] أفضل الضربات هي تلك التي لا يرونها قادمة - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الأربعاء 12 شباط (فبراير) 2020

أفضل الضربات هي تلك التي لا يرونها قادمة

بقلم: مازن موسي طبيل
الأربعاء 12 شباط (فبراير) 2020

إن تصاعد الحملات الإعلامية بين “العدو” والمقاومة الفلسطينية، وتطورها بين الحين والآخر إلى ضربات عسكرية ضد قطاع غزة، يوحي بأن حرباً قريبة قد تقع على قطاع غزة أسهمت هذه الأجواء الإعلامية التصعيدية بتوتير الأوضاع، بالإضافة إلى بعض تحرشات العدو عبر ضربات جويه ومدفعيه وبحريه وحصار خانق استمر اكثر من 12 سنه والتي دفعت بعض الحالات العسكرية إلى الرد العشوائي وتنفيذ مهام غير منظمه وغير مدروسة حتي اقتصر دورنا علي الهجوم المؤقت والمتقطع وهذا يخلق لنا ارباك واستهلاك غير منظم للعتاد ونخاطر بالتصرف وبتهور وفقدان السيطرة علي تصرفاتنا وتاره ننتقل الي الدفاع المستمر والذي يحشرنا في زاويه ونصبح مكبلين الايدي وتتلاشي قوتنا بدلا من ذلك فلنفكر بخيار ثالث ونظهر دفاعاتنا علي انها دفاعات هشه لا قيمه لها باعتبارها دفاعات بدائية ونجعل من عدونا يصرفون النظر عنا كتهديد لهم كي نخفض من انتباههم وتيقظهم وحين نجد اللحظة المناسبة ونشعر ان هناك مجال لذلك حينها نتحول الي الهجوم علي ان نجعل عدوانيتنا مسيطر عليها وضعفنا مناوره لكي نخفي نوايانا في اللحظة الخطرة حين لايري من هم معنا سوي الخراب والحاجه الي الانسحاب عندها نشم الفرصة بلعب دور الضعيف يمكننا حينها ان نغوي عدونا بالوقوع بالهجوم علينا ومحاوله احكام الخناق حولنا عندها نفاجئه وهم غافلون وننتقل الي الهجوم حينها نمزج الهجوم بالدفاع بهذه الطريقة نبقي متقدمين علي عدونا علينا أن نسيطر علي انفسنا وأن نتحكم في عاطفيتنا لأن صراعنا مع العدو لا يحتاج للعاطفة وصفه العاطفة لا مكان لها في ميادين القتال لان عدونا بارع في ان يجعلنا نشعر بالإحباط والانفعال والميل الي المزاجيات عدونا استفاد من هجماتنا الغير منظمه والتي تندرج تحت مسمي الضربات العبثية استفاد عدونا بانشغالنا بتلك الضربات وكان المستفيد بهدوء باستكمال وتجهيز صفقه القرن وتحمل ضغط المستوطنين من شتائم ومظاهرات واعتصامات حتي اعتبر المستوطنين ان حكومته تخشي المقاومة وغير قادره علي القضاء علي المقاومة لكن العدو كان مصرا علي هدوءه وعدم اللجوء لعاطفه الجمهور الاسرائيلي وخصوصا المستوطنين علي غلاف قطاع غزه الذين يتعرضون لضربات متقطعة اما بالصواريخ او بالبالونات الحارقة او غيرها من الامكانيات المتاحة

فاستطاع العدو ان يكسب الوقت ونتائج حققها بعد حرب 2014 وهي علي النحو التالي

1. التدخل المستمر بالشئون الداخلي الفلسطيني ومحاوله خلق فجوه عبر خنق غزه وبنفس الوقت الحكومة التي تقودها حماس في القطاع وما قد ينتج عنه من تسليم الحكم للقيادة الفلسطينية في رام الله قد لا يكون أمراً مرغوباً به في الفترة الحالية إذ ما تزال أطراف إسرائيلية ترغب بالإبقاء على حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية، وعدم توفير بيئة مناسبة لإتمام المصالحة، وهو ما يعينها على فرض شروطها على الطرف الفلسطيني، أو الادعاء بعدم وجود من يمثل الفلسطينيين كله .

2. نجاح العدو في كسب بعض الدول العربية والأجنبية والهرولة بالتطبيع مع العدو تحت شعار التعرف علي العقل الصهيوني ودراسة المجتمع الصهيوني وتبادل الخبرات

3. السماح بضخ المال بعد حصار دام سنوات طويله واشغالنا بكشوفات ال مائه دولار عبر وسطاء ينفذون سياسه العدو

4. نجاح المؤسسة الاستخباراتية لدي العدو في تنفيذ مهام اغتيال علي الجبهتين اللبنانية والفلسطينية والخارجية بالاشتراك والتعاون مع مؤسسات استخباراتية عربيه وأمريكية

5. استطاع ان يصمد امام المتغيرات الداخلية للبيت الصهيوني وتحديا فشل تشكيل الحكومة للمرة الثانية علي التوالي وعدم اعطاء فرصه للمقاومة بان تستغل تلك الفجوة الداخلية للعدو.

6. نجاح العدو مع حلفائه بأنهاء صياغه بنود صفقه القرن واستغلال فرصه بان هناك دول غارقه ما بين الفقر والمرض والانقلابات وكان اخرها فايروس كرونا الذي اصاب الصين وسيصيب بعض من الدول ان كانت اجنبيه وعربيه .

7. . استمرار حالة الحصار، فعلى الرغم من المحاولات الفلسطينية لكسر الحصار عن غزة، إلا أن “إسرائيل” ما تزال تفرض قيودها البرية والبحرية على القطاع .

8. نجح العدو في تعطُّل ملف التسوية بسبب رفض “حكومة العدو” بوقف الاستيطان والتهام اكبر عدد ممكن من الاراضي الفلسطينية .

تغيير قواعد اللعبة مع العدو

ان افضل طريقه لتغيير قواعد اللعبة مع العدو وافشال أي مؤامرة ان كانت صفقه القرن او حتي التصدي لاي مؤامرات اخري يجب علينا أن نفكر جيدا بأن شعبنا صمد مع المقاومة وتحمل اعباء كثيره ولم يكن يوما ضد المقاومة لكنه يبحث عن انتصار محقق وليس انتصار معنوي او اعلامي وهذا يتوقف على توحيد صفوفنا وتوجيه البوصلة ضد العدو واستلام زمام المبادرة الحل الامثل هو الهجوم المضاد لندع العدو يقوم بالخطوة الاولي ونتظاهر بالضحية وليبلع الطعم ويقوم بالهجوم دون منحه أي انجاز لضربته وجعله في حاله ارباك وغضب وعدم استقرار حتي ينهك نفسه حينها يأتي دور المقاومة وتفاجئه بالهجوم علي اهداف قد اعدت من قبل وهي التركيز علي استعاده والسيطرة علي غلاف غزه بطول 7 الي 10 كيلو وهذا يتطلب منا خطه محكمه ومدروسة ولا شيء مستحيل في جيل استطاع ان يربك حسابات العدو عبر بالونات حارقه واجتياز الموانع والاسلاك الشائكة أن يفكر ولو مره بان تلك المستوطنات ليست ببعيده علي تحريرها والسيطرة عليها حتي لو ساعه

اضرب وتمركز وارفع العلم ثم انسحب

تكتيك عسكري يحتاج منا الاصرار وهذا يتطلب منا كثافه بضرب العدو بمدافع الهاون والقنابل الحارقة والانطلاق عبر الممرات التي اعدت للاقتحامات وتفخيخ الشوارع وقطع الامدادات وفصل المستوطنات عن المواقع العسكرية للعدو والسيطرة علي المستوطنات وساكنيها على المقاومة الفلسطينية أن تقوم بتغيير بعض الخطط وان ننتقل من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم واسترداد الأرض بالقوة في حروب الدفاع أو حروب الهجوم هناك تكلفة لامفر منها ولكن لو تعاملت المقاومة بأسلوب الهجوم والتمركز والسيطرة هنا ترضخ الحكومات الصهيونية ويكون الانجاز السياسي متين وقوى ومنجز بنفس الوقت .ويتطلب من المقاومة جهد كبير وتخطيط محكم ودقيق وان تكون المعركة ليس بث الرعب والخوف بين المستوطنين نحتاج إلى خطة تزيل تلك المستوطنات عبر السيطرة عليها والتكثيف بالعمليات الهجومية عبر الإنفاق الهجومية وإغراق مستوطنات غلاف غزة بالصواريخ والهاون والقذائف الحارقة وعمليات الإنزال وشل حركة الجنود الصهاينة واختيار المستوطنات الحيوية والمهمة والسيطرة وان نجعل علم فلسطين يرفرف فوق المناطق المحررة ويمنع الانسحاب منها حتى إكمال انجازات المعركة

الفيتناميون يقاتلون كالابطال لكن الابطال يتعلمون من الفلسطينيون

يجب ان نتعلم من تجربة ثوار الفيتكونغ في فيتنام ضد الاحتلال الفرنسي والأميركي خلال الخمسينيات والستينيات فقد سجلوا انتصارات أسطورية وبخاصة في مدينة سايغون في جنوب فيتنام ومنطقة كوتشي ومن خلال شبكة الأنفاق الواسعة، أبدع الفيتناميون في عمليات الاختفاء والتمويه، فباغتوا المحتلين بهجمات فجائية وسيطروا على مدن وقرى كثيرة ومن ثم اختفوا سريعا دون ترك آثار من خلفهم. هكذا يجب ان تكون المقاومة الفلسطينية تغيير في النهج العملياتى وإبداع في أداء النخب العسكرية ووحدات الاستشهاديين

يرونها بعيدة ونراها قريبة وإنا لصادقون

هذا ليس بحلم أو كما يعتقدة المهزومين فيلما هنديا لا يمكن تحقيقه أو تنفيذه لأنهم مازالوا يعيشون بمصطلحات توازنات القوة وغيرها من الأمور متناسيين أن المقاومة الفلسطينية بقلة عددها ركعت الجيش الذي لايقهر في قلعة شقيف والنبطية والبارد والبداوى فى جنين ورفح في نحل عوز وزكيم يكفى أن عدد كبير من الصهاينة مازالوا يتناولون حبوب مهدئة من عملية وادي الحرمية وكريات شمونة عملية الطائرات الشراعية لا يوجد شئ مستحيل أمام قوة وصلابة المقاومة نحتاج إلى الإرادة والعزم نحتاج بان لا نرهق أنفسنا في معارك لا هدف ولا انجاز منها نحتاج إلى السيطرة وان يقابل احتلال الأراضي باستعادة الأراضي وان يقابل القصف على بيوت العزل بالسيطرة الكاملة على مستوطنات غلاف غزة

المقاومة ليست ببعيده عن ذلك الحلم الذي سيتحول الي حقيقه عبر ترتيبنا وفصل المقاتل عن المقاول وفصل الثورة عن الثروة لدينا جيل يعشق الشهادة والتضحية ويحتاج منا الاصرار والتخطيط الدقيق التركيز علي ضرب العدو في عمق الجبهة الداخلية بالقنابل البشرية والعودة الي العمليات الاستشهادية والعمليات النوعية والتي تربك حسابات العدو وتجعله في حاله ذعر وتخبط

لنحقق أمنية شهداء معركة الإعداد بان دمائهم لم تذهب هدرا ذهبت في سبيل استرجاع الأرض التي سلبها المستوطنين ولنقيم نصبا تذكاريا لهم في الأراضي المحررة بإذن الله


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 64 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع وجهات وقضايا   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 10

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28