حمل لنا آذان الفجر هذا اليوم رائحة بارود دون أن نسمع أصوات قصف …. وامتلأت الضفة الغربية بالمستوطنين والمستعربين ، وراح الصهاينة يعيثون فسادا في الديار المقدسة ، وسمع الناس تراشقا بالاتهامات ، وقصفا كلاميا يطالب محمود عباس بالاستقالة من رئاسة فتح … وشاهدت أيضا متاريس كلامية تنصب عند بعض الأماكن التي يرتادها كل من جبريل الرجوب ، وحسين الشيخ ، وماجد فرج ، كما شهدت نقاط العبور من والى القدس نشاطا غير مسبوق قامت به سيارات سوداء تحمل نمرا صفراء، وغير صفراء، وتزامن مع هذا اعلان حالة طوارئ في مقرات الاستخبارات الاسرائيلية ، التي ازدحمت بزائرين من جهات مختلفة من السلطة ، والمقاطعة ، وفتح .
ماذا يجري وماذا يدور؟
الحديث حول خلافات تنظيم فتح لن يأتي بجديد ، فقد استخدم محمود عباس كل أدواته وفرديته ودكتاتوريته يمزج بين ما أعطته صلاحياته الخاصة في السلطة ، والمنظمة ، وفتح لتطويق أي تنفس ديمقراطي ، أو أي تنفس لاينسجم مع تنفسه هو ، ويتقلب معه كلما تقلب.
ففصل ناصر القدوة ولائحته (بعد أن حاول رشوة)، مروان البرغوثي ، وشهدت مواقع متعددة تذمرا قاعديا، واعلانات عن عدم رضا عن لائحة محمود عباس ، وتحولت الخلافات داخل فتح الى خلافات حول مقاعد المجلس التشريعي ، وليس الموقف السياسي، أو الهم الوطني، ومازالت الهزات تجتاح المناطق دون أي علاقة بتحرير فلسطين، أو رفض العروض الاميركية الجديدة ، أو المبادرات الاوروبية حول دور خاص لمصر والاردن . الغائب في حل المتابعات ، هو دور اسرائيل ، وهو دورهام ان لم نقل حاسم .
فلسطين ، هي أقرب الساحات للعدو الصهيوني ، اسرائيل منعت اجراء انتخابات في القدس ترسيخا لضم القدس لاسرائيل ، وشنت حملة اعتقال ” مستمرة ” ، ضد كل من يعرف عنه بموقف مقاوم للاحتلال ، ولم يقتصر الأمر على حماس ، والجبهة الشعبية ، والجهاد بل امتدت هذه المرة لصفوف فتح ، وستخلي اسرائيل سبيل كل من يمكن أن يثير توترا ، وتناقضا اضافيا في صفوف فتح ، اسرائيل تستهدف خلق حالة من الفوضى ، والبلبلة تشوه صورة الفلسطيني ، وتحول ديمقراطيته الى كارتون مضحك مبك ، وبطبيعة الحال بهدف افشال توليد أي حالة نهوض شعبي استنادا لمرجلة جديدة من حدود دنيا لوحدة الصف ، حماس مرفوض أن تكون شريكا في السلطة تماما كما هو حزب الله في لبنان ، والمشاريع الاميركية التي تأتي في عهد بايدن تحت عنوان حل الدولتين لن ترى النور رغم مراهنات البعض عليها لذلك تستهدف اسرائيل أن يبقى على رأس السلطة من يطاوعها ، ولا يتصدى لها ، ويقبل بأن يشكل حاجزا أمنيا لحماية الاحتلال ، وعدم السماح بأي مقاومة للاحتلال ، وهذا لن يأتي الا بخلق حالة من الفوضى ، والتناقض لايسيطر فيها سوى من يملك رسن المال أي ابو مازن .
السبت 3 نيسان (أبريل) 2021
بسام ابو شريف: “فتح” عباس.. و”فتح” البرغوثي.. والدور الاسرائيلي الخفي
السبت 3 نيسان (أبريل) 2021
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
9 /
2342227
ar وجهات وقضايا wikipedia | OPML OPML
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
38 من الزوار الآن
Visiteurs connectés : 38