هذا يعني أنهم ما زالوا يأخذون من دمنا ولحمنا ولم ينصرفوا بعد...لا زال رصاص القتلة والمجرمين يترصّد الفرسان في هذا الشعب العظيم مرةً بعد مرة والعالم الأخرس على حاله.
حكاية دمنا مع كاميرا الجزيرة أيضا مستمرة، وبرصاص الأزرق في ابريل على ارض العراق الكليم مرة، ليرحل طارق أيوب ابن ياسوف سلفيت، وعلى أرض جنين ومخيمها في أيار مرة أخرى بيد الأحمر الدراكولا لترحل فراشة الجزيرة شيرين أبو عاقلة ابنة القدس الذبيحة، هل تعلم الرصاصات القاتلة ما بين عراقها وجنينها من العشق الأبدي؟ هل قصدت أم سهت عن هذه الاشارة !
هل توقفت الجزيرة عن عشق الأزرق والأحمر ؟ هل نقلت لنا وجوه القتلة دائما لتسمع البيوت العربية الرأي الآخر للقتلة؟
هل ستأتون بهم ليشرحوا لنا رأيهم الآخر كيف قتلوا أولادنا ؟
قل لي يا محمد كريشان كيف ستحرجهم ؟ وانت يا خديجة بن قنة هل ستجبرينهم على الترحم والاعتذار ؟ هل يعتذرون لكم عن دمنا !
نحن الفلسطينيين مصرون أن نأخذ حقنا من الرموز في هذا العالم، مثلما صنعنا في السماء باقة لثورتنا من قياداتها على امتداد مائة عام، صنعنا أيضا غسان كنفاني وعلي فودة وحنا مقبل وماجد ابو شرار وناجي العلي، للكلمة، للريشة، للصورة، لدينا جيفارانا.
كان لدى الصحافة الفلسطينية حبر الرسم شهيدا في الرسول ناجي العلي، واليوم صار لديكم أبنائي وأخواني شهيد حبر الصورة مجددا ، هنا ارتقى الناجيان العلي وأبو عاقلة ...
هنا نثبت كل يوم أننا الضحية الجبارة، والقادرة على إعادة وضع الجريمة والمجرمين أمام الدنيا بأسرها وعلى الهواء...
هنا فلسطين صانعة الفرق...
تقبلك الله يا شيرين وتعازينا لشعبنا العظيم مرة ولأسرتها مرارا.