] ترامب مستعد لشن حرب ليعاد انتخابه مرة اخرى - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأربعاء 17 حزيران (يونيو) 2020

ترامب مستعد لشن حرب ليعاد انتخابه مرة اخرى

الأربعاء 17 حزيران (يونيو) 2020 par بسام ابو شريف

أغلبية المواطنين العرب ، وربما غير العرب في هذا العالم يظنون أن الشعار الذي ترفعه ” قناة واشنطن ” ، التي تسمي نفسها ” الحرة ” ، وهو ” شعار عاصمة القرار ” ، في وصفها لواشنطن يظنون أن هذا صحيح ، وأن القرار الذي يتخذ في واشنطن بغض النظر عن عدوانيته أو سلبيته أو تبعاته ، هو قرار ساري المفعول ، وأن الشعوب لن تتمكن من رفضه وصده واعادته الى نحر أصحابه .
وقد تكون أحزابنا الوطنية وتنظيماتنا القومية والوطنية قد فشلت في ادارة الصراع مع أعدائها ، وذلك لعدم درايتها وخبرتها في رسم الاستراتيجية وتكتيكاتها وتأمين مايلزم لتنفبذها من خطط وتدريب وسلاح ومعلومات ، ولكنها حتما لم تفشل في تحديد معسكر أعداء أمتنا وأعداء الأمم والشعوب ( وقد فعل هذا معظم الأحزاب والتنظيمات قبل قيام اسرائيل أثناء دعم الاستعماريين للعصابات الصهيونية ) ، وبعدها وتركزت خطط الامبريالية منذ قيام اسرائيل على خطين رئيسيين : دعم اسرائيل لكي تحافظ على تفوق عسكري على كافة قوى المنطقة مجتمعة ، والخط الثاني كان التآمر ، وخلق تحالف مع الرجعيات العربية لضرب حركة التحرر العربية التي قادها القائد الكبير جمال عبدالناصر في هذه الفترة اشتعلت معارك في أكثر من منطقة في العالم ، والأسباب عدوانية واشنطن ومحاولة فرض الجو الذي خلقته بأكبر وأبشع عدوان همجي اجرامي ، وهو قصف هيروشيما وناغازاكي بالقنابل الذرية ” واليابانيون يعانون من ذلك حتى الآن ” ، والحالات التي اشتعلت فيها حروب عدوانية واسعة هي كوبا وفيتنام وافغانستان .
وخرجت الولايات المتحدة من هذه الحروب الثلاث مهزومة بعد أن قتلت مئات الآلاف من المدنيين والمقاومين ، كل هذا أن النظام القائم في الولايات المتحدة الذي يتحكم به ” نادي المال ” ، الذي يرأسه لورد روتشيلد وأتباعه أمثال بيل غيتس وأصحاب الصناعات العسكرية وأباطرة النفط ونوادي القمار والتكنولوجيا المتطورة ( ووضع نادي المال كل هذه المواقع التي يسيطر عليها تحت تصرف اسرائيل ) ، وحاولت الادارات المتعاقبة أن تلعب دور الوسيط والحكم في كل أنحاء العالم خدمة لمصاح هذا النادي ، وليس خدمة للسلام والاستقرار كما تدعي .
اذا أزلنا كل القشور الملونة نصل الى حد حقيقة مايجري الآن ، ونجد أنفسنا أمام عودة صارخة الى محاصرة هذا النظام داخل الولايات المتحدة وخارجها ، ونجد ( وهذا هو الأهم ) ، أن تعريف معسكر أعداء أمتنا والشعوب عاد ليكون واضحا كل الوضوح كما حدده انطون سعادة ، وميشيل عغلق ، وجورج حبش ، وبالطبع كما وقف بشجاعة وصلابة في وجهه القائد الكبير جمال عبدالناصر : الامبريالية ( الاستعمارين الجديد والقديم ) والاستعمار الاستيطاني ” اسرائيل ” ، وحلفاء الأعداء ” الرجعية العربية ” ، التي نراها تطل برأسها وتجاهر بالخضوع لقرارات العدو ( وهي لاتدري أن رقابها التي أطلت سوف تقطع على يد جماهيرها ) ، ولن يحميها الأمن الاسرائيلي ولا صواريخ واشنطن .
لقد غابت الصورة اذ طال هذا التحالف ووضوح الرؤية تجاهه كما ساد من شعارات غير صحيحة مع نهوض الثورة الفلسطينية ، ورغم وجود الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ذات الرؤية الواضحة حول طبيعة ، وتشكيل معسكر أعداء أمتنا الا أن شعارات سادت غبشت الصورة ، وفتحت الباب أمام عدم الوضوح حول ارتباط أركان التحالف ، فقد ساد مثلا شعار : ” القرار الوطني الفلسطيني المستقل ” ، وشعار ” لا نتدخل في شؤون الدول العربية ” ، ونتيجة لذلك استبدلت القوى الفلسطينية هيمنة العلاقات التحالفية الاستراتيجية بين الثورة الفلسطينية والقوى الوطنية العربية بعلاقات بين نظام ونظم ، فقد حولت هذه القوى م ت ف الى دولة في المنفى تنحصر علاقاتها العربية مع الأنظمة ، والنتائج السلبية التي نجمت عن هذه السياسة كبيرة ومؤثرة ، وحرمت الثورة من عمقها الاستراتيجي العربي ( بطبيعة الحال العلاقات مع الأنظمة الوطنية كانت ايجابية النتائج ، ودعمت النضال الثوري الفلسطيني) ، لكن الاعتماد على أموال النفط واهمال العلاقة مع أبناء أمتنا كان ” خطأ كبيرا ” .
واشنطن الآن تراجعت الى الموقع الذي كانت فيه أثناء حرب فيتنام ، والادارة الاميركية الحالية تصرفت منذ بدايتها تصرف العنجهي العنصري ، الذي يستخدم اشهار ذلك سلاحا قويا في معركته ضد الشعوب بما فيها شعب الولايات المتحدة ، وابتزت الدول جميعا على حد سواء من دول الناتو واوروبا وحلفائها ودول النفط والشعب الاميركي ، وأعلنت الحرب على كل ما أنجز بعد الحرب العالمية الثانية على صعيد الأمم المتحدة ، ووكالاتها ووصل بها الصلف العنصري حد فرض عقوبات على قضاة محكمة الجنايات الدولية لأنها وضعت على جدول أعمالها التحقيق حول جرائم حرب ارتكبت في افغانستان وفلسطين وبما أن اسرائيل هي ولاية من الولايات المتحدة ، فقد رفضت واشنطن ذلك وأعلنت أنها فوق القانون ، وأنه لايحق لأحد أن يحقق مع جنودها ” المجرمين ” .
وهاجمت هذه الادارة ، وناصبت العداء لمنظمة الصحة العالمية ، ومن ناحية اخرى انسحبت من اتفاقيات دولية وقعتها والتزمت سابقا بها مثل ” المناخ ” ، والاتفاق النووي الايراني ، وراحت تحشد عسكريا وتتآمر أمنيا للتفاوض من جديد حول ماكان قد تم التفاوض عليه ووقعت اتفاقياته ، وناصبت ايران العداء ، وفرضت عليها حصارا وعقوبات قاتلة ، وتآمرت على العراق واحتلته وقتلت مليون عراقي ” ادارة بوش ” وكذلك سوريا ، فقد دمرت سوريا ومولت هي واسرائيل وتركيا أكبرمؤامرة امبريالية صهيونية رجعية ضد العراق وسوريا ، وهي تنظيم داعش وتعسكر الآن لنهب ثروات سوريا ، وتدمر محاصيلها الزراعية وتفرض عليها قانون قيصر ، وتتآمر على لبنان والمؤامرة الكبرى التي تصب كافة المؤامرات فيها ، هي تصفية قضية فلسطين .
منذ البداية أرادت ادارة ترامب أن تبتز العالم ، وترهبه وتنهب مال الخليج ، وتحول اسرائيل من عدو الى صديق ، وتحول ايران من صديق الى عدو ، وخططت لتدمير العراق وسوريا واليمن هي وتل ابيب والرجعيات العربية ، كل هذا لتتمدد اسرائيل على كامل أرض فلسطين وتصبح قائدا للمنطقة وشريكا أساسيا في عملية السيطرة والنهب بعد أن تحول العراق والخليج الى محيط معاد لايران ، لكن هذه الادارة فشلت حتى الآن في تحقيق أي هدف من أهدافها ، وان كان الاعلام الذي يحتكر الخبر والتحليل وأصبح متغلغلا بعقول الكثيرين بمن فيهم كبار السياسيين يحاول أن يظهر انتصارات البيت الأبيض تماما كما يكذب ترامب بادعائه السيطرة على فيروس الكورونا ، وعدم وجود بطالة ونمو الاقتصاد الاميركي بينما تشهد الولايات المتحدة أكبر أزمة صحية واقتصادية منذ نصف قرن ، لاشك أن مجموع المواقف التي اتخذتها الادارة الاميركية الراهنة تستهدف المحافظة على موقع الولايات المتحدة الذي تمكنت من اقتناصه بعد اتفاق موسكو ( حزيران 1988 ) بين ريغان وغورباتشوف اذ جلست واشنطن على عرش القرار الاميركي الذي هو القرار العالمي ، وامتطت الأمم المتحدة ، وشدت السروج على خيل دول ” مارشال” ، والناتو وتحكمت بتصرفات ، ومواقف روسيا في ظل الفترة الانتقالية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي على يد غورباتشوف ويلتسين لكن عقود الزمن التي مرت بين عام 1988 ، واليوم تذهب هباء على صعيد التصدي ونهب ثروات الشعوب على يد واشنطن ونادي المال العنصري الذي يحكمها ، ويحاول أن ينشر السيطرة الاسرائيلية على الشرق الأوسط من خلال نفوذ واشنطن وقوتها العسكرية وسياساتها العدوانية ، فقد نمت الصين بسرعة ونما اقتصادها وتقدمها العلمي ، كما تعافى الاتحاد الروسي وعاد ليقف على رجليه بقوة ، وبدأت روسيا والصين بالتفكير والتخطيط لخلق محاور اقتصادية موازية لتلك التي تتحكم بها الولايات المتحدة .
ادارة ترامب تسلمت البيت الأبيض في لحظة وصلت فيها الموازين الى التعادل اقتصاديا وعسكريا وسياسيا ، لابل نستطيع القول ان الميزان أصبح يميل أكثر لصالح الصين وروسيا وايران ودول حليفة اخرى ، واتبع ترامب بدفع من نادي المال سياسة هجومية وحشية بعيدة عن كل المعاهدات والقوانين الدولية ، ولم يعط أي أهمية لآراء حلفاء واشنطن ، فارتكب كل ما ارتكب ومازال يتبجح معتمدا على سيف ذي حدين استله منذ أن انتشر فيروس الكورونا في اميركا ، وهو سيف العنصرية .
ترامب ليس عنصريا ، لكنه يستخدم العنصرية كسلاح في معركته داخل وخارج اميركا ولا يأبه لآراء ” حلفائه ” ، من ان اتباع هذا النهج قد يصبح مدمرا داخل وخارج اميركا ومن يستمع لبومبيو واسبر وهما يتحدثان عن محكمة الجنايات الدولية ، وأنهما لن يسمحا بمحاكمة أي اميركي أو التحقيق معه يعلم أنهما كما يقول ترامب يعتبران اميركا على حق واميركا فوق القانون ، وأنه اذا كان لابد من القوانين فهي تقبل فقط القوانين التي تخدمها هي وحليفتها اسرائيل ، وللتدليل سنورد هنا ما وصلنا من معلومات عن مقتل الخاشوقجي : (يقول من كان مقربا من ترامب ان قرار التخلص من خاشوقجي لم يكن خافيا على ترامب وأن محمد بن سلمان تسلم معلومات من المخابرات الاميركية ومجلس الأمن القومي حول تسريب بعض المسؤولين – الذين أقالهم ترامب – للخاشوقجي معلومات حول صفقات الأسلحة للسعودية ، وحول عمليات مالية غير شرعية تمت أثناء عقد الصفقات ، وأن الخاشوقجي سوف يكشف هذه الأسرار التي ستضر بترامب ، وربما توقف صفقات السلاح من قبل الكونغرس ، وتعهد محمد بن سلمان باسكاته بطريقة لاتشير بأصابع الاتهام لأحد لذلك حلف ترامب في بادئ الأمر بقوله جملة شطبت لاحقا ولم يعد ترامب يكررها وهي : ” هذه أسوأ تغطية للعملية ” ، وكأنه ينتقد عدم تصرف محمد بن سلمان كما وعده ) .
ترامب رجل فاسد ولاقبم أو أخلاق تحكم تصرفاته ومواقفه ، وهو يطمح بأن يجدد لفترة رئاسية ثانية لذلك سيظهر مواقف صدامية قد تؤدي الى كسر ماكان يظن أنه لن يكسر ونقصد هنا أن ترامب مستعد للذهاب الى حرب ان وجد أن الحرب هي الطريق للبيت الأبيض مرة ثانية ، الولايات المتحدة تعيش الآن مرحلة عزل النفس ، والبيت الأبيض يعيش مرحلة عزل النفس داخليا وخارجيا ، ويستند الموظف ترامب في البيت الأبيض للتعبئة العنصرية ” حتى وان شقت المجتمع الاميركي ” ، كما هي حالة البيت الآن : –
الاحتجاجات الشعبية الاميركية بدأت تركز على اصلاح النظام الأساسي بجهاز الشرطة وليس فقط محاكمة قتلة فلويد ، وحكام بعض الولايات اتخذوا قرارات بمعزل عن توجيهات ترامب ، وأظهرت جماهير اوروبا والعالم تأييدا كبيرا للهبة الشعبية الاميركية ( ويحاول ترامب أن يغطي كل هذا ، وأن يقول انه سيحقق العدالة ، وانه ضد العنصرية ) ، لكنه عندما ووجه باقتراحات تغيير النظام وموازنات الشرطة رفض ذلك ، وقد يوحي لأنصاره العنصريين بحمل السلاح في الشوارع ” حماية لأنفسهم ” ، وهذا سيخلق صراعا مسلحا .
اوروبا استنفرت ضد العقوبات التي سمح ترامب بفرضها على محكمة الجنايات ، وهذه خطوة للأمام في وجه محاولات ترامب تحطيم وكالات الأمم المتحدة ، والانسحاب من اتفاق المناخ والاتفاق النووي ، ويتفاوض ترامب مع العراق حول جدول انسحاب القوات الاميركية ، وأعلن رئيس الأركان أن جيشهم لن يبقى في سوريا للأبد ، وانهم يوكلون مهام لبنان وسوريا والعراق واليمن لاسرائيل ، وحلفائها الجدد من الأنظمة العربية سيخرج الاميركيون لكن ليس بالتفاوض ، بل بالمواجهة .
الموقف بحدوده الدنيا يشير بوضوح الى أن واشنطن لم تعد صاحبة قرار يخضع الجميع له وما تحدي الناقلات الايرانية المحملة بالوقود الايراني لفنزويلا الا نجاح باهر في هذه المواجهة ، واتبعت ايران ذلك بطائرات تحمل معدات طبية تقدمة لفنزويلا .
هذه بداية رسم لمعسكر تحالف أممي جديد يضم روسيا والصين وكوبا ، كل هذه تشير الى عودة الوضع الى الغاء ” قرار اميركي أحادي ” ، يسير العالم وهذا ما سيحصل في بلادنا سوف يهزم نتنياهو ، ولو بعد حين .


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 9 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

36 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 36

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28