] من أجل الخروج من أزمة العمل الوطني الفلسطيني - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
السبت 24 تشرين الأول (أكتوبر) 2020

من أجل الخروج من أزمة العمل الوطني الفلسطيني

رامز مصطفى
السبت 24 تشرين الأول (أكتوبر) 2020

إنهاء الانقسام ورأب الصدع وترتيب البيت الفلسطيني في ظل تعاظم التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية وعناوينها الوطنية ، في ظل ما تضمنته “صفقة القرن” الصهيو أمريكية ، وخطة الضّم لحكومة الرأسين في الكيان الصهيوني “نتنياهو – غانتس” ، والتدحرج السريع للتطبيع وتوقيع الاتفاقات بين عدد من الدول العربية وكيان الاحتلال الصهيوني . هي مهمة أكثر من ملحة وفي غاية الأهمية ، تتطلب جهوداً مكثفة من قبل الكل الوطني الفلسطيني ، بفصائله وقواه ونخبه الوازنة ، بهدف الخروج من المأزق الذي تعاني منه الساحة الفلسطينية ، بسبب ما خلفه الانقسام من أثار سلبية ، أتاحت للعدو الصهيوني توظيفه على غير صعيد ومستوى ، لفرض وقائعه الميدانية علينا في التهويد والاستيطان ومصادرة الأراضي ، والاعتقالات اليومية ، والإعدامات اليومية لمجرد الشبهة .

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة كما بقية الفصائل ، لطالما سعت وطالبت بضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية ، بعد إنهاء الانقسام . ولأجل ذلك ، ومن خلفية القناعة والإيمان بالوحدة الوطنية ، والعمل الفلسطيني الموحد في ظل منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا ، وكيانه السياسي الجامع لكل فصائله من دون إقصاء أو تهميش لأحد . انخرطنا في كل اللقاءات والاجتماعات والحوارات التي شهدتها الساحة الفلسطينية منذ العام 2003 في القاهرة ، وحتى الاجتماع الأخير للأمناء العامين في 3 أيلول 2020 في بيروت – رام الله . حيث رحبنا أولاً بالحوارات التي بدأت بين حركتي فتح وحماس ، لما لها من انعكاسات إيجابية على مجمل الأوضاع الفلسطينية . وثانياً ، بالدعوة التي وجهها الأخ أبو مازن رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، واعتبرنا أنّ المخرجات التي ستصدر عن الاجتماع لابد أن تُشكل التحول والانتقال المطلوب من مرحلة إلى مرحلة ، على ضوء التطورات والتحديات الخطيرة التي تمّ ذكرها . مقدمتها الالتزام بما اتخذه المجلس الوطني والمركزي ( على الرغم أننا لا نشارك بهما منذ العام 1983 ) ، من قرارات تتعلق بتعليق الاعتراف ب“اسرائيل”، ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال ، واعتبار المرحلة الانتقالية لم تعد موجودة ، وإنهاء التزامات منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة كافة تجاه اتفاقاتها مع كيان الاحتلال الصهيوني .

وتقدمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة ، برؤيتها لمجمل المطروح راهناً في الساحة الفلسطينية لجهة إعادة ترتيب البيت الفلسطيني بعد إنهاء الانقسام وإعلان المصالحة ، خطوة على طريق تحقيق الوحدة الوطنية ، وفق الآتي :-

تأكيد الترحيب بالحوارات التي بدأتها حركتي حماس وفتح ، كمقدمة للحوار الوطني الشامل ، وليس بديلاً عنه رفضاً للثنائية التي تأتي إذا ما استمرت بديلاً للشراكة الوطنية الكاملة ، التي أكدت عليه الحركتين في بياناتهما مؤخراً. ودعت إلى إجراء حوار وطني شامل مباشر أما في القاهرة أو موسكو ، بحضور جميع الفصائل والقوى من دون استثناء أحد سواء من هم في دمشق أو في غزة .
تجديد الترحيب بعقد اجتماع الأمناء العامين في 3 أيلول الماضي ، مع ما اعتراه من نواقص وتسجيل للملاحظات بالشكل والمضمون ، أولاً لجهة غياب جدول أعمال للاجتماع . وثانياً ،عدم تسليم أو توزيع البيان الختامي كمسودة على الفصائل ، لمناقشته ووضع الملاحظات عليه ، قبل إقراره بالطريقة التي انتهى إليها الاجتماع . وثالثاً ، كنا كغيرنا من الرفاق والإخوة المشاركين ، نأمل أن يمتد الاجتماع ، لمناقشة الأوضاع في الساحة الفلسطينية ، وهذا ما لم يحصل .
كان من المأمول أن تساهم مخرجات اجتماع الأمناء العامين ، في إعطاء العمل الوطني دفعة إيجابية ، على طريق التطوير وبما يتناسب مع حجم المخاطر ، وبما يُحقق منهجية عمل لحماية الحقوق والثوابت والعناوين التي تستهدفها “صفقة القرن” وخطة الضّم ، وانفلات التطبيع وتماديه . ولكن وبعد مضي الشهر من دون تحقيق شيء يدعونا للتساؤل ، هل اجتماع الأمناء العامين جاء في سياق القناعة بهدف الخروج من حالة الاستعصاء ، أم أنها ردة فعل ليس إلاّ ؟ . والبيان رقم ( 1 ) للقيادة الوطنية الموحدة ، من دون إطلاع أي من الفصائل عليه من خارج حماس وفتح ، إنما الدلالة على حالة الارتباك والارتجال غير مبررة من قبلهما . الأمر الذي أفقد الاجتماع ومخرجاته جزءاً كبيراً من المأمول منه لدى جموع أبناء شعبنا في الوطن المحتل وفي الشتات والمغتربات . لذا ندعو سريعاً إلى تنفيذ تلك المخرجات ، خصوصاً القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة ، بما يستلزم ذلك ، من استنهاض للحالة الجماهيرية ، وتطوير آليات المقاومة الشعبية بكل أشكالها المتدحرجة وصولاً إلى الانتفاضة والعصيان المدني .
إنّ مخرجات الاجتماع الثنائي بين حركتي فتح وحماس في اسطنبول ، في اتفاقهما على تنظيم الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني ، نرى أنها لا تشكل المدخل الصحيح للخروج من حالة الاستعصاء في الساحة الفلسطينية ، لإنهاء الانقسام ، وبالتالي إنّ الإصرار على إجراء تلك الانتخابات ، وتحديداً التشريعية والرئاسية ، إنما هو تمسك بالإطار الذي أوجد السلطة الفلسطينية ، ألاّ وهو اتفاق “أوسلو” ، بما يُناقض قرارات الوطني والمركزي ، ويعطي الانطباع على عدم الجدية في تطبيق تلك القرارات ، خصوصاً أن بيان اللجنة المركزية لحركة فتح في 1 تشرين الأول الجاري ، وفي معرض تفويضها للإخوة جبريل الرجوب وروحي فتوح وعزام الأحمد ، مواصلة العمل لإنضاج العملية الانتخابية وصولاً لإصدار المراسيم ذات العلاقة بأسرع وقت ممكن ، وكأنّ ذاك التفويض ينحصر بالانتخابات التشريعية والرئاسية . ونحن وعلى الرغم من موقفنا في عدم المشاركة في تلك الانتخابات ( التشريعية والرئاسية ) ، فإننا نرى أنّ الأولوية هي في إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها ودوائرها ، وفق ما تمّ التوافق عليه في العام 2003 و 2005 في القاهرة تطويراً وتفعيلاً ، وفق برنامج سياسي . نرى أن وثيقة الوفاق الوطني ( وثيقة الأسرى ) التي أقرتها الفصائل في حزيران 2006 ، أساساً سياسياً صالحاً كبرنامج مرحلي ، بديلاً لسياق “أوسلو” بأبعاده وما ترتب عليه ، بالمعنى السياسي والاقتصادي والأمني . وبالتالي تنظيم انتخابات المجلس الوطني وفق ما اتفقنا عليه في اجتماعات اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني في بيروت في كانون الثاني العام 2017 بحضور الجميع ، على أساس الشراكة الوطنية الكاملة ، وتكريس منهج ديمقراطي في العمل الوطني الفلسطيني ، بما يتيح إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على أسس سياسية وتنظيمية وديمقراطية .
بالبناء على الفقرة الرابعة ، نرى من الضرورات الوطنية ، لتكريس منظمة التحرير مرجعية لكل المؤسسات الفلسطينية ، وتحريراً لإرادتها الوطنية والسياسية ، أن يتم نقل عمل دوائرها ولجانها المتفرعة إلى خارج الوطن المحتل ، حتى لا يبقى قرارها رهينة لدى الاحتلال الصهيوني .
ندعو إلى إعادة الوحدة الجغرافية بين الضفة الغربية وقطاع غزة كجزئين أساسيين من الوطن الفلسطيني .
مغادرة وهم التسوية والمفاوضات ، والإقلاع عن سياسة المراهنات في تغيير الظروف المتصلة بالانتخابات الأميركية القادمة ، لأنها مراهنات خاسرة . من خلفية أنّ أية إدارة أميركية قادمة لن تتمكن من تغيير مسار التطبيع أو الاتفاقات الموقعة ، لأنها ليست خطوات معزولة عن السياقات الإقليمية والدولية . بل وستعمد أية إدارة قادمة إلى البيت الأبيض لاستكمال خطوات الإدارة السابقة .
ندعو إلى عقد تحالفات جديدة مع الدول العربية والإسلامية الرافضة للتطبيع مع الكيان ، لمواجهة سياساته الإجرامية بحق الأرض والشعب والمقدسات في فلسطين المحتلة .
الإفراج الفوري عن السجناء السياسيين وأصحاب الرأي ، في سجون السلطتين ( الضفة وغزة ) .
ضرورة المبادرة إلى رفع العقوبات المالية المفروضة على أهلنا وشعبنا في قطاع غزة .
وقف العمل بلجنة التواصل الاجتماعي التابعة للسلطة ، لأنها في مضامينها تشجيع على التطبيع .


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 12 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع وجهات وقضايا   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

25 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 25

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28