيقة، لتضعه خطوته في صراع شرس مع أقوى أصحاب النفوذ. قصّة غير توثيقية لكنها حكاية عن الظلم والمظلوم تصلح للكثير من الحالات وتنسجم مع العديد من الأزمنة.

الكوميديا في وضع حرج

- وسام كنعان

ربما تكون الكوميديا السورية قد بدأت منذ أيّام «مسرح الشوك» و«الكباريه السياسي» اللذين يُعد دريد لحّام أحد روادهما ومؤسّسيهما. جاء ذلك عشية النكسة وما تلاها من وقائع سورية متردّية أفسحت الطريق أمام خلق مادة درامية تنهل من الواقع، وتصوغ منه مفردات نقدية ساخرة، تكون قوام مواد كوميدية متماسكة. هكذا، صاغت الدراما السورية جزءاً من مجدها على الكوميديا، سواء في ما قدّمته من أعمال بجهود جماعية، أو ما لمع منها من كركتيرات خالدة، نجح أصحابها في ترسيخ مكانتهم في الذاكرة الجمعية للمشاهدين! لاحقاً، تحوّلت الأفكار المسرحية إلى مشاريع تلفزيونية، واستمرت طويلاً منها «مرايا» و«بقعة ضوء». لكن تباعاً، خبا ضوء تلك المشاريع ووصلت إلى طريق مسدود. منذ سنوات، لم يحظ المشاهد السوري بمسلسل كوميدي يجمع حوله الجمهور. وفي هذا الموسم استمرار لغياب الكوميديا. لن نتابع جزءاً جديداً من «بقعة ضوء» ولا مشاريع مشابهة. كلّ ما في جعبة هذا الموسم هما عملان: الأوّل تجربة بسيطة بعنوان «ضيف على غفلة» (كتابة نسرين حيلوني وإخراج عمار تميم وإنتاج عاطف حوشان ـ بطولة: وائل زيدان، ليلى سمور، سحر فوزي، ميرنا شلفون، وفاء موصللي، جمال العلي، عبير شمس الدين، أندرية سكاف، نادين قدور، غادة بشور، سوسن ميخائيل، يزن السيد، عاصم حواط، مازن عباس، حسام سالمة، علا باشا ـــ القنوات الرسمية السورية) الذي تنطلق أحداثه من مطبخ «هنية» التي تحضّر أطباق الطعام بناء على طلبات خاصة من النزلاء، في مكان يؤجر بشكل يومي لزبائن هم في الحقيقة ضيوف وأبطال المسلسل الذين ستدور بينهم تفاصيل وأحداث كوميدية انطلاقاً من المنتجع والطبق اليومي الذي يتم تحضيره.

أما العمل الثاني فهو دراما اجتماعية لايت تقترب من الكوميديا هو الجزء السادس من «صبايا». خلال خمس سنوات، قدّمت شركة «بانة» (عماد ضحية) هذه السلسلة فتحوّلت إلى ماركة تجارية حقيقية بالنسبة إليها لما بلغته من جماهيرية وانتشار، مع هجمات نقدية كانت تتناول خواء المادة الدرامية، وفراغها من المضامين القيّمة، أو ابتعادها عن مجابهة اليومي والمعاش عند المواطن السوري أو العربي، ثم انفصالها في مطرح ما عن الواقع المأزوم.

كلّ ما في جعبة هذا الموسم هما عملان

كانت حجّة صنّاع العمل بأن القصد من هذا المسلسل هو الترفيه، وهذا نوع يحق لأصحابه استثمار نجاحه. لكن الجزء الأخير انحدر بالمستوى ليكون ختام التجربة التلفزيونية، قبل توقف طويل لشركة الإنتاج التي كانت أوّل من استثمر سورياً في السوشال ميديا، وحصّلت أرباحاً منها. وها هي تقرّر هذا العام العودة إلى التلفزيون، معتمدةً على ماركتها المسجلة بجزء جديد من «صبايا» مع فريق متماسك. هكذا، أوكلت الكتابة لمحمود إدريس، والإخراج لفادي وفائي، إلى جانب مجموعة فنيين مكرّسين، على رأسهم عباس شرف كمدير إضاءة وتصوير، فيما راحت الأدوار إلى: ديمة بياعة، جيني إسبر، شكران مرتجى، ناظلي الرواس ميرنا شلفون، نورا العايق، قاسم ملحو، ندى برهوم، لين ضحية، شادي الصفدي، وجوان الخضر. يعرض على روتانا دراما.
العمل يقترح حلاً منطقياً ليعيد بعض صبايا الأجزاء السابقة كي يعشن في بيت واحد، ويجتمعن فيه مع صبايا جديدات وتبدأ رحلة من المفارقات في المشاريع المهنية والحياتية بعيداً عن القضايا اليومية العالقة للمواطن السوري، إنما في محاولة لاجتراح مواضع ترفيهية مسلّية!

- المصدر: ملف« الأخبار»


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 26 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ثقافة وفنون   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

33 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 23

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28