] إشكالية العلاقة بين الوطني والديمقراطي الجزائر نموذجاً - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
السبت 28 كانون الأول (ديسمبر) 2019

إشكالية العلاقة بين الوطني والديمقراطي الجزائر نموذجاً

السبت 28 كانون الأول (ديسمبر) 2019 par معن بشور

عشية 27 ديسمبر/كانون الأول، الذكرى الحادية والثلاثين لرحيل العقيد هواري بومدين رئيس الجمهورية الجزائرية لسنوات، ورئيس أركان جيش التحرير خلال سنوات الثورة وما بعدها، ودع الجزائريون في تشييع مليوني مهيب قائد الأركان الفريق أحمد قايد صالح في تعبير عن وفائهم لجيشهم الوطني وتقديرهم لحسن إدارة صالح في التعامل مع الحراك المستمر منذ عشرة أشهر ونيف.
فوفاء الجزائريين لقادتهم.. ولجيشهم.. وشهدائهم ومجاهديهم وفاء منقطع النظير، إذ أن أفضل تعريف يمكن أن نعطيه لرجل أو إمرأة جزائرية هو لقب شهيد أو مجاهد أو ابن شهيد.. أو زوجة شهيد.. أو أخت شهيد..
ورغم ذلك فقد عشنا زمن العقيد هواري بومدين مفارقة مؤلمة، وهي أنه رغم تقديرنا لتاريخ الرجل وأنجازاته الوطنية والقومية ودوره في حربي حزيران 1967، وتشرين 1973، واحتضانه المميز لفلسطين، قضية وثورة وشعباً، إلا أننا لم نقبل أن يبقى الرئيس أحمد بن بله أول رئيس لجمهورية الجزائر المستقلة، ونزيل السجون الفرنسية لسنوات، وصديق جمال عبد الناصر والعديد من قادة التحرر في العالم، سجيناً في بلاده لمدة 15 عاماً، فشاركنا في أكثر من حملة لإطلاق سراحه، لاسيّما تلك التي أطلقتها جريدة “السفير” عام 1977 ورئيس تحريرها الصحافي العربي الكبير طلال سلمان، والتي لم تؤت ثمارها إلا بعد أن أصدر الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد عفواً عن بن بله.
المفارقة نفسها واجهناها مع القائد أحمد قايد صالح بعد الحراك الشعبي السلمي الرائع الذي انطلق في الجزائر في 22 شباط/فبراير 2019، وأودى بالحكم السابق، حيث واجه القايد صالح بصلابة كل محاولات التدخل الفرنسي في الشؤون الداخلية، وكان حريصاً على تجنب سفك نقطة دم واحدة في مواجهة الحراك، الذي لم يتوان بعض المشاركين فيه من إطلاق شعارات تستهدفه شخصياً، حتى قاد البلاد نحو استحقاق دستوري تمثل بانتخابات رئيس الجمهورية، رغم كل ما يمكن أن يثار حولها من ملاحظات.
وكما كنا نؤيد الرئيس بومدين في نهجه العام، معترضين في الوقت ذاته على سجن بن بله لسنوات طويلة، كنا أيضاً نؤيد قائد صالح والجيش الوطني الشعبي في نهجه العام، لكننا بقينا معترضين على اعتقال مجاهد صادق عريق كالرائد سي لخضر بورقعة وقد بلغ من العمر السادسة والثمانين ولم يتوان يوماً عن الانتصار لشعبه كما لكل قضايا أمّته وفي طليعتها قضية فلسطين..
إنها إشكالية عصرنا، بل ربما كل العصور، وهي التوفيق بين دعم النهج الوطني والقومي لهذا الرئيس أو الحزب أو النظام، وبين الاعتراض على بعض الممارسات غير الديمقراطية.. إشكالية لا نجد طريقاً لمواجهتها إلاّ بالتسلح بالموضوعية، فنؤيد ما ينبغي تأييده دون حرج، ومعارضة ما ينبغي معارضته دون وجل.. ونبقى نعترض على سجن معارضين ووطنيين على يد أنظمة وطنية..
رحم الله القائد أحمد قايد صالح الذي كانت جنازته المليونية استفتاء نادراً لصالح جيش الجزائر ولرئيس أركانه..
ورحم الله هواري بومدين الذي لا يمكن أن نذكر محطات هامة من محطات الجزائر والأمّة إلا ونذكر له بصمات هامة ورائعة فيها.
ورحم الله بن بله قائداً وزعيماً ورئيساً.
وأطال الله في عمر سي لخضر بورقعة وفكّ أسره مع كل سجناء الرأي في الجزائر والوطن العربي.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 1322 / 2342879

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 10

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28