تشير أوساط قيادية بارزة في حركة فتح إلى أن الفترة القادمة ستشهد حراكات داخلية كبيرة، باتجاه عقد المؤتمر الثامن للحركة، والذي تأجل عقده عن موعده الذي حدد قبل ستة أشهر، وذلك بعد أن أعطى الرئيس محمود عباس (رئيس الحركة) إشارات قوية باتجاه تنفيذ هذا الأمر، حيث يتوقع أن يشهد المؤتمر تجديدا واضحا في الهيئات القيادية، بما فيها اللجنة المركزية.
العودة للتحضيرات
ومن المقرر أن تشهد الفترة القادمة عودة اللجنة التحضيرية للانعقاد من جديد، في إطار التحضير لعقد المؤتمر، أو التوافق أولا على موعد المؤتمر الثامن، المقرر أن يعقد في مدينة رام الله بالضفة الغربية.
ما يتردد في أوساط قيادية داخل حركة فتح، يشير إلى تنامي المطالب التي تدفع باتجاه عقد المؤتمر الثامن، في ظل التحديات الكبيرة الماثلة أمام الحركة، التي تقود السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، سواء على الصعيد السياسي أو الداخلي.
وترتبط المطالبات التي تدعو للإسراع بعقد المؤتمر، إلى ضرورة الوصول لبرنامج سياسي ووطني جديد، يلائم ظروف المرحلة القادمة، المرتبطة أولا بالاحتلال، والنهج السياسي الجديد للمواجهة، خاصة في ظل انحسار الأفق السياسي، وعدم وجود أفق لإطلاق الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن خطة سلام جديدة، وهو أمر ظهر خلال زيارته الأخيرة للمنطقة ولقائه الرئيس عباس في بيت لحم في شهر يوليو الماضي، وفي ظل الاحتمالات بعودة اليمين واليمين المتطرف للحكم في إسرائيل، التي تستمر في اعمال أحادية تقضي على أمل حل الدولتين.
كما ترتبط المطالبات هذه بضرورة التوصل لبرنامج سياسي، في ظل الواقع العربي الذي خلقته اتفاقيات التطبيع الأخيرة، التي أدت إلى تراجع الاهتمام سواء الدولي أو العربي بالقضية الفلسطينية.
أحد قادة حركة فتح، رد على استفسار لـ”القدس العربي” عما إن كان هناك موعد مقترح للمؤتمر، أو موعد لانعقاد اللجنة التحضيرية، بالقول إن الأمور ستظهر أكثر وضوحا في غضون الشهر القادم، وأن هناك حراكا بهذا الاتجاه.
ويشير إلى أن نجاح عقد ورشة العمل بمشاركة قيادات من الصف الأول والثاني في حركة فتح من غزة، علاوة لأمناء سر الأقاليم الخارجية، وجميعهم يعتبرون أعضاء في المؤتمر الثامن، يسهل عملية انعقاد المؤتمر العام، لافتا إلى أن تلك الورشة أعطت مجالا لتدارس الأفكار الخاصة بتحسين وضع التنظيم بشكل عام بين قيادات من الضفة وغزة وقيادات فتح في الخارج.
المركزية تبحث المؤتمر
وفي تأكيد على الحركات القائمة لعقد المؤتمر، أكد أحمد حلس في لقاء مع تلفزيون فلسطين الرسمي من بيروت، أن انعقاد المؤتمر الثامن، سيكون على طاولة اللجنة المركزية في أول اجتماع لها، ليتم اتخاذ القرار الذي يحدد تاريخ انعقاده.
وأضاف “الموقف والقرار واضح تماماً أن انعقاد المؤتمر الثامن قرار لا رجعة فيه وأنه سيكون في وقت قريب جداً”، لافتا إلى أن توجهات كانت خلال الورشة باتجاه تضمين التوصيات مطالب بأن يكون عقد المؤتمر الثامن خلال العام الجاري.
