] كيف نحول كلام القمة الفلسطينية الى عمل منتج؟ - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الجمعة 11 أيلول (سبتمبر) 2020

كيف نحول كلام القمة الفلسطينية الى عمل منتج؟

الجمعة 11 أيلول (سبتمبر) 2020 par بسام ابو شريف

صفق الجميع للقمة الفلسطينية التي عقدت قبل يومين ، وجمعت كافة الفصائل سواء كانت موجودة في الواقع أم لا.
سوف أتناول في البداية أهم ما أثير في هذه القمة “حسب رأيي”، بعد أن نثبت ما ثبته الجميع من حقوق وأهداف النضال الفلسطيني، اذ أن هذه الثوابت أصبح تكرارها محبطا وليس معبئا، ونسجل هنا تأييدنا لما قاله الرئيس محمود عباس، والأخ اسماعيل هنية، والأخ زياد نخالة ، والأخ ابو أحمد فؤاد والآخرون، وننطلق لنتحدث في الواقع والحقيقة ، وهذا يبدأ بما هو الأهم بعد ذلك.
ورد في كلمة المناضل زياد نخالة ما أصاب عين الحقيقة، فقد قال ان على رأس مهماتنا انهاء حالة الاحباط (ويقصد اليأس أيضا)، التي تسود أوساطا واسعة من أبناء شعبنا.
وكي نفهم المعنى العميق لهذه الجملة علينا أن نقرأ الواقع بدقة حتى نستطيع تغييره، من استخلاصاتي الميدانية بالأوساط الشعبية، التي تشكل الشريحة الأوسع من أبناء شعبنا “الفقيرة”، نجد أن 10% من أهلنا في الضفة الغربية يسيطر عليهم احباط مصدره الاحتلال والسلطة ليس الاحتلال فقط بل السلطة أيضا، فهم يرون طبقة حزبية حاكمة تتحكم وتحتكر المال والوظائف، وحتى الدواء والعلاج لنفسها ، وتتصرف على انها صاحبة القرار الذي يمنع مناقشته من أي جهة كانت، وهذا يتضمن التنظيمات الاخرى التي قد تعترض على موقف الحزب الحاكم ، وشعبنا يرى أن هذا الحزب الحاكم يعاقب المناضلين والوطنيين ويوقف رواتبهم ان هم اعترضوا وناقشوا في أحقية أخذ بعض القرارات التي تمس المجتمع بأكمله والقضية الوطنية ، (يقطع راتبه … توقف مخصصاته)، كلمتان أصبح استعمالهما لدى الطوابق العليا أمر يومي يطال كل من يعارض ، وبطبيعة الحال يشعر أغلبية الناس أنهم في جانب والحزب الحاكم في الجانب الآخر…. غرباء في بلادهم يعذبهم الاحتلال، وسلطة الحزب الحاكم.
في بلادنا يسام المناضل عذابا أليما ويجوع ويركن ان هو عارض قرار الاب العالي ، يضاف الى ذلك أن الأمر لم يعد قرار الباب العالي فقط ، بل قرار أفراد سيئين وفاسدين ملتصقين بالباب العالي ، يعيثون كما يريدون ، ويرشون ويرتشون ، وينفقون على صفقات الفساد ويتصارعون كي يتصالحوا على حساب هذا الشعب البطل الذي أصبح شعبا مسكينا .
ما قاله زياد نخالة يحتاج الى برنامج عمل يواكب برنامج عمل آخر تم الاجماع عليه في القمة وهو تشكيل قيادة وطنية للمقاومة الشعبية .
المهمتان مرتبطتان والانجاز “حتى البطيء”، في كل ساحة من الساحتين هو الذي سيرفع تدريجيا الاحباط عن كاهل شعبنا الذي يعرف هو ، ويعرف الآخرون أنه شعب الجبارين فعلا فقد دفع الكثير الكثير دما وجهدا ومالا ليحرر وطنه ، ويعود اليه ، ويحمي القدس من التهويد.
لا أظن أن هنالك أي فائدة من الحديث حول تخفيف آلام جنزرة السلطة وامكاناتها ووزاراتها للحزب الحاكم فتشبث فتح اثرى واستطاب استغلال الوضع دون التفكير بالشعب وفقرائه الذين يشكلون 70% من الشعب ، لن يخفف من آثار اختطافه للسلطة ومقدراتها عقودا طويلة.
أهمية القمة تتمحور حول انجاز هام، هو انعقادها بحضور الجميع، بعد هذه الأهمية نقول ان الأمر سيرتد سلبا ان لم تسر القافلة للأمام ” مهما كانت بطيئة ” ، وتحضر لنا الأيام القادمة قيادات وظروف تشتت ان لم تطوعها لتكون موحدة.
الأعمار بيد الله، لكن أبدأ بنفسي حتى لا يظن الآخرون أنني أستثني نفسي لقد بلغت الرابعة والسبعين من العمر، وكنت قد انتخبت عضوا في المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في سن الثالثة والعشرين، ولا شك أن معظم القيادات لها من الأعمار ما يوازي أو يزيد، وهذا يصرخ في وجه كل أعضاء القيادة: ألا تصحون؟ لابد من الدم الشاب يجب أن تكون القيادة مكونة من 80% من الشباب الصاعد أما المناضلون القادرون على العطاء فعطاؤهم لن يكون في الميدان بل بالتخطيط والدفع، وتجنب أخطاء الماضي… لابد من مجلس شيوخ فلسطيني يجمتع بالتوازي مع المجلس الوطني ، وتكون له صلاحيات محددة ولرأيه وزن في التأثير على قرارات المجلس الوطني الشاب، ولا يساء الفهم هنا فتجديد الدم عبر انتخابات ديمقراطية يدلي فيها كل الفلسطينيين بآرائهم ” سواء كانوا في الداخل أو خارج الأرض المحتلة”، كذلك نقول ان هذا سيساهم لكنه ليس المدخل العريض للنهوض.
كافة الاصلاحات تستوجب اجتثاث الفساد والفاسدين وتجديد البنية لمنظمة التحرير ستكون معتمدة على ترجمة عملية في الميدان لما أعلن عنه في كافة مداخلات القمة أي المقاومة الشعبية.
شعبنا ليس غبيا، وهو شعب عملاق يرى ويقرأ ويفهم ويحدد مواقفه لكن اشعال عملية المقاومة ستفرز نتائجها الايجابية على نقص الاحباط، واعادة الثقة بالقدرات، وستضع حدا لتوغل المستوطنين، والوصول الى مرحلة العصيان المدني العام بسرعة وهذا يتطلب عمليا:
– تشكيل قيادة ميدانية لاهم لها سوى تنظيم الناس في مواقعها وقراها ومخيماتها ومدنها.
– انشاء قيادات محلية “لجان”، لكل مخيم وقرية ومدينة وبلدة.
– استنباط الوسائل الكفاحية وتعميمها.
– رسم استراتيجية ميدانية تهتم بالتصعيد ثم الانتشار في كل مكان، وكل زمان.
– تطوير وسائل التصدي لما نتوقعه من وحشية جيش الاحتلال.
مثلا حرب البالونات لعبت وتلعب دورا هاما على جبهتين : تحطيم الاحباط وازعاج يومي للاحتلال ، هنالك مئات الضباط الذين دفعوا للتفاعد مع عهد ابو مازن لقد كلف كل ضابط من هؤلاء الشعب الفلسطيني الكثير الكثير (تدريبا وتعليما في ميادين شتى – جو – بحر – بر) وهنالك آلاف المقاتلين الذين كبروا في العمر، لكنهم قادرين على التدريب والتوجيه.
اذا كان المجتمعون في القمة صادقين عليهم أن يشرعوا باقامة غرفة عمليات.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 18 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

29 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 29

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28