يواصل 30 أسيرا يتبعون تنظيم الجبهة الشعبية، تحضيراتهم لخوض إضراب مفتوح عن الطعام، في ظل استمرار تدهور الحالة الصحية للأسير ناصر أبو حميد المصاب بالسرطان، والذي دخل منذ أكثر من أسبوع مرحلة الاحتضار.
وقالت الجبهة الشعبية، إن فرعها في سجون الاحتلال، سيدخل في مواجهة جديدة ضد السجان لنيل الحقوق المشروعة للأسرى، لافتا إلى أن 30 من الأسرى الإداريين، سيخوضون إضراباً مفتوحاً عن الطعام في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، احتجاجاً على اعتقالهم الإداري، وتمديد مدة أحكامهم المتكررة، وكذلك ضد ظروف اعتقالهم والشروط غير الملائمة.
وأشارت إلى أن الاعتقال الإداري يعد “جريمة بحق الأسرى وعائلاتهم”، لافتة إلى أن هؤلاء الأسرى الـ30 أمضوا ما يقارب 200 عام من الاعتقال الإداري، وجاء في بيان فرع الجبهة الشعبية في السجون: “200 عام من الأسر دون تهمة أو محاكمة، وضمن رغبة ضباط مخابرات الاحتلال ورغباتهم الفاشية التي لا ترتوي من عذابات الفلسطينيين”.
وأكدت أن مئات الأعوام مُنع خلالها الاحتلال الأسرى من رؤية أطفالهم وهم يولدون أو يكبرون، ونقلت عن الإداريين الـ30: “لم نحتفل يوماً بأعياد ميلادهم، لم نرافقهم في يومهم الدراسي الأول، لم نشاركهم لحظات الاحتفال بتخرجهم، وجاء أخيراً ضباط المناطق ليقولوا لنا سنحرمكم من فرحة زواج أبنائكم وبناتكم”.
وأضافوا: “200 عام فقدنا فيها الآباء والأم والأخ والزوجة التي اكتشفت أنها تزوجت شبحا يقطن في عتمة الزنازين تلبيةً لرغبة فاشية لسجان”.
وأكدوا أن الإضراب سيكون تحت شعار “قرارنا حرية، إضرابنا حرية.. لاستعادة حياتنا ولحظاتنا التي يختطفها وحش الاحتلال، ومقصلة الاعتقال الإداري”.
ويلجأ الأسرى الإداريون لخوض إضرابات فردية للحصول على حريتهم، وتمكنوا بالمعارك التي خاضوها بأمعائهم الخاوية من الانتصار على قيود وأغلال السجان الإسرائيلي.
هذا وقد أعلن نادي الأسير، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أصدرت ما يزيد عن 9500 أمر اعتقال إداري، منذ عام 2015 حتى العام الجاري.
وأوضح نادي الأسير، أن سلطات الاحتلال أصدرت نحو 1365 أمر اعتقال إداري منذ بداية العام الجاري، بينها 272 أمر في أغسطس الماضي.
وأشار إلى أن عدد المعتقلين الإداريين بلغ 760 معتقلاً بينهم أربعة قاصرين وأسيرتان، ويقبع أكبر عدد منهم في سجني (النقب، وعوفر)، وهذه النسبة هي الأعلى منذ عام 2015.
ويأتي ذلك، فيما تتجه الحالة الصحية للأسير ناصر أبو حميد، المصاب بالسرطان نحو الأسوأ، في ظل توقف جسده عن الاستجابة للعلاج الكيميائي، وتفشي المرض في جسده، حيث ينتظر الإعلان عن وفاته في أي لحظة، بعد أن أبلغه الأطباء أنه دخل مرحلة الاحتضار.
ولا تزال سلطات الاحتلال ترفض كل الطلبات التي قدمت من أجل إطلاق سراحه، لقضاء أيامه الأخيرة بين أسرته، على غرار ما فعلت بأسرى سابقين أصيبوا بالسرطان، واستشهدوا داخل زنازين الاحتلال ومنهم سامي أبو دياك وبسام السائح.
وكانت اللجنة المختصة بالنظر في طلب الإفراج المبكر عن الأسير أبو حميد، رفضت طلبا تقدمت به محاميته، لتثبيت موعد الجلسة التي كانت مقررة في الثامن عشر من الشهر الجاري.
وهذا الأسير من بين خمسة أشقاء حكم عليهم الاحتلال بالسّجن لمدى الحياة، ولهم شقيق سادس شهيد وهو عبد المنعم أبو حميد، كما أن بقية العائلة تعرّضت للاعتقال، وحرمت والدتهم من زيارتهم لسنوات، وفقدوا والدهم خلال سنوات اعتقالهم، كما تعرض منزل العائلة للهدم خمس مرات، كان آخرها عام 2019.
وفي السباق، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، نقلاً عن محاميها معتز شقيرات بأن الأسير المعزول أيهم كممجي يعاني أوضاعاً صحية صعبة داخل زنازين معتقل “ايشل”، لافتة إلى أن هذا الأسير يعاني من أوجاع بالرأس والعين اليسرى، وقد بدأت الأوجاع تنتقل لعينه اليمنى، وتم إبلاغه من قبل طبيبة المعتقل بأنه يعاني من جفاف بالعين اليمنى، وتجلط بغشاء العين، كما يشتكي من ارتفاع ضغط الدم ودوار مستمر، وآلام بالكتف نتيجة التحقيق معه في”الجلمة”.
وذكرت أن إدارة السجن تتعمد المماطلة بتقديم العلاج اللازم لمشاكله الصحية العديدة، وقالت إنه بحاجة منذ فترة طويلة لإجراء فحص للأمعاء ولرعاية حثيثة، لكن إدارة المعتقل تكتفي بإعطائة المسكنات فقط، وأضافت الهيئة ونقلاً عن لسان الأسير كممجي”بأنه قبل حوالي شهر، استيقظ كممجي من النوم وكأنه فاقد للذاكرة لبضع ثوانٍ وقد تكررت هذه الحالة معه خلال الصلاة ولم يعلم ماذا سيفعل أثناء الصلاة”.
والأسير كممجي كان من بين الأسرى الستة الذين نفذوا عملية الفرار من “سجن جلبوع” قبل عام.
