بعد ساعات قليلة من انتهاء القمة العربية والإسلامية الأميركية التي عقدت في الرياض بمشاركة الرئيس الاميركي دونالد ترامب المختلف عليه أميركيا والذي يواجه جملة تحقيقات قد تطيح به، وبعد الاستثمارات التي فاقت 450 مليار دولار أميركي، توجه ترامب من الرياض الى القدس المحتلة، ووقف عند حائط البراق المحتل من قبل الكيان الصهيوني وهناك ذرفت ابنته ايفانكا التي شغلت مواقع التواصل الاجتماعي العربية على مدار يومين، الدموع وبكت هي وأبوها وزوجة الرئيس.
في الرياض أسمع دونالد ترامب العرب والمسلمين قولا حازما حول أهمية ان تنزع دول المنطقة الشوك بيديها دون انتظار ما ستفعله الولايات المتحدة، واكد للحضور ان الولايات المتحدة ستكتفي بتوفير الدعم اللوجستي والعسكري والذي يكلف مليارات الدولارات.
كما نجح في سكب مزيد من الوقود على نار الخلافات الخليجية- الايرانية وزيادة وتيرتها من خلال استحضاره ايران كعدو، ووصفه للمقاومة بـ“الارهابية”، وإشاحة الوجه عما يفعله الصهاينة من انتهاكات في الارض المحتلة.
قد يقول قائل لماذا لا يفعل الرئيس الاميركي ذلك طالما نحن العرب نصفق ونطبل ونهلل له وهو يخرج الكيان الصهيوني من قائمة الدول الارهابية ويرفض الاشارة الى الصراع الفلسطيني- الصهيوني، ويسلط سهام كلامه لايران وحدها لتصويرها وكأنها وحدها العدو لنا.
رئيس الولايات المتحدة الباحث عن محاربة الارهاب قولا وليس فعلا، تناسى ان المكان الذي وقف عليه في القدس محتل من قبل الصهاينة، وان قرارات الشرعية الدولية التي وافقت عليها حتى الولايات المتحدة تعتبر القدس حيث وقف ترامب وابنته وزوجته أرضا محتلة، ورغم ذلك وافق على مناصرة المحتلين ضد اصحاب الحق الاصليين.
في فلسطين المحتلة التي وصلها ترامب ولم يتوانَ فورا عن الإعلان عن حبه لاسرائيل وولائه لها، واصراره على دعمها، ولم يكترث ان الكيان الذي يدعمه يغتصب الارض ويقتل الانسان.
في قمة الرياض ظهرت أصوات قليلة من بينها صوت الاردن الذي أراد إعادة توجيه البوصلة باتجاه الصراع الفلسطيني- الصهيوني، وجاءت كلمة جلالة الملك التي خاطب فيها ترامب باللغة التي يعرفها ويفهمها، وأشار الى أهيمة الوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يستند إلى حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية، باعتبار ان ذلك سيضمن نهاية الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي وسيحقق السلام للجميع، ويعيد الامور الى نصابها الطبيعي ويضع الجميع امام واقع ظهر أن البعض يريد التملص منه.
كما أن قول الملك بأنه “لا يوجد ظلم ولـّد حالة من الغبن والإحباط أكثر من غياب الدولة الفلسطينية”، وأن “القضية الفلسطينية هي القضية الجوهرية في المنطقة، وهو ما أدى إلى امتداد التطرف وعدم الاستقرار ليس في منطقتنا فحسب، بل أيضاً في العالم الإسلامي”، كان التوصيف الحقيقي والواقعي لأسباب التطرف.
مجمل القول ان ترامب صنع لنا بعبعا وهميا، ويريدنا ان ننشغل في محاربة ذلك الوهم، وأن نترك البعبع الرئيسي المتمثل في الكيان الصهيوني يصول ويجول في المنطقة دون حسيب او رقيب وتركه ينكل بشعب أعزل ويضرب عرض الحائط بقرارات الشرعية الدولية دون مساءلة او تأنيب على اقل تقدير، واكثر من ذلك إدخال ذلك البعبع على المنطقة ودمجه وإفساح المجال ليكون له موقع مستقبلي بيننا.
الأربعاء 24 أيار (مايو) 2017
ترامب أمام حائط البراق
جهاد المنسي
الأربعاء 24 أيار (مايو) 2017
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
20 /
2337246
ar أقلام wikipedia | OPML OPML
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
22 من الزوار الآن
Visiteurs connectés : 23