] تطبيع الإمارات مع “إسرائيل” .. السر والسبب والهدف !؟ - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأحد 16 آب (أغسطس) 2020

تطبيع الإمارات مع “إسرائيل” .. السر والسبب والهدف !؟

الأحد 16 آب (أغسطس) 2020

كان المشوار طويلاً عبر الغرف المغلقة والإتصالات السرية بين عواصم الخليج وتل أبيب، وفي ظل سباق خليجي شرس بعد تولي دونالد ترامب حكم الولايات المتحدة، بين قطر والإمارات و السعودية وسلطنة عمان للوصول قبل الأخر لقلب تل أبيب، وهو ما أجبر سلطنة عمان لدعوة نتياهو لزيارة مسقط منذ عامين، جاء أمس التطبيع الإماراتي الإسرائيلي ليقطع نصف المشوار من طريق “صفقة القرن”، وهو المشوار الذي ستكون نهايته جغرافية مشوهة لما تبقى من فلسطين، كحال مستقبل العلاقات العربية العربية، ومحمد دحلان على رأس السلطة الفلسطينية، ولذلك ومنذ ثلاث أعوام على الأقل وأبو مازن يرى أن عدوه الأول ليس حركة حماس ولا حتى نتنياهو نفسه ولكن الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي.

عموما أيًا كان ما فعلته الإمارات مع إسرائيل، أو ما ستفعله بعد أن فتحت باب التطبيع على مصراعية أمام البحرين التي أنتظرت طويلا كي لاتكون أول المطبعين علنا مع إسرائيل تجنبا لعدم الإنحراف عن مخطط مايسترو الخليج والمنطقة الجديد، وأزاحت أي خجل أمام خادم الحرمين الشريفين للتطبيع العلني مع إسرائيل، وهي خطوة ستتم ولكن بعد أن يكون الأمير محمد بن سلمان الرجل الأول والأخير بالمملكة، وما يحدث في الرياض الأن من فتح ملفات رجال ولي العهد السابق محمد بن نايف وعلى رأسهم سعد الجابري ما هو إلا مخطط لحرق الخصم الأقوى لمحمد بن سلمان أمام السعوديين.

وسعد الجابري هرب من البلاد منذ أكثر من عامين ولكن لم يفتح ملف الذراع اليمنى لمحمد بن نايف إلا الأن، وهي أمور يتم التعجيل بها داخل الرياض لحسمها سريعا تفاديا لأي مفاجأت غير مرغوب فيها قبل الإنتخابات الأميركية القادمة.

فالإمارات منحت قبلة الحياة لنتنياهو، الذي وأن تخلى عن ضم أراضي فلسطينية اليوم فلم يتخلى عن ذلك غدا، ورجحت كافة دونالد ترامب أمام جو بايدن، وهناك ما يحضر في الكواليس للذهاب لما هو أبعد من ذلك.

وستبقى كلمات السر للمشهد الحالي والقادم مع يوسف العتيبة سفير دولة الإمارات في الولايات المتحدة، وحاييم صبان ملياردير إسرئيلي أميركي من أصل مصري ومؤسس “مركز صبان” لسياسات الشرق الأوسط التابع لمعهد بروكنگز في واشنطن، وأكبر متبرع للحملات الإنتخابية في أميركا لكلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري معا، وحلقة وصل قوية جدا بين ابوظبي وتل أبيب، ويوسي كوهيين رئيس الموساد والذي زار عواصم الخليج بالفترة الماضية أكثر ما زار منزله، ثم جاريد كوشنر رجل نتنياهو في البيت الأبيض ومدير السياسيات الخارجية لدونالد ترامب.

ما الذي ستتحصل عليه الإمارات مقابل تلك الخطوة ؟

هنا لا نجد إلا أجابة واحدة، فبحكم أن التطبيع الإماراتي الإسرائيلي لن يغير ما هو مرسوم لفلسطين من البداية، كما أن المال الإماراتي بذل كل ما في وسعه بالقدس الشرقية بالأعوام الماضية، فهنا لا خاسر سوى من كانوا يتعاونوا مع إسرائيل ضد العرب سرا، وهنا نشير بوضوح لنظامين، النظام التركي والنظام القطري.

ولا ننسى ما سيترتب من أثار سلبية جديدة على الأردن، والذي سيفقد واحدة من أهم أدواته، وهي نقطة الأتصال بين دول الخليج وإسرائيل، وهي نقطة كانت تعطي النظام الهاشمي ثقلاً كحال الوصاية على المقدسات المسيحية والإسلامية بالقدس.

وهنا يطرح هذا المشهد سؤالاً:

وهو هل يمكن أن تتخلي إسرائيل عن حلفائها الحقيقيين في المنطقة مقابل ورقة عليها أسم ترامب ونتنياهو وبن زايد؟

وهل يمكن لواشنطن ومن قبلها لندن الإستغناء عن أهم أدواتها في المنطقة وهو الإسلام السياسي ؟

وهنا نذكر بأن أفضل من جسد العلاقات بين إسرائيل وتركيا، عندما قالت هيلاري كلينتون في كتاب مذكراتها “لم ولن يكن هناك حليف لإسرائيل في الشرق الأوسط سوى تركيا”.

خلاصة القول الإمارات تنتظر المقابل في رفع إسرائيل والولايات المتحدة الغطاء عن تركيا وقطر، ولأن مصر مدركة جيدا للهدف البعيد من تلك الخطوة فكانت أشد وأول المرحبين بها، ولكن لا أحد يستطيع أن يتوقع أن كانت الإمارات ستنجح في التحصل على المقابل من اليهودي أم لا، بينما يبقى مكسب اليهودي مضمون لاعتبارات كثيرة.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع وجهات وقضايا   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

50 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 50

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28