بعد الحديث عن حادثة تفجير غامضة وقعت منذ يومين في شمال فلسطين المحتلة، وأصيب فيها شاب إسرائيلي بجروح خطيرة، وبعد تعتيم الرقابة العسكرية على الحدث الأمني، كشف الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، اليوم الأربعاء، “أن التحقيق الأولي يظهر أن ارهابياً تسلّل على ما يبدو من الأراضي اللبنانية إلى إسرائيل في وقت سابق من هذا الأسبوع. كما تبيّن أنه بعد الهجوم قرب مفترق مجدو قام بتوقيف سيارة وطلب من السائق قيادتها شمالاً”، وأضاف “يجري تحقيق موسع حول العملية وفي إطارها يتم فحص مدى تورّط حزب الله الارهابي فيها”.
وأضاف أدرعي أنه “أثناء التمشيط وإغلاق الطرق تمّ إيقاف سيارة في منطقة يعارا حيث شكّل الإرهابي الذي كان داخلها خطراً على قوات الشاباك والشرطة والتي قامت بتحييده وقتله وعثرت بحوزته على أسلحة وحزام ناسف جاهز للاستخدام وأغراض إضافية”.
واللافت في بيان الجيش الإسرائيلي أن منفّذ العملية، وفقا للرواية الإسرائيلية، قد استخدم لغما خطيرا يشبه الألغام المستخدمة في لبنان وأنه غير موجود في الأراضي الفلسطينية لكن المستغرب أن تنفذ العملية على بعد نحو 100 كيلومتر من الحدود مع لبنان رغم وجود أهداف كثيرة في المنطقة الحدودية.
ودعا مراقبون إسرائيليون للانتظار والتحقيق المتأني ريثما تتبين هوية المنفّذ ودوافعه والجهة التي أرسلته تمهيدا لتحديد حجم ومكان وزمان الرد على العملية التي وصفتها المصادر الإسرائيلية بـ”الخطيرة”، والتي استدعت اجتماعات طارئة للقيادات الأمنية والسياسية العليا.
وأشارت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إلى أن “القنبلة المستخدمة تشبه القنابل التي استخدمها “حزب الله” لتفجير آليات إسرائيلية في لبنان، قبل الانسحاب الإسرائيلي، والتي كانت تزرع على جانب الطريق”.
وكان رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية هرتسي هاليفي أكد “ضرورة الاستعداد لحرب على جبهات عدة تشمل إيران”، في حين اختصر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو زيارته إلى ألمانيا ليغادر مساء غد الخميس بدلا من صباح الجمعة، كما كان المقرر سلفا، حسبما قالت السفارة الإسرائيلية في ألمانيا.
ونقلت “القناة 14” الإسرائيلية، عن هاليفي قوله “ننظر إلى حزب الله ونرى جهودهم في بناء القوة، وفوق كل شيء نفهم أننا بحاجة إلى الاستعداد”.
وأشار إلى أنه “يجب أن نكون مستعدين في السنوات القادمة لحدث متعدد الجوانب تشارك فيه إيران”، دون مزيد من التفاصيل.
من جهته، قال رئيس الاستخبارات العسكرية السابق الجنرال في الاحتياط عاموس يادلين إن “العملية تبدو من إنتاج إيران ومحاولة انتقام لعمليات تفجير واغتيالات كثيرة وقعت في المدة الأخيرة على أراضيها وتسبب بإحراجها”، في حديث للقناة العبرية 12.
ودعا يادلين نتنياهو إلى “استغلال العملية سلما للنزول عن الشجرة وفرصة لإحراز تسوية تنهي الانقسامات الداخلية التي يعتبرها أعداء إسرائيل دلالة على ضعفها وفرصة للمساس بها”.
يشار إلى أن إسرائيل كانت قبل أسبوعين قد حذرّت جهات في المنطقة من اعتبار الصراعات الداخلية ضعفا وفرصة للقيام بـ”عمليات عدوانية” وهددّت برد قاس وغير متناسب.
