هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلية، ظهر اليوم الثلاثاء، منزل عائلة الرجبي في حي عين اللوزة بسلوان، وذلك بعد أن طردت الأهالي منه.
وفي سياق منفصل، اقتحم عشرات المستوطنين، صباح اليوم الثلاثاء، ساحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة لقوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت دائرة الأوقاف في القدس بأن عشرات المستوطنين اقتحموا ساحات المسجد الأقصى خلال الفترة الصباحية، ونظموا جولات استفزازية في ساحاته.
وذكرت أن المستوطنين استمعوا لشروحات عن “الهيكل” المزعوم، كما أدوا طقوسا تلمودية في المنطقة الشرقية من الأقصى بحماية أمنية مشددة وقبالة قبة الصخرة قبل أن يغادروا الساحات من جهة باب السلسلة.
وواصلت شرطة الاحتلال التضييق على دخول الفلسطينيين للأقصى، واحتجزت هويات بعضهم عند البوابات الخارجية.
دعا مقدسيون إلى تكثيف الرباط وشد الرحال للمسجد الأقصى لصد الاقتحامات، وعدم تركه للاحتلال ومستوطنيه.
إلى ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة سلوان، حيث قام عناصر من شرطة الاحتلال والوحدات الخاصة بمحاصرة منزل عائلة الرجبي المهدد بالهدم، كما شرعت عائلة زيتون بتفريغ منزلها في حي البستان استعدادا لهدمه بقرار من بلدية الاحتلال.
واعتدت قوات الاحتلال على الأهالي في محيط منزل عائلة الرجبي ببلدة سلوان، حيث تستعد آليات وجرافات الاحتلال لهدمه.
ولوحظ انتشار قوات وآليات وجرافات الاحتلال في بلدة جبل المكبر.
وقال فارس الرجبي (34 عاما)، وهو أحد سكان العمارة، إن “35 فردا أصبحوا بلا مأوى، معظمهم من الأطفال”، مضيفا أن “طواقم البلدية الإسرائيلية وصلت الساعة التاسعة صباحا، كسروا الأبواب وطردونا دون السماح لنا بأخذ حاجياتنا” من المبنى المكون من ثلاث طبقات تحتوي على خمس شقق سكنية.
وتابع الرجبي أن العائلة حصلت على “إنذار نهائي بالهدم خلال عيد الفطر، وحاولنا بكل الطرق الحؤول دون تنفيذه ودفعنا 50 ألف شيكل لكن دون جدوى”، وأكد أن جلسة “المحكمة الأخيرة كانت صورية”.
ويحتوي المبنى أيضا على عدد من المحال التجارية التي تعود للعائلة. وأكد الرجبي أن المبنى قائم منذ العام 2000، “ودفعنا نحو 300 ألف شيكل مخالفات للبلدية بالإضافة إلى أتعاب المحامين والمهندسين وغيرها من التكاليف”.
وشدد الرجبي، وهو أب لثلاث وزوجته حامل، على أن عملية الهدم جاءت بقرار “سياسي أكثر منه قانوني، هم بالأصل لا يمنحونا تصاريح، هذه سياسة تهجير وتطهير”. وتساءل “لماذا ألغت إسرائيل قرار هدم أحد المنازل الذي كان مملوكا لفلسطينيين بعد أن تم نقل ملكيته للمستوطنين؟”.
وأكد أن “الاحتلال يكيل بمكيالين”، مشيرا إلى أن “جميع أفراد العائلة أصبحوا بلا مأوى، أنا عامل وحتى إن فكرت باستئجار منزل فلن أتمكن من دفع الإيجار”، وفق ما قال لوكالة فرانس برس.
وأفادت جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني بأن طواقمها تعاملت مع “خمس إصابات بالاعتداء بالضرب من قبل قوات الاحتلال بينها إصابة لصحافية” خلال عملية الهدم.
وقال الناشط المقدسي فخري ذياب، إن بلدة سلوان مستهدفة بشكل كبير من قبل سلطات الاحتلال، حيث أن هناك 7815 أمر هدم إداري وقضائي، أي أن أكثر من 40% من المنازل مهددة بالهدم، ولم يحصل سكانها على ترخيص واحد منذ عشرة أعوام، علما أن الأهالي تقدموا بأكثر من 13 ألف طلب لاستصدار تراخيص، وكلها يتم رفضها، في الوقت الذي يستولي فيه المستوطنون على الأراضي والمنازل، ويقومون بالبناء دون ترخي، وفق ما نقلت عنه وكالة “وفا”.
ولفت ذياب الى أن الاحتلال يريد أن يفرض هوية مهودة على هذه المنطقة لإقامة ما يسمى بـ “دولة اليهود الأولى”، وقاموا بتغيير اسمها لمدينة داود، من أجل إثبات أحقيتهم فيها، ولقربها من البلدة القديمة والمسجد الأقصى، عدا عن الآثار الموجودة في المكان، والتي يعمل الاحتلال على تشجيرها وتغييرها لتحاكي روايات مضللة.