] محمد العبد الله : وصيّة وديع حداد في ذكراه الـ 43: وراء العدو في كل مكان - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
السبت 3 نيسان (أبريل) 2021

محمد العبد الله : وصيّة وديع حداد في ذكراه الـ 43: وراء العدو في كل مكان

السبت 3 نيسان (أبريل) 2021

«يمكنك قتل ثوري ولكن لا يمكنك أبداً قتل الثورة»

(فريد هامبتون **)

«وديع حداد... إنه الزعيم التاريخيّ الذي لا مثيل له، وهو المنظّر والمخطّط والمنسّق لتلك الاستراتيجية الرائعة لزعزعة العدو عبر نقل الحرب لمكان تواجده وعبر الجبهات ومن خلال هجمات الكوماندوس المحددة الأهداف والمدمّرة، إنه معلّمنا جميعاً».

مرت أخيراً ذكرى استشهاد وديع حداد المولود عام 1927 في مدينة صفد عاصمة الجليل المحتل، والذي أسلم الروح في ألمانيا الشرقيّة في 28 آذار/ مارس 1978. قبل ثلاثة وأربعين عاماً غاب الجسد. لكن الرجل حاضر في ضميرنا وضمير الأجيال اللاحقة. يبقى حضوره طاغياً بالنسبة إلينا، نحن الذين عشنا في زمن «الخال» ـــ لقبه ـــ إضافة إلى كنيته «أبو هاني». في زمنه، وعلى امتداد عقود، عرفت فيه الحركة الوطنية الفلسطينية، وحركة التحرّر العربية وقوى التغيير والثورة الأممية، زخماً نضاليّاً، ومراحل من التقدم، قبل أن تواجهها مشكلات وإخفاقات متعدّدة. لقد أعاد لنهج المقاومة المسلّحة ألقه في أكثر من منطقة اشتباك في العالم، وفي المركز فلسطين: قضية، وساحة كونية للمواجهة مع العدو الصهيوني الاستعماري، الاقتلاعي والفاشي الذي بنى كيانه على المذابح والطرد والإبادة.
عندما يستعيد كبار السن من أهل صفد ذكرياتهم عن مقاومة مدينتهم للانتداب البريطاني قبل أن يحتلّها الصهاينة ويمارسوا بحق الشعب الفلسطيني سياسة الاقتلاع والإبادة، بدعم وتسهيل وحماية حكومة الانتداب، فإنّ اسم الفتى وديع حداد يفرض حضوره البهيّ. لقد شارك في مقاومة الجيش البريطاني وتخريب بعض آلياته ومعداته. ولا شك في أن مخزون التجربة التأسيسية، مع ما أضافته نكبة 1948 إلى وعي الطالب المنتسب لكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت، سيترك تأثيره المباشر على نشاط وديع حداد. نشاط سياسي وميداني مع زملاء من الطلبة العرب، في عدد من كليات الجامعة داخل إطار «جمعية العروة الوثقى»، وقد شكلت النواة الأولى لـ «حركة القوميين العرب» التي أصبح الدكتور وديع أحد أبرز مؤسّسيها وقادتها. عن تلك التجربة الحزبية العربية، كُتبت المئات من المقالات والدراسات، وعرفت المكتبة العربية عدداً من الكتب التي عالجت بالدراسة والتقويم سنوات نضال الحركة في عدة أقطار عربية. وكان اللافت فيها جميعاً، اقتران اسم «أبي هاني» بالجانب العملي/ التقني للخط الكفاحي للحركة، وامتداداً، في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
قاد «الخال» مسؤولية العمل المسلّح ضد العدو الصهوني في الجبهة الشعبية لسنوات طويلة. وقد عبَّرَ رفيقه القيادي والأديب الثوري غسان كنفاني عن ذلك النهج في كتابات متعددة، يمكن اختصارها بشعار «وراء العدو في كل مكان». وقد ترجمت هذا المسار الكفاحي مجموعات النخبة الثوريّة المقاتلة في الجبهة المعروفة بـ «المجال الخارجي» التي قادها وديع حداد في مواجهة العدو الصهيوني في السماء وعلى الأرض، وحولت مساحات واسعة من العالم إلى ساحة مواجهة مع العدو. وقد انصهرت في هذه النخبة المقاتلة مجموعات ثورية عربية وأممية من اليابان وأوروبا وأميركا الوسطى والجنوبية. واستطاع هذا الفعل الثوري أن يضع اسم فلسطين كقضية ت


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 15 / 2342227

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع وجهات وقضايا   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

33 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 33

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28