] الشهيد عبود صُبح… ترك متاع الدنيا سعياً لمقاومة الاحتلال - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الثلاثاء 26 تموز (يوليو) 2022

الشهيد عبود صُبح… ترك متاع الدنيا سعياً لمقاومة الاحتلال

الثلاثاء 26 تموز (يوليو) 2022

في منزلها في منطقة رأس العين القريبة من البلدة القديمة بنابلس كانت والدة الشهيد عبود صُبح “عبد الرحمن” تتوسط المهنئات باستشهاد ابنها من كل أنحاء المدينة ومحيطها. بكثير من التحمل والصبر كانت تتحدث عنه وعن ساعاته الأخيرة قبل الاستشهاد وتقول “كان يوصيني دائما بعدم البكاء في حال استشهاده”.

دقائق قليلة بعد وصولنا للبيت حتى بدأت بدعوة كل الحضور لتناول طعام الغداء عن روح الشهيد، قائلة “إنه كريم يحب إطعام الطعام”، وبقيت تتنقل بين كل الحضور لتحرص على تقديم الأفضل لهن.

تقول:“أنا أم وفقدان الابن محزن بالتأكيد ولكن ما سمعته صباح اليوم عن بطولة عبود في مقاومته قوات الاحتلال لحظة اقتحامها البلدة القديمة ودفاعه عن رفاقه ليتمكنوا من الهرب جعلني متماسكة وفخورة به، لم أصدق لهذا الحب ممن يعرفونه”.

زفافه بعد شهرين

وتابعت الوالدة مبتسمة:“كان عبود يملك كل شيء فعمله ناجح وكان يحضر لزفافه بعد شهرين إلا أنه ترك كل متاع هذه الدنيا وتوجه للمقاومة في سبيل الله وحده”.

نقطة التحول في حياة عبود كانت بعد استشهاد عناصر كتائب شهداء الأقصى في المدينة“” في فبراير الفائت بعد عملية اغتيال استهدفتهم من المطارد إبراهيم النابلسي، فقد أصبح كتوما ولا ينام في المنزل، ترك عمله وأوقف العمل على تجهيز منزله بشكل كامل، وأصبح كل حديثه عن الشهادة والمقاومة.

وبحسب الوالدة، ففي يوم الاستشهاد، وفقا لما نقله لها شهود العيان في المنطقة، كان على قناعة أنها ليلته الأخيرة، فقد كان يتحدث أنه مودع لكل من حوله.

وبحسب شهود العيان، فإن عبود ورفاقه كانوا في منزل الشهيد محمد العزيزي في حي الياسمينة في البلدة القديمة، وهي لا تبعد الكثير عن منطقة سكنه، وعندما بدأ دخول قوات الاحتلال للمنطقة طلب من رفاقه بالانسحاب وقام بالاشتباك معهم لتأمين خروجهم بالكامل، قبل إصابته برأسه واستشهاده.

في هذه اللحظات عاد رفيقه محمد العزيزي إسناده فاستشهد هو الآخر وتمكن باقي المقاومين من الانسحاب إلى خارج المنطقة بسلام.

تقول الوالدة:“لدي ستة أبناء الآن الحمد لله اطمأننت على مصير أحدهم بالجنة إن شاء الله، فهو اختار طريقه ومشى فيه بكل إرادة وقناعة تاركا كل متاع الدنيا خلفه”.

ترك الدنيا

كان عبود يدير مغسلة للسيارات بالقرب من بيته، وتمكن من شراء حفار “باجر” ولكنه ترك كل ذلك في سبيل تحقيق غايته بالمقاومة والشهادة في سبيل الله، وهو الأسير المحرر الذي قضى فترة عامين في سجون الاحتلال وعمره لم يكن يتجاوز 20 عاما.

ما تقوله الوالدة كان واضحا في حسابه الشخصي على الفيس بوك ومنشوراته في الفترة الأخيرة التي تتحدث جميعها عن المقاومة والوحدة الوطنية.

وفي منشور له في منتصف حزيران/ يونيو الفائت كتب “علموا أولادكم أن النصر والتحرير لا يأتي إلا بالوحدة، علموهم أن القدس هي البوصلة الوحيدة والشرعية وأن أبواق الفتنة وأعوان الاحتلال لا يمثلون إلا أنفسهم وأن العنصرية لا تخدم إلا مخططات الصهاينة، وأن السكوت عن كلمة الحق عار. معا لوحدة وطنية واحدة”.

الدعوة للوحدة هو ما جعله يوصي أن لا يتم لف جسده في حالة استشهاده إلا بعلم راية الإسلام وليس بأي راية لفصيل، رغم أنه ينتمي لكتائب شهداء الأقصى، كان يقول لوالدته:“الوحدة الحقيقة تكون في مقاومة الاحتلال والميدان”.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 42 / 2342227

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع فلسطيننا المحتلة  متابعة نشاط الموقع شؤون ومتابعات فلسطينية  متابعة نشاط الموقع المقاومة  متابعة نشاط الموقع الأسرى والشهداء   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

38 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 38

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28