] الاتحاد العام للكتّاب والأدباء: باسل الأعرج..مثقف مشتبك أرَّخ بالدم ترابية النص - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الثلاثاء 7 آذار (مارس) 2023

الاتحاد العام للكتّاب والأدباء: باسل الأعرج..مثقف مشتبك أرَّخ بالدم ترابية النص

الثلاثاء 7 آذار (مارس) 2023

الاتحاد العام للكتّاب والأدباء:
باسل الأعرج..مثقف مشتبك أرَّخ بالدم ترابية النص

رام الله- 6-3-2023: أصدر الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين اليوم الإثنين بيانًا في الذكرى السادسة لاستشهاد المثقف المشتبك باسل الأعرج، جاء فيه:

" ست سنوات والطريق إلى الولجة؛ ممر لشقائق النعمان، وحجل الأودية تحرس قمرًا لا يغيب، يمتد الضياء إلى أعراس الفكرة المتجددة في رؤوس الأنقياء الذين تعلموا أن الثقافة جبهة لا تنهزم، وأنّ باسل الأعرج رمز من رموزها لا تخفيه ستائر الدخان المخادعة، وهو الشاب في عناده وبيده رمانة البلاد الوسيعة، وفي ضميره زيتونة الإرادة الأولى، ما لان ولا استكان أمام عوسج الواقع الهابط، ولم يثن له عزم في مواجهة عنيد الظلم المقيت، و مهما اشتد ملحه على الجرح، ظل لتابوت شهيدٍ خلد بصخرة التحدي اسم الوطن في ربعٍ ما؛ أمينًا حتى يصير على عرش التابوت عينه، ولم تنم له إرادة لاستكمال مسيرة النبلاء.
باسل الأعرج صاحب كيمياء الصمود، والمثقف المشتبك التليد، واجه بصدره العاري، وفكره الملآن بالعشق الفلسطيني، جحافل المحتل المتغطرس، فكان المبدع بالانتماء، والشجاع في الاشتباك، والمغوار بالتصدي للذل والمهانة، وكان المجيد بروحه التي قندّلها في سماء ترعى الشهداء، وتشتاق إليهم لطالما رفضوا الأرض أن تكون سجينةً بنار الظالمين، ولم يكن الأعرج عابرًا في تاريخ الذين رفعوا الوعي إلى سموه، وصلبّوا العزيمة من أجل مواجهة الغرابيب السوداء، وبحنجرته وقلمه كانت الشموس تتدلى في صدور من عرفه حتى تبين لهم بياض الحقيقة رغم حلكة الرواية المزيفة.
وعلى مدار دمه التلحمي في أرض القداسة، سقى لمن بعده بالندى، وعطّر الشهادة بمسيرة الفداء، وحكاية التضحية من أجل الخلاص، ولن ينغلق بابها المنير حتى التحرير، فشهدت عليه سنوات ما بعده له، بأنه كان أحد مفاتيح الديمومة على نهج الشرفاء، وجاء على أوتار عزفه المخلص؛ كوكبة من الشهداء والفرسان الأسرى، ليغلقوا عين المحتل بجمرة المواجهة، وعلى نهجه سارت أقمارٌ إلى سمواتها العلى لتطرزها بهداية أنقى، رغم مخراز السم الطويل، ورغم لهيب المعاناة في زمن الرمل الجالب للخنوع.
ومهما غابت عن الذاكرة تفاصيل الصمود، يبقى صاحبها خالدًا بنقاء الذين يذكرونه اليوم، راكضًا نحو فردوسه المنشود، بعد أن عاند العتمة، ويد البطش اللئيمة لطالما لم يحقق حلم الحرية لشعبه، نعم صنع بدمه بساتين النور، ولم يكن دمه سفكًا على فوضى الرفاهية، بل كان جريًا طاهرًا في نهر الدماء الزكية على امتداده الأصيل منذ أن أول القهر، وسيبقى حتى بزوغ فجر فلسطين.
باسل الأعرج الذي لقن بإبرة صموده، درسًا للعدو، كان إنسانًا طموحًا، ومثقفًا مستنيرًا، ومبدعًا مهتديًا إلى الخلاص، وقلعته عقله، وسلاحه صدره، وضلوعه جسورًا بين الحفر العالية، ولأنه الأمين على شعبه، والحريص على كرامة ربعه، والمحصّن بفروسية أصالته، أرادها مواجهة مع جيشٍ مدجج بالجبن والعار، ومسلحًا بالجحيم واللظى، ومتقدمًا بالجريمة على كل حقيقة كائنة، فكان لها الأعرج القيوم على صراط الفداء، يمشي إلى علوه بعنفوان الميامين، غير آبهٍ لخلف، أو استسلام مهين، بل كل دهشة الشجاعة على تفاصيلها السامية، والميدان بعد حصاره سوار دمه الساقي أوردة فلسطين حتى الفرج القريب.
في ذكرى استشهاده لا تندس الأصوات المؤمنة في غرف مغلقة، بل تطير في المدى، لتقول مقولة الباسل المتمم لشهامة أبناء الوطن، ويحملها الصدى:“وهل هناك أبلغ وأفصح من فعل الشهيد؟”.
رحم الله الشهيد المجيد باسل الأعرج، خيرٌ من خيرات الثقافة الوطنية، وفدائي من أمجاد الوطن، وإننا على دربه ورفاقه لسائرون، وإنّها لأمانة كتبها الأولون، ونحفرها مع كل طلعة شمس، على العهد باقون، ومن أجل العهد سنبقى بالدم نكتب لفلسطين.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 14 / 2342227

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ثقافة وفنون   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

30 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 30

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28