] بيات شتوي للأفلام المصرية في موسم سينمائي بارد ومُفلس! - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأربعاء 21 كانون الأول (ديسمبر) 2022

بيات شتوي للأفلام المصرية في موسم سينمائي بارد ومُفلس!

الأربعاء 21 كانون الأول (ديسمبر) 2022

لم يكن متوقعاً أن تأتي النتائج المُخيبة للآمال بدور العرض السينمائية على النحو الصادم والمُبين في قوائم الإيرادات والأرقام، فحجم الدعاية الكاذبة التي حاولت رفع أسهم الأفلام خلال الموسم الصيفي الفائت، فاقت كل حدود التنبؤ، حيث صدّرت وهم الانتعاش والرواج التجاري للبضاعة السينمائية الراكدة بنجومها الكبار والصغار ووجوهها الشبابية.
لقد فشلت الخدع والحيل التي اتبعها المنتجون والأبطال في إخفاء الحقيقة العارية، فما إن انتهى الموسم الصيفي، حتى عادت السينما المصرية سيرتها الأولى تُعاني من الجفاف المالي ونُدرة الجمهور في دور العرض في أكثر مناطق العاصمة كثافة «وسط البلد» حيث تتجاور كل من سينما مترو وميامي وكوزموس وكريم وديانا وليدو وبيجال وكايرو، ولا يفصلها عن بعضها سوى مسافات قصيرة للغاية، ومع ذلك لم تشهد المنطقة زحاما على الإطلاق أمام الدور السينمائية الشهيرة، فقد غدت كالبيوت المهجورة مجرد صروح قائمة خاوية على عروشها، لأن الرهانات المعقودة عليها تحولت كلها في لمح البصر إلى سراب، بعد أن نجحت المنصات الإلكترونية في سحب الغالبية العظمى من المُتفاعلين بالفُرجة مع الأفلام الجديدة، فأوقعت المُنتج والموزع في شرك الخسارة، وقضت على ما لديه من آمال تعويض الخسارة الصيفية في الموسم الشتوي الراهن، فصارت التكلفة مُركبة والخروج من أزمة الركود مسألة مؤجلة إلى حين .

في إحصاء دقيق استهدف التقييم والمُراجعة، جاءت نتائج الأرقام الفعلية لإيرادات الأفلام في الفترة الأخيرة مُحبطة للغاية، ومنافية لمزاعم النجوم والنجمات الذين تغنوا في بداية الموسم الصيفي بنجاح أفلامهم، وتباهوا بأنهم أصحاب الملايين والأرقام القياسية في شباك التذاكر، فمجموع إيرادات الأفلام كلها هبطت إلى أدنى مستوياتها. فلم تبلغ حد الربع مليون جنيهاً مصرياً، إذ وصلت بالكاد إلى 174 ألف جنيه لا غير وهي حصيلة 6 أفلام مثلت السباق الرئيسي، وتنوعت موضوعاتها ما بين الأكشن والكوميدي والتراجيدي والاجتماعي والغنائي، ومع ذلك لم يُفلح أي منها في سد العجز الصادم في خزينة المُنتجين المُهددين بالإفلاس، والواقفين على نواصي الرجاء ينتظرون التعويض من المحطات الفضائية المأمول أن تشتري بعض إنتاجهم لتسويقه لجمهور المنازل، للاستفادة من حصيلة الإعلانات المُرتبطة عادة بالجديد من الأفلام، باعتبارها من دواعي التنشيط الجماهيري وعناصر الجذب الدافعة للمُشاهدة.
وبحسب ترتيب الأرقام في جدول الحصيلة المالية للأفلام في جميع حفلات السينما، جاء فيلم «تحت تهديد السلاح» بطولة مي عمر وحسن الرداد وشيرين رضا وعمرو عبد الجليل وأحمد بدير في المركز الأول، حيث بلغت إيراداته خلال أسبوع كامل 169 ألف جنيه مصري، وهو بالطبع رقم شديد التواضع لا يُمكن اعتباره رقماً مؤثراً في أي حال في بورصة الإيرادات أو الأفلام، رغم أنه الأفضل بين مُعدلات الأرقام الأخرى الأشد بؤساً والتي تأتي تباعاً مقرونة بعناوين الأفلام الخاسرة وأبطالها.

أما المركز الثاني فكان من نصيب فيلم «فضل ونعمة» حيث بلغت الإيرادات 37 ألف جنية فقط، على الرغم من القبول الشعبي الذي يتمتع به الأبطال، ماجد الكدواني وهند صبري وبيومي فؤاد والثقة التي كانت في طريقها للتنامي بين الجمهور، ورامي إمام مخرجا وأيمن وتار مؤلفا.
في السياق ذاته جاء الترتيب الثالث لفيلم «هاشتاج جوزني» وهو نوعية كوميدية خفيفة عن أزمة الزواج لدى الفتيات، التي تمت مُعالجتها بشكل ساخر عبر أداء مجموعة من الأبطال برزت من بينهم صابرين ودينا ومايا السيد وأمير المصري، هذا الفيلم لم يُحقق أكثر من 36 ألف جنيه في دلالة قوية على استياء الجمهور وابتعاده الكامل عن التلفيق السينمائي والضحك عليه باسم الكوميديا. الغريب أن فيلم «كيره والجن» الذي تسبب في رفع حالة الطوارئ القصوى في دور العرض وأشاد به النُقاد وامتدت له طوابير المُتفرجين لم يتجاوز في عرضه الثاني بالموسم الشتوي حدود 12 ألف جنيه، مُحتلاً بذلك المركز الرابع بقوة تأثير الأبطال كريم عبد العزيز وأحمد عز وهند صبري. وهذا الأمر يُعد من المُفارقات الغريبة لأن الرصيد المُتراكم للنجوم المذكورين والمؤلف أحمد مراد والمخرج مروان حامد كان من المُفترض أن يُحسن من النتيجة بشكل أكبر في الجولة الثانية للفيلم المهم، لاسيما أن النوعية الدرامية ذاتها فيها من المُثيرات ما يساعد على صعود الأسهم من المستوى المنخفض إلى المستوى المتوسط على الأقل.

وكما كان متوقعاً لم يتخط فيلم «بحبك» لمؤلفه ومخرجه وبطله وواضع موسيقاه التصويرية المطرب والمُلحن تامر حسني حدود الترتيب الخامس في سُلم التقييم الجماهيري، حيث بلغ مُجمل إيراداته في أسبوع كامل أيضاً في دور العرض عشرة آلاف جنيه ولم تفلح وصلات الكوميديا لحمدي الميرغني كممثل مساعد في تخفيف الخسارة ولو بشكل نسبي.

وتأتي الخاتمة الكارثية للإيرادات الهزيلة في موسم الإفلاس الجماعي للأفلام مُتمثلة في فيلم «عمهم» بطولة محمد عادل إمام، الذي احتل المركز الأخير ليسجل شهادة الجمهور بكل وضوح، مُدللاً بها على الرفض الكامل لظواهر البلطجة في أفلام العنف والقتل والسحل، بلا مُبررات حقيقية تؤيد المُبالغة في تجسيد الظواهر الشاذة، وتُوجد لها مخرجاً من اتهامات المُتاجرة بالدماء وإفشاء الجرائم وتكريس مبدأ المُحاكاة السلبية للصور الاجتماعية الضارة من ناحية، والمُستهلكة من ناحية أخرى.

* كمال القاضي


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 11 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ثقافة وفنون   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

6 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 6

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28