] حل الدولتين: «صدق» ساعر المسعور ويواصل الكذابون كذبهم! - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الخميس 19 كانون الأول (ديسمبر) 2019

حل الدولتين: «صدق» ساعر المسعور ويواصل الكذابون كذبهم!

صابر عارف
الخميس 19 كانون الأول (ديسمبر) 2019

صادق أعضاء الكنيست الإسرائيلي الأسبوع الفائت على مشروع قانون حل الكنيست الإسرائيلي الذي انتخب قبل اسابيع وإجراء إنتخابات ثالثة جديدة خلال عام واحد في 2 أذار القادم من العام القادم، بعد ان عجزت الاحزاب والتكتلات الإسرائيلية عن تشكيل حكومة جديدة وفق التقاليد الإسرائيلية في مؤشر ودليل واضح عل عمق الازمة الداخلية الإسرائيلية التي بدأت مع بداية الشلل السياسي في “إسرائيل”، منذ أن انسحب حزب “يسرائيل بيتنو” بزعامة ليبرمان من حكومة نتنياهو في نوفمبر من العام 2018، بسبب ما وصفه عن “تنامي الخطاب الديني اليهودي في إسرائيل، وضعف إسرائيل أمام الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة”، كما قال المنسحب ليبرمان زعيم الحزب المذكور.
في خضم أعمق أزمة سياسية اسرائيلية غير مسبوقة نجحت ديمقراطية اسرائيل الداخلية في اخفاء عمقها لسنوات. ومع ان الدور الفلسطيني والعربي محدود جدا في تاسيس وتشكل هذه الأزمة ، الا أن الفشل الاسرائيلي في التعاطي مع الشأن الفلسطيني وعجزه عن ايجاد اي حل له، سلما كان ام حربا ، بات يمثل هذا الفشل ركنا من اركان الأزمة الإسرائيلية المتفاقمة ، وهذا ما أشار اليه ضمنا جدعون ساعر منافس نتنياهو على رئاسة حزب الليكود الأقوى في إسرائيل، عندما قال وهو يستعد لمنافسة نتنياهو على زعامة الليكود بأن حل الدولتين مع الفلسطينيين ،، ليس حلا ،، انه وهمٌ، وينتقل من فشل إلى فشل منذ أكثر من 81 عاما “. وبهذا يكشف ساعر ضمنا بان حل الدولتين الذي ادعى الليكود تبنيه في مرحلة من مراحل حكم نتنياهو لم يكن جادا ولا صادقا في هذا التبني، وقبل ان يقدم حله الكركتوري الجديد الذي تتقاسم فيه إسرائيل الأدوار مع الاردن مرة اخرى ولكن بصيغة وطريقة اخرى تختلف عما سبق تداوله مطلع تسعينات القرن الماضي وقبل اتفاق اوسلو وحل الدولتين ، ومن سخريات القدر انه اتهم نتنياهو الاكثر تطرفا ضد الفلسطينيين بانه قدم التنازلات للرئيس الفلسطيني محمود عباس !!!. واتهم نتنياهو بالمشاركة في وهم حل الدولتين عن طريق التفاوض مع الفلسطينيين”.
عرض ساعر حله الجديد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي قائلا،” إن الحل هو سياسي ينص على منح الفلسطينيين حكما ذاتيا مُتربط مع الاردن ، ودعا لاقامة حلف اقتصادي بين إسرائيل والفلسطينيين والأردن”. وأكد بانه “لن تكون هناك دولة أخرى مُستقلة غير إسرائيل، بين النهر والبحر”.
بهذا لا يكشف جدعون ساعر عن ان اسرائيل كانت تلعب وتتلاعب مع العرب والفلسطينيين في مفاوضات عبثية حولها ابو مازن ومن معه الى نظام ونمط حياة فلسطيني باسم،، الحياة مفاوضات ،. ولا يكشف عن الجشع الصهيوني في العمل للسيطرة الكاملة على فلسطين كاملة، بعد تخليص الفلسطينيين من الانتماء الوطني والسياسي لفلسطين لمصلحة الانتماء للحكم الذاتي مع الاردن، وانني اعتقد جازما بانه يدرك ويعلم جيدا بان هذا ليس حلا، ولا يمكن ان يقبل به اي فلسطيني عاقلا كان ام مجنونا، وسيكون هذا الحل الكركتوري ملهاة جديدة لربع قرن آخر من مفاوضات جديدة مع وريث ابو مازن من مدرسته الانهزامية الكارثية، وسياسة ملهاة المفاوضات أكدها مجددا بالامس يعقوب بري رئيس جهاز الموساد الاستخباري الإسرائيلي زمن الانتفاضة الاولى عندما قال ودعا رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو “الى الاستفادة من الفرصة الراهنة لاستمرار سياسة المفاوضات مع الفلسطينيين مؤكدا رفضه و”الشاباك” فكرة ضم أجزاء من الضفة الغربية داعيا إلى عدم التنازل عن فكرة المفاوضات التي ماتت بموت اتفاقية أوسلو.
ما تقدم يؤكد للقاصي والداني وللعاقل وغير العاقل اننا لم نكن في الطريق للوصول لتنفيذ وتحقيق المشروع الوطني الذي تدعي قيادة حركة فتح برئاسة ابو مازن التمسك به، ولم نكن ابدا في الطريق لاقامة الدولة الفلسطينية المستقلة تحت شعار ووهم حل الدولتين، لقد ضحك الفلسطينيون على انفسهم ربع قرن منذ العام ١٩٧٤م عندما اقروا ما اسموه بالبرنامج المرحلي، ثم أكمل الضحك علينا في مؤتمر مدريد وقبل اتفاق اوسلو شامير وإسرائيل كلها ربع القرن الثاني لاستكمال الملهاة لنصف قرن من الزمن، وعلى ما يبدو ان هناك مخططا اسرائيليا امريكيا جديدا للتلهي به طيلة نصف قرن قادم باسم صفقة القرن التي لم يعلن عنها حتى الان بالرغم من مرور ثلاث سنوات وهم يعدون بنشرها، وباسم فلسطين الجديدة أو الحكم الذاتي للفلسطينيين مع الاردن.
صدق ساعر بقوله ان حل الدولتين وهم ، وما يؤلمني أكثر من ان أصدق كاذبا هذا التمسك الفلسطيني الغبي بحل الدولتين تحت وهم انه الحل الممكن الذي قبل به العالم مع انه تخلى عنه فعلا وحقيقة بدون اعلان رسمي بعد التخلي الامريكي الرسمي المعلن عنه. وانني على يقين بان أي خيار وحل غير صهيوني غير خيار خيار وحل الدولتين، بم في ذلك حل الدولة الواحدة الديمقراطية غير الصهيونية سيكون ممكنا اكثر وقبل حل الدولتين، شاء من شاء وابى من ابى، باعتباره حل المستقبل، وباعتباره حل صراع وحوار في نفس الوقت، صراع مع الصهيونية وحوار مع اليهودية غير الصهيونية. لا شيء في الدنيا، ولا شيد في الكرة الارضية اسوأ من الوهم والركض وراء السراب!!!.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 215 / 2342227

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع وجهات وقضايا   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

33 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 33

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28