حذر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، من أن العالم أصبح يقترب من تهديد اندلاع حرب عالمية ثالثة، موضحاً بأن العملية العسكرية في أوكرانيا أصبحت إجراء قسرياً ورداً على التحضير للعدوان من قبل الولايات المتحدة واتباعها.
وقال مدفيديف في اجتماع لمكتب المجلس الأعلى لحزبه “روسيا الموحدة”: “يجب على حزبنا أن يساعد الناس في العالم على فهم أن العملية الخاصة التي يتم تنفيذها أصبحت تدبيرا قسريا، ردا على التحضير للعدوان من جانب الولايات المتحدة الأمريكية واتباعها، وبسبب الوضع الحالي، من الواضح أن العالم قد اقترب من خطر الحرب العالمية الثالثة”.
وأكد ميدفيديف، أن الصراع ضد عدو خارجي أكثر أهمية من الخلافات بين الأحزاب، ويمكن لحزب “روسيا الموحدة” أن يساعد القوى الوطنية في الحوار مع الأحزاب الأجنبية المقربة أيديولوجيا منهم.. الآن هذا في مصلحتنا ومصلحة الوطن كله”.
واقترح النظر في خيارات التفاعل بين “روسيا الموحدة” والأحزاب البرلمانية والهياكل السياسية الأخرى بشأن قضايا العمل في الخارج.
وكان مدفيديف، قد علق في وقت سابق على نتائج اجتماع وزراء دفاع دول حلف الناتو في قاعدة “رامشتاين” الأمريكية في ألمانيا، في الـ 20 من يناير قائلاً، أن الغرب سيحاول إرهاق روسيا لأطول فترة ممكنة، بل وسيحاول تدميرها من خلال إنشاء تحالف عسكري جديد.
وأضاف مدفيديف عبر “تلغرام”: “إن اجتماع وزراء دفاع دول حلف الناتو في قاعدة “رامشتاين” الأمريكية في ألمانيا، وقرارهم إمداد كييف بأسلحة ثقيلة، لا يدع مجالا للشك أن أعداءنا مستمرون في محاولات إرهاقنا لأجل غير مسمى، بل ويتوهمون أنهم قادرين على تدميرنا، وعليهم الكف عن هذه الأوهام، فتدمير روسيا أمر صعب للغاية”.
وتابع: إن الولايات المتحدة وحلف الناتو، ومن وصفهم بكلابهم “المخصية” سيعملون على تشكيل تحالف عسكري جديد، لمحاولة تحقيق أحلامهم بالقضاء على روسيا.
وأشار إلى أن التاريخ أثبت أن نهاية الحروب الطويلة، تتجلى في تحقيق التوازن والاستقرار، وفي نهاية هذه الحرب “ستتخلى الولايات المتحدة عن حليفتها “أوربا العجوز” وأتباعها التعساء في أوكرانيا، وسيعم السلام على الأرض”.
وكان خلال مؤتمر صحافي عقده بمشاركة نظيرته الجنوب إفريقية ناليدي باندور الإثنين، قد أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن الحرب بين الغرب وروسيا لم تعد هجينة، بل باتت شبه حقيقية.
وأضاف لافروف: “عندما نتحدث عما يحدث هناك، في أوكرانيا، فإننا نتحدث عن حقيقة أن هذه لم تعد حربا هجينة، ولكنها حرب حقيقية تقريبا، والتي كان الغرب يستعد لها لفترة طويلة ضد روسيا، في محاولة لتدميرها”.
كذلك قال لافروف إن كييف أوقفت المفاوضات مع روسيا التي كانت قد انطلقت الربيع الماضي، تحت ضغوط غربية.
وأشار وزير الخارجية الروسي إلى تصريحات قادة الدول الغربية التي يؤكدون من خلالها رفضهم للمفاوضات وإصرارهم على الحل العسكري ورغبتهم في تدمير روسيا.
واعتبر لافروف رداً على سؤال بشأن تخويف الدول الأفريقية من العلاقات مع روسيا قائلا إن واشنطن لا تخيف فقط الدول الأفريقية، ولكن أيضًا بلدان في آسيا وأمريكا اللاتينية وهم يعلنون باستمرار أن أولئك الذين يتعاونون مع روسيا سوف يندمون ويهددون دولًا كبيرة بذلك.
وقال الوزير عقب محادثات مع وزير خارجية جنوب افريقيا “حضارات عمرها المئات من السنوات يتم تهديدها والضغط عليها والولايات المتحدة والبريطانيون أيضا يتجاوزون كل الخطوط الحمراء”.
وكان لافروف الذي يجري زيارة إلى جنوب إفريقيا اليوم الإثنين، قد صرح في وقت سابق بأن ما يحدث في أوكرانيا هو نتيجة التحضيرات التي قامت بها واشنطن وحلفاؤها على مدى سنوات طويلة، لشن حرب كونية هجينة على روسيا.
