] تسريب معلومات عن عملية عسكرية إسرائيلية “بدولة عدو” قبل تنفيذها - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
السبت 10 نيسان (أبريل) 2021

تسريب معلومات عن عملية عسكرية إسرائيلية “بدولة عدو” قبل تنفيذها

تحليلات: ثمة علاقة بين وضع نتنياهو السياسي ومهاجمة السفينة الإيرانية
السبت 10 نيسان (أبريل) 2021

ينظر محللون عسكريون في الصحف الإسرائيلية الصادرة امس، الجمعة، إلى استهداف إسرائيل للسفينة “سافيز” الإيرانية، يوم الثلاثاء الماضي، أنه ليس هجوما عاديا، مثل الهجمات الإسرائيلية ضد ما لا يقل عن 20 سفينة إيرانية، التي تدعي إسرائيل أنها كانت تنقل النفط لسورية وتمويل شراء أسلحة لحزب الله أو كانت تنقل أسلحة.

واعتبر المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، أن الهجوم الأخير “مختلف عن الهجمات السابقة في نوعية الهدف الذي تم اختياره، وفي توقيت الهجوم وسياقه. والسفينة التي استهدفت هي هدف بحجم أكبر”.

وأضاف هرئيل أن الهجوم ضد السفينة “سافيز” وجّه “رسالة إسرائيلية واضحة إلى طهران، بعدما استهدف الإيرانيون – ردا على هجمات ضدهم – سفينتين بملكية جزئية لشركات إسرائيلية، خلال شهر، في منطقة بحر العرب. وهذا ضرر كبير لحق بالحرس الثوري الإيراني، إضافة إلى أنه ضرر معنوي إثر النشر عن العلاقة بينهم وبين السفينة”.

وفيما يتعلق بتوقيت الهجوم، لفت هرئيل إلى أنه لم يكن هناك سببا ملحا لتنفيذ الهجوم، خاصة وأن السفينة “سافيز” تتواجد في المنطقة التي استهدفت فيها منذ سنوات، وتشكل قاعد عسكرية بحرية أمامية لإيران. وأشار إلى أن الهجوم جاء قبل ساعات معدودة من بدء اللقاء الأول في إطار المفاوضات بين إيران والقوى العظمى من أجل تمهيد عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي مع طهران.

وأضاف هرئيل أنه “فيما هو غارق بمصائبه السياسية والقضائية، (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو يسخن عمدا المعركة ضد إيران”.

ووصف هرئيل ما يدور بين إسرائيل وإيران أنه “معركة بحرية وليس حربا. وسلاحا بحرية الدولتين ليسا كبيرين جدا، ومعظم أدواتهما ليست موجودة على مقربة من بعضها. لكن هذه المعركة آخذة بالتوسع، نحو مناطق بعيدة، وباتت تشمل عشرات الهجمات، وفيما قرر الإيرانيون مؤخرا الرد على الهجمات (الإسرائيلية). وهذه الخطوات لن تنعكس بالضرورة على الجبهة البحرية فقط. ويوجد بحوزة إيران إمكانيات كثيرة أخرى للعمل ضد إسرائيل، بدءا من إطلاق طائرات بدون طيار – مثلما حدث في الهجمات ضد منشآت نفطية في السعودية – وحتى إطلاق مقذوفات من مدى قصير نسبيا، من الحدود السورية”.

وأضاف أن الهجومين الإيرانيين ضد سفينتين بملكية جزئية إسرائيلية كانا “رمزيين بالأساس”، لأنهما لم يلحقا ضررا يذكر بهما. وتابع هرئيل محذرا من أن “قدرة (إيران على) الاستهداف مستقبلا في البحر أكبر بكثير، لأن كافة التجارة الإسرائيلية تقريبا تجري عن طريق البحر وهي مقرونة بطرق بحرية طويلة، يصعب جدا الدفاع عنها بشكل فعال”.

وأشار إلى أن “استمرار سياسة الهجمات البحرية محل خلاف داخل جهاز الأمن الإسرائيلي وكذلك في هيئة الأركان العامة نفسها. وهناك مسؤولين رفيعي المستوى الذين يعتقدون أن الفائدة من المعركة البحرية محدودة، والادعاء حولها مبالغ فيه والخطر المقرون بها كبير جدا”.

من جانبه، رأى المحلل العسكري في صحيفة “معاريف”، طال ليف رام، أن استهداف السفينة “سافيز” يشكل “تصعيدا إسرائيليا في المعركة البحرية ضد إيران”، معتبرا أن هذا الهجوم مشابها لهجمات إسرائيلية أخرى نفذها سلاح البحرية الإسرائيلي، من حيث أنها “عملية دون قتلى وإصابات في الجانب الثاني، وتعطيل السفينة ولكن من دون إغراقها”.

وأضاف ليف رام أن استهداف سفينة عسكرية إيرانية هو تصعيد، ويأتي خلافا لاستهداف سفن إيرانية أخرى، كما أنه أخرج المعركة البحرية الإسرائيلية – الإيرانية إلى العلن، “وبالإمكان التقدير بوجود احتمال كبير أن الإيرانيين سيسعون إلى الرد، وبذلك يتوقع أن يرتفع التوتر في الفترة القريبة”.

وأشار ليف رام أيضا إلى أن مهاجمة السفينة جاء قبل ساعات من اليوم الأول للمحادثات حول عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي. وأضاف أن رد فعل الأميركيين، من خلال صحيفة “وول ستريت جورنال”، حول توقيت الهجوم، كان مشابها جدا لرد الفعل الإيراني، “وهذا تطور ينبغي أن يقلق إسرائيل جدا”.

وألمح ليف رام إلى أن توقيت الهجوم متعلق بالأزمة السياسية الإسرائيلية وفشل نتنياهو في تشكيل حكومة جديدة حتى الآن. “حتى لو توقيت الهجوم مرتبط بأسباب عملانية صرف، إلا أن تحليلا إستراتيجيا – سياسيا كان ينبغي طرحه على طاولة المستوى السياسي قبل هذه العملية العسكرية، كان يجب أن يأخذ بالحسبان التحليل الذي قد يقوم به الإدارة الأميركية، بأنه في الواقع السياسي الداخلي الذي نتواجد فيه، فإنه ثمة شك إذا جرت مداولات عميقة حول رد الفعل الأميركي”.

فيما سرّب مصدر إسرائيلي إلى وسيلة إعلام أجنبية معلومات حول عملية عسكرية “حساسة في دولة عدو” نفذتها إحدى وحدات النخبة الإسرائيلية. وجاء التسريب قبل يوم واحد من تنفيذها، حسبما ذكر موقع صحيفة “هآرتس” الإلكتروني الجمعة. ولم يكن المصدر على علم بأن تنفيذ العملية العسكرية قد تأجل.

ووفقا للصحيفة، فإنه بعد علم المصدر، الذي كان ضالعا في تفاصيل هذه العملية العسكرية، بتأجيلها "لاعتبارات عملانية لدى جهاز الأمن، طلب من مراسل وسيلة الإعلام الأجنبية تأجيل النشر إلى ما بعد تنفيذ العملية.

وأضافت الصحيفة أن قلائل في المستويين الأمني والسياسي الذين كانوا على علم بهذه العملية العسكرية، والتي كانت تشكل خطرا على حياة الجنود في مكان تنفيذها.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه العملية كانت في إطار العمليات الإسرائيلية العسكرية ضد تموضع إيران في سورية ودول أخرى في الشرق الأوسط. “وأهمية العملية جعلت صناع القرار ينفذونها بسبب أهميتها وبالرغم من الخطورة المقرونة بعمليات من هذا النوع”.

وتابعت أنه “جرى التخطيط لتنفيذ العملية مؤخرا في توقيت جرى تحديده مسبقا، وبعد استعدادات طويلة وتدريبات متعلقة بها أجرتها وحدة النخبة”.

وأضافت الصحيفة أن تسريب المعلومات أثار غضب كبار المسؤولين في جهاز الأمن والوحدة التي نفذت العملية، الذين لم يعلموا بالتسريب. كذلك أثار تسريب المعلومات حول العملية قلقا بين المسؤولين الأمنيين لأنه وضع حياة الجنود في خطر. وبعد تنفيذ العملية العسكرية “بنجاح” تم إبلاغ وسيلة الإعلام التي كانت المعلومات بحوزتها.

ولم تفصح الصحيفة عن طبيعة العملية العسكرية، لكنها أشارت في سياق تقريرها إلى النشر في صحيفة “نيويورك تايمز” عن أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بأنها تقف وراء مهاجمة السفينة الإيرانية “سافيز”، يوم الثلاثاء الماضي، نقلا عن مصدر رسمي أميركي.

وتابعت الصحيفة الإسرائيلية أن قناة “العربية” قالت إن “قوات كوماندوز إسرائيلية ألصقت لغما بالسفينة الإيرانية”.

ويشار إلى أن صحيفة “وول ستريت جورنال” نشرت تقريرا، الشهر الماضي، قالت فيه أن إسرائيل اسهدفت خلال الفترة الماضية، ما لا يقل عن 12 ناقلة نفط إيرانية أو تحمل نفطا إيرانيا متجهة إلى سورية، في ما وصف بـ“فتح جبهة جديدة في الصراع الإسرائيلي - الإيراني”.

ويبدو أن الهدف من التسريب إلى وسيلة الإعلام الأجنبية كان إرسال رسالة إلى إيران وربما إلى إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، أيضا على خلفية المفاوضات حول عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي مع إيران.

هذا وأفاد تقرير إسرائيليّ يأتي بعد أن استهدُفت سفينة “سافيز” الإيرانية، في البحر الأحمر، الثلاثاء الماضي؛ بأن إسرائيل تستعدّ لتصعيد المواجهة البحريّة مع إيران.

وذكر التقرير الذي نشرته هيئة البثّ الرسميّة (“كان 11”)، أن “التقديرات تشير إلى أن المؤسسة الأمنيّة الإسرائيلية تستعد لاحتمال ردّ وتصعيد إيراني في المواجهة البحرية”.

وأوضح أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، توجه للقاء مع نظيره الأميركيّ؛ لبحث الملف الإيراني ومخاوف إسرائيل الأمنيّة من إمكانية العودة إلى الاتفاق النووي.

وأشار التقرير إلى أن “إعلانات خارجيّة ترى أن إسرائيل جددت هجماتها في سورية لمنع نقل الأسلحة”، لجهات موالية لإيران.

وتطرّق التقرير إلى مغادرة وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، واشنطن، السبت، في جولة تشمل كلا من إسرائيل وألمانيا وبريطانيا ومقرّ حلف شمال الأطلسي في العاصمة البلجيكية بروكسل، في جولة سيجري خلالها محادثات مع قادة سياسيين وعسكريين.

وقال إن الزيارة تأتي في ظلّ التوترات مع طهران، وبخاصّة في المواجهة البحرية.

وذكر التقرير أن أوستن سيصل إلى إسرائيل يوم الأحد المقبل، لافتا إلى أنه “سيبقى في البلاد لمدة يومين”.

وأوضح أن “50 من موظّفي البنتاغون، سيرافقون وزير الدفاع الأميركي”.

ووفق ما أعلن البنتاغون، الخميس. فإن أوستن سيلتقي رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ونظيره الإسرائيلي، بيني غانتس.

وأضاف البيان أنّ الوزير الأميركي سيبحث مع نتنياهو وغانتس “الألويات المشتركة” وسيعيد التأكيد على التزام الولايات المتّحدة احتفاظ إسرائيل بتفوّقها العسكري في المنطقة.

وفي أوروبا، سيلتقي الوزير الأميركي بكلّ من نظيرته الألمانية، أنغريت كرامب-كارينباور والأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، ووزير الدفاع البريطاني، بن والاس.

واكتفى البيان بالقول إنّ أوستن سيغادر واشنطن السبت، من دون أن يحدّد تفاصيل الجدول الزمني لجولته.

ويأتي الإعلان عن هذه الجولة في وقت تعارض فيه إسرائيل المساعي التي تبذلها إدارة بايدن لإعادة إحياء الاتفاق النوي الإيراني، الذي انسحبت منه الولايات المتّحدة في عهد الرئيس السابق، دونالد ترامب، في العام 2018.

ولم تخفِ إسرائيل يوما معارضتها لهذا الاتفاق، الذي أبرم في 2015، بين طهران والدول الكبرى، ودعمت النهج الذي اعتمده ترامب بممارسة “ضغوط قصوى” على طهران بعد قراره سحب بلاده من الاتفاق وإعادة فرضه عقوبات على طهران.

وتعهّد بايدن إعادة بلاده إلى الاتفاق بشرط أن تعود إيران أولا للالتزام بكل مندرجاته.

وقال تقرير الجمعة، إنه “من المتوقع أن يناقش (الوزير الأميركي) مع غانتس؛ الاستعدادات للعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران وصفقات الأسلحة الأميركية مع الدول العربية”.

وقال تقرير نشره موقع “واللا” الإخباريّ، الجمعة، أن “المواجهة بين البلدين (إسرائيل وإيران) تستند على السرية التي تتيح للطرفين مساحة من الإنكار”.

وذكر أن “الأعمال العدوانية المنسوبة لإسرائيل في المجال البحري، مثل ضرب سفينة بعيدة (جغرافيا) لا تشكل خطرا مباشرا؛ تشجّع طهران على الرد، وتهدد المصالح الحساسة، وقد تقوض شرعية الهجمات في سورية”.

وقال التقرير، إنه بناءً على الأحداث الأخرى التي حدثت في الماضي في الشرق الأوسط، ونُسبت إلى إسرائيل، فإنه يمكن التقدير على ضوء ذلك أن “السعودية وأميركا سيسارعون إلى توضيح عدم مسؤوليتهم عن الهجوم. وذلك في محاولة للقضاء على احتمال أن يكون رد إيران موجها لهما”.

وذكر أنه “عند القيام بذلك، يتم انتهاك السرية لهذه الحملة، لذلك يتم توجيه أصابع الاتهام بسرعة إلى إسرائيل”.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 11 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع ميديا  متابعة نشاط الموقع قضايا ومحاور   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

21 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 21

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28