] ماجدة ومارسيل إن تحدّثا في السياسة… زلة لسان «فاقعة» لنديم الجميل… وإلى أين تمضي «الجزيرة»! - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الثلاثاء 11 آب (أغسطس) 2020

ماجدة ومارسيل إن تحدّثا في السياسة… زلة لسان «فاقعة» لنديم الجميل… وإلى أين تمضي «الجزيرة»!

راشد عيسى
الثلاثاء 11 آب (أغسطس) 2020

قلت فيما أشاهد مقدمة مارسيل غانم الهجائية في برنامجه «صار الوقت»: «خلاص. الآن سقط النظام اللبناني بالفعل»حيث لا جرأة بعد ذلك، ولا خيار لمارسيل، يبدو أن الرجل قد قرر إحراق كل سفنه، فإما أن يسقط النظام، أو أن مارسيل سيقضي بقية حياته في السجن، قبل أن يكمل كل محكومياته، جراء دعاوى من الوزراء والسياسيين، موضوع الهجاء.
فحسبه، الوزير حواط متهم بالسمسرة والتآمر (مع الحكومة) ووزيرة العدل ماري كلود نجم (يناديها بالدكتورة متمسخراً) «متورطة وكانت على علم بالخطر. ادعت أنها آتية باسم الثورة وهي كاذبة». ورداً على سؤال طرحتْه الوزيرة سابقاً بخصوص ما البديل، يجيبها مارسيل بالقول: «البديل أن تجلسي في باريس إلى جانب ابنتك، فقد اشتاقت إليك». عبارة لا يمكن أن يقولها مارسيل لرجل، قبل أن يتحدث عن «فراغ عقولكم وأخلاقكم المعدومة».
يضيف مارسيل: «الشعلة الثالثة في حكومة دفن الموتى البلطجية غادة شريم وشقيقها الذي تبرز صورته إلى جانب عون وجبران باسيل، الذي هدّد بالانتقام من «أم تي في» ومنّي» وهنا يصفه بالـ «مْرِتّ»، أما لزوجها فيقول «بعرف ماضيك».

لكن يبدو أن علينا دائماً انتظار حلول المساء كي نقرر كم كان النهار جميلاً أم لا، فالنار التي أشعلها مارسيل لم تصل إلى الرئيس عون إلا بأنفاس مقطوعة، قبل أن تخبو تماماً عند اقدام «السيد»:
«إلى حزب الله والسيد حسن نصرالله، إن كان الحزب ضميره مرتاح ويعلم أن لا علاقة له بما حصل، فاليوم هو الوقت لموقف تاريخي لبناني من دون أي اعتبار آخر، اليوم هو الوقت ليعود حزب الله الى لبنانيته، ويتوقف عن زيادة الشرخ، اليوم هو الوقت لبناء الدولة إن كنتم تريدون بناء الدولة». جرأة مارسيل على وزراء الحكومة (ليس مستبعداً استقالتها بين ليلة وضحاها) محسوبة ولا تصل إلى أسّ المصيبة، إنها غاضبة وفي حدّها الأقصى في المكان السهل، وهذا بالضبط ما لم يعد يطيقه لبنان في ثورته المستأنَفَة أخيراً بعد التفجير الكارثي. سهولة طالت حتى سيد بكركي: «أنت مذنب سيدنا بقدر ما هم مذنبون». عبارة لم يقل مارسيل مثلها في نصرالله.
يختم مارسيل هجائيته بقصيدة أحمد مطر: «فوق نعلي كل أصحاب المعالي/ قيل لي عيب، فكررتُ مقالي/ ثم لما قيل لي عيب، تنبهت إلى سوء عباراتي، وخففت انفعالي/ ثم قدمت اعتذاري لنعالي».
كلام عام وغاضب، يريد أن يصيب الجميع، ومن فرط عموميته يكاد لا يصيب أحدا.

في حديث المكانس

لم تفلح جمهرة المراسلين الصحافيين حول الفنانة ماجدة الرومي أثناء جولتها في أحياء بيروت المدمرة بدفعها إلى موقف سياسي من أي نوع، راحت المغنية تكرر شيئاً واحداً، أنها جاءت لتحيّي مكانس الشباب المتطوعين لتنظيف الردم.
للأمانة، قالت شيئاً آخر أيضاً، إن عبارة «إن الثورة تولد من رحم الأحزان» كان يجب أن تبقى في الأغنية، بعد أن حذفتها الرقابة، أو شفّرتها إلى «لا لا لا لا…»، لكن مع ذلك لم يخطر في بالها أن تسمّي الرقيب باسمه أو أن تغضب منه، فهي هنا من أجل شيء آخر؛ تحية المكانس.
حاول المراسلون دفع الفنانة للحديث عن ميشيل عون تحديداً، وكان جوابها واضحاً: «لن أتحدث في السياسة».

الرومي إن تحدثت في السياسة فمن خلال منظار وحيد هو «بروتوكولات حكماء صهيون»، كما أسهبت ذات محاضرة جامعية، ولكن حين يتعلق الأمر بموت فظيع مباشر فإنها تفضّل الكلام عن المكانس.
حبذا لو سألتْ صاحبةُ أغنية «يا ست الدنيا يا بيروت» أصحابَ المكانس أنفسهم في أي حديث يفضلونها، في حديث السياسة، في الحديث عن أسباب الموت، أم في حديث المكانس!

أولويات «الجزيرة»

خبران تزامنا معاً على قناة «الجزيرة» في الأسبوع الأخير، وكانا في مقدمة النشرات؛ انفجار مرفأ بيروت، الذي أودى بحياة حوالي مئة وخمسين قتيلاً وخمسة آلاف جريح، وخبر دعوى قضائية في واشنطن لسعد الجبري، يتهم فيها ولي العهد السعودي بمحاولة اغتياله.
لكن القناة أعطت على الدوام الأولوية لخبر اغتيال فرد على خبر التفجير الهائل والاستثنائي، والذي من المرجح أن يكون له تداعياته على المنطقة برمتها. ليست الأولوية فحسب، كان الخبر أحياناً يأخذ من النشرة عشرين دقيقة قبل أن نصل إلى خبر تفجير بيروت.
مفهوم طبعاً أن خبر الدعوى القضائية والاغتيال يهمّ، حيث تبث «الجزيرة»، في صراعها المرير مع دول الحصار المحيطة، لكن هذا بالذات ما يقود المحطة لتصبح قناة بالغة المحلية أحيانا. هذا ليس ظلماً للضحايا وللحقيقة وللمهنية الإعلامية فقط، إنه كذلك ظلم لـ «الجزيرة» نفسها، كيف بدأت، وإلى أين تمضي.

لغة إذا «فقعت»

اللحظة التراجيدية الجليلة لم تردع اللبنانيين من تناقل فيديو لنديم الجميل، نجل بشير الجميل، الرئيس اللبناني، الذي قضى اغتيالاً، فيه زلة لسان مضحكة، عندما قال «في العناية الفاقعة»، فيما يقصد «في العناية الفائقة». عادي أن يخطئ الناس ويزلّ لسانهم، لكن لا أن يحاول التصحيح فيقع في الخطأ من جديد!
نجل بشير قد يكون مطروحاً ذات يوم لمنصب الرئيس في لبنان، هل أقل من أن يتعلم الرئيس لغة شعبه!


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 19 / 2342227

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع وجهات وقضايا   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

33 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 33

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28