أصدر تيار المقاومة والتحرير في فلسطين المحتلة بيانا سياسيا هاما حمل موقفا سياسيا واضحا وصريحا تجاه السبيل الوحيد لانقاذ الوضع الفلسطيني القائم، يتمثل في عزل محمود عباس ونهجه والاتفاق بمن حضر من القوى بانتاج بديل سياسي انقاذي يقود المرحلة، واختلف التيار بشكل واضح مع مجمل التحركات الموسمية التي تحركها العواصم العربية المختلفة وآخرها الجزائر في سبيل ما يدعى باعادة الوحدة السياسية في الساحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام.
وأكد التيار في بيانه أن عباس عقبة حقيقية أمام إنقاذ الوضع الفلسطيني من التهديدات الحقيقية ، وأردف : «ويدعو تيار المقاومة والتحرير فصائل وقوى الشعب العربي الفلسطيني إلى تجاوز هذه «العقبة الكأداء » الحقيقية أمام نضالات شعبنا ومسيرته الكفاحية بعزل هذا النهج التدميري التخريبي الذي نلمس نتائج سياساته وخياراته ومساراته اليوم في فلسطين المحتلة يوميا، ولا تحتاج القوى المناضلة أكثر من إعلان ذلك والاتفاق عليه وإسقاط هذه العقبة المجرمة بحق فلسطيننا الآن وقبل فوات الأوان، والتلاقي في جبهة وطنية انقاذية يمن حضر من الفصائل والقوى والشخصيات وقبل أن تصبح اعدامات المستوطنين لشعبنا نسخا عن دير ياسين وكفر قاسم والطنطورة».
وأشار التيار في بيانه إلى عقم هذه الموسميات وعدم جدواها واستهلاكها للوقت والطاقة عوضا عن ما أصبحت تثيره من يأس وإحباط في الشارع الفلسطيني لانتهاء مسرحيتها دائما بذات النتيجة التي عبّر عن مقصلتها محمود عباس المنتهية ولاياته جميعا في شروطه التي يرفعها في وجه كل المبادرات والتحركات بلا استثناء وقبل تسجيل أي هدف من أي نوع، حيث يشترط عباس اعتراف القوى والفصائل بشروط الرباعية وما يدعوها الشرعية الدولية أي الاعتراف بالكيان الصهيوني كما فعلت منظمة التحرير قبل ذلك في سبيل الحصول على اعتراف صهيوني بها. لا سيما وان الاتفاقات من اول مكة مرورا بالقاهرة 1 و2 لم ينفذ منها حرف واحد.
وقال التيار في بيانه أن الظرف الحالي الذي تقوده العصابات الصهيونية الارهابية وتزمع فيه تشكيل اول حكومة ارهاب استيطاني هو الوقت اللازم للحركة ليس ابراء للذمة بل لانقاذ الوضع والشعب الفلسطيني جقا مما يبيت له، «وأتبع: واليوم لا جديد فإن «العقبة الكأداء» الوطنية هي محمود عباس نفسه الذي يصرّ على إعادة الاسطوانات المشروخة بوقوفه أمام إعادة لم شمل القوى الفلسطينية وفق برنامج وطني إنقاذي يمكنه على الأقل وقف الهجمة المتغولة صهيونيا والتي أخذت آخر تشكيلاتها عبر حكومة الاستيطان والارهاب الصهيوني القادمة، ويضع عباس ما يسميه بشرط قبول الشروط الدولية وجوهرها الاعتراف بالكيان الصهيوني كمكسر العصا أمام ليس فقط القوى والفصائل الفلسطينية بل حتى أمام كل الشعب الفلسطيني بلا استثناء، حتى وهو فاشل بكل ما ساقه من ويلات على القضية الفلسطينية.»
وسخر البيان من اعلانات عباس وحكوماته المتكررة عن اعتبار الانضمام لاتفاقيات دولية او رفع مستوى تعريف وضع فلسطين بالامم المتحدة وكانها انجاز خارق يعوّض الفلسطينيين عن حالة حافة الهلاك التي اوصلهم لها بسياساته الفاشلة على حد وصف البيان، بل زاد واعتبر ه خطرا حقيقيا أمام الشعب الفلسطين : «إن عباس شكّل خطرا ماثلا على كفاح شعبنا منذ اليوم الاول بما لم يخفه يوما من شعارات ومواقف وتصريحات تذهب تجاه استفزاز أكبر المواقف الصابرة المتصابرة في هذا الشعب العظيم، وإن اسطوانة الحماية الدولية والانضمام لاتفاقيات دولية ورفع مستوى عضوية فلسطين في الجمعية العامة للامم المتحدة ليست كلها إلا أحابيل بقاء هذا النهج المريض والفاشل سيفا مسلطا على ظهر القضية الفلسطينية إزاء الاعدامات اليومية التي شرع فيها الصهاينة الارهبيون بتنفيذها على الهواء مباشرة بحق الانسان والارض والمقدسات في فلسطين.»
مما هو جدير بالذكر أن هذا الموقف هو الرسمي الوحيد في الساحة الفلسطينية الذي طالب بوضوح وصراحة بعزل محمود عباس ورفض نهجه كنقطة بداية لانقاذ الحال الفلسطيني فيما اكتفت بقية القوى والفصائل بنشاط متراوح في الانخراط بالدعوات المستدامة والاستضافات العربية والدولية تحت عنوان البحث عن طريق لانهاء الانقسام الفلسطيني.
