] ساندرز ومتغيرات الحزب الديمقراطي - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الثلاثاء 3 آذار (مارس) 2020

ساندرز ومتغيرات الحزب الديمقراطي

الثلاثاء 3 آذار (مارس) 2020 par فايز رشيد

أكد السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز الذي يتقدم حالياً في السباق داخل الحزب الديمقراطي؛ من أجل الترشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة، أنه سيراجع قرار إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب نقل السفارة إلى القدس، وسيعيدها إلى «تل أبيب» إذا انتُخب رئيساً للبلاد.
من جهة أخرى، أعرب ساندرز عن فخره بأصوله اليهودية. وتابع: «أعتقد أن ما ينبغي أن تكون عليه سياستنا الخارجية في الشرق الأوسط؛ هو حماية استقلال «إسرائيل» وأمنها بشكل مطلق؛ لكن لا يمكننا تجاهل معاناة الشعب الفلسطيني». كما شن هجوماً حاداً جديداً على بنيامين نتنياهو، واصفاً إياه بأنه «عنصري ورجعي». علماً أن منافسه اليهودي مايك بلومبرج اعتبر أنه لم يكن على إدارة ترامب نقل السفارة إلى القدس من دون تقديم حكومة «إسرائيل» أي شيء في المقابل للفلسطينيين؛ لكنه اعتبر أن هذه الخطوة قد اتخذت، وينبغي إبقاء السفارة في مكانها الحالي. نعم، اعتدنا دوماً من مرشحي الانتخابات الرئاسية الأمريكية التسابق في تقديم الولاء والدعم المطلقين للحليفة الاستراتيجية الصهيونية.
بيرني ساندرز في اعتقادنا أنه المرشح الأول بين المرشحين الأمريكيين الذي يعد باتخاذ قرار سيزعج «إسرائيل»، ورغماً عن إرادتها. من ناحية أخرى، انضم مرشحان ديمقراطيان آخران هما: إيمي كلوباشار وبين بوتوجيج إلى ساندرز وقالا: إنهما لن يشاركا في مؤتمر«إيباك». وقد اعتبر الخبراء هذه المقاطعة من قبل مرشحي الرئاسة سابقة غير معهودة، تعبر عن مدى أثر القاعدة الشابة في الحزب الديمقراطي، التي تناصر الحقوق الفلسطينية في إنهاء الاحتلال.
لكم أن تتصوروا الحملة الشرسة التي يواجها ساندرز من دويلة الكيان، ومن المسؤولين الكبار والصغار فيها، ومن الصحف وأجهزة الإعلام الأخرى. فقد صرّح وزير الخارجية يسرائيل كاتس أن «تصريحات ساندرز مروعة، وله تاريخ طويل في مهاجمة «إسرائيل» والأشياء الأكثر قداسة لهويتها وأمنها القومي». كما وُجِه السّيناتور الديمقراطي بهجمات شرسة من قبل مُنافسيه في الحزب الجمهوريّ الطّامحين في الفوز بالانتخابات الرئاسيّة على دعوته إعطاء الفلسطينيين دولة مستقلّة، وتعهده بإعادة السّفارة الأمريكيّة إلى «تل أبيب» في حالِ فوزه. والأهم من ذلك، أنّ آخر استطلاعات الرأي تُؤكِّد تقدّمه على الرئيس الحالي دونالد ترامب. ساندرز الذي يتقدّم على جميع مُنافسيه الديمقراطيين حتى الآن. في تبريره لمقاطعته مؤتمر «الإيباك» السنوي الذي سيعقد الأسبوع القادم، قال ساندرز واصفاً المؤتمر، إنه تحوّل إلى «مِنصّةٍ للعُنصريين الذين يُعارضون الحُقوق الأساسيّة للشّعب الفِلسطيني». من المعروف أن مُعظم الأقليّات العرقيّة وأبناء الطّبقات الفقيرة المسحوقة من الأمريكيين من أُصولٍ إفريقيّة أو أمريكيّة لاتينيّة يلتفّون حوله، ويتبنون أفكاره اليساريّة الاشتراكيّة التي تُطالب بالمساواة والعدالة، وتوفير الخدمات الطبيّة والتعليميّة والضّمان الصحّي والاجتماعي لهم. وهي الأقليّات التي همّشها الرئيس الحالي دونالد ترامب؛ بانحِيازه إلى الأمريكيين البيض من مُنطلقاتٍ عنصريّةٍ بحتة.
حمَلات التّشكيك والتّشويه التي تهدف إلى إفشال ساندرز بدأت مبكرّاً، وهي تُركِّز على أنّه مدعوم من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ بسبب برنامجه الانتخابيّ اليساري، ومن المُؤسِف أنّ باراك أوباما الرئيس السّابق يدعم مُنافسه الآخَر جو بادين، ويُطالب الديمقراطيين والنّاخبين من أُصولٍ إفريقيّة بدعمه، الأمر الذي قد يُحدِث انقِساماً في أصوات هؤلاء لا يَصُب في مصلحة خُصوم ساندرز الديمقراطيين فقط، وإنّما الرئيس ترامب أيضاً.
منذ سنوات قليلة يمرّ الحزب الديمقراطي الأمريكي بما يشبه ب«أزمة هوية»، ويتجلى ذلك بكل وضوح في المناظرات بين مرشحيه؛ لتمثيل الحزب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. فهناك تباين واضح في مواقف الجناح التقدمي في الحزب الذي يقوده المرشحان بيرني ساندرز وإليزابيث وارن، والتيار التقليدي الممثل بجو بايدن وأيمي كلوبوشار وبيت وبوتيجيج. وتمثل الضرائب أهم وأكثر القضايا أهمية على صعيد الخلاف السياسي الداخلي في الولايات المتحدة. وعندما وصل الرئيس الأمريكي الديمقراطي بيل كلينتون إلى البيت الأبيض عام 1992 كان يحمل معه خطة طموحة؛ لإلغاء العديد من الإعفاءات الضريبية التي أقرها سلفه الجمهوري رونالد ريجان. وأبقى كلينتون على الإعفاءات الضريبية للطبقة الوسطى من مرحلة ريجان.
وسبق لتسعة نواب من الحزب أن قاطعوا مؤتمر «الإيباك» عام 2019، وهذا له معناه في وجود انقسامات خلافية داخلية.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 49 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

24 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 24

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28