] ما الذي جناه المطبعون مع «إسرائيل» ؟ - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
السبت 9 كانون الثاني (يناير) 2021

ما الذي جناه المطبعون مع «إسرائيل» ؟

بقلم: فاطمة عواد الجبوري
السبت 9 كانون الثاني (يناير) 2021

بعد أشهر على التطبيع مع العدو الإسرائيلي، قررنا عدّ المكاسب التي حصل عليها المطبعون من الكيان الغاصب، فلم نجد شيئا نحصيه ونتلوه على القارئ العربي. فإذا ما بدأنا بشيخ المطبعين ورئيسهم، وهي الإمارات، فسوف نلاحظ بأنّ مكاسب الإمارات عظيمة للغاية من هذا التطبيع المُذل. فمكاسب الإمارات هي مجموعة من السياح الإسرائيليين الذين ما إن دخلوا إلى فندقٍ إلا وجعلوا هذا الفندق خالياً على عروشه. يسرقون الصابون والمناشف ووسائل الإنارة، وعلى قاعدة ما خف وزنه وغلى ثمنه يملئون حقائبهم أينما حلوّا. وضجّت أصوات أصحاب الفنادق والمرافق العامة بالإمارات، يطلبون النجدة من ولي عهدهم، ولا عجب!!!
وأما عن طائرات F35 والتي كان من المقرر بيعها للإمارات، فعلى ما يبدو بأنّ الإمارات دفعت قيمة الصفقة ولكنها لم تحصل على الطائرات بعد. وحتى وإن حصلت عليها، فيبدو بأنّ هناك اتفاق بين الإسرائيليين والأمريكيين على أن تكون هذه الطائرات بمثابة طائرات ورقية أو فزاعات دون فاعلية، وذلك للاعتراض الشديد من قبل العدو الإسرائيلي وتأكيدهم على التفوق العسكري في المنطقة. فالإسرائيليون بما أنهم مغتصبون للأرض ومثلهم كمثل اللص الذي يخاف من ظله، يحرصون دوماً على تفوقهم في المنطقة ويعتقدون بأنّ الأيام دوّارة، وهم في حالة قلق دائم من المستقبل.
وأما السودان العزيز والذي سرق بعض المسؤولون فيه قراره الوطني، وضربوا ب”لائاته” الثلاث عرض الحائط، تمّ ابتزازه للدخول في عملية التطبيع مع إسرائيل. وها هو اليوم يحصل على “قرض” مليار دولار مقابل هذا التطبيع من الولايات المتحدة. وكأن الأزمة الاقتصادية التي يعيشها السودان سوف يتم حلّها “بمليار دولار” وهي ليست هبة بل هي قرض!!!
السودان الذي لو أصبح مستقلاً وعاش بعيداً عما يحاك له من الدول العربية والكيان الغاصب والولايات المتحدة لاستطاع استثمار ثرواته التي لا تقدر بثمن من أراضي زراعية خصبة ومن موارد بشرية لا يُستهان بها ومن أطنان من الذهب يتم تهريبها إلى الإمارات بين الفينة والأخرى.
وأما المغرب، فقد كان المغرب الخاسر الأكبر في هذه العملية. فلم تمض إلا ثلاثة أيام على إعلان التطبيع مع إسرائيل وفتح الخطوط الجوية بين المغرب وإسرائيل مقابل الاعتراف من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل بسيادة المغرب على الصحراء الغربية؛ إلا وقد ظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في فيديو وخلفه خريطة للمغرب لا تتضمن الصحراء الغربية!!! وكان موضوع الصحراء الغربية هذا موضع ضعف وابتزاز للمغرب ليس فقط من قبل الولايات المتحدة أو إسرائيل بل من السعودية نفسها.
من ناحية أخرى، فلا يُشك بخلوص نية الملك محمد السادس تجاه الفلسطينيين. ولكن يبدو بأنّ الاتجاه نحو التطبيع مع إسرائيل كان خطوة عجولة بعض الشيء. أولاً لما نعرفه عن الكيان الصهيوني برغبته المستمرة بتجزئة الدول العربية للمحافظة على ضعفها وابتزازها، وثانياً: لإن الرئيس ترامب والذي وقع على الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، راحلٌ بعد أقل من 15 يوماً. وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أنّ العديد من القرارات التي اتحذها ترامب خلال فترة رئاسته سوف تلغى من قبل الرئيس المنتخب جو بايدن أو حلفاء الولايات المتحدة. ولعلها ضربة موجعة ما قام به الاتحاد الأوربي من سحب الاعتراف “خوان غايدو” وإعادة الاعتراف والعلاقات مع مادورو في فنزويلا من ناحية، ورفض اسكتنلدا استقبال ترامب ومنعه من لعب الغولف على أراضيها وهو لا يزال في البيت الأبيض. فهل سيواجه الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية المصير نفسه؟؟؟
لا بد من أن نختم بمثل نردده نحن العراقيون والعرب عموما وهو: “يا ماخذ القرد على ماله… بكرا يروح المال ويظل القرد على حاله”.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 16 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع وجهات وقضايا   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

25 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 25

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28