] هذه دلالات الأحداث الأخيرة في الأراضي الفلسطينية - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الثلاثاء 12 نيسان (أبريل) 2022

هذه دلالات الأحداث الأخيرة في الأراضي الفلسطينية

الثلاثاء 12 نيسان (أبريل) 2022 par محمد عايش

التصعيد الحالي في الأراضي الفلسطينية هو الأكبر والأسخن منذ رمضان الماضي، أي منذ معركة «سيف القدس» التي شكّلت منعطفاً مهماً في الصراع بين الفلسطينيين والاحتلال، لكنَّ هذه الأحداث الأخيرة تنطوي على جملة من الدلالات المهمة والاستراتيجية، التي تعطي استنتاجاً بأن ثمة تحولات مهمة في المشهد الفلسطيني.
خلال الأسابيع القليلة الماضية شهدت الأراضي الفلسطينية عدة عمليات وهجمات استهدفت الاحتلال، وهي هجمات في واقع الحال ليست مسبوقة من حيث النوع والكيف، حيث إن أغلبها هجمات مسلحة خاطفة ظهرت في أماكن غير متوقعة وتسببت في نهاية المطاف بحالة استنفار كبرى في دولة الاحتلال وأجهزتها الأمنية.
أما أهم وأخطر ما يُميز هذه العمليات فهو أنها لم تكن مدبرة من قبل فصائل المقاومة التقليدية، وإنما كانت أعمالاً يبدو على الأرجح أنها فردية وغير مخطط لها على مستويات عالية، ما يجعل مهمة أجهزة الأمن الاسرائيلية في مواجهتها أصعب بكثير وأكثر تعقيداً. ثمة العديد من الدلالات المهمة للأحداث الأخيرة التي شهدتها الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي ما يلي أبرزها:
أولاً: إن الشعب الفلسطيني يتجه نحو الانفجار الشامل في وجه الاحتلال الاسرائيلي، وهي الحالة التي كانت سائدة قبيل انتفاضة الحجارة عام 1987، وانتفاضة الأقصى عام 2000، وهذا ليس له علاقة بفصائل المقاومة ولا بالسلطة ولا المنظمة ولا غيرهم، وإنما هي ثورة شعبية فلسطينية ضد الاحتلال بسبب الاعتداءات المتكررة وبسبب الجمود السياسي المستمر منذ أكثر من عقدين، الذي أدى بالفلسطينيين إلى إحباط عام من مسار التسوية وشعور بأن حُلم الدولة الفلسطينية يبتعد كل يوم ولا يقترب.
ثانياً: الهجمات غير المنظمة التي ينفذها فلسطينيون لا ينتمون لأي فصيل تعبر عن حالة إحباط من الوضع السياسي الداخلي، وهي بمثابة انتفاضة على الفصائل كافة، سواء من كان منها في السلطة أو خارجها، إذ ينتفض المدنيون الفلسطينيون بكل ما لديهم من أدوات، دون التفات إلى الفصائل سواء في غزة أو الضفة. وهذه رسالة يجب أن تتوقف عندها الفصائل ملياً وأن تدرسها بشكل حثيث، إذ أن الفلسطينيين لن يطول صبرهم على حالة الانقسام الداخلي، وهي الحالة التي كبدت كلا الطرفين كثيراً من الشعبية التي كانت لديهم.

ثالثاً: ثمة مؤشر مهم يأتي من داخل الخط الأخضر، إذ أن العمليات الأخيرة وما رافقها من ملابسات ومعطيات تؤكد أن الجيل الجديد من فلسطينيي الداخل يتعامل مع نفسه على أنه جزء من الشعب الفلسطيني الواحد ويرفضون فكرة أنهم «عرب إسرائيل» وهذا يعني في نهاية المطاف أن المشروع الإسرائيلي الذي كان يريد تذويب هذه الشريحة من الفلسطينيين وإقناعهم بأنهم «مجرد أقلية عربية داخل دولة إسرائيل الديمقراطية» إنما سجل فشلاً ذريعاً ولم يعد ممكناً تمرير هذه المقولة، بل ما كان من الممكن تمريره على الأجيال السابقة لا يمكن أن يمر على الجيل الجديد الحالي.
رابعاً: كل المؤشرات تدل إلى أن الأوضاع في فلسطين تتجه إلى الاشتباك المباشر مع الاحتلال من جديد، بسبب الاعتداءات اليومية المتكررة على المسجد الأقصى واعتداءات المستوطنين في الضفة وحالة الصلف الإسرائيلي التي تتجلى في تجاهل الفلسطينيين وتجاهل عملية السلام والتصعيد ضد الأسرى والاستخفاف بأرواح الفلسطينيين في الشارع، وغير ذلك. وفي حال عاد الاشتباك المباشر مجدداً عبر انتفاضة فلسطينية شاملة، فهذا يعني أننا أمام مشهد جديد بالكامل أهم ما فيه أن «شهر العسل الإسرائيلي» سوف ينتهي.
العمليات الفلسطينية الأخيرة التي استهدفت الإسرائيليين، إنما هي تحول جديد مهم في الصراع، ومن لا يقرأ ذلك فهو واهم، إذ أن الفلسطيني ينتفض هذه المرة ضد الاحتلال وضد السلطة وضد الفصائل في آن واحد، وينتفض أيضاً بطبيعة الحال ضد أنظمة التطبيع العربية، وهذه الانتفاضة لا يُمكن أن تهدأ إلا باعتراف الاحتلال أن على هذه الأرض شعبٌ يريد الحياة بحرية وكرامة.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 34 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

41 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 41

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28