] رغم اعتداءات الاحتلال: آلاف الفلسطينيين يدخلون المسجد الأقصى بالتهليل والتكبير - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
السبت 8 أيار (مايو) 2021

رغم اعتداءات الاحتلال: آلاف الفلسطينيين يدخلون المسجد الأقصى بالتهليل والتكبير

السبت 8 أيار (مايو) 2021

دماء المعتكفين المصابين تملأ الأرض وشظايا ومخلفات قنابل وأعيرة مطاطية، سجادات صلاة متناثرة؛ هكذا أصبح حال باحات المسجد الأقصى بعد المعركة التي استمرت لساعات، بين قوات الاحتلال الإسرائيلية المدججة بالأسلحة، والمصلين الذين جاءوا للمسجد الأقصى، وسط القدس المحتلة حتى يعتكفوا في “الجمعة الأخيرة”.

وفيما خيّم صباح اليوم، السبت، هدوء حذر على القدس المحتلة، أفاد مراسل موقع “عرب 48”، ضياء حاج يحيى، بأن تشديدات الاحتلال على دخول المصلين لم تمنع الفلسطينيين من التوافد إلى المسجد الأقصى، في حين شرعت قوات الاحتلال بتفتيش دقيق للمارة.

وعُلم أن قوات الاحتلال اعتقلت، خلال مواجهات الليلة الماضية، 20 شخصا على الأقل، من بينهم 6 خلال قمع المتظاهرين والمعتصمين نصرة لأهالي حي الشيخ جرّاح المهددين بالتهجير القسري لصالح المستوطنين.

وامتلأت ساحات المسجد، بالكراسي وعكازات مسنين، وبقايا طعام وعبوات مياه وشراب وأحذية؛ والتي كانت بمثابة ذخيرة المصلين العُزّل للتصدي لقوات الاحتلال المعتدية، بحسب مقاطع مصورة نشرها ناشطون فلسطينيون، ووفق ما أفاد به شهود عيان.

أمّا ساحات المسجد، من ناحيته الغربية وهو الموقع الذي جرى منه الاقتحام الإسرائيلي، فكانت مليئة بالحجارة وقطع بلاستيكية ألقاها المصلون باتجاه عناصر الاحتلال. ورغم ذلك، قال شهود عيان إن “العديد من الشبان تولوا بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من باحات المسجد، تنظيف الساحات استعدادا لاستقبال المصلين لصلاة الفجر”.

وقبل الاعتداء كان المكان يصدح بالهتافات والأناشيد الدينية والوطنية، عشرات الآلاف من المصلين يحيون الجمعة الأخيرة من رمضان؛ لكن فجأة، قوات الاحتلال الإسرائيلي قررت أن تقلب هذه الأجواء الروحانية إلى أجواء مواجهات ومعركة.

وهاجم عشرات العناصر من قوات الاحتلال المدججة بالسلاح وأدوات القمع، باحات المسجد الأقصى، وخاصة قرب بابيّ المغاربة والسلسلة، مطلقين الرصاص المطاطي وقنابل الغاز والصوت بكثافة نحو المصلين، رغم وجود أطفال وشيوخ وذوي احتياجات خاصة.

ولم يطل الرصاص المطاطي، الشبان الذين تصدوا للاعتداءات الإسرائيلية فحسب، بل أصاب صحافيين وأطفال وشيوخ ومتضامنين؛ وبحسب الشهود وإفادات الطواقم الطبية فإن معظم الإصابات كانت في منطقة الرأس والجزء العلوي من الجسد.

وكان من بين المصابين عشرات الصحافيين الذين أصيبوا بجروح جراء استهدافهم برصاص معدني مغلف بالمطاط، أثناء اقتحام قوات إسرائيلية باحات المسجد الأقصى، وتمت معالجة بعضهم ميدانيا.

‎ولم تكتف قوات الاحتلال بهذه الأحداث، بل طلبت دعمًا عسكريًا إلى داخل المسجد، وأغلقوا معظم أبوابه، واستعانوا بالسلاسل والجنازير حتى يغلقوا باب المصلى القبلي، الذي يعتبر المصلى الرئيسي للرجال، وبداخله الأئمة والشيوخ والأطفال والشبان.

واعتدت قوة إسرائيلية أُخرى على ساحة مصلى قبة الصخرة، المخصص للنساء، وأطلقت نحوهن قنابل الصوت، وحاولت إجبارهن على الخروج من باحات المسجد الأقصى.

ولم تسلم عيادة المسجد الأقصى هي الأخرى من اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي، والتي أفزعت الممرضين والمصابين داخل غرفة العيادة، حيث أطلق الجنود قنابل الصوت داخلها، دون أي مبرر.

وبعد إصابة 205 مصلين خلال الاعتداءات، معظمهم بالرصاص المطاطي، وفي منطقة الوجه، بحسب جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أغلقت القوات الإسرائيلية أبواب المسجد، ومنعت أحدًا من دخوله، كما اعتلت أسطح المصليات داخل باحاته.

لكن المصلين الذي بقوا متواجدين داخل الحرم القدسي، أقدموا على تنظيف المسجد من آثار الاعتداءات، ودماء المصابين، بعد انتهاء المواجهات. وأضاف شهود العيان إن المئات من المصلين أدوا صلاة قيام الليل بالمسجد.

وجلس العشرات من المصلين في جنبات المسجد يتلون القرآن الكريم. ومع إعادة فتح أبواب المسجد، خرج الكثير من المصلين المعتكفين إلى الحارات القريبة بالبلدة القديمة في القدس لشراء طعام السحور.

وبسبب الظلام الدامس لم يكن بالإمكان رؤية آثار العشرات من القنابل الصوتية التي ألقتها شرطة الاحتلال على المصلين خلال ساعات الليلة الماضية.

لكن دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس دعت المواطنين للقدوم إلى مكاتبها لاستعادة أجهزة هواتف نقالة وأغراض أخرى كانوا قد فقدوها خلال خروجهم من المسجد أثناء المواجهات.

وما زال العشرات من المصلين يتلقون العلاج في مستشفى المقاصد بالمدينة بعد نقلهم إليه إثر المواجهات. وكان وزير شؤون القدس في السلطة الفلسطينية، فادي الهدمي، تفقد فجر اليوم، جرحى العدوان الإسرائيلي في مستشفى المقاصد.

وادعت شرطة الاحتلال في المدينة إصابة 17 من عناصرها، قالت إن نصفهم تلقوا العلاج في المستشفيات، كما زعمت أن من بين الإصابات حالة متوسطة لشرطي أصيب بحجر في وجهه.

من جهته، حمّل الرئيس الفلسطيني، محمود عبّاس، الحكومة الإسرائيلية “المسؤولية الكاملة” عما يجري في مدينة القدس عمومًا والمسجد الأقصى خصوصًا.

وقال عباس في اتصال هاتفي مع تلفزيون فلسطين إنه طلب من ممثل فلسطين في الأمم المتحدة “العمل على عقد جلسة لمجلس الأمن لتنفيذ القرارات المتعلّقة بمدينة القدس”.

وأضاف “من جانبنا كل الدعم والتأييد لأهلنا الأبطال في المسجد الأقصى”، وطالب عباس المجتمع الدولي بـ“توفير الحماية للفلسطينيين في القدس”.

بدورها، قالت حركة حماس في بيان إنّ ما يجري في المسجد الأقصى “يؤكّد أنّ حرب الصهاينة هي ضدّ المقدسيين وضدّ حرية التعبّد”.

وأدانت وزارتا خارجية كلّ من الأردن وقطر الاعتداءات الإسرائيلية في باحة الأقصى، في حين دعت الولايات المتّحدة إلى “وقف العنف”، على حد تعبير المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس.

وقالت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان، إنّ “اقتحام الحرم والاعتداء على المصلّين الآمنين انتهاك صارخ وسافر وتصرّف همجي مدان ومرفوض”.

وقال متحدث الخارجية الأميركية، في بيان، إنّ “الولايات المتّحدة قلقة للغاية إزاء المواجهات الجارية في القدس... والتي أفادت تقارير أنّها أسفرت عن سقوط عشرات الجرحى”.

وأضاف أنّ “العنف لا عذر له، لكنّ إراقة الدماء التي تحصل الآن مقلقة بشكل خاص” لا سيّما وأنها تحصل في الأيام الأخيرة من رمضان.

ولفت المتحدّث إلى أنّ واشنطن دعت المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى “العمل بحزم لتهدئة التوتّرات ووقف العنف”.

وشدّد برايس على “الأهمية البالغة” لتجنّب أيّ خطوات قد تؤدّي إلى تفاقم الوضع - مثل “عمليات الإخلاء في القدس الشرقية، والنشاط الاستيطاني، وهدم المنازل، والأعمال الإرهابية”.

بدوره قال منسّق الأمم المتّحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند “نحن قلقون للغاية من تصاعد التوتّرات والعنف في القدس ومحيطها. أدعو الجميع إلى التصرّف بمسؤولية والحفاظ على الهدوء”.

وأضاف “يجب على الجميع احترام الوضع الراهن للأماكن المقدّسة في البلدة القديمة بالقدس بما يخدم السلام والاستقرار. يجب على القادة السياسيين والدينيين التصرّف الآن”.

و زحف آلاف المصلين من خلال أبواب المسجد الأقصى لأداء صلاة فجر اليوم، السبت، بهتافات التهليل والتكبير، بعد ليلة من الاعتداءات الإسرائيلية العنيفة، أعقبت اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد وقمعها للمعتصمين في الشيخ جرّاح واعتداءها على المتواجدين في ساحة باب العامود.

ومن خلال باب حِطّة، في الجدار الشمالي للمسجد، دخل المصلون، رجالا ونساءً، وهم يهتفون “الله أكبر” فرحا بتمكنهم من دخول المسجد من جديد.

أما من “باب الأسباط”، أيضا في الجدار الشمالي للمسجد، فقد دخل المصلون وهم يهتفون “الله أكبر، ألله أكبر ولله الحمد”.

ودخل المصلون إلى المسجد القبلي المسقوف، وهم يهتفون “الله أكبر ولله الحمد”.

وحرص العشرات من المصلين على توثيق لحظة دخولهم إلى المصلى القبلي، باستخدام أجهزتهم النقالة.

ونشر العشرات من المصلين على حساباتهم في شبكات التواصل الاجتماعي توثيقا لدخولهم إلى المسجد.

وقد أُعيد فتح أبواب المسجد الأقصى جميعا، فجر اليوم، بعد أن كان الاحتلال الإسرائيلي أغلقتها منتصف الليل، بعد ليلة عنيفة من المواجهات أعقبت اقتحام الشرطة للمسجد.

وكان الهلال الأحمر الفلسطيني قد قال في بيان مقتضب إنه سجل 205 إصابات خلال المواجهات التي شهدتها مدينة القدس الليلة الماضية. وأوضح أنه تم نقل 88 إصابة منها للمستشفيات.

وقد انسحب العشرات من عناصر شرطة الاحتلال من ساحات المسجد بعد منتصف الليل، بعد أن أطلقوا وابل من الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الغاز والمسيلة للدموع في واحدة من أعنف الاقتحامات للمسجد منذ شهور طويلة.

وفور انسحاب عناصر الاحتلال من المسجد عبر باب المغاربة، في الجدار الغربي للمسجد، انهمك المئات من المعتكفين في الصلوات وتلاوة القرآن، وتنظيف ساحات المسجد من آثار العدوان الإسرائيلي.

وما زال العشرات من المصلين يتلقون العلاج في مستشفى المقاصد بالمدينة، بعد نقلهم إليه إثر المواجهات.

وكان وزير شؤون القدس التابعة للسلطة الفلسطينية، فادي الهدمي، قد تفقد فجر اليوم السبت، من قال إنهم “جرحى العدوان الإسرائيلي” في مستشفى المقاصد. وقال مكتبه في بيان، “استمع الهدمي من الأطباء في مستشفى المقاصد الخيرية الإسلامية عن طبيعة الإصابات التي وصلت إلى المستشفى من المسجد الأقصى والشيخ جراح وباب العامود”.

وأضاف البيان: “أشار الأطباء إلى أنهم تعاملوا مع عشرات الإصابات في الوجه والصدر بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط”.

وقال الهدمي إنّ “ما يجري في القدس وما جرى في الأقصى هو تطور خطير ونذير خطير جداً”.

وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلية قد حالت دون تمكن عشرات آلاف الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة، من الصلاة بالمسجد الأقصى خلال شهر رمضان، كما ضيّقت على المقدسيين

وتشهد منطقة الشيخ جراح مواجهات يومية بين الفلسطينيين المقدسيين ومستوطنين يحاولون السيطرة على أربع منازل تعود لفلسطينيين بحماية قوات الاحتلال.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 57 / 2342227

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ميديا  متابعة نشاط الموقع قضايا ومحاور   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

35 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 31

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28