مرّ أسبوع كامل على بدء العدوان المفتوح الذي يشنّه كيان الاحتلال بكل ما أوتي من قدرة قتل وتدمير على قطاع غزة، منذ أن تلقى قبل تسعة أيام الصفعة التاريخية التي تحوّلت زلزالاً هزّ وجوده مع طوفان الأقصى. وقد أتيح للكيان أن يتمتع بصمت دولي وإقليمي يرافقان جريمته
الغرب فقد صوابه في هذه العمليّة. لم أرَه على هذه الصورة من التعصّب والكراهية والانحياز والعنصريّة والعداء الشديد لكل ما هو عربي وإسلامي، ولكن هذا ليس سيّئاً بالضرورة
التداعيات الناتجة من معركة “طوفان الأقصى” كانت كبيرة وفارقة، ويحتاج الخروج منها إلى عمل كبير يُفضي، في مرحلة ما، إلى محاصرة تداعياتها، وتجاوز تأثيراتها.
طوفان الأقصى في أسبوعه الثاني يعطي دلالة واضحة على أن حماس لم تكشف كل أوراقها بعد، وسلوكها على الأرض يشير إلى أنها تدير المعركة بحكمة عالية واقتدار.
بدت تغطية معظم وسائل الإعلام الغربية التقليدية مطابقة للموقف الرسمي الذي يعتبر القصف الإسرائيلي من مبدأ الدفاع عن النفس، وكرر الإعلام الغربي السردية الإسرائيلية التي وصمت المقاومة الفلسطينية بالإرهاب.
مثَّلت عملية طوفان الأقصى التي نفذتها كتائب القسام في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ضربة تاريخية نوعية للكيان الصهيوني، لم يسبق لها مثيل منذ إنشائه قبل 75 عاماً، حيث اجتمعت فيها عناصر المفاجأة الصاعقة العسكرية والأمنية الاستراتيجية، واجتياح منطقة معتبرة من فلسطين المحتلة 1948، وإحداث أكبر قدر من القتلى والجرحى والأسرى مقارنة بكل
المعركة، التي فتحتها المقاومة، تدرك تبعاتها، وهي مستعدة بصورة جيدة للتعامل مع كل السيناريوهات فيها، بما في ذلك سيناريو المفاجأة. لهذا، تأتي هذه المعركة بعد دراسة وتمّعّن كبيرين بشأن جميع المستويات الميدانية والسياسية والعسكرية، واستعداد وتجهيز استمرّا أعواماً طويلة.
مع اقتراب العالم العربي من الغرق في مرحلة تطبيع شامل مع إسرائيل، ازداد خفوت الأصوات الرسمية العربية الرسمية حيال التزام القضية الفلسطينية، فحتى اللفظي من هذا الالتزام تراجع، ومعه تسقط أكاذيب أنظمة تدّعي التمسك بالقضية زيفاً أو التذرّع بفلسطين لتبرير شرعيتها وقمع شعوبها. ولكن سقوط الادّعاء، وإن كنا قد تعبنا من الادّعاء
هي مفاجأة فجّرها قائد أركان كتائب عز الدين القسّام، محمد الضيف، تكاد تشبه ما حدث قبل 50 عاماً في حرب رمضان عندنا، أو حرب يوم الغفران عندهم، مع الفارق الكبير في حجم القوات وقوة النيران ومدى المعركة. في اللحظات الأولى لحرب رمضان، انهار خط بارليف على قناة السويس، وفي اللحظات الأولى لطوفان الأقصى انهار خط الدفاع الأول للجيش
إن حقيقة عدم وصول مرشح يهودي شرقي واحد لقيادة “إسرائيل” منذ نشأتها هي فشلٌ اجتماعي صارخ، وهي دليلٌ على أن الكيان يسقط سقوطاً مدوياً لمصلحة ثقافة الاستعمار الغربي.
ar أقلام wikipedia | OPML OPML
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
31 من الزوار الآن
Visiteurs connectés : 31