«45 مليون شخص بحاجة لمساعدات غذائية عاجلة»، بهذا الرقم استهل تقرير أممي الإشارة إلى الحاجة الملحة لدعم سكان إفريقيا الجنوبية؛ لإنقاذهم من خطر الموت المحتم، الذي ساهم فيه الاحتباس الحراري وما تبعه من قحط وموجات جفاف وفيضانات ضربت معظم دول تلك المنطقة. وتسببت هذه الموجة المناخية والتي لا أفق لانتهائها على الأقل في القريب العاجل، بأزمة جوع بلغت مستوى غير مسبوق، وتشير الأدلة إلى أنها ستزداد سوءاً، حسبما أكدت تقارير أممية؛ طالبت أيضاً بملايين الدولارات؛ للإنقاذ العاجل.
هذه الموجة تعد الأسوأ منذ 35 عاماً في تلك البقعة من القارة؛ إذ ارتفعت درجات الحرارة بشكل أسرع بمرتين من باقي دول العالم؛ حيث يعيش نحو نصف سكان زيمبابوي الذين يبلغ تعدادهم 15 مليون نسمة في حالة انعدام مزمن للأمن الغذائي، كما يعاني انعدام الأمن الغذائي نحو 20 في المئة من سكان ليسوتو التي ضربها الجفاف، ونحو عشرة في المئة من سكان ناميبيا.
الأرقام المهولة تدعو إلى التأمل؛ إذ إن العوامل الطبيعية ليست وحدها من يلعب دوراً في هذا التدهور، فللبشر الدور الأشد تأثيراً في انهيار أجزاء عدة من العالم وليس فقط في تلك المنطقة من القارة السمراء التي تعاني أساساً عدم وفرة المياه والغذاء.
التقرير الأممي يدق ناقوس الخطر، ويؤشر إلى أزمة عميقة، حذر منها الكثيرون، ونشطت لأجل احتوائها الكثير من الحركات التي طالبت بسياسات رصينة من الدول الكبرى؛ لحماية سكان الكوكب من خطر داهم. وهذا الخطر بدأ يظهر في كثير من المناطق؛ إذ أشارت تقديرات صادرة عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى أن السنوات العشر الماضية شهدت ارتفاعاً استثنائياً في درجات الحرارة، ومرد ذلك إلى انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ما تسبب باضطرابات جوية ضربت الأمريكيتين، وأوروبا، وإفريقيا، وأستراليا التي تنهشها النيران، وأدت الحرائق فيها إلى تدمير المساحات الخضراء، فضلاً عن نفوق أكثر من مليار حيوان، إلى جانب الخسائر التي قدرت بمليارات الدولارات.
إفريقيا التي تعيش أوضاعاً حرجة؛ نتيجة التغيرات المناخية، التي ساهمت بها الدول الصناعية، تحتاج قبل الدعم «الشحيح» المقدم لها، إلى سن قوانين عالمية، تقيها مستقبلاً مما يهدد أجيالها، وتمنع انهيار الكوكب برمته. فتقارير عدة حذرت، من ارتفاع منسوب المياه في المحيطات والبحار، التي قد تغمر أجزاء واسعة من اليابسة؛ بفعل الذوبان المستمر في القطبين الجنوبي والشمالي، كما أن الأعاصير ستنشط بشكل مطرد، إضافة إلى الجفاف الذي ضرب وسيضرب مناطق جديدة.
لذا فإن اتفاق باريس للمناخ الذي اعتمد في 2015، والذي انسحبت منه واشنطن، لا بد من تفعيله، واتخاذ إجراءات تقلل من الانبعاثات التي تهدد عشرات الملايين من البشر، وتسمم حياة الأجيال القادمة. كما يجب على الدول الصناعية وخاصة الولايات المتحدة، أن تستجيب للنداءات الشعبية التي خرجت في كثير من الدول بتظاهرات مليونية، للدعوة إلى وقف الجشع، والالتفاف حول المصلحة الجامعة للعالم بأكمله.. فهل يستجيبون؟
الأحد 19 كانون الثاني (يناير) 2020
ناقوس الخطر
الأحد 19 كانون الثاني (يناير) 2020
par
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
9 /
2356263
ar أقلام wikipedia | OPML OPML
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
12 من الزوار الآن
Visiteurs connectés : 7