فيلم اميرة، ليس عزفا منفردا !

السبت 11 كانون الأول (ديسمبر) 2021 par د.موفق محادين

فيلم اميرة ليس عزفا منفردا او مفاجئا ، بل هو جزء من سياق عام للتطبيع اطلقته معاهدة وادي عربة وكان من تجليات هذا السياق في المجال الفني :
– فيلم اردني مشترك مع (اسرائيل) هو ملحمة ابراهيم 1998 والذي كان بدوره جزءا من مشروع سياحي باسم طريق ابراهيم .
– تصوير افلام مماثلة في الاردن مثل فيلم (منطقة حرة) ومثل الفيلم الذي توقف تصويره في البتراء تحت ضغط الشارع .
– التعاون مع شركة فرنسية (بيليسيز) في مهرجان الاردن كبديل لمهرجان جرش ، حيث سبق للشركة ان نظمت فعاليات مماثلة في الكيان الصهيوني .
ومن المفهوم ان سياق التطبيع المذكور لم يقتصر على الاردن وحده ولا على السينما والفنون فقط ، فقد سبق لشاعرة لبنانية من نشطاء الثورة الملونة المزعومة ان اشرفت على اصدار مجموعة قصصية مشتركة مع كتاب من (تل ابيب) باسم مدن متوسطية عام 2008 .
معروف كذلك ، ان طريق اي روائي لنيل جائزة ذات بعد عالمي او اقليمي بات يمر من خلال اشارات تطبيعية تتحدث عن (اليهودي الطيب او عن المثلية ) (يشار الى ان اشهر فضائية عربية تقدم على شاشتها يوميا اشارة قوس قزح وهو شعار المثليين )
اخيرا بوسع المهتمين العودة الى النت من اجل الاطلاع على الافلام والفعاليات المذكورة ومنها فيلم اميرة (عمل مشترك اردني – فلسطيني – مصري) يحاول تقديم صورة انسانية للعدو الصهيوني ، فضلا عن رسالة خطيرة تعبر عن عقدة سيكولوجية في العقل اليهودي، وهي فكرة العقم التاريخي (الحبل بالعناية الخارجية دائما) سواء كانت دينية او سياسية (عناية الامبريالية البريطانية ثم الامريكية) وازاحتها عبر الفيلم الى الفلسطينيين وهم من اكثر شعوب الارض خصوبة بالمعنى الفسيولوجي كما بالمعنى السياسي (عشرات الالاف من الشهداء والاسرى والجرحى).