] بين ” القيادة السياسيّة ” لمنظمة ( حماس ) و ” كتائب القسّام! - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأحد 15 آذار (مارس) 2020

بين ” القيادة السياسيّة ” لمنظمة ( حماس ) و ” كتائب القسّام!

بقلم:د.بهجت سليمان
الأحد 15 آذار (مارس) 2020

1▪ في 12 آذار 2020م ، يومَ الخميس الفائت ، كتب القيادي في ما يُسمّى “منظّمة حماس” الإسلامويّة ، الفلسطينيّة ( أو ما يُسمّى بحركة حماس الإسلاميّة ) الإخونجيّ ( د . أحمد يوسف) ، “مقالًا” في “وكالة الأنباء الفلسطينيّة المستقلّة” (سما الإخباريّة) ، بعنوان: ( أبعاد التدخل التركي في إدلب: أطماع عثمانية أم فزعة إنسانية ؟! ) ، دافع به – و لس فيه وحسب – باستماتةٍ، عن التّدخّل التّركيّ في الشّمال السّوريّ. مع أنّ العالَمُ كلّه صار ينظر ، واقعيّاً ، اليوم ، إلى “المعركة” التي دارت في ( إدلب ) السّوريّة و ريفها – و لو أنّ بعض هذا “العالَم” سكت، أثناء ذلك ، أو تخفّى ، ذرائعيّاً – على أنها معركة بين الغزو التّركيّ و التّحرير السّوريّ لأراضٍ سوريّة استباحها “إردوغان ، العصمنليّ” بجيشه لأغراض مختلفة أهمّها فرض نفسه في الحرب السّوريّة – الإقليميّة و الدّوليّة بأطماع تتراوح بين نهب الخيرات الاقتصاديّة السّوريّة في الشّمال السّوريّ ، و دعمه المباشر المنظّماتِ الإرهابيّة الإسلامويّة السورية المجرمة الخارجة على الدّولة السورية في (إدلب) ، و اختراع “منطقة عازلة” من وحوشه الإرهابيين الإسلامويّين ، في هذه الجغرافيا ، يجعل منهم ، لهم ، فيها ما يسمى ، “منطقة آمنة” ، لاستخدامهم في أطماعه ، و ليكونوا دروعاً بشريّة ضدّ الأكراد ، و الذين يَقضّون مضجعه في هذه المنطقة ، و في منطقة الشّرق و الجنوب الشّرقيّ ، و مضجع دولته الّلقيطة و الهزيلة و المزيّفة.
2▪ اعتبر ” الإخونجيّ” أحمد يوسف ، معةبعض “نخبه العربيّة” المتواطنة معه ، أنّ “التّدخّل التركيّ” هو “حقن لدماء المسلمين الذين يتعرضون لقصف يومي يستهدف وجودهم على أرضهم”، و “وقف هجرة السّوريين لمليون لاجئ سوريّ جديد”، غصّت بهم إسطنبول بخاصّة، و هو ما يُحزن هذا النّاعق الأخونجيّ – الصّهيونيّ، أحمد يوسف، و هو الذي دعا صراحة، كما لا يعلم الكثيرون، من أجل “حوار بين اليهود و الفلسطينيين حول العالَم”، من تسبب “المهاجرين السّوريين” بخسارة إردوغان و حزبه في “انتخابات البلديات”، و هي الانتخابات التّمهيديّة للانتخابات التّشريعيّة و انتخابات الرئيس التّركيّ، في اسطنبول، خسارة هي “بسبب تنامي موجة الغضب الشعبي، جراء هؤلاء المهاجرين بهذه الأعداد الكبيرة، والتي باتت تهدد بشكل جدي مستقبل الحزب، كما أنها تشكل استنزافاً لميزانية الدولة” كما ينعق أحمد يوسف و يدّعي.
و يبدو أنّ هذا الأخونجيّ المسعور “إسلاميّاً”، أحمد يوسف، لم يسمع، أو أنه سمع و تجاهل، موجة الغضب الجماهيريّة التّركيّة المعارضة لسياسات “قِبْلَتِهِ” الأخونجيّة المتمثّلة بإردوغان و التي أردَتْهُ و سوف تُردهِ أكثر إلى حبل المشنقة، مثل سلفه الأخونجيّ الآخر (مندريس) عام 1961م، و بالتّهمة نفسها بانتهاك الدّستور التركيّ، في حال كان شرف الشّعب التّركيّ و كرامته هما مستوى القياس لِهَوسِ هذا المدمن الشّاذّ (إردوغان) على تعاطي “المُنفّخاتِ” الكاريكاتوريّة من مُوهِماتِهِ بعظمةِ.. شخصهِ الهزيل.
هذا و ليسَ من يدافع عنه و عن مشروعه الطّورانيّ البائد، أو يشدّ على جنونهِ و دونيّته – التي رأيناها في “الكرملن” أمام الرّجال الحقيقيين و الجادّين – من مثل هذا الإخونجيّ الفلسطينيّ أحمد يوسف، دعيّ الإنسانيّة و الرّحمة البائسة، بأحسنِ حالاً أو بأفضلِ مثالاً، بل بأكثرِ حمقاً و سعاراً “إسلاميّاً” على طريق استعادةِ مجد السّلطنة “العصمنليّة”، الكاذب و الفارغ و اللقيط.
3▪ لقد نسي أو تناسى و تجاهل هذا الأحمق أحد يوسف أنّ إردوغان ليسَ له شفيعٌ في أوهامه العصمنليّة، و لا حتّى من أسياده في الغرب الإمبرياليّ و الصّهيونيّ، و يأسف هذا الإمّعة على أنّ أسياد إردوغان الأميركيين “لم يتحركوا لدعم الموقف التركي، وكذلك فعل الأوربيون مثلهم” و زاد أسفه على أنّ الإيرانيين و الرّوس كانوا في الموقف المعادي لإردوغان، و يريد منهم دعمه أيضاً ضدّ سورية و القضيّة السورية العادلة.
4▪ و المخرج الأخونجيّ جاهز عند هذا الموتور أحمد يوسف، في تنكّره للقضيّة الفلسطينيّة، القضيّة المركزيّة الكبرى للقوميّة العربيّة تاريخياً، فيخلط أمنياته الدّمويّة الإسلامويّة الأخونجيّة بعقول الناس، حيث يستبدل “الوهم الإسلامويّ” بالقوميّة العربيّة، فيستعيد حديث العجائز الإسلامويّة المنقرضة، و تاريخاً أزورَ أو أعمي يعود إلى الثّقافة الأخونجيّة و الخطاب العصمنليّ الذي شربته الشّعوب الإسلاميّة في زمن الاستعمار العصمنليّ لرقعة كبيرة من الأراضي العربيّة و الدّوليّة الأخرى، بنقيق الضّفادع الصّهيونيّ، ليستذكر ماضياً لئيماً بأسى أخونجيّ أبديّ و دائم لا أفق له و لا اعتبار عقليّ، عندما يجتر المغالطات الشّعبويّة البلهاء في ثرثرة الموتورين حيث، كما يقول: “تعودت الشعوب العربية عند شعورها بالاستضعاف أن تصرخ: أين المسلمون؟ وعندما استجاب أردوغان للنداء، وحاول دعم هذه التحركات المطالبة بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، تداعت أقلام متحاملة لاجهاض هذه الهبَّة والفزعة الأخلاقية، وأخذت في شيطنة أردوغان واتهامه بأنه يحمل طموحات (استعمارية) لاستعادة مجد الخلافة العثمانية بالمنطقة العربية من جديد”.
و يتجاهل تجاهل النّعامة أنّ “الإسلام” عندما دخل منطقة المشرق العربيّ و مغربه، كما في غيره من بلدان العالم، إنّما جاء على أساس تجذّرٍ أُسيّ على ثقافات مختلفة اندمجت في الإسلام فخلقت شعوباً إسلاميّة على أساس قوميّ، فأصاب الإسلام ما أصاب الشّعوب العربيّة من تمايزات عرقيّة و قوميّة، فكانت هنالك “شعوب إسلاميّة” كما هو الأصل في “شعوب عربيّة”، إذ لم يتوحّد العرب و لا المسلمون طيلة أكثر من ألف عام، على الأقلّ، فكانت دعوة “الأمة الإسلاميّة” فارغة من معانيها كلّها بأكاذيب استعماريّة و مشروع أخونجيّ قديم بدأ مع جمال الدين الأفغانيّ الذي سخّر لأفكاره محمد عبده، فزرع معه فكرة قاحلة من النهضويّة الإسلاميّة في سبيل أمة إسلاميّة كاذبة و مزوّرة و مستحيلة، تداعت بتبويقها حتّى وصلت إلى حسن البنّا و سيّد قطب، و عبرت إلى عصرنا هذا الذي، فيه، قام بأودها الموهوم (مندريس) و تابعه (أردوغان)، و معهم “منظّمة حماس” و ذلك المنافق الرّخيص (خالد مشعل) و ذيله المكسور (إسماعيل هنيّة) و هذا الأبله اليوم (أحمد يوسف).
5▪ و يُخرّف أحمد يوسف، الذي لا يعرف التّفريق بين كلمة “دعوة” و كلمة “دعوى” [النّصّ] ليقول: ” إن قراءة علمية أمينة للموقف التركي وللسيد رجب طيب أردوغان ومعرفتنا المتقدمة بالساحة التركية، تجعلنا لا نشطح بعيداً في أفكارنا، فتركيا بلد إسلامي عريق، وهي قوة عسكرية نعتز بإنجازاتها، كما أنها قوة اقتصادية هائلة وتجربة حضارية هي فخر لأمتنا الإسلامية والعربية.. وإذا ما أجرينا مقارنة اليوم بين تركيا ودول عربية وإسلامية أخرى، فإننا نجدها تتصدر في كل شئ، في حين أن الآخرين استمرؤا حالة التبعية والقابلية الإستعماري”.
6▪ و على طول السيرة أو قصرها، كان الأخونجيّون دوماً أحد أمرين: إما أنّهم معوّقون و داخلون في متلازمة الفاقة الدّماغيّة و الفاقة الوطنيّة و الفاقة الإيمانيّة و الفاقة اللغويّة، حيث أمامنا مثال عليهم هو هذا الغراب النّاعق أحمد يوسف، فهو لا يعرف كتابة كلمة “شيء” فيكتبها “شئ”، و لا كذلك كلمة “استمرأوا” فيكتبها “استمرؤا”، و هذا عطفاً على أنّه يكتب كلمة “دعوة” و هو يقصد “دعوى”، و شتّان ما بين الكلمتين، و كذلك ما بين الأصحّاء و المصابون بالفاقة الدّماغيّة الذين لا يُرجى لهم شِفاء.
7▪ إلاً أنّ علينا أن نوقظه من كابوسه الأخونجيّ، لنقول له أنّ تركيا ليست بلداً إسلاميّاً عريقاً وفق أيديولوجيا إردوغان، و بأنّها، على العكس، دولة لقيطة من يهود الخزر، و إلى ذلك ترجِع عراقتها إن كان و لا بدّ.
8▪ و كذلك علينا أن نقول له إنّها ليست “قوة عسكريّة” تدعو أمثال أحمد يوسف للاعتزاز بها، بل هي قوّة عسكريّة خلّبيّة و جبانة و قد أثبتت الأيام القليلة الفائتة عكس دعوى أحمد يوسف (و ليس “دعوة” حسب الأخونجيّ صاحب مناسبتنا هذه، أحمد يوسف)، و هي قد جُرّبت قوّة جيشها و آلتها العسكريّة الخلّبيّة أمام أقدام الجنديّ العربيّ السّوريّ، فكانت تلك القوّة التي يزعمها أحمد يوسف ضيّقة على قدم جندينا البطل في سورية فجرّبها و خلعها من قدميه كما يخلع “الحقّ” عن الأحياء الحياة!
9▪ و ليذكر أو ليتذكّر هذا الأخونجيّ أحمد يوسف أنّ الأحداث التي شهدناها منذ وهلة فائتة من الزّمن قد أثبتت أن تركيا ليست قوّة اقتصاديّة هائلة كما أنها ليست تجربة حضاريّة، الّلهم إلّا إذا كان الأخونجيّ إردوغان هو ذلك المثال الذي ينتعل أمثال الأخونجيّ أحمد يوسف و خالد مشعل و إسماعيل هنيّة، إذ لطالما أعجب “العبد” بالسّيّد إعجاب الذّيليّة و المهانة و الخضوع.
10▪ و قبل أن نغادر هذا الموطِئ، فإنّ علينا أنْ نباغته بجديد عليه لنقول له إنّ أمّة إردوغان هي فخر لأمثاله و هي ليست كذلك بالنّسبة للأشراف و الأحرار في المنطقة و العالم، و قد خاضت أمّة إردوغان، هذه، و ما زالت تخوض مع جندينا العربيّ السّوريّ أفظع المآسي التي لا تُسرّ صديقاً لأمّة إردوغان، مثل هذا المعتوه أحمد يوسف و معلّميه و أسياده و أفراد عصابته من الأخونجين، و هي – و على عكس المثل الدّارج – تسرّ من استعداهم عليه ذلك المأفون إردوغان.
11▪ و كذلك نذكّر أحمد يوسف، بأنّ إردوغان هو آخر الموهومين باستعمار الآخرين، و أنّه هو نفسه أحمد يوسف ليس أكثر من ذيل في قطيع الاستعمار الإردوغانيّ، و ليس العكس و لا بحال من الأحوال..
12▪ و نختم هذا الفصل بضراعة هذا الكائن الأخونجيّ الحاقد أحمد يوسف، إلى “ربّه” الشّيطان الرّجيم الذي يدعي “الله” : “أن يستمر الهدوء والاستقرار في إدلب، وان يعود اللاجئون السوريون إلى بلادهم، وأن تنشغل سوريا بإعادة بنائها السياسي والاجتماعي والعمراني، وأن يجتمع شمل العرب أجمعين، فليس لتركيا أردوغان من طموحات أكتر من رؤية هذه الأمة قوية موحدة، وخياراتها لصالح شعوبها، وأن تستعيد نبضها الحضاري وحسها الإسلامي تجاه قضية فلسطين؛ قضية العرب والمسلمين الأولى”. !!
و واضح من تهجّد هذا الأخونجيّ إلى الله أنّه يحمل في روحه أقذر نماذج الأبالسة و الشّياطين الذي خُلِقوا بالشّكل البشريّ لكي يكونوا أخونجيين فقط، و ذلك بكلّ ما يحملونه من تشوّهات روحيّة خالدة خلود الرّوح و لكن في مأتمها الرّسيخِ في الرّسخ المنتظر الأكيد.
13▪ و نذكّره أيضاً بأنّ الشّعوب العربيّة لن تستعيد مجدها كما يَحلمُ هو في عزّ الزّوالِ، طالما يسكن بينها أمثاله، و على العكس فإنّها في انحدارها و سقوطها المدوّي إنّما سوف تهوي و تسقط سقوطاً مأساويّاً و أوّلاً فوق رؤوس أحمد يوسف و مواطنيه من الإسلامويين المُنتَنين و الأخونجيين العاجزين، و هي، هذه “الأمّة” المزعومة لن توجد و لم توجد، حيث يتعرّى أمامنا التّاريخ الأصليّ للمسلمين الذين ضربهم زلزال التّفرقة و العصبويّة و التّعصّب في شعوب و قبائل شتّى، و قد ذكرنا أعلاه أنّ المسلمين فِرَقٌ و عصبويّات و قبائل و شعوب و دول و خدم و رعاع و عبيد، اليوم، خلقها التّاريخ في سلطاته الإسلاميّة الغاشمة، و التي كان آخرها سلطة السّلطنة العصمنليّة، و سوف تستمرّ في هيأتها هذه إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا!!
و نقد الأحاديث الفرديّة و الشّخصيّة لا يستقرّ في مكانه المناسب و الصّحيح ما لَم يوضع في إطار الصّورة الكلّيّة الّلازمة للبيان.
14▪ إنّ الواقع الإسلاميّ اليوم هو واقع فرقة و تناحر و تسيّب و جهل و خلط للسّياسة القاصرة، أو غير ذلك، مع الدّين.
و في إطار ما كشفته “الحرب السّوريّة”، فإنّ الشّعب السّوريّ في تململٍ من أجل تجاوز ذاته الوطنيّة و القوميّة و التّاريخيّة التي أوصلته إلى ما هو فيه!
و في هذه المناسبة من الضّروريّ تجريد المشهد في صورة بيانيّة معبّرة و ضروريّة و قارّة.
15▪ عندما يقول أحمد يوسف هذا الكائن الأخونجيّ : “إن تركيا أردوغان هي شريان أمل لهذه الأمة، وليس قوة استعمارية كي تُسنَّ لها رماح النقد والتجريح !!
” أفيقوايا بقاية أمة كانت عظيمة..” (!!!؟)؛
فإنّه، إنّما، يدعو إلى جهاد إسلاميّ ضدّ سورية نصراً و انتصاراً لتركيا و ” إسرائيل ” و من وراءهم أميركا و طواغيت الغرب، مصاصي دماء الشّعوب، بالإضافة إلى من هو أداة في أقدامهم من شعوبنا في المشرق العربيّ الإسلاميّ.
16▪ و في هذه المناسبة من تداعيات الأفكار و الوقائع و الحقائق و المآسي التي نحن في نقدها الآن، للتّوّ، يُطرح على أفق العقل سؤالٌ إشكاليّ و محرج يتعلّق بالأيديولوجيا و السّياسة أو السّياسات “الحركيّة” المرحليّة و التكتيكيّة و الأخرى الاستراتيجيّة أيضاً، المتعلّقة بحاضر “المقاومة” الإسلاميّة على الحصر.
17▪ يسيلُ اليومَ سياقٌ من الأيديولوجيا الإسلاميّة المقاوِمة المتمثّلة بإيران و “حزب الله”. و يمكن أن نُدخلَ فيها من باب أيديولوجيا المقاومة الوطنيّة، سورية أيضاً. غير أنّ خلط المفاهيم و المواقف و التّصوّرات يجعل هذه المنظومة أكثر إشكاليّة، علاوة على ما تحمل من إشكاليّات انتمائيّة.
18▪ تُبدي الصّورة الإقليميّة في منطقتنا توتّرَ كُمُون، خَطَرٍ، في واقع ائتلاف و التفاف “المقاومة” على “الفكرة” التي هي فيها مبدأ و غاية في الوقت نفسه.
19▪ ففي واقع “المقاومة” الإسلاميّة الفلسطينيّة حجمٌ من التّناقضات التي لا حلّ لها نظريّاً أو عمليّاً على الإطلاق. و بقدر ما تُقدّرُ سورية، بما هي مركز الرّحى بالنّسبة إلى “المقاومة” العربيّة و الإسلاميّة، الجناح العسكريّ من “منظّمة حماس” (“حركة حماس”!!؟)، “كتائب القسام” البطوليّة الاستشهاديّة، مضيفين إلى هذه “الالتفافة” حركة “الجهاد الإسلاميّ”؛ فإنّ الأيديولوجيا الأخونجيّة تتجذّر في “حماس” و تتسرّب أحياناً إلى “كتائب القسّام” البريئة من الأيديولوجيا الأخونجيّة، عمليّاً، كما تعمل على أن تُصيب بالعدوى “حركة الجهاد الإسلاميّ”.
20▪ و تُبدي هذه الصّورة الجزئيّة خطراً متمثّلاً بالتّضحية بشهداء “كتائب القسّام” من أجل “الأرض” و “التّحرير”، بينما تحصد “حماس” الأخونجيّة كلّ ثمرة إيجابيّة من ثمار زراعة الدّم الزّكيّ في فلسطين.
21▪ و من جانب آخر فإنّ المرجعيّة العتيدة لمنظّمة “حماس”، ليستْ بريئة أو نقيّة أو صافيّة، بدلالة أنّها تُبدي في سلوكها انتهازيّة صريحة و وقاحات لا حصر لها في ازدواجيّتها المرجعيّة ما بين (تركيا) و (إيران)، مستغلّة في “انتهازويّة” تاريخيّة قذرة، و مُحرِجة لإيران على اعتبار إيران المرجع الأكبر و المصدر الوحيد أو شبه الوحيد، مع سورية، لطاقة “حماس” على مختلف أشكال “الطّاقة” التي ليس من المستحبّ قولها بالكلمات و الموادّ و الأشياء ؛ و هذا من جانب ؛ و على اعتبار إيران أيضاً “لا يُمكنها التّخلّي” عن “حماس” بوصفها تقدّم نفسها كفصيل مقاوم ضدّ (“إسرائيل”)، كما أنّها تُملي، “موضوعيّاً” جسراً من الجسور الأخرى، في هذا الجانب، بين تركيا و إيران، و هو ما يُحرج إيران، عمليّاً، و يجعلها أكثر اضطراراً إلى المهادنة مع إيران، ما يستوجب ” التباساً” عمليّاً في السّلوك الإيرانيّ نحو الموقف الأيديولوجيّ و الأخلاقيّ الإيرانيّ تُجاهَ فكرة “المقاومة” المتعارضة مبدئيّاً مع الأيديولوجيا التّركيّة الأخونجيّة، فإذا بتداخلٍ و تراكبٍ و تركيب و تعقيد، في مجمل المواقف بين تلك الأطراف، ينعكس على سورية التي تخوض نيابة عن العرب و المسلمين أكبر محرقة تاريخيّة نوعيّة عرفت حتّى الآن، التي تفترض، ذاتيّاً و موضوعيّاً الوضوح العمليّ المباشر و الضّروريّ من قبل مختلف أطراف “المقاومة” ، و هذا من جانب آخر.
22▪ الشّعب السّوريّ، و الفكرة السوريّة، كلٌّ منهما، لم يعد يثق بحماس و أخلاق حماس و مواقف حماس و التي تعلنها حماس من دون أدنى خجل ضدّ سورية في هذا الموقف التّاريخيّ الذي من أوصافه الغالبة أنّه “عصيب”.
23▪ و فيما هي علاقة سورية بإيران علاقة استراتيجيّة في “المنظومة”، فإنّ دخول حماس المعادية لسورية في جانب عمليّ و مدروس في منظومة المقاومة، إنّما يخلق انقطاعات قهريّة في “التّفاهمات” التّاريخيّة حول مواجهة “الحرب السّوريّة” التي تحتاج مواقف واضحة و حاسمة من قبل الجميع!
24▪ و بكلمات أخرى، أكثر بساطة، فإنّ هناك رفضا شعبيا كاسحا ، داخل سورية ، تجاه إعادة التواصل مع ( حماس ) ومرارة شديدة من موقف الغدر الذي مارسته قيادة ( حماس ) بحق سورية ( شعبا وجيشا وقيادة ) عندما وقفت في الخندق الآخر المعادي للجمهورية العربية السورية .
25▪ و لا يغير في الأمر شيئا ، بعض التصريحات الكلامية الزئبقية الرجراجة ، التي تنكر مشاركة عناصر من حماس في الحرب الإرهابية على سورية ( فالماء كذبت الغطاس)..
و لأن سورية هي قلب ورئة منظومة المقاومة والممانعة ، فإنها تنظر باحترام وتقدير للجناح العسكري من حماس المتجسد بكتائب القسام ، المتفرغ لمواجهة ” إسرائيل “..
و أما القيادة السياسية ل ” حماس ” فأمر آخر . حتى المسؤول السياسي الأول ل ” حماس ” : السيد ” اسماعيل هنية ” بقي ممعنا – في آخر تصريحاته – بتسمية الحرب الإرهابية الطاحنة على سورية ، بأنها ( ثورة ) رغم بعض عبارات المجاملة الإيجابية التي تفوه بها


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 33 / 2342227

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع وجهات وقضايا   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

28 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 28

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28