] إضفاء مشروعية التطبيع تُسهّل مهمة تصفية القضية الفلسطينية - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأحد 10 أيار (مايو) 2020

إضفاء مشروعية التطبيع تُسهّل مهمة تصفية القضية الفلسطينية

الأحد 10 أيار (مايو) 2020

ما يبعث على الحزن ونحن نتحدث عن التطبيع ومناهضته، ما قاله نتنياهو أمام مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية وهو منتشياً : “قمنا بزيارة مؤثرة إلى رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان . فالسودان هي الدولة التي استضافت مؤتمر الخرطوم الذي حدد اللاءات الثلاث ضد إسرائيل ، ونحن نقوم بعملية تطبيع مسرعة معها” .
ونحن نسلط الأضواء على سياقات التطبيع الدائرة في المنطقة منذ “اتفاقية كامب ديفيد” العام 1979 ، واتفاقات “أوسلو” و1993 ، واتفاقية “وادي عربة” العام 1994 . علينا ونحن نصر على مواجهة ومناهضة التطبيع ، من وضع الآليات العملية لتلك المواجهة ، بهدف وقفها ووأدها خدمة من أجل حماية قضايانا ومصالحنا وأمننا القومي ، التي تتصدر قضية الشعب الفلسطيني الصدارة بين تلك القضايا والمصالح القومية . وهذا يتطلب تضافر كل الجهود ، وتحشيد كل الطاقات ، لمواجهة عمليات التطبيع . على الرغم أن المهمة ستواجه صعوبات في ظل ما تشهده منطقتنا العربية من انهيارات، وبالتالي التسابق في تثمير التطبيع مع الكيان كسباً لود الولايات المتحدة . إنما تستهدف في تداعياتها الدول الوطنية ، حيث بلغت عمليات التطبيع ، وخصوصاً منذ بدء ما سمي ب“الربيع العربي”، مستويات غير مسبوقة في كافة المجالات ، بما فيها التعاون الاستخباراتي والعسكري ، ومشاركة الحاخام الأكبر للكيان الصهيوني “شلومو عمار” ب“مؤتمر حوار الأديان”، في كانون الأول 2019 في البحرين ، إلى جانب رجال دين من مصر ولبنان والأردن والكويت .
إنّ تآكل مركزية القضية الفلسطينية كعنوان إستراتيجي في الصراع العربي الصهيوني ، من خلال تعمدّ النظام الرسمي العربي في أغلبيته ، في استبداله بالصراع بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني ، بهدف استبعاد الصراع من قائمة أولويات سياسات الأنظمة العربية . ويجد المطبعون مساحة من التسويق للتطبيع العربي مع العدو الصهيوني ، في الدفع المُتعمد إلى إبراز التهديدات المفترضة للجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى الواجهة . والعمل إلى بذل الجهود لتلك الأنظمة في إيجاد وخلق شراكة عربية مع كيان الاحتلال ، تحت ذريعة ما أسموه مواجهة الخطر الإيراني المتنامي في المنطقة .
الاهتمام الصهيوني بتطور علاقات التطبيع شكلت على الدوام الهاجس ، من خلفية الشعور بالغربة في الوسط العربي والإسلامي ، على الرغم من كل الاتفاقات التي وقعتها رغم مخاطرها وأخطارها . لذلك حكومات كيان العدو ، وتحديداً في عهد نتنياهو تجزم أن تعاوناً على المستوى الإستراتيجي ، متعدد الأشكال الاقتصادية والسياسية والعسكرية والأمنية والرياضية ... الخ ، قد تحقق لهم فك تلك العزلة عن الكيان . الذي لم يتمكن من تجاوزها ، على الرغم من تحقيقه اختراقات تطبيعية ليست بسيطة ، وذلك بسبب أن الكيان لا يزال يمثل في وجدان الأمة ، على أنه العدو الغاصب لأرض فلسطين ، على الرغم من التراجع الذي تعانيه القضية الفلسطينية بسبب اتفاقات “أوسلو” ، والانقسام الفلسطيني . وبالتالي الإنجراف المُدان للأنظمة نحو التطبيع ، بتقديري لن يغير الشارع العربي في تجاوزه للحواجز النفسية ، والشعب العربي في مصر والأردن وحتى في دول الخليج لن تتغير نظرتهم ومواقفهم من الكيان وجرائمه ، والانتصار للحق الفلسطيني .
وما ينطبق على الأشقاء في مصر والأردن والخليج ، ينطبق على كل شعوب أمتنا الرافضة لهذا الكيان الهجين . وهو ينطبق أولاً على شعبنا الفلسطيني عموماً ، وأهلنا وشعبنا في مناطق فلسطين المحتلة العام 1948 ، وبعد مرور 72 عاماً على الاغتصاب الصهيوني لفلسطين ، وتواجدهم وسط مجتمع صهيوني كرسّ كل سياساته من أجل تذويبهم ولم يتمكن ، وهم اليوم يمثلون الشوكة في حلق الكيان ، الغير قادر على دمجهم ، ولا على طردهم .
المحاولات البائسة في إضفاء المشروعية على التطبيع ، أنه يخدم التسوية السياسية ، ويُؤثر في سياسات الكيان ومن خلفه سياسات الإدارة الأمريكية ، تكذبها الوقائع الدامغة ، على أن سياسات كل من الكيان وأمريكا توظف التطبيع بهدف تصفية القضية الفلسطينية وعناوينها الوطنية عبر مقصلة “صفقة القرن” ، التي يجري تطبيقها العملي على أرض الواقع ، وما عمليات الضم القادمة إلاّ فصل من فصول تلك الصفقة ، التي كانت باكورتها الاعتراف الترامبي بالقدس الموحدة عاصمة للكيان الصهيوني .


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 671 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 8

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28