] الجبهة الشعبية، التدمير و التدمير الذاتي - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
السبت 2 كانون الثاني (يناير) 2021

الجبهة الشعبية، التدمير و التدمير الذاتي

جاسر خلف
السبت 2 كانون الثاني (يناير) 2021

نشرت صحيفة القدس ليوم 29/12/2020 بياناً للناطق بإسم الجبهة الشعبية في الضفة الغربية الخاضعة لسلطة التنسيق الأمني المقدس مع المحتل الصهيوني يعلمنا فيه أن سلطات الإحتلال قامت بإعتقال 150 ناشطاً من كوادر الجبهة خلال الثلاثة أشهر الأخيرة فقط. و أضاف المتحدث أن أغلب المعتقلين هم ممن جرى الإفراج عنهم مؤخراً و بعضهم قضى عامين في الإعتقال الإداري و بعضهم تم الإفراج عنه قبل 5 أيام فقط و أن ذلك يأتي كإستمرار لسياسة عمرها سنوات طالت مئات و ربما آلاف من كوادر الجبهة !!!.
لا ينسى المتحدث اليساري أن يبلغنا سراً خطيراً كنّا نجهله و هو أن الإعتقالات سياسية !!.
كما يكشف لنا بأن الإعتقالات غير شرعية و كأن الإحتلال بذاته هو شرعيّ أصلاً مثل السلطة العرفاتية التي مازال بقايا و أشباه اليسار يتحالفون معها و يجلسون بحضنها و بذريعة ممجوجة تبتعد عن العقل و المنطق و الواقع و هي الحفاظ على م.ت.ف التي نسمع عنها و لا نراها و لا نلمسها و لا نعرفها إلا كممسحة و ورق تواليت لأجل إستعمالات سلطة أوسلو لا أكثر. سماع أو قراءة تلك الحقائق الماثلة و الدامغة تزعج و تضايق أشباه اليسار و قيادة الجبهة الشعبية مع مسحجيها و لكنهم غير متضايقين من أن خيرة كوادر الجبهة و طلائع العمل الثوري الفلسطيني يتم التنكيل بهم بهذه الطرق “السياسية و اللاشرعية” و مجاناً و دون مقابل و بسبب جواسيس تلك السلطة و التي لا تنكر تلك الوظيفة التجسسية و العميلة و التي هي أساسها و جوهرها.
المعتقلون هم رفاقنا و مناضلينا و خيرة أبناء شعبنا و من حقنا أن نغضب و نثور لأجلهم و نحاسب المسؤولين عن ذلك.
لم يكن لتحالف قيادة الشعبية مع العرفاتيين و سلطتهم العميلة أية نتيجة إيجابية في أي مجال بل أن كل الدلائل تشير لعكس ذلك تماماً و لا نريد هنا تكرار المكرر !!
نعطي مثالاً واضحاً كالشمس و هو أن آخر قرار إتخذه الجناح العسكري للجبهة كان قبل عشرين عاماً و هو إغتيال الوزير الصهيوني رحبعام زئيفي و بعدها نامت قيادة الجبهة في الضفة في حضن السلطة و غطّت في نوم عميق و بلادة مقيتة. أما أي عمل عسكري للجبهة في الضفة بعد ذلك فقد كان بمبادرات فردية دون أي دعم قيادي و للتغطية على ذلك تطلق تلك القيادة الكثير من التلفيقات و الأكاذيب بأنها تقوم بعمليات عسكرية لم يسمع بها أحد و لا يصدقها إلا المغفلين و خصوصاً أنها تقيم في حضن عباس و أجهزته الأمنية و تختلق كل الأكاذيب كي لا تغادر وكر رام الله و المقاطعة.
واقع الحال هو أن القيادة السياسية للجبهة في الضفة و الخارج أصبحت تابعة و خادمة لعباس و جماعته و ذلك بعكس الوضع في غزة الذي يسير كما نعرفه و كما يجب و لا يخضع لإرادة رام الله و موظفيها.
النتيجة الماثلة أن سياسة التحالف مع عباس أدت إلى التدمير الكلي ل م.ت.ف أو تحويلها إلى مسخ في أرقى الأحوال.
كما أدت و تؤدي سياسة قيادة الشعبية إلى أضرار جسيمة و تشويه لجسم الجبهة العسكري الذي كان من نتيجته تلك الإعتقالات أعلاه و بهذا الشكل من أجل الكذبة الكبرى م.ت.ف و الحفاظ عليها.
و يبقى السؤال مطروحاً:
إلى متى تستمر قيادة الشعبية بسياسة التدمير و التدمير الذاتي ؟؟!


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 14 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع وجهات وقضايا   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

41 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 42

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28