] غضب شعبي في الضفة رفضا للاستيطان والضم… مواجهات عند نقاط التماس - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
السبت 18 تموز (يوليو) 2020

غضب شعبي في الضفة رفضا للاستيطان والضم… مواجهات عند نقاط التماس

السبت 18 تموز (يوليو) 2020

استجابة لدعوات تصعيد “المقاومة الشعبية” في مناطق التماس والاستيطان، شهدت العديد من مدن وقرى الضفة الغربية اليوم فعاليات مناهضة لمخطط الضم الإسرائيلي، ومواجهات أسفرت عن سقوط إصابات.
ولم تمنع إجراءات الإغلاق الشامل لمناطق الضفة الغربية، من قبل الحكومة الفلسطينية للوقاية من تفشي فيروس “كورونا” المواطنين الغاضبين من الخروج في مسيرات وتظاهرات شعبية ضد مخططات الاحتلال الرامية لضم 30 % من مساحة الضفة الغربية، في إطار موجة الغضب التي توافقت عليها الفصائل وتدعمها الجهات الرسمية.
وكالعادة شهدت بلدة كفر قدوم التابعة لمدينة قلقيلة شمال الضفة، والتي تعتبر حاليا أيقونة المقاومة الشعبية، اندلاع مواجهات غاضبة، حين خرج حشد كبير من السكان للمشاركة في المسيرة الأسبوعية المناهضة للاستيطان وقرارات مصادرة الأراضي، ورشقوا جنود الاحتلال الذين اقتحموا البلدة بالحجارة، فيما قام الجنود بإطلاق الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع صوب المتظاهرين، مما أدى إلى إصابة العديد منهم.
كذلك أقيمت صلوات ظهر الجمعة في عدة أماكن مهددة بقرارات الضم والاستيلاء على أراضيها لصالح توسعة المستوطنات، حيث وجهت دعوات للمواطنين بإقامة الصلاة للجمعة الثالثة على التوالي، بدعوة من فصائل منظمة التحرير، وهيئة مقاومة الجدار على أراضي بلدة عصيرة الشمالية، التابعة لمدينة نابلس شمال الضفة، وذلك رفضا لقيام مستوطنين مؤخرا بوضع بيت متنقل على قمة “جبل عيبال” التابع للبلدة، حيث هتف المشاركون ضد الاحتلال.
وعقب الانتهاء من الصلاة وقعت مواجهات أسفرت عن إصابة عدد من المواطنين بحالات اختناق عقب استهداف المشاركين بالغاز المسيل للدموع استهدفت على وجه الخصوص طاقم تلفزيون فلسطين، وأطلقت قنابل الصوت صوبهما في محاولة لمنعهما من التغطية.
وقال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف، إن هذه الفعالية خرجت بمشاركة المواطنين الذين استطاعوا الوصول إلى قمة جبل عيبال للتأكيد على تمسكنا وحقنا بالأرض ومواجهة سياسة الاستيطان، لافتا إلى أن هناك عدة مواقع يحاول المستوطنون الاستيلاء عليها في سلفيت وقلقيلية، مؤكدا أن هذه المشاريع الاستيطانية تأتي ضمن خطة وسياسة الضم، موضحا أنه سيتم العمل على تثبيت المواطنين في هذه الأراضي وتعزيز صمودهم.
وشدد عساف على أن المقاومة الشعبية مستمرة من أجل اجتثاث الاستيطان حتى زوال هذه البؤر الاستيطانية.
وأدى عشرات الأهالي للأسبوع الثاني على التوالي صلاة الجمعة في منطقة “خلة حسان” في بلدة بديا غرب سلفيت المهددة بالمصادرة من قبل الاحتلال، وقام المشاركون بعد الانتهاء من الصلاة بزراعة عشرات أشجار الزيتون هناك، حيث تعرضت الأرض في الأسابيع السابقة لاعتداءات متكررة من قبل الاحتلال والمستوطنين بهدف الاستيلاء عليها لإنشاء بؤرة استيطانية.
في السياق منعت قوات الاحتلال المواطنين من إقامة صلاة الجمعة على أراضيهم المهددة بالاستيلاء عليها في قرية حارس غرب سلفيت، بعد أن شددت إجراءاتها العسكرية على مدخل ومحيط قرية حارس، وحررت مخالفات للمواطنين.
وقال عضو المجلس الثوري لحركة فتح، جمال الديك، في رده على إجراءات الاحتلال “إن إرادة شعبنا قوية وفعالياته مستمرة ومتدرجة نحو مقاومة شعبية شاملة بحاضنة دولية وإقليمية وعربية حتى اقتلاع الاحتلال من أرضنا”.
وأمّت المسجد الأقصى أعداد كبيرة من المصلين، بعد اتخاذهم التدابير الصحية اللازمة للوقاية من فيروس “كورونا” التي تشمل التباعد وارتداء الكمامات، ووصل هؤلاء المصلون من مدينة القدس ومناطق عام 1948، تلبية لدعوات الجهات الدينية وأئمة الأقصى، الداعية إلى “شد الرحال” والرباط في المسجد، رفضا لمخططات الاحتلال الرامية لتهويده وتقسيمه مكانيا وزمانيا، وإعادة إغلاق مصلى “باب الرحمة”، لتحويله لاحقا إلى “كنيس يهودي”.
وكان مستوطنون قد أقدموا ليل أول من أمس الخميس، على اقتلاع أشجار زيتون من بلدة قريوت جنوب نابلس، كما سرقوا معدات زراعية، حيث يستخدمون الأرض للمرور من مستوطنة “شفوت راحيل” للبؤر الاستيطانية المحيطة بها باستمرار.
ومنذ نحو شهرين، صعد الفلسطينيون فعاليات المقاومة الشعبية في الضفة الغربية، رفضا لمخطط الضم الذي تريد حكومة الاحتلال تنفيذه، الذي يطال 30 % من مساحة الضفة، وتمثل المناطق المقامة عليها المستوطنات، إضافة إلى منطقة الأغوار وشمال البحر الميت، وكذلك رفضا للهجمات الاستيطانية التي زادت وتيرتها خلال الأيام الماضية، حيث أصدرت قرارات هدم لمنازل جديدة في عدة مناطق، كما قامت بهدم منازل أخرى من منازل المقدسيين ومنشآت زراعية ومساكن وخيام في مناطق عدة بالضفة.
وإضافة إلى تلك الاعتداءات وزعت قوات الاحتلال إخطارات بمصادرة أراض فلسطينية، وجرفت حقولا زراعية أخرى، في وقت صعدت فيه جماعات استيطانية متطرفة من اعتداءاتها على المناطق الفلسطينية، وشملت خط شعارات عنصرية على جدران بعض البلدات القريبة من المستوطنات، وكذلك قيامهم بأعمال تخريب ممتلكات المواطنين، واقتلاع أشجار زيتون جنوب الضفة، وحرق حقول زراعية أخرى في مناطق الشمال، ومهاجمة مزارعين خلال عملهم في أراضيهم، بحماية من جيش الاحتلال، حيث أسفرت تلك الاعتداءات عن إصابات في صفوف الفلسطينيين.
جدير بالذكر أن العديد من الجهات التنظيمية والرسمية توعد بتصعيد المقاومة الشعبية والفعاليات المناهضة لمخطط الضم، ودعت القوى الوطنية والإسلامية المواطنين إلى “تصعيد المقاومة الشعبية”، ردا على جرائم الاحتلال، بما فيها “جريمة الاستيطان الاستعماري”، و “التطهير العرقي”.
وأكدت القوى في بيان صحافي على استحالة القبول أو التعاطي مع أية أفكار أو مقترحات من أي جهة كانت لـ “إضفاء طابع الشرعية على الاحتلال”.
وحذرت من إقدام الاحتلال على “تنفيذ مخططاته العدوانية” ودعت للمشاركة الواسعة في المسيرات والفعاليات التي تنظم رفضا لمخطط الضم الاحتلالي.
يشار الى أن حكومة الاحتلال لم تنفذ مخطط الضم كما أعلنت سابقا مطلع الشهر الحالي، وذلك بسبب ضغوط دولية، وخلافات داخلية، غير أنها لم تعلن عن وقف أو إلغاء المخطط نهائيا.
وفي هذا السياق كان نائب رئيس حركة فتح، محمود العالول، قد قال “إن معركة الضم مع الاحتلال الإسرائيلي لم تنتهِ حتى الآن”، مشيرا إلى الصمود الفلسطيني الذي أدى إلى تفاعل دولي غير عادي إلى جانب الحق الفلسطيني.
وأوضح العالول أن الحراك الفلسطيني أدى إلى منع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من تنفيذ خطة الضم في الأول من يوليو/ تموز كما وعد المستوطنين.
واستبقت قوات الاحتلال الفعاليات الشعبية المناهضة للاستيطان، ونفذت حملة اعتقالات جديدة، بهدف منع تصاعد المقاومة الشعبية، واعتقلت الليلة قبل الماضية، الأكاديمي الفلسطيني عماد البرغوثي، قرب بلدة عناتا شمال شرق القدس المحتلة.
وقالت مصادر محلية إن قوة من جيش الاحتلال أوقفت مركبة خاصة تعود للأكاديمي البرغوثي واعتقلته أثناء مروره في مدخل البلدة.
كما اعتقلت سبعة شبان مقدسيين بعد ملاحقتهم ومحاصرة مركباتهم.
وأفادت مصادر محلية في القدس أن مخابرات الاحتلال اعتقلت المقدسيين وهم أسرى محررون، بعد محاصرة مركباتهم في حيّ التلة الفرنسية وسط القدس، وشارع رقم (6) الواصل بين القدس والأراضي المحتلة عام 48.
وقالت مصادر محلية إن المعتقلين هم سليم الجعبة، وعمر الزغير، وحمزة الزغير، ويعقوب أبو عصب، ولؤي ناصر الدين، وأمين الشويكي.
جدير بالذكر أن المؤسسات التي تعنى بأوضاع الأسرى، أكدت أن سلطات الاحتلال صعدت مؤخرا من حملات الاعتقال في الضفة الغربية، وخلال الشهر الماضي فقط اعتقلت 478 مواطنا، بما يشكل ضعف عدد المعتقلين في الشهر الذي سبقه، وشهدت مدينة القدس المحتلة العدد الأكبر من المعتقلين.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 134 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أحداث و متابعات  متابعة نشاط الموقع الأخبار   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

8 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 8

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28