] رفضًا لتحريف الاحتلال للمناهج.. إضراب شامل في مدارس القدس - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الاثنين 19 أيلول (سبتمبر) 2022

رفضًا لتحريف الاحتلال للمناهج.. إضراب شامل في مدارس القدس

القدس تقول كلمتها عبر الإضراب الشامل: مدارس فارغة والمقدسيون “على قلب رجل واحد” ضد “أسرلة التعليم”
الاثنين 19 أيلول (سبتمبر) 2022

تتجدد المخاطر والتحديات التي تواجه التعليم الفلسطيني والمدارس في القدس المحتلة مع بداية كل عام دراسي في الأراضي المحتلة، حيث يعمل الاحتلال على استهداف المناهج التعليمية في مدارس القدس، ويفرض إجراءات تعسفية صارمة وتهويدية على المدارس المقدسية التي ترفض تدريس المناهج الإسرائيلية.

وتعبيرًا عن رفض محاولات حكومة الاحتلال فرض المنهاج الإسرائيلي على مدارس القدس، وما يحتويه من تزييف وتحريف للرواية التاريخية التي تناصر القضية الفلسطينية، عَمَّ صباح اليوم الاثنين الإضراب الشامل في مدارس القدس المحتلة، تلبيةً للدعوة التي أطلقتها الفعاليات المقدسية منعًا لمحاولات الاحتلال فرض المنهاج المحرف على المدارس في القدس.

وقالت مصادر فلسطينية محلية “إن هناك نسبة عالية من الالتزام بالإضراب الذي عم المدينة، بينما كثف الشبان مساء أمس وحتى فجر اليوم من توجيه وتوزيع الدعوات على الأهالي لتلبية النداء والاستجابة للإضراب”.

في بلدة العيساوية الواقعة شمال شرق البلدة القديمة من مدينة القدس، التزمت جميع المدارس بالإضراب الذي دعت له القوى والفصائل الفلسطينية لدعم لجان أولياء الأمور. كما عمّ الإضراب جميع مدارس بلدات القدس المحتلة خارج جدار الفصل العنصري كما داخل الجدار، وصولًا إلى حنينا وعناتا ومدارس الوكالة في مخيم شعفاط.

ودعت القوى الوطنية والإسلامية في بيان مشترك مع أولياء أمور القدس، مدارس القدس للالتزام بالإضراب، وضرورة ثبات إدارة المدارس على نفس موقف الأهالي، وعدم خرق الموقف الوطني.

وجدد البيان تمسك المقدسيين بموقفهم الثابت، بالرفض المطلق والتام لمحاولات فرض منهاج مزيف أو مستحدث في جميع المدارس على اختلاف مرجعياتها الأكاديمية، وعدم القبول بغير المنهاج الفلسطيني.

وعبّرت القوى عن رفض كل أشكال الابتزاز المالي الذي تمارسه وزارة المعارف الإسرائيلية، وبلدية الاحتلال في المدينة، على إدارات المدارس وسياسة التهديد العلني والمبطن تجاهها.

كما طالب الحكومة الفلسطينية بتوفير البدائل الحقيقية، وتأمين الاحتياجات الفعلية والموارد اللازمة لحماية المنهاج الفلسطيني، بعيدًا عن الشعارات والعبارات الفضفاضة.

المدارس والطرق المؤدية إليها فاضية (فارغة)” بهذه الجملة التي كررها عشرات النشطاء المقدسيين الذين تفرقوا في مدينة القدس وضواحيها وبلداتها والتقطوا الصور والفيديوهات التي تظهر حجم الالتزام بالإضراب الشامل الذي عم جميع مدارس القدس المحتلة، صباح اليوم الإثنين، احتجاجا على ما بات يعرف بـ”أسرلة التعليم”.

وانتشرت الفيديوهات من خارج المدارس ومن داخلها، وكذلك من الشوارع المؤدية إليها، وأظهرت بوابات مغلقة وساحات فارغة من الطلبة، في أمر وصفته صفحات مقدسية بأنه يعكس “التزاما حديديا”، وأن المقدسيين قالوا كلمتهم، وهم “على قلب رجل واحد”.

وكان الاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين، قد أعلن تضامنه الكامل مع أولياء أمور الطلبة والقوى والفصائل الوطنية والإسلامية في إضرابهم، اليوم. وهو أمر شمل مكاتب التربية والتعليم الفلسطينية، مع عدم توجه الطلبة والمعلمين والموظفين إلى مدارسهم وأماكن عملهم.

وكانت جميع المدارس الحكومية في ضواحي القدس بما فيها المكتب الرسمي الرئيسي، قد أعلنت التزامها بالإضراب على جميع صفحاتها التزاما بقرار الاتحاد وتضامنا مع مدارس القدس والأهالي.

وأظهرت استطلاعات رأي الكترونية في مجموعة من المدارس الخاصة، رغبة كبيرة من الأهالي في الالتزام بالإضراب الشامل، حفاظا على ما بات يعرف بحقهم في اختيار المناهج التي يدرسها أبناؤهم.

وينظر للإضراب الشامل على أنه خطوة من مجموعة خطوات قادمة لحين تحقيق مطلب المقدسيين العادل.

وحول الموقف الإسرائيلي الرسمي، أعلنت وزارة المعارف وبلدية القدس التابعة للاحتلال، أنها لا تتدخل في طبيعة المنهاج الذي تقرر مدارس القدس تدريسه، وهو أمر نفاه رئيس اتحاد أولياء أمور طلبة مدارس القدس، زياد الشمالي. معتبرا أن السلطات الإسرائيلية تصرح بشيء، فيما الواقع يقول شيئا آخر.

وتابع: “في حال كانت هذه الجهات لا تتدخل في فرض المنهاج سيكون السؤال: لما تقوم الجهات الرسمية الإسرائيلية بتحريف المنهاج الفلسطيني وإعادة طباعته وتضع فيه كل ما يهدف إلى تغير هوية المقدسيين؟”.

وأكد الشمالي أن نفس الجهات الرسمية الإسرائيلية التي تنفي تدخلها، نجدها تقول وتصرح أن لها الحق في فرض المنهاج طالما تقدم الدعم المالي للمدارس، معتبرا أن ذلك دليل دامغ على محاولات أسرلة التعليم وفرضه من خلال التمويل المشروط.

واعتبر الشمالي أن المساعدات التي تقدم من بلدية القدس للمدارس، هي حق مكتسب، في ضوء أن المقدسيين ملتزمون بدفع الضرائب، “فالمساعدات المالية هي فرض وواجب على الاحتلال اتجاه المدارس التي نريدها أن تكون متطورة ونموذجية وحديثة”.

وفي محاولة لحشد أكبر تأييد للإضراب، قام مجموعة من النشطاء بنشر مقاطع من الكتب المدرسية المحرفة، والتي تظهر الصبغة التهويدية والدامجة للمقدسيين للكتب المعدلة والمحرفة. حيث تظهر المقتطفات أعلاما إسرائيلية ودرسا حول ما يسمى “نشيد الاستقلال” لدولة الاحتلال.

ويصف نشطاء مقدسيون نجاح الإضراب بالكبير جدا في ضوء التزام غالبية مدارس القدس على اختلاف تقسيماتها (خاصة وأوقاف ومعارف).

وإلى جانب المدارس، التزمت أيضا رياض الأطفال والمدارس الشرعية في المسجد الأقصى بالإضراب الشامل رفضاً لمناهج الاحتلال.

وقالت المربية المقدسية خديجة خويص: “التزمت بالإضراب صيانةً لوعي طلابي الذي يحاول الاحتلال كيَّه، ولأن سكوتنا اليوم على فرض المناهج الاحتلالية على بعض مدارسنا يعني أنه سيفرض على جميع مدارسنا”.

وتابعت خويص: “لا نريد أن يقال أكلت يوم أكل الثور الأبيض”.

وقال الناطق باسم لجنة أولياء الأمور في بلدة كفر عقب بالقدس، عبد المحسن قواسمي، إن المقدسيين في كل أماكن تواجدهم: “متمسكون بالمنهاج الذي اخترناه لأبنائنا وهو المنهاج الوطني الفلسطيني”.

وأضاف: “هذا حق قانوني ونحن متمسكون بالمنهاج. أما المناهج الدخيلة والتي لا نرغب فيها، فلا نريدها”.

وقال إن الأهالي في المنطقة التزموا بالدعوة التي وجهت لهم، وهي تعكس خسارة يوم تعليمي كامل، معتبرا أن من يتحمل المسؤولية هو الجهات الرسمية الإسرائيلية التي تسببت بهذه الخسارة بعد سنوات من الاستقرار في تدريس المنهاج التعليمي الفلسطيني.

وبحسب الناشط المقدسي أسامة برهم، فإن الإضراب بات هدفا بحد ذاته، كما أنه غاية من خلالها يثبت المقدسيون أنهم وحدة واحدة.

وأضاف برهم: “أعتقد أن الالتزام بالإضراب فيه رسالة حقيقية، أنا أرى أن القضية هي قضية تكسير عظام.. ممنوع أن نستسلم، ففشله سينعكس سلبا على المدينة المحتلة وهو أمر يجعلها تشهد أياما عجافا”.

وتابع: “فشل الإضراب سيجعل من النضال في كل قضايانا، عقيم”.

أما الناشط المقدسي ماهر الصوص، فشدد على أن هناك محاولات للدفع باتجاه إفشال الإضراب، واعتبر أن من يسعى إلى إفشاله هم “شرذمة من الشعب قد انكشفت وجوههم القبيحة”.

واتهم من يعمل ويسعى إلى إفشال الإضراب بإنهم “أداة من أدوات الاحتلال يستخدمها متى شاء.

يذكر أن معروف الرفاعي، مستشار محافظ محافظة القدس، كان قد أكد، مساء أمس، إن الإضراب الشامل بالقدس المحتلة يشمل كافة المدارس المقدسية خارج وداخل الجدار ومدارس الأونروا بعد محاولات من بعض الجهات لإظهار أن الإضراب لا يشمل كل المدارس.

وأضاف الرفاعي في تصريحات صحافية، أن الهدف من الإضراب هو عودة المنهاج الفلسطيني إلى المدارس التي يدرس فيها المقدسيون، وهذا حق شرعته كافة المواثيق الدولية.

وأضاف أن اتفاقية جنيف الرابعة تنص على أن الشعوب الواقعة تحت الاحتلال يحق لها أن تحدد المنهاج الذي تريده لأبنائها، وكذلك اختيار المعلمين الذين يتناسبون مع هذا المنهاج بما يتناسب مع تاريخهم وهويتهم وعاداتهم.

وأوضح أن الإضراب هو خطوة احتجاجية في وجه تدخل وزارة المعارف والبلدية لدى الاحتلال، حيث يجري ممارسة الترهيب والإغراءات المالية على المدارس لإدخال المنهاج الفلسطيني المحرف والمزور الذي يفكك الهوية الوطنية.

وأكد أن الإضراب سينجح، فـ”المقدسيون كالجسد الواحد في هذه المواجهة، التي تهدف لوقف التعديات الصارخة والغاشمة بحق المنهاج والتراث والهوية الفلسطينية”.

وكشف الرفاعي أن هناك محاولات من وزارة المعارف لدى الاحتلال لتشكيل مجالس أولياء أمور تتبع لبلدية الاحتلال.

وأضاف: “لكن نحن نراهن على أن الشعب الفلسطيني هو شعب واعٍ، وكل المعارك التي خاضها المقدسيون كانت من خلال الرهان على الصمود والثبات”.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 13 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أحداث و متابعات  متابعة نشاط الموقع الأخبار   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 11

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28