دروس من خطاب سيد المقاومة!

يحيى حرب

الخميس 18 حزيران (يونيو) 2020

1-ما هي الدروس التي نستفيدها من خطاب سيد المقاومة؟
الشعور العام في الاوساط الشعبية هو الارتياح وشحنة معنوية عالية وثقة بتجاوز هذه المحنة التي ظن البعض انها الاقسى واننا عاجزون عن مواجهتها. وفي المقابل احباط وخيبة لدى فريق الازمة والمراهنين على تحويلها الى معطى سياسي.
2-والطرفان محقان في ما يشعران به: فالخطاب يتضمن الكثير من عوامل القوة للشعب واسباب الصدمة للمتآمرين. وهو خطاب مفصلي حاسم يؤسس لمرحلة انتقالية على الصعيد اللبناني والاقليمي في مواجهة الحرب الجديدة التي يشنها التحالف الصهيوأميركي على شعوب المنطقة.
3-ولكن ذلك لا يغني عن قراءة الدروس الوفيرة التي زخر بها هذا الخطاب التاريخي. فالسيد قدم اولا خارطة طريق للدولة لاسقاط منظومة الفساد المرتبطة بالتحالف المذكور بالضربة القاضية ومعالجة الخلل البنيوي للنظام الاقتصادي وتحويله الى عنصر قوة في المواجهات القادمة بالتحول شرقا.
4-الدرس الثاني للحراك الشعبي بترشيده ورفعه الى مستوى التحدي الحقيقي للازمة واعادة الثقة به كعنصر اساسي من عناصر الاصلاح والقوة للشعب، وانتشاله من مستنقع الاستغلال والتوظيف لاصحاب الاجندات من جهة او عبثية الربيع المشؤوم وخلفيته الصهيوأميركية.
5-الدرس الثالث لمثقفي الامة وطليعتها الفكرية بأن اوجب الواجبات هو التمييز بين معسكر الاصدقاء ومعسكر الاعداء. وان تحديد العدو هو شرط للوعي كما هو شرط للنصر. وان جوهر هذا الوعي هو حشد الطاقات الشعبية لا تفتيتها ومواجهة الفتن وحسن التصويب على العدو في نقاط ضعفه.
6-الدرس الرابع ان هذه المقاومة هي خلاصة تاريخ هذه الامة في جانبه الايجابي. وهي سفينة نوح العصر من ركبها نجا ومن تخلف عنها اغرقه السيل. وهي حاضرة بكل جهوزيتها للدفاع عن الشعب والوطن فقط لا غير، ولا عمل لها في زواريب السياسة ومتاهات السلطة ومغانمها.
7- الدرس الخامس في الاخلاق. والسادس في الوفاء. والسابع في الحكمة. والثامن في الشجاعة. والتاسع في التضحية. والعاشر في الوطنية. والايمان. والوعي. والصدق. والامانة. والثقة بالنفس. والثقة بالشعب. والاخلاص. والقوة. والعزم…… وثقافة المقاومة.
8-هل الخطاب مفاجئ؟ – انه تاريخي ومفصلي ويؤسس لمرحلة سيكون لها ما بعدها. ومن هذا المنطلق هو الثالث من نوعه. الاول عند اعلان المقاومة الذي ختم بخطاب بيت العنكبوت. والثاني بمبادرة التصدي للمؤامرة على سوريا التي توجت بخطاب سنكون حيث يجب ان نكون. واليوم: لن نسلم ولن نجوع وسنقتلك.
9- المقاومة اعطت الدولة الوقت الكافي لايجاد حلول لازمتها بالطرق التقليدية. وتجنبت ان تكون حجر عثرة حتى في الممارسات غير المقنعة وغير المجدية وحتى السيئة برأيها ما لم تتخط خطوطا حمراء تمس الامن القومي. ولم تجد كل محاولات الدولة لوقف التآمر الخارجي. بل زاد الامر سوءا.
10- لقد رأت المقاومة ان معركة التحرير فرض كفاية يمكن ان تنوب فيها ثلة من الشهداء عن الامة فيستشهدون وتحيا. فقامت حين قعد الاخرون ثم اهدتهم النصر الناجز. اما معركة الاصلاح ومحاربة الفساد فهي فرض عين. لا تستقيم بأن تقوم بها فئة في ظل انقسام وطني عامودي. فاقتضى التريث والتجمل بالصبر.
11- وعملت المقاومة على نقل بصيرتها للآخرين وخاضت الحرب النفسية والاعلامية بكل عنفها خلال الاشهر الماضية. وتحملت سهام الحقد والجهل والصبيانية التي عممها التسطيح الفكري في وسائل التواصل الاجتماعي المتفلتة. بانتظار ان ييأس البعض وتتفتح شرايين الوعي لدى البعض الاخر.
12- لكنها في نهاية المطاف مقاومة: اي مواجهة الازمات بوسائل غير تقليدية. فوضع السيد سقف السقوف: لن نسمح بتجويع الناس. بعد ان حدد العدو بوضوح. وشخص اساليب عمله واهدافه. كما مصادر قوته وحدودها. وارتفعت السبابة الشهيرة التي تعني ان القرار حاسم والخطة جاهزة والضوء اخضر.
13- ولا يجوز السؤال: ما هي خطة المقاومة؟ ففي الحروب الشعبية يكون القرار هو الخطوة الاصعب اما الوسائل فهي ابداعات لا حد لها ولا توصيف. وهذه المقاومة وهذا السيد عودانا على الانجازات منذ ان دخلنا مرحلة: لقد ولى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات. ونحن نثق. وعدونا يدرك معنى ذلك.
14- ان ما قدمه السيد من خطة تحت عنوان: التوجه شرقا، يعني الدولة. ويقدم فرصة ذهبية لتحقيق الهدف بالاساليب التقليدية وضمن حدود الشرعية الدولية. اما خطة المقاومة فهي شيء اخر بشرعيتها الثورية وقيمها الاخلاقية وحقها المشروع في الدفاع عن النفس واحباط المؤامرات على شعبها.
15- في خطابه الاخير عاد السيد قائدا ثوريا. قائدا للمقاومة الشعبية حين تعجز الدولة ويفشل المجتمع الدولي في حفظ حقوق الناس وكرامتهم. وهو كان في خطاباته السابقة يقف على منصة الحكيم الذي يسدي النصيحة ويحذر من الخطر ويوجه الى الطريق الصحيح. واذ لم تكف النصيحة فالى المواجهة در