] إعلام رسالته لا عروبية”! - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الثلاثاء 27 كانون الأول (ديسمبر) 2022

إعلام رسالته لا عروبية”!

الثلاثاء 27 كانون الأول (ديسمبر) 2022 par د.عادل سمارة

إذا كان المواطن العربي لا يرى الشرطة و هراواتها و خوذ الجنود إلا في حالات الإنفجارات و الانتفاضات لقمعه بينما هَوام العسس و المناديب ينتشرون تحت جلده و لا يراهم لكن يُحس بهم، فإنه عرضة 24 على 24 لهراوات الإعلام.

و لأن للإعلام كل هذا الحضور المتنامي مع تطور التكنولوجيا و تطويعها لمصالح الحكام و ضد الشعوب و خاصة في الوطن العربي يصبح الحذر منها أهم من مشاهدتها، سماعها، قرائتها بمعنى، أن المواطن إذا لم يكن مسلحاً بالحذر الواعي من أية وسيلة إعلام فإنه سوف يعٌبُ مما تدفع إليه ليغدو جزءا منها بترويجها قصدا أو حتى خلال تسلية الوقت اي قتل الوقت بالتقوُّلات و خاصة في مجتمعات البطالة فيها أوسع من العمل و الإنتاج.

مثل غيري، و ربما أكثر من غيري كثيراً ما نبهت، و ساستمر، في التحذير من فضائيات تزعم أنها م.ق .ا.و.م.ة بينما هي في حالات كثيرة أداة للغير بغض النظر عن سببين:
الأول: أن لإدارتها ، بأوامر مالكيها/مموليها ارتباطات لا شعبية و أحيانا لا عروبية.
و الثاني: تعبئة الوقت بما هي وظيفة هذا أو تلك و ضمن ذلك جهل الموظف لتجهيل الناس.
شاهدت قبل ايام برنامجاً عن الممثل السينمائي من المحتل 1948 محمد بكري، و الرجل تطبيعي علانية و يفتخر بكونه من النسل التطبيعي للراحل إميل حبيبي المشهور بنعت القوميين ب “الحمير القوميجية”، و بأن نداء رقم 38 لانتفاضة 1987 بنمرة حذائه، و بأنه كان يرى نفسه حامل أختام إدخال اي شخص في الشيوعية أو رفضه ثم صار أمريكياً و نال وضع صورته على طابع بريدي للكيان.

و كانت قبل ثلاث سنوات قد استضافت نفس البكري كل من الميادين و الأخبار و حتى السيدة المسرحية نضال الأشقر و ضربوا بكرامة القضية العربية أي فلسطين عرض الحائط، و هناك في لقاءات البكري شتم أحد أفضل إيقونات النضال العروبي الفلسطيني بسام الشكعة و المعروف عنه الكثير، و اذكر هنا أنه حين قابل الرئيس الراحل حافظ الأسد فيما يخص العراق و اصر الأسد على موقفه قال له جملته المشهورة: “و الله يا سيادة الرئيس الآن أشعر انني فقدت ساقَيْ”.

حدث ذلك حينما وضع الكيان ألغاما تحت سيارات رؤساء بلديات نابلس و رام الله و البيرة بما هم في الحركة الوطنية.
قد يبدو للبعض أن ما يبثه الإعلام هو السرد و ليس عليه التحليل و الرد و المواجهة. و هذا خطير حقاً، فليس كل مواطن قادر على التحليل على الأقل بحكم تخصصه أو عدم تخصصه، و لذا ليس دور الإعلام هو إيصال الخبر بل تحديد موقف من الخبر، لأن عدم تحديد الموقف هو موقف و خبيث ايضاً.
إن أخطر ما تمر به سوريا اليوم هو دور الإعلام و تواشجه مع الحصار كحرب اقتصادية، اي:

إعلام غزير بل فائض
و حصار شامل اي خانق.

و ذلك لكسب ما لم يحصل بالسلاح، كسبه بالتجويع و البرد و البطالة و الفساد…الخ.
و هنا يلعب الإعلام دوراً يُظهر هذه الأمور بأضعاف حجمها بهدف خدمة “ثورة الإرهاب” بتحريك الناس لهدم الدولة بهذه الوسائل طالما عجز المدفع أو جرى توقيفه لفترة. فمن يدري و خاصة أن الذين أحرقوا 2 ترليون دولار لهدم سوريا هم الآن:

يتدلعون و يتنعفلون بأرباح و خاصة بعد أزمة كورونا و أزمة أوكرانيا
و لا زالوا في دورهم المناط بهم من الأعداء
ناهيك عن حقد البدوي حين يصبح حاكماً متاثرا بحقد الجِمال التي لا تتخلص من حقدها حتى على صاحبها، و هذه القيادات حاقدة على أمتها

إضافة إلى أن معظم الأنظمة العربية الأخرى تزكي أنظمة الخليج و تتعاون معها ضد سوريا و لعل أحدثها و ليس آخرها هو مؤتمر “بغداد” على شاطىء دفىء البحر الميت قبل ايام.

في أحد برامج نفس الميادين كان هناك متحدث أمريكي عن سوريا كل حديثه تبرير العدوان الأمريكي ضد سوريا، و للأمانة تصدت له المذيعة ربما بأكثر مما يُسمح لها ورد عليه الضيف السوري بأدب غير ضروري، لا سيما و أن الأمريكي كان يتحدث بتعالٍ واضح.
أما الأخطر بأن حديثه كان يوحي بأن الاحتلال الأمريكي لأراضي سورية هو أمر عادي و كأن أمريكا هناك دولة جوار و بأنها استعادت أرضها.
كان هذا في حديث الأمريكي أوضح حتى من أكذوبة مطاردة امريكا لداعش مع أنها أم داعش أكثر مما هي أم الكيان.
و المضحك أنه كان من الوقاحة بمكان بالقول: “الأسد يحكم بالقوة… الأسد يكاد يفلت”…الخ.
لا يهمني هنا أخذ القول باتجاه أن الأمريكي يتجاهل أن أمريكا ليست كما كانت، و لكن ما يهمني أن:

لا الضيف السوري و هو مثقف ومتزن.
و لا المذيعة و هي شاطرة إلى حد ما.

لم يقولا له: لماذا أمريكا هنا ؟ و ما علاقتها و دورها لصالح الكيان والأنظمة اللاعروبية.
لأن هذا بيت القصيد. هذا مع أنه وفر لهما فرصة التركيز على هذه المسألة بنفيه لحق الرئيس في الحكم…الخ.
إن أهم ما يجب على الإعلام التركيز عليه هم تفهيم و من ثم تحشيد و شحن الشارع العربي ليدرك أن امريكا و الكيان و كامل الثورة المضادة هم الذين عليه مواجهتهتم و إدراك أنهم أعداء بالفطرة و الحضور الفاعل. فمن لا يعرف عدوه يخالُ بأن عدوه وطنه فيشارك في الهدم.
فالاستهداف المطلق و العداء التاريخي و الصراع التاريخي و الحاضر و المستقبلي تشترط إعلاما مقاتلاً لا مخاتِلاً


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 14 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 13

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28