] (بيتا) تخوض معركة الوطن على جبل صبيح…!. - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الاثنين 21 حزيران (يونيو) 2021

(بيتا) تخوض معركة الوطن على جبل صبيح…!.

نواف الزرو
الاثنين 21 حزيران (يونيو) 2021

لا نبالغ اذا قلنا ان بلدة بيتا واهلها الابطال يسطرون في هذه الايام ملحمة فلسطينية جديدة(وما اكثر الملاحم الفلسطينية) وتخوض معركة الوطن في مواجهة جيش ومستعمري الاحتلال، فقد تحدثنا في مقالة سابقة عن أن هناك معارك ومواجهات يومية تدور على قمم الجبال في الضفة الغربية، وهي معارك ومواجهات كبيرة ووجودية في الجوهر ومن شأنها ان تقرر ايضا مصير ومستقبل الضفة الغربية، ولكنها معارك ومواجهات منسية ومهمشة امام المعارك والمواجهات اليومية الجارية في الساحة المقدسية في سلوان والبستان وبطن الهوى والشيخ جراح، ولكن كما هي اطماع ومخططات الاحتلال التي تستهدف السيطرة على المدينة المقدسة بكل احيائها، كذلك هي اطماع ومخططات الاحتلال المرعبة للسيطرة على قمم الجبال في انحاء الضفة الغربية، وخاصة في منطقة جبل النار، حيث تشن عصابات المستعمرين المستوطنين هناك هجمات”تلمودية مزعومة-” شرسة ودموية، بل وتدور هناك معارك وجودية يومية متنقلة من جبل لجبل يقدم فيها الفلسطينيون اهالي المنطقة الشهداء والجرحى والمعتقلين، ولكنهم لا يكلون ولا يملون في كفاحهم الملحمي ضد المستعمرين وجيشهم الاجرامي.
وقلت انه من الواضح “ان الاحتلال ومستوطنيه يسعون للسيطرة على قمم الجبال وذلك لأسباب كثيرة أبرزها: موقعها الاستراتيجي الهام الذي يمكن الاحتلال ليس فقط من الاشراف على مساحات واسعة محيطة، وانما كذلك من الاستيلاء على مزيد من الأراضي وبسط سيطرة أمنية أكبرعلى التجمعات الفلسطينية المجاورة، ومحاصرتها وإخضاعها للرقابة الدائمة، ناهيكم عن احتواء هذه المناطق على ثروات طبيعية من معادن وغيرها، ووجود ينابيع المياه فيها- المركز الفلسطيني للإعلام- السبت 12/يونيو/2021”.
وفي هذا السياق الصراعي المفتوح فان الاحتلال يرمي بكل ثقله في هذه الايام لإحكام السيطرة على جبل صبيح في بلدة بيتا، لما لهذا الجبل من اهمية استراتيجية كبيرة، غير ان الاهالي في بلدة بيتا والمنطقة يخوضون مواجهات يومية مع جيش ومستعمري الاحتلال، دفاعا عن الارض والوطن والسيادة، قدموا فيها اربعة شهداء ومئات الجرحى والمعتقلين في الاسابيع الاخيرة فقط، وفي هذا اليوم ايضا-الجمعة 2021/6،18 خاض الاهالي هناك اشتباكا كبيرا مع جيش الاحتلال اصيب فيه خمسة مواطنين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، كما اصيب العشرات بالاختناق، والسقوط والتعرض للضرب من قبل جيش الاحتلال خلال المواجهات، حيث خرج مئات المواطنين عقب صلاة الجمعة على مدخل البلدة المغلق بالمكعبات الاسمنتية منذ أسبوع، والتي دعت إليها لجنة التنسيق الفصائلي في البلدة، حيث تدور مواجهات عنيفة بين المواطنين وقوات الاحتلال، للمطالبة بإزالة بؤرة “جفعات افيتار” الاستيطانية عن قمة جبل صبيح. وبدوره، قال الهلال الأحمر الفلسطيني، إن طواقمه تعاملت مع 47 إصابة جراء المواجهات مع جيش الاحتلال في بيتا صنفت كالآتي: 42 إصابة بالغاز، و5 إصابات بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط تسببت بكسور لإصابتين، لافتًا إلى أنّ معظم الإصابات تم علاجها في المستشفى الميداني التابع للهلال الأحمر و3 حالات تم نقلها للمستشفى.
هذا وما يزال أبناء شعبنا في بلدة بيتا جنوب نابلس بالضفة المحتلة يسطّرون أروع صور الصمود والتحدي في وجه عدوان الاحتلال وبطشه المُستمر بحق هذه البلدة وأهلها، حيث يواصل أهالي البلدة بصِغارها وكِبارها ورِجالها ونِسائها التصدي والاشتباك مع الاحتلال ومستوطنيه بشكلٍ يومي، بل على مدار الساعة، رفضًا لمخطّطات الاحتلال الرامية للاستيلاء على أراضي القرية وجبل صبيح شيئًا فشيئًا وصولاً إلى تهجير السكّان في سياق السياسة الاستيطانيّة الاحلاليّة التي نشأ عليها هذا الكيان الصهيوني.
ويذكر ايضا ان بيتا ودّعت أربعة شهداء خلال 45 يومًا، ومئات الإصابات بالرصاص الحي خلال المواجهات التي لا تتوقّف مع جيش الاحتلال الذي يقتنص الأطفال البيتاويين ويتعمّد التسبّب لهم بإعاقاتٍ جسديّة لثنيهم عن هذا النضال، ولكن الأهالي ورغم شعورهم بأنّهم تُرِكوا لوحدهم في هذه المواجهة العنيفة، إلّا أنّهم يواصلون تقديم كل غالٍ ونفيس في سبيل حماية أرضهم وعرضهم.
وفي التفاصيل فقد تحول جبل صبيح جنوب شرقي نابلس على سبيل المثال الى ميدان مواجهة حقيقي، ضمن معركة فلسطينية وجودية لاقتلاع بؤرة افيتار الاستيطانية، فمنذ قرابة شهرين، يخوض أهالي بلدة بيتا جنوب شرقي نابلس، مواجهات قوية مع الاحتلال على الجبل لمنع الاحتلال والمستوطنين من إحكام محاولتهم المتكررة للسيطرة على الجبل- المركز الفلسطيني للإعلام- السبت 12/يونيو/2021″. وأفادت مصادر محلية ان عدداً من المستوطنين أقاموا بؤرة استيطانية على قمة الجبل التابع لأراضي بلدات بيتا ويتما وقبلان جنوب نابلس. وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة، غسان دغلس، أن المستوطنين استغلوا حالة الحصار المفروضة على الأهالي في ريف نابلس الجنوبي وبنوا عددا من المنازل ونصبوا بيوتا استيطانية متنقلة.وأوضح دغلس، أن محاولات الاستيلاء على جبل صبيح مستمرة، حيث أفشلها المواطنون على مدار السنوات السابقة.
وكانت عصابات المستوطنين أقامت مطلع مايو/أيار الماضي بؤرة استيطانية أطلقوا عليها “أفيتار” على قمة الجبل، وهو الأمر الذي أثار غضب الأهالي الذين فعّلوا تظاهراتهم ومقاومتهم الشعبية لاقتلاع البؤرة المقامة على قمة الجبل المشرف على الطريق الرئيس بين نابلس ورام الله. ووفق مصادر محلية؛ أقام المستوطنون تحت حماية قوات الاحتلال نحو 30 بيتاً فوق الجبل، ليتحول المكان إلى نقطة ساخنة للمواجهة بين الشباب الثائر في الضفة والاحتلال ومستوطنيه.
وهذه هي المرة الرابعة التي يضع فيها المستوطنون بيوتاً متنقلة على قمة الجبل، حيث أقامت قوات الاحتلال معسكراً لهم، قبل أن يُجبرهم أصحاب الجبل من الفلسطينيين ومتضامنون معهم على إزالتها. ويطلق المستوطنون على البؤرة الاستيطانية التي أقاموها على جبل صبيح اسم “أفيتار”، وهو مستوطن قتل بعملية طعن في العام 2013 عند حاجز زعترة.وحينها شرع المستوطنون في إقامة البؤرة في موقع يستخدمه الاحتلال كنقطة عسكرية، لكن أهالي بيتا تصدوا لهم، ما أجبر الاحتلال على تفكيكها.
وفي كل مرة يحاول الاحتلال ومستوطنون السيطرة على الجبل، يتصدى لهم الأهالي بمواجهات شبه يومية تزداد حدتها يومَي الجمعة والسبت.وخلال الموجة الأخيرة، استشهد ثلاثة مواطنين فلسطينيين خلال معركة الدفاع عن الجبل، أحدثهم الطفل محمد سعيد محمد حمايل (16 عاماً) الذي استشهد الجمعة (11-6)، سبقه استشهاد عيسى برهم وهو وكيل نيابة ويحمل شهادة الدكتوراه، في 14 مايو الماضي، وزكريا ماهر فلاح حمايل، وهو مدرس في 28 مايو الماضي. كما أصيب العشرات من المواطنين الذين يصرون على استمرار معركة التصدي وصولا لدحر المستوطين واستعادة الجبل حرا عزيزاً- المركز الفلسطيني للإعلام- السبت 12/يونيو/2021”.
وعلى نحو مواجه، يخوض الفلسطينيون اهالي بيتا والمنطقة فعاليات “الإرباك الليلي”، اذ اندلعت مواجهات، بين عشرات الشبان وقوات الاحتلال قرب البؤرة الاستيطانية على جبل صبيح خلال فعاليات “الإرباك الليلي” المتواصلة منذ أسابيع عدة- فلسطين اليوم – غزة-08 يونيو 2021″، ويلجأ الشبان إلى استخدام أشعة الليزر وأضواء الكشافات وإشعال الإطارات المطاطية كأحد أشكال الترهيب للمستوطنين إلى جانب إصدار الأصوات وترديد التكبيرات باستخدام مكبرات صوت يصل صداها إلى المستوطنين.
حالة الاشتباك هناك مستمرة ومفتوحة، وحينما نتحدث عن المعارك المنسية على قمم الجبال فهذا ليس فيه مبالغة ابدا، بل ربما تعجز القواميس عن التعبير عما يجري هناك في وعلى قمم الجبال على امتداد مساحة الضفة الغربية، و في مدينة جبل النار ومحيطها، حيث يشن المستعمرون الصهاينة بحماية قوات الجيش المدججة بالسلاح موجات متلاحقة من الهجمات والاقتحامات والتجريفات والقطع والحرق والقتل في وضح النهار، بينما يتصدى لهم الاهالي لوحدهم وبصدورهم العارية وبمنتهى الجرأة والشجاعة والاقدام وكأنه يخوضون هناك على قمة جبل صبيح معركة الوطن كله…فهنيئا للوطن بهم وبشهدائهم وجرحاهم ومعتقليهم والاهالي كلهم الذين يظهرون وحدة وطنية متماسكة واستثنائية في التصدي للمخططات والهجمات والآليات والوحدات العسكرية والاستيطانية الاحتلالية…!


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 30 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع وجهات وقضايا   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

29 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 29

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28