] مواجهة السلطة الفلسطينية مخططات إسرائيل بالقدس بخطة عنقود العاصمة - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأربعاء 23 كانون الأول (ديسمبر) 2020

مواجهة السلطة الفلسطينية مخططات إسرائيل بالقدس بخطة عنقود العاصمة

الأربعاء 23 كانون الأول (ديسمبر) 2020 par نادية عصام حرحش

أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني على صفحته الرسمية الفيسبوك وضمن قرارات مجلس الوزراء الأسبوع الماضي: “الموافقة على خطة عنقود العاصمة القدس التنموي الذي يشمل قطاعات متنوّعة في الصحة والإسكان والبيئة والتنمية الاجتماعية وغيرها من القطاعات الحيوية.”
قبل ذلك التاريخ وبعده حصل بالقدس ما يتطلب “كَرْمَ” تدخُّل وليس فقط عنقود في خطة عناقيد رئيس الوزراء الاقتصادية.
ينشغل المقدسيون منذ شهرين بخطة وادي الجوز التي تسمى بوادي السيلكون من قبل بلدية الاحتلال الإسرائيلية، وذلك لتأخذ طابعاً تكنولوجياً على غرار وادي السيلكون بكاليفورنيا، لكي يستحسن فكرتها المتطلع عليها من بعيد. والخطّة تطلب هدم واستيلاء لمحلات تجارية وبيوت تقع ضمن المخطّط المقترح على المنطقة الصناعية بوادي الجوز. المنطقة الصناعية شكّلت بتاريخ المدينة عصباً أساسياً للحركة التجارية والصناعيّة بالقدس. وقد يقول قائل ما الضرر برؤية ناطحات سحاب وعمارات جديدة وجميلة بدل المشهد الواقع من اكتظاظ للمحال وتنوّعها بلا تناغم. ومن ينظر للحظة يفكّر كذلك انّ هذا المشروع سيوفر كما تدّعي البلدية فرصا كثيرة للأعمال التكنولوجية، أي انّها ستستهدف قطاع الشباب الباحثين عن عمل وتوفّر لهم فرصاً مهمة. ولكن بينما ستوفّر الخطة بالفعل أعدادا كبيرة من فرص العمل، الّا انّها ستحرم أعداداً هائلة من فرص السكن، في وقت تهدّد فيه إسرائيل سحب هويات عشرات الالاف من السكان المتواجدين خلف الجدار بمناطق مثل كفر عقب ومخيم شعفاط وغيرها. فتبقى معضلة توفير فرص عمل أمام خطة ترحيل محكمة سهلة الدحض. وفي نفس الوقت، وبنقل أصحاب المحلات طوعا او قصرا الى المنطقة الصناعية الجديدة بمستعمرة عطروت، يعزز مخطط توسيع الوحدات الاستيطانية هناك من بيوت ومتاجر وفنادق. فبالمحصلة، لقد تحول حاجز قلنديا فعليا الى معبر.
ولكن المشكلة ليست هنا فقط، ليست فقط بمخطط يستهدف منطقة محددة بوادي الجوز ومنطقتها الصناعية، لأنّ أهل القدس استيقظوا صبيحة أحد أيام الشهر الماضي ليروا لافتات معلّقة على زوايا معظم الشوارع الممتدة من الشيخ جراح الى شارع السلطان سليمان عند محيط البلدة القديمة. فبات من الواضح والجليّ انّ خطة وادي السيلكون لمنطقة وادي الجوز الصناعية ليست الا جزءاً مقتضباً من مخطط أكبر. تسمّيه بلدية الاحتلال “مشروع مركز المدينة شرق” سنرى فيها ملاعب أكبر، وسكة حديد تعبر بداخل الأحياء لتربط محطّات مرور القطار الخفيف لمستوطنات القدس، ومن ضمنها المستعمرة التي أقيمت على قصر المفتي (فندق شيبرد) وكرم المفتي بالشيخ جراح.
وكذلك هناك توسيع كبير بالحدائق العامّة والحدائق التوراتية والبيئية. ففي واد الجوز ليس بعيداً عن مشروع وادي السيليكون، هناك مخطط لحديقة توراتية تمتد من الوادي وترتفع الى جبل الزيتون وصولاً الى القمة لتعانق ما تم الاستيلاء عليه سابقا. فهناك، مدرسة توراتية لم ينتبه لها الكثيرون منّا (بالقرب من المدرسة الابراهيمية)، وأراضي الزيتون على امتداد الجبل إمّا مصادرة أو يمنع أصحابها من استخدامها الا بتنسيق مع المدرسة التوراتية لأنها مدرسة توراتية بيئية) هناك معصرة زيتون قديمة). بطرق إسرائيل الكثيرة والمتعددة، شكّلت البيئة عنصراً مهما باستيلاء الأراضي، فمثلا، تقرّر سلطة الطبيعة والحدائق الإسرائيلية ان بمنطقة ما هناك نبتة نادرة الوجود ويخشى اندثارها او حيوان على وشك الانقراض او منطقة أثرية. لتكون هذه النبتة ربما ميرمية او زعتر او اكليل الجبل. ولقد حصل هذا في أراضي ال ٤٨، حيث يعتبر قطف الزعتر جنحة يخالف مرتكبه بالالاف الشواكل. في المنطقة الممتدة من وادي الجوز وصولا الى مستشفى المطلع (اوغستا فكتوريا)، أي أراضي العيساوية والطور، خضعت تلك الأراضي ولسنوات كثيرة بعد مصادرة معظمها لهيمنة سلطة الطبيعة والحدائق التي أعلنت عن وجود نبتة ما هناك، واليوم إذا نظرنا الى المنطقة من أسفل العيساوية في طريق القدس معاليه ادوميم، نجد شارعاً ضخماً جديدا، يركبه جسر في طور الانشاء على تلك الأراضي.
المنطقة الممتدة من وادي الجوز في عمقها الى أعلاها بجبل الزيتون، نجد فيها مدارس توراتية وحدائق توراتية وبيئية منتشرة، ولا يخفى على أحد الشارع الذي شق طريقه بين طرفي الطريق المؤدي الى الطور من الصوانة، وعمليات الاستيلاء على البيوت المتكررة من تسريب وتزييف وغيرها.
على الجانب الاخر من الوادي والذي نعرف عنه (الحسبة) والاطفائية هناك حراك كذلك لسلطة الطبيعة والحدائق ومصادرة وأوامر هدم بيوت لا تتوقف. مقابل هذا الوادي تقع مقبرة اليوسفية وتليها مقبرة باب الرحمة المتاخمتين لسور القدس ويشكل باب الاسباط مركز كليهما. قبل أيام قليلة، بدأت الجرافات الإسرائيلية العمل على جرف ما لم يفهمه أحد بعد للدرج الخاص بمدخل مقبرة اليوسفية. هناك كذلك وفي المنطقة الموازية للشارع ومقابلة للوادي تتدخل سلطة الطبيعة والحدائق لتحد من انتشار القبور تحت حجة حماية البيئة وعمل حديقة لتجميل المدينة. تتوسط مقبرة باب الرحمة باب الرحمة نفسه الذي يحاول الإسرائيليون السيطرة عليه من اجل خطة غير معلنة بالكامل بعد. إذا ما أكملنا المشوار صعودا الى باب المغاربة، نرى كذلك حدائق مختلفة بين العامة منها والمغلقة للسياحة التوراتية التي تستمر حتى السور المتاخم للأقصى. بعد قطع البوابة التي تفصل ساحتها حائط البراق وصولا الى تجمعات يهودية على مشارف المداخل، تستمر الحدائق بأخذ امتدادها لتستمر الى باب الخليل وقوفا في مواجهة مبنى البلدية حيث يفصلها شارع ومحطة القطار الخفيف، وتنزل الحديقة مرورا بباب الجديد متاخمة لسور القدس حتى باب العامود وتستمر نحو مغارة سليمان بشارع سليمان وتمر بباب الساهرة وتنتهي على مشارف مقبرة اليوسفية حيث الحفريات جارية في مدخلها المقابل.
هكذا نكون قد وصلنا بإغلاق محكم لدائرة سيطرة تحت اسم سلطة الطبيعة والحدائق وتطوير المدينة وتحسين البنى التحتية بدء من وادي الجوز وانتهاء به. وطبعا، لا يحدث أي امر على حده، فبينما تقوم سلطة الطبيعة بمخططها، تدعمها الجهات الاستيطانية من جمعيات نشطة في كل منطقة على حده، بالإضافة لتسهيل البلدية الاعمال من كافة الاتجاهات.
ولعل من يعرف المنطقة يفهم كذلك أنّ مدخل وادي الجوز تتربع عليه وزارة الداخلية الإسرائيلية ويعلوها كرم المفتي الذي يقام على الجانب الاخر منه للشيخ جراح مستعمرة جديدة. إذا ما سلكنا الطريق من المستعمرة المقامة على قصر المفتي وكرمه نزولا الى مركز المدينة من الشيخ جراح، يقابلك حوض يسمى بطن الهوى الممتد الى المنطقة الصناعية بواد الجوز وصولا. هذا الحوض الذي تقام عليه بؤر استعمارية متعددة حول مغارة شمعون الصديق والتي شهدت استيلاء على بيوت فلسطينية لا تزال عمليات الاستيلاء على غيرها مستمر. ولعل المعظم سمع عن قضية بيت عائلة الكرد والغاوي وغيرها قبل عدة سنوات. فاليوم هاك العشرات من البيوت التي تعاني من نفس الإشكالية التي تعرض أصحاب البيوت للتهجير القصري تباعا في تلك المنطقة من الشي جراح. ما لم تستطع الحدائق العامة سواء توراتية او خضراء او ملاعب فرضه على الأرض من عمليات استيلاء وتهويد ممنهجا، بالإضافة الى بؤر إسرائيلية الطابع تتمركز بمناطق هامة مثل وزارة الداخلية بسفح وادي الجوز، فهناك بالقرب من المستعمرة المقامة على قصر المفتي وعلى تقاطع الطريق مركز خدمات صحية حكومية (كوبات حولي)، وآخر الشارع عند الطريق الرئيسي – ما كان خط بارليف بالسابق- وصار اليوم شارع رقم واحد ويحمل اسم بارليف، تتربع محطة الشرطة المركزية، وتمشي تباعا مع الطريق بداخل الشيخ جراح محطة الجيش العامة كذلك، ويتنزل الطريق لتلتقي من الاتجاهين بداخل الشيخ جراح عند تقاطع الامريكان كولوني مركز خدمات صحية حكومية أخرى (كوبات حوليم) ومؤسسة التأمين الوطني بعمارتها الجديدة. يستمر الشارع بموازاة الشارع الرئيسي بسلسلة من الفنادق الإسرائيلية، ويلتقي خط القطار الجديد بالخط السابق على طريق رقم واحد الى المرارة، وبهذا يكون قد جمع وفصل ما أراد تجميعه من هيمنة إسرائيلية مطلقة، وفصل ما أراد فصله من تشتيت للأحياء الفلسطينية بالقدس بدء من بيت حنينا ووصولا الى باب الجديد، حيث يأخذ القطار مجراه من هناك الى المركز الغربي للمدينة نحو شارع يافا.
الخط الجديد للقطار الخفيف والذي سيمر من فوق بيت حنينا – طريق الجسر- الى الشيخ جراح وبداية وادي الجوز سيلف حول محيط الاحياء من داخلها.
في الجهة الأخرى، وإذا ما توقفنا عند باب المغاربة، تتمركز الخطة عند مدخل سلوان وعلى بعد خطوات من مدينة داهود التي تشكل حلم شارون بتهويد المدينة. عندما قرر شارون تحقيق حلمه بتهويد شامل مبني على زيادة التواجد اليهودي والتقليل من التواجد العربي كان قد راهن انه كلما استولى على أرض ومباني أكثر، وكذلك مواقع، وأصبغها بصفة يهودية او توراتية، كلما زاد عدد اليهود مقابل عدد العرب. وكانت خطة شارون هذه قد بدأ بتنفيذها عندما كان يشغل منصب وزير الإسكان والمواصلات، ولكنه عندما تقلّد منصب رئيس وزراء بعد عدة سنوات، كان قد تيقن انه لا يمكن التخلص من السكان نهائيا، فعدل عن تركيزه بخطة الترحيل وقرر زيادة التواجد اليهودي التوراتي وتهميش العنصر العربي لدرجة يجعل من ينظر نحوه لا يرى الا صورة لعربي متخلف يذكر الناظر بتاريخ قديم يكرس الرواية التوراتية بوجود أناس عابرين لا يشكلون من التاريخ الا بأرقامه. فاليوم تقف عند مدينة داهود وتسمع كل ما تم تحريفه عن المكان والتاريخ اذا ما كنت سائحا عابرا، وتنظر امامك لما يشكله اكتظاظ سكاني لا ترى منه الناس، ولكن ترى فقط توقف حالة بشرية عن التقدم امام ما يقدمه لك الرائي الإسرائيلي من الامتداد الحضاري الذي يوحدك مع باقي البشر المتحضرين.
هناك بسلوان تحديداَ سيكون القطار الهوائي متمركزا بإنزال واصعاد ركاب من غرب المدينة على امتداد وادي الربابة وأبو طور، ومطلة الأمم المتحدة. وباتجاه شرق المدينة سيأخذ الراكب بجولة هوائية فوق شرق المدينة المتمثل بالبلدة القديمة وصولا الى جبل الزيتون، حيث الحدائق الممتدة على تخوم الجامعة العبرية (أراضي الطور والعيساوية والصوانة).
إحدى ركائز القطار الهوائي من المفترض ان تكون على حسب المخططات غير المعلنة رسميا للجمهور على حواف مقبرة باب الرحمة، حيث تترصّد سلطة الطبيعة والحدائق لعدم توسيع المقبرة لمصلحة الحدائق العامة المزعم انشاؤها.
وعلى ما يبدو، ما ظن المسؤولين من الأوقاف الإسلامية انه انجاز في عدم السماح لهم باستخدام منطقة المقبرة، قد التفت حوله سلطات الاحتلال لتبدأ الحفر الذي لا يعرف أحدا بعد ما هي تبعياته الا بشأن حديقة عامة على تحوم السور.
المار من هناك يعرف ان البلدية تسيطر على المكان بعد ان نظفته من القمامة، وحصل هذا بناء على توافق بين الأوقاف والبلدية (حدثني عن هذه المعلومة أحد مسؤولي الأوقاف في سياق موضوع المقابر قبل عدة أشهر).
الحقيقة، انني حينها، لم ابلع تماما نية بلدية الاحتلال الصافية بتنظيف مكان مقابل اتفاقية حسن نية، ظن خلالها ربما أصحاب العلاقة ان هذا سيجعلهم يغضّون الطرف عن المقبرة ولو قليلا… او مؤقتا.
الحقيقة أكثر، انه لا يمكن اخذ أي من نوايا البلدية بما يتعلق بالقدس بحسن النية. ولكن اليوم، إذا ما تبين ان ما يجري القيام به على تخوم سور القدس من باب الاسباط التفافا الى باب الساهرة بموازاة مقبرة اليوسفية، هو حديقة عامة أخرى، فستربط هذه الحديقة امتداد الحدائق التي ذكرتها سابقا والتي تصل الى هذه النقطة – حيث سوق الجمعة القديم. بهذا تكون سلطات الاحتلال قد أغلقت دائرة أخرى ضمن دوائر التحكم بشكل المدينة وصبغتها الجديدة. ولكن الخطر ليس هنا فقط. لأنه من الجهة الأخرى لباب الاسباط، أي عند مقبرة باب الرحمة، ووصولا الى باب الرحمة، وما يجري من حدائق على الامتداد من باب المغاربة وصولا الى أطراف المقبرة من جهة سلوان، اعتقد ان المخطط الأكبر هو باب الرحمة بذاته واستخدامه كمدخل للزائرين اليهود بالمستقبل. فاذا ما رجعنا الى باب المغاربة وولجنا نحو الساحة المؤدية الى حائط البراق ومن ثم الى مداخل البلدة والاقصى، لا يمكن الا ترى وتسأل وتصدم بالجسر الذي يتم استخدامه ومنذ مدة لدخول السياح الى الأقصى. وإذا ما تنبهنا الى ما أعلنه ترامب في أكثر من سياق عن نية تقسيم الأقصى بخطته الجديدة بين اليهود والمسلمين، فيبدو ان المخطط بات وشيك التنفيذ. فالزائر اليهودي او السائح يستطيع ان يدخل الى الأقصى عن طريق هذا الجسر ويخرج من باب الرحمة بلا حاجة له ان يمر بأي من الأبواب الأخرى التي يستخدمها المسلمين من اجل الدخول الى المسجد الأقصى. وسيطرة إسرائيل على تخوم السور من باب المغاربة الى باب الرحمة وباب الاسباط اليوم بمرور الحديقة من اليوسفية يغلق حلقة جديدة من الاحكام تنتهي بالزائر وصولا الى مغارة سليمان على مقربة من باب العامود.. ولن يكون هناك بطبيعة الحال الكثير من الاستثمار في تهيئة رواية توراتية جديدة للغاية تكرس فرض اليد على المكان.
هكذا يكون كل المحيط المتاخم لسور القدس باتجاهاته جميعا عبارة عن تحكم مباشر بما يسمى بالحدائق العامة في مناطق مقتصرة وحدائق توراتية سنسمع عنها بهذا الوصف تباعا.
بالدائرة الأخرى لهذا المحيط تكون مخططات وادي الجوز والسيليكون والشيخ جراح امتدادا لهذا التواجد، فسفح وادي الجوز عند الصوانة الى اعلى جبل الزيتون ممتلئ بهذه الحدائق والمدارس الدينية والبؤر الإسرائيلية والتي تلتقي بمقبرة اليهود (مقبرة جبل الزيتون) المقابلة لمقبرتي اليوسفية والرحمة، وتستمر بوادي قدرون حيث طنطور فرعون وبركة سلوام ومناطق تحت سيطرة سلطة الطبيعة والحدائق يستطيع من يمشي من هناك رؤية أفواج اليهود الممتدة من شباب وصبيان وغيرهم يفلحون ويزرعون، وصولا الى وادي الربابة حتى جبل صهيون. هناك على ضفاف الوادي باتجاه أبو طور تستقبلك غابة السلام وغيرها من المعالم التي تبدو سياحية للوهلة الأولى وسرعان ما تفهم خطة إعادة تشكيل هوية المدينة اليهودية فيها وصولا الى مطلة أبو طور.

عودة الى خطط ترامب وتصريحاته والاتفاقيات العربية الإسرائيلية الجديدة المسماة بالسلام الابراهيمي. يتوقف المتأمل للمشهد ويظن أنّه أمام معزوفة لاحتواء الديانات، فالأقصى في مكانه ومخلْفات الفترة الاموية من قصور ومباني لا يزال قائماً، وكذلك الفترة الأثيوبية والعثمانية. من الجهة الأخرى، الكنائس تموضعه في مكانها وبمحافظة جليّة من الجسمانية

(كنيسة الأمم) الى كنيسة مريم (صهيون) الى القيامة. ويبقى من البديهي التواجد اليهودي من مقبرة سمبوسكي وسط وادي الربابة الى طنطور فرعون، الذي يعود مع سلسلة من المقابر الحجرية الى القرون الثانية- السادسة قبل الميلاد ومسارات المياه والانفاق التي تعود الى العهد الروماني ومدينة داهود، وحائط البراق والقلعة داوود ومغارة سليمان.
طبعا، لم نتكلم عن تحت الأرض هنا، ما يتمركز بأنفاق البلدة القديمة بمتاخمة حائط البراق وحائط الأقصى وصولا الى طريق الالام على بعد أمتار من باب الاسباط، يكرس لرواية توراتية يصنع فيها الاسرائيليون ما طاب لهم من تاريخ ويشكلونه. ومن الجهة الأخرى تصل الانفاق لتنتهي بمدخل البلدة القديمة وعلى تخوم حائط البراق كذلك من سلوان. وتلتقي بهذه الانفاق، تلك التي يتم حفرها\فتحها عند مطلة أبو طور.
وبالخروج من تحت الأرض ونزولا من السماء، يبقى امتداد ما يجري على الأرض ليتسع المحيط ليشمل كذلك خطة القطار السريع الذي يسعى لتمديد مسار القطار من تل ابيب الى القدس حتى حائط البراق. وهو مخطط دفع به وزير المواصلات الإسرائيلي السابق كاتس، حيث ستقام “محطة ترامب”. الا ان هذا المخطط قد رفض- بجزء منه- لما سيلحقه من ضرر بالآثار، وبمياه عين ام الدرج (وهي موقع أثري بداخل مدينة داهود).
هذا المخطط تم عرضه في الجلسة المنعقدة في شهر حزيران الأخير حيث عرض ممثلو وزارة المواصلات مخطط تمديد مسار القطار من تل أبيب إلى القدس وحتى الحائط الغربي. وتمت المصادقة على مخطط تمديد الخط إلى مركز المدينة ومنطقة مسرح الخان، لكن تم رفض طلب إقامة قطار أرضي من عين أم الدّرج وحتى الحائط الغربي بأغلبية 8 ضد 1، هو ممثل وزارة المواصلات.
الا انه وفي النقاش المنعقد بشباط، صادقت اللجنة على المسار، في أعقاب ضغوطات سياسية من قبل وزارة المواصلات ومؤسسات المستوطنين الذين يعتبرون القطار وسيلة أخرى للربط المباشر بين المواقع السياحية ومستوطنتهم في القدس الشرقية والجانب الغربي للمدينة. يشمل مسار القطار شريط يمر تحت منازل سكان وادي حلوة بموازاة السور الجنوبي للبلدة القديمة. فوق هذا المسار توجد عشرات المنازل الفلسطينية. وهم السكان نفسهم الذي يخطط مستقبلًا لبناء التلفريك ليمر فوق منازلهم (سيترتب على انشاء القطار الهوائي مصادرة ١٠٢٢٢ متر مربع من الأراضي الخاصة معظمها في سلوان. حيث ستستخدم الأراضي المصادرة لبناء محطات ونصب أعمدة على المسار المقرر لقطار الهوائي.[1]) حتى وأن لم يكن المخططان بمستوى ارتفاع البيوت السكنية، فمن الواضح أن فتحات التهوية والبنى التحتية التي ستقام فوق سطح الأرض، سوف تقام بملاصقة وعلى أراضي السكان الفلسطينيين.[2]
في مقالات سابقة تكلمت بإسهاب عن مخطط شاليم الذي يشمل خطة متكاملة وشمولية لضم القدس والسيطرة على كافة معالم الحياة فيها وتكريسها نحو صورة تهويديه تكرس فيها يهودية المدينة وتهميش ما يمكن تهميشه من معالم غير يهودية الطابع، واقصاء وتهجير ما يمكن تهجيره من سكان.
فهل تقع خطة رئيس الوزراء بعنقود القدس ضمن ما يقوم به الاحتلال من خطط تنفذ ولا تتوقف بالقدس؟
[1] https://emekshaveh.org/ar/property-confiscating-cable-car/بيان صحفي لجمعية عمق متساو بأيلول ٢٠٢٠
[2] https://emekshaveh.org/ar/old-city-train/ لجنة البنى التحتية الوطنية تعلن عن مسار القطار الى الحائط الغربي


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 16 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 8

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28