تواصل جرافات وطواقم الاحتلال الإسرائيلي في القدس جرف ونبش المقبرة اليوسفية الملاصقة لأسوار المسجد الأقصى، لليوم الثالث على التوالي.
وقام عشرات المقدسيين فجر اليوم الأربعاء، بخلع الأسوار الحديدية التي نصبتها سلطات الاحتلال حول المقبرة، بهدف منع الفلسطينيين الدخول إليها والتصدي لأعمال الحفر والنبش للقبور.
وقال رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس، مصطفى أبو زهرة، إن “عمال سلطة الطبيعة قاموا بأخذ قياسات المقبرة صباح اليوم وأغلقوا أحد المداخل ومنعوا الجميع من الدخول، وستعقد جلسة الاستئناف على قرار المحكمة بشأن مواصلة الحفر ونبش المقبرة”.
وتأتي أعمال التجريف بعد يومين من قيام ما تسمى “سلطة الطبيعة” معززة بقوات من الاحتلال، بنبش قبور يوجد بداخلها أموات وتم طمسها بالكامل وبشكل نهائي، تمهيدا لتحويلها إلى “حديقة توراتية”.
ورفضت محكمة الصلح في القدس في 17 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي، طلب لجنة رعاية المقابر الإسلامية بالأوقاف الإسلامية في القدس، منع بلدية الاحتلال من مواصلة أعمال نبش وانتهاك حرمة قبور الموتى في أرض ضريح الشهداء.
وقامت جرافات الاحتلال قبل أسابيع بجرف وتدمير أجزاء من مقبرة ضريح الشهداء، التي يعود تاريخها إلى مئات السنين، حيث ظهرت أجزاء من رفات وعظام شهداء وموتى، ما أثار غضبا واسعا بين المقدسيين.
وعقب ذلك، أعاد المواطنون دفن رفات الشهداء والموتى في المقبرة، قبل أن تجدد سلطات الاحتلال اليوم نبشها وطمسها بالكامل.
ويواصل عدد من المواطنين الرباط داخل المقبرة، رافضين عمليات التجريف، مؤكدين على حقهم في حماية مقدساتهم.
وصلى الشاب المقدسي عمر الرشدة الفجر في المسجد الأقصى، وجلس بعدها بجانب قبر جده محمد الرشدة في المقبرة اليوسفية لحمايته من النبش والجرف، وسط مضايقات قوات الاحتلال التي تطلب منه الرحيل.
فيما ساندت المسنة المقدسية نفيسة خويص، عُلا نبابتة المرابطة بجوار قبر نجلها خوفا من تجريفه على يد سلطات الاحتلال.
وحذرت فصائل المقاومة الفلسطينية الاحتلال من استمرار حملته الاستيطانية المسعورة بحق الأرض الفلسطينية واعتدائه على المقبرة اليوسفية في القدس، وأكدت أن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء هذه الجرائم.
يذكر أن بلدية الاحتلال تنفذ أعمال حفر وتجريف بالمقبرة منذ عدة سنوات، وفي عام 2014 منعت الدفن في جزئها الشمالي، وأقدمت على إزالة 20 قبرا تضم رفات جنود أردنيين استشهدوا عام 1967 فيما يعرف بمقبرة الشهداء ونصب الجندي المجهول.
وتسعى سلطات الاحتلال إلى تحويل هذه القطعة إلى حديقة توراتية كجزء من مشروع للمستوطنين حول أسوار البلدة القديمة، وتنظيم مسار للمستوطنين والسياح على رفات المسلمين الموجودين فيها.
فيما اقتحم عشرات المستوطنين صباح اليوم الأربعاء، ساحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة لقوات الاحتلال التي شنت حملة اعتقالات بالضفة الغربية تركزت في محافظة جنين.
وأفادت دائرة الأوقاف باقتحام عشرات المستوطنين المسجد الأقصى، حيث نفذوا جولات استفزازية في ساحاته وتلقوا شروحات عن “الهيكل” المزعوم، وبعضهم قام بتأدية شعائر تلمودية قبالة قبة الصخرة قبل أن يغادروا الساحات من جهة باب السلسلة.
وواصلت شرطة الاحتلال فرض قيودها على دخول أهل القدس والداخل ل للأقصى، ودققت في هوياتهم واحتجزت بعضها عند البوابات الخارجية.
وتشهد مناطق متفرقة بالضفة الغربية والقدس، عمليات اعتقال بشكل يومي، تتركز في ساعات الليلة، يتخللها عمليات تخريب المنازل وإرهاب الساكنين الآمنين في منازلهم.
وأفاد نادي الأسير بمداهمات لقوات الاحتلال بمناطق مختلفة بالضفة تركزت في محافظة جنين، خلالها تم اعتقال 16 شابا جرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية بحجة المشاركة في أعمال مقاومة شعبية ضد جنود الاحتلال والمستوطنين.
في محافظة جنين، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة بير الباشا جنين، وداهمت منزل الأسير يعقوب قادري غوادرة، واعتدت بالضرب المبرح على شقيقه، وشرعت بأعمال تفتيش في محيطه.
وأفاد نادي الأسير بأن قوات الاحتلال اعتقلت عددا من الشبان في بير الباشا، عرف منهم شقيقه محمد غوادرة ومروان محمد غوادرة وأحمد علي غوادرة والمحرر سامي محمد غوادرة وليث حمزة غوادرة والأسير المحرر هيثم فايق غوادرة ومهند فايق غوادرة وراغب عماد غوادرة.
وفتشت قوات الاحتلال عددا من المنازل الأخرى وخربت في محتوياتها، منها منزل فايز غوادرة، ومنزل قدري غوادرة، ومنزل شادي العلي غوادرة، ومنازل أشقاء الأسير يعقوب غوادرة سامي وصدام غوادرة.
وفي محافظة قلقيلية، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة عزون، واعتقلت الشابين مؤمن شلو وكريم عمران.
وفي محافظة بيت لحم، اقتحمت قوات الاحتلال قرية مراح رباح، جنوب بيت لحم واقتحمت منزل الأسير المحرر خليل قاسم الشيخ، وعبثت بمحتوياته، بعد الإفراج عنه بساعات قليلة من سجونها، حيث أمضى مدة محكوميته، وسلمته بلاغا لمراجعة مخابراتها في مجمع مستوطنة “غوش عصيون”.
واعتقلت قوات الاحتلال الفتيين يزن صباح وإبراهيم صباح بعد اقتحام منزليهما في بلدة تقوع.
وفي الخليل، داهمت قوات الاحتلال منزل الأسير محمد القواسمي واعتقلوا نجله صهيب.
واعتقلت قوات الاحتلال الشاب محيي الدين الشراونة نجل الأسير المحرر إلى قطاع غزة أيمن الشراونة بعد مداهمة منزله في دورا، كما واعتقلت قوات الاحتلال الشاب حازم الشراونة.
واقتحمت قوات الاحتلال بلدة بيت أمر، واعتقلت الشاب منتصر يوسف أبو عياش.
